أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد السّكي - الفلسفة السياسية لادلة التفاعل الكيميائي !














المزيد.....

الفلسفة السياسية لادلة التفاعل الكيميائي !


محمد السيد السّكي
كاتب وروائي مصري واستشاري تحاليل طبية

(Mohamed Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7346 - 2022 / 8 / 20 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستخدم الادلة الكيميائية للكشف عن إتمام التفاعل الكيميائي حيث تستخدم في التحليل الحجمي volumetric titrations كدليل على الوصول إلى نقطة النهاية والتي عندها يتم تفاعل المواد بنسبة اوزانها الذرية..
وفكرة الدليل في تقدير تركيز الأحماض والقواعد قائمة على تغير لون الدليل في الوسط الحمضي والقاعدي .. فعند تفاعل حمض مع قاعدة يضاف الي الوسط القاعدي دليل الحامضية والقلوية indicator وعند الوصول إلى نقطة التعادل فإنه سيصير الوسط متعادلاً ومجرد سقوط قطرة واحدة من السحاحة (أنبوبة مدرجة بها صنبور) التي تحتوي على الحمض فان الدليل سيتحول الي لون معين.. فيكون تحول اللون هو دليل على إتمام حدوث التفاعل الكيميائي ثم يتم معرفة حجم الحمض غير معلوم التركيز و الذي استهلك من السحاحة والذي تفاعل مع كمية معروفة من القاعدة معلومة الحجم والتركيز اعتماداً على مبدأ تفاعل المواد الذي يتم بناء على اوزانها الذرية.. ومن تلك الفكرة التي يلعب فيها الدليل أداة مهمة تدركها العين يمكننا تحديد وتقدير تراكيز المواد المجهولة.. فلو عندك كمية من حمض معين لا تعرف تركيزه تتم معايرته مع قاعدة معلومة التركيز ومع حجم معين منها وعند تجاوز نقطة التعادل بقطرة واحدة يصرخ الدليل متغيرا لونه ليقول لقد انتهى التفاعل !! ..
ومن خلال معرفة حجم الحمض الذي استهلك ومعرفة حجم وتركيز القاعدة يمكن بسهولة معرفة تركيز الحمض المجهول والعكس صحيح في حالة القاعدة الغير معلومة التركيز..
لقد جعل الله لنا علامات في الطبيعة بما تتضمنه من تفاعلات كيميائية حيوية.. فمجرد تخمر الخبز فانك ستعرف ذلك من خلال زيادة حجم الرغيف وانتفاخه نتيجة خروج ثاني أكسيد الكربون..
وانك أيضا سترى الجثة المتعفنة تطفو فوق سطح النهر بسبب انتفاخها ووجود ثاني أكسيد الكربون بكمية كبيرة بداخلها..
وكما ان الادلة هي أداة مهمة يمكن بها الاستدلال على إتمام حدوث التفاعل بين المواد الكيميائية والتي تتفاعل بنسبة اوزانها الذرية او المكافئة المول mole´-or-equiv..
فان هناك مجموعة من الادلة التي تدل على مدى رقي الوعي الجمعي وما يستتبعه من تطور في الانظمة السياسية الديمقراطية للوصول إلى ناصية عقد اجتماعي رشيد مفعل من خلال منظومات قانونية واجتماعية واقتصادية وسياسية..
لقد مرت أوربا بمنعطفات كثيرة لكي تصل إلى أنظمة حاكمة ديمقراطية تتجلى فيها حيثيات ظاهرة وضمنية لمفهوم علاقة الحاكم مع المحكومين وتضمن الي حد كبير عدم تغول الحاكم.. وبدأت تلك الحركات كحركات تنويرية ثارت على تحالف الملك مع رجال الكنيسة بحيث تكون السلطة الروحية خالصة لرجال الدين بقوة يد باطشة تستخدم ضد كل الذين يخرجون ضد تعاليمها وتكون مباركة الكنيسة للملك واعتباره ظلاً للاله هو الشرط المرجو في صفقة تحالف الملك مع الكهنوت..
لقد استغرق هذا المخاض سنوات طوال لكي تتجاوز أوربا عصور الظلام بل وتعلو رايات أدلة التعرف على مدى النضج المجتمعي في جميع مناحي الحياة..
معيار ثقافة الشعوب ونهمها على القراءة والمعرفة هو الدليل الكيميائي للوصول إلى نقطة نهاية تفاعل رشيد بين الحاكم والمحكوم..
لن تصل إلى تحقق مفهوم النظام السياسي الديمقراطي الرشيد في ظل مجتمع لايقرأ وعقله الجمعي غير ناضج..
وفى حالة وجود نظام سياسي واعي متفرد يحكم مجتمعا ادلته الكيميائية باهتة المعالم فإنه سياخذ فترة كبيرة من خلال آليات تنفيذية واضحة يتم الاهتمام من خلالها بالتعليم والثقافة والبحث العلمي وارساء مبدأ بوصلة الأولويات التي ما ان تضيع من ذهن الحكام حتى تتوه سفينتهم بشعوبها..
لقد كتبت في مقال سابق لي بعنوان "صهيونية الاسيتون" اوضحت فيه مقدار اهتمام اليهود بالعلم حيث انهم حصدوا حوالي ٢٠٠ جائزة نوبل اي حوالي ٢٥ ٪ من مجوع جوائز نوبل و كيف تحول بلفور المعادي للصهيونية لا كبر داعم لها بعد دور حاييم وإيزمان في إنتاج الاسيتون بكمية كبيرة في الحرب العالمية الأولى والذي يتسخدم في متفجرات الكوردايت المستخدمة في الصواريخ حيث قال بلفور :
لقد صهينني الاسيتون !!..
الشعوب التي انحرفت سفينتها نحو الفن الردئ وتعاني من أمراض المناعة الاجتماعية الذاتية واختلت فيها بجهل منظومة الترابط الأسري وانحصرت فيها رقعة الارض الخضراء الواعية التي ظهرت في الخمسينات والستينات واخذت تتآكل شيئاً فشيئاً حتى اضحت الطبقة المثقفة محمولة فوق نعش متهشم اعرج السيقان ولا تجد من يدفنها فيسترها ولا تجد طبيباً ينعشها لتعود دليلاً كيميائياً واضحاً يبرهن على وعي الشعوب وتركيز منظومة الحكم التي ستتفاعل معه..
ومن تجليات الله البديع الحكيم فى الروح الانسانية ان تتوهج فى الانسان سمات الابداع والاستقراء والاستنباط متجاوزا ً ومحلقاً الى ابعد الحدود.. بل ان الله القى فى هذه الروح كل وسائل الجنوح حتى على مراده البهي ..
وكلما هبت نسائم الابداع وتذوقه من روحك كلما استشعرتها وثمنت نصيبك منها ..
كلما تذوقت الموسيقى او ابدعت فيها، تذوقت الآداب او ابدعت فيها و تذوقت ابداع الله واسراره فى كونه المنظور وكشفت عنها ..
كلما زاد عطاؤك وتذوقك (الموسيقي والادبي والفني والعلمي ...الخ ) كلما حظوت بنصيب اكبر من روح الله المتعالي الاكبر..
أن الأمم التي تفتقد لتوهج بهاء الروح الجمعية لهي فاقدة المعالم و ان أدلة الاستدلال بها ستدل على مولود انظمتها السياسية ومدي تركيبته الجينية..

بقلم د. محمد السيد السِّكي استشاري تحاليل طبية وكاتب وروائي مصري..



#محمد_السيد_السّكي (هاشتاغ)       Mohamed_Elsayed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا والنجوم !
- سر الحياة وفلسفة الخلية!
- صهيونية الاسيتون !!
- فخ الزمان ومعضلة المالانهاية!
- التدوين والتنوير.. الداء والدواء ؟!
- مناعة الشعب المصري الاجتماعية
- تليسكوب جيمس ويب... تأملات كونية!
- تفاحة آلان تورنج !
- سيكولوجية الحاكم... النفعية والوطنية والمنطق !


المزيد.....




- شركة أيسلندية تخطط لبناء مدينة من الحمم البركانية.. هل يتحول ...
- الجزائر: الكاتب بوعلام صنصال يقرر عدم الطعن في الحكم بسجنه خ ...
- مستوطنون يقيمون بؤرة بالخليل ويعتدون على فلسطينيين برام الله ...
- إسرائيل تدرس رد حماس مساء قبل توجّه نتنياهو إلى واشنطن
- شهداء ومفقودون بسبب المساعدات الغذائية في غزة
- الحكومة السورية تعلن عن هوية بصرية جديدة للدولة
- هونغ كونغ.. أسطورة الثراء الفاحش التي تمتلئ بالمكتئبين
- -يسرائيل هيوم- ترصد أسباب اهتمام أميركا بإسرائيل
- هل تمكن قادة الناتو من فك شيفرة ترامب؟
- -تلغراف- تكشف 5 قواعد عسكرية إسرائيلية استهدفتها إيران


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد السّكي - الفلسفة السياسية لادلة التفاعل الكيميائي !