أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد السّكي - سيكولوجية الحاكم... النفعية والوطنية والمنطق !















المزيد.....

سيكولوجية الحاكم... النفعية والوطنية والمنطق !


محمد السيد السّكي
كاتب وروائي مصري واستشاري تحاليل طبية

(Mohamed Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7304 - 2022 / 7 / 9 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترتكز دائماً معادلة التفاعل مابين الحاكم والشعوب على
مادتين للتفاعل لا ثالث لهما وهما النفعية والوطنية وطالما تواجدا وتفاعلا فان الناتج هو تقدم الشعوب..
ربما تكتنف فلسفتي تلك غنوصية ورمزية ولكن عند التمعن في طرفي معادلة الأوطان السعيدة وبمراعاة سيكولوجية المواطن والحاكم فإنه من السهل الوصول إلى ناصية منطق تتساقط امطار أمله على كل ارضٍ محرومة حزينة..
كل إنسان يسعى الي مصلحته كمبدأ وجودي نفسي والحاكم هو إنسان يحاول تحقيق منفعته وكما تصطدم منفعة الفرد مع الآخرين فان منفعة الحاكم أيضاً تتصارع احياناً مع الوطنية ونتيجة الصراع كمد يصيب صدر الوطن ويخنقه ويجعله يتخلف عن الأمم..
وعلى الدوام فان احداث التوازن الذي يضمن تحقيق المنفعة للجميع حاكماً ومحكوماً هو مبغى المجتمع الراشد..
عند النظر لجميع المجتمعات المتقدمة نجد تحقق هذا التوازن..
ذوبان مفهوم الانتفاع مع الوطنية تنتج عنه مخرجات النفعية الوطنية او الوطنية النفعية...
اني اؤمن انه لا يوجد حاكماً عميلاً خائناً لانه ببساطة حتى وإن كان نفعياً بحتاً وديكتاتورياً فإنه سيصبح الوطن له جزءاً من انتفاعه . فلو ان اي جاسوس او عميل خائن أصبح حاكماً لوطن فان استراتيجية انتفاعه ستتغير حتى وإن كانت مستندة على عقيدة والناتج وطناً رخواً هزيلاً لا يقوى على الكلام ولكنه لن يكون سلوكه وتوجهه مثلما كان موظفاً برتبة جاسوس..
عند النظر الى التجربة المصرية الحديثة وتسلسل حكامها فإنني بتحليلي المتواضع اخلص الي الآتي :
لقد كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هو الشخص الوحيد الذي كان بمقدوره أحداث تحول ديمقراطي رشيد. لأنه كان يملك حضور الزعيم الملهم لسواد اعظم من الشعب بل والمنطقة العربية. ولقد حاول - رحمه الله- أحداث نهضة ناصرية بالوطن الا انه تعثر في نفعيته المتمثلة في مجلس قيادة الثورة وبعض أصدقائه ونزواتهم وطغيانهم احياناً ونفعيتهم مع علو صوت آمال زعامته المحمودة - في وجهة نظري- والنابعة ليست من آنانية وإنما من شهامة للأسف قد تمثل مناوأة طبقاً لمفهوم السياسة القذرة..
لا تنتظر من الحاكم ان يمنح الفرصة لاحد لكي يقتله وهو هنا يفعل ذلك كأي بشر يتوق للحياة. فاذا كان حال تجربة بلاده الديمقراطية الهشة ونفعيته المتزايدة سيتمخض عنه محاسبته وربما قتله فلا يجد مفراً امامه سوي ارساء مبدأ استمراريته في الحكم. ولا أعني هنا بالنفعية كون الحاكم يريد الانتفاع الشخصي فقط وإنما يمتد المفهوم ليشمل حزبه ونظامه وقناعاته ومنطقه السياسي والاقتصادي..
يصطدم الحاكم مثلاً عندما يريد تطبيق منظومة عدالة اجتماعية في الأجور مع اجنحة كثيرة تمثل القوة الفعلية في البلاد واذا أراد الانحياز الي القطاع العريض من الشعب فإنه يصطدم مع سطوة رجال الأعمال ويسعى لاحداث التوازن بناء على نفعيته ووطنيته وسيكولوجيته وقد يجانبه منطق الحكم الرشيد..
تعلم الرئيس السادات - رحمه الله - من انتفاضة الخبز درساً لم ينعم بتطبيق ما تعلمه منه ولكن الرئيس مبارك- رحمه الله - هو من صار ذلك نصب عينيه..
لقد حاول الرئيس السادات الخروج من عباءة ناصر القومي وما يستتبع زعامته من قرارت حروب..
رغم محاولة الرئيس مبارك الانحياز لمحدوي الدخل الا انه افاق على توغل وفساد من يعتقد انهم سنده فعلت في الافق صراعات نزاع النفعية والوطنية..
لقد افاق الرئيس السيسي على شمس متغير جديد هو بمثابة تهديد لما نسميه النفعية والوطنية معاً وهو الثورة والحراك الشعبي وما يتبعها من دمار وهزات اقتصادية وتناحر وتهديد للسلم الاجتماعي فصارت من أولوياته التصدي لها هي وجماعات الإسلام السياسي الذي يلبس عباءة التدين للوصول للحكم..
فصارت تلك التحديات حجر عثرة في السياسات والقرارات الاقتصادية التي يجب تفهمها من خلال توازنات الوطنية و النفعية..
الحراك الشعبى والثورات في وجهة نظري وخاصة مع الشعوب المأزومة اقتصادياً تمثل كارثة بكل المقاييس. كما أن التغيرات الديمراقراطية الرشيدة غالباً لم تنتج من ثورة شعبية وإنما من حراك فردي ايدته نفعية الجموع (الوطنية) ..
قبل نقد سياسة الحاكم لابد أن تتفهم سيكولوجيته وتعطي له حلاً مريحاً لاشكال نزاع النفعية والوطنية وكفى التشدق بما لو كنت انت احد اطرافه لكان لك رأي وفعل اخر وكما نقول "الكراسي بتغير" و" اللي ايده في المية مش زي اللي في النار"..
الحديث والاسهاب عن صراع النفعية والوطنية ومنطق التلاقي وتطبيق التصور على مجريات السياسة المصرية عبر عقود سيحتاج الي عشرات المقالات..
أن الاطروحات التي تتيح إيجاد حلٍ لذلك الأشكال العميق والذي احياناً يكون ميراثاً ثقيلاً يفرض نفعية جديدة و أولويات متباينة لابد أن تكون هي الطريقة التي يطرحها المفكرون وارباب العمل السياسي والاقتصادي بشفافية بعيدة عن المصلحة الشخصية والرغبة في اعتلاء الكراسي..
لقد كان الرئيسان عبد الناصر والسادات- رحمهما الله - من مواليد برج الجدي وهو الذي يعطي مواليده مزيداً من التفرد بالرأي مع الحنكة السياسية والصبر والبطء في اتخاذ القرارت المصيرية..
ولنستفيد من تجربة حكم ترامب لامريكا وكيفية خروج المنطق الجمعي الأمريكي من حادثة اقتحام مبنى الكونجرس من قبل أنصار ترامب بتحريض منه ..
فوجود استراتيجية الخروج الأمن للحاكم حتى مع شططه تمثل أولوية مهمة لبناء صرح الأوطان التي تتعافى وتصحح أوضاعها بعيداً عن الخيال وعدم المنطق..
طبيعة مواليد برج الثور التي تلمع ترابيته في نفسية الرئيس مبارك - رحمه الله - كانت عائقاً في جعله محباً للتغيير. فمواليد الثور يمتازون بالعند والجلد وكراهية التغيير وعدم التأقلم بسرعة مع الأحداث الطارئة مما يجعلهم يخسرون الكثير..
الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وقدس الله سره - انمحت فيه أمواج النفعية الدنيوية وعلت فيه انوار النفعية الاخروية فرأينا منطق وفلسفة عمر التي لم تتكرر في وجهة نظري..
ولتكن على يقين ان الله الذى يدبر الأمور ويعرف خفايا الصدور ويحس بأنين المحروم ورعشة جسد المظلوم لهو القادر على تحقيق مراده في خلقه وان تدخل تدخلاً لطيفاً لا تستوعبه عقول البلهاء الا انه يتدخل بالتدخل الصارخ اذا شاء..
التجربة الصينية والروسية بالرغم من كونهما تستندان على عصا تضرب إيادي الديموقراطية الغربية الا انها استطاعت بذكاءٍ الوصول الي متفاعلات من النفعية الوطنية اثمرت تقدماً وازدهاراً ..
التجارب الديمقراطية الغربية اخذت سنيناً وعقوداً لكي يتبلور عنها منطق يجد فيه الحاكم منفعته ولا تتصادم مع منفعة الشعوب..
صناعة الأمم لا تقوم على النوايا ولا تترك لمراقبة الضمير ولكن تقوم على المنطق وإيجاد الحلول التوافقية التي يستريح لها الجميع بعيداً عن الدعوة إلى التطرف وتخوين الاخر. فقد تكون احيانا نفعية الحاكم هي بمثابة الحياة والموت له وعندها تطأ قدمه كل شبر في منطقك لا ظلماً وبغياً بمنطقه وإنما تمسكاً بالحياة..
قدم صيغة شيقةراشدة وارمها في ثوب الحاكم تحل له من خلالها ذلك الأشكال التصادمي وتقدم له عاملاً حفازاً يضمن الحصول على نواتج نقية لتفاعل منطق الأوطان حينها تكن فيلسوفاً لامتك ووطنك..
حيثما تلاقت النفعية والوطنية فثم الأمة المزدهرة والمنطق الرشيد..



#محمد_السيد_السّكي (هاشتاغ)       Mohamed_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد السّكي - سيكولوجية الحاكم... النفعية والوطنية والمنطق !