|
11منتدى بانياس الثقافي / سوريا
هاتف بشبوش
الحوار المتمدن-العدد: 7698 - 2023 / 8 / 9 - 14:25
المحور:
الادب والفن
خالد فهد حيدر وسميا صالح يرسمان ظفائراً لبانياس البحر والساحل وهدأة الفينيق .. كنتُ حاضرا كناقدٍ في المركز الثقافي لبانياس/ سوريا قبل يومين ومامضى منذ عام . هي سوريا التي وصلت البقاع البعيدة من خلال الروائي اليساري جورج امادو وروايته ( غابريييلا قرفة وقرنفل) التي عظّمت من شأن سوريا من خلال الشاب البرازيلي من اصل سوري وكيف عشق البرازيلية (غابرييلا) ذات العجيزة المميّزة لدى شعوب لاتين أمريكا والبرازيل خاصة . وكيف يرقصون السامبا على انغام الموسيقى حتى تتماهى الآديان والعرق والإصول . اليوم وفي مركز بانياس ، جمعني الشعر والنقد مع عقول ناضجة لاتحتمل المجاملات بل كلها نخبة من صلصال العزيمة التي تريد رفع راية التشظي في سبيل الأوطان وماطل من اعالي جبالها وسفوحها ونهر سينها النمير . لامناص هناك من يعمل ويجتهد ويثابر في تنشيط فعاليات هذا المنتدى الفينيقي بدءً من الصديق الشاعر والأديب (خالد فهد حيدر) الذي يدير المركز بإقتدار العارفين وذوي الخبرة الممارِسة والرصينة . ومن ثم الشاعرة المميّزة التي شاركت في مهرجانات عربية عديدة فهي بمثابة ( روز اليوسف) في إدارة صالونها المصري الشهير أنذاك . إستمعت الى مجموعة من درر الشعراء الذين إستطاعوا أن يحفروا أسمائهم في قائمة مبدعي الساحل السوري والبلد على إختلاف أمصاره وهم كل من علم اللطيف ومفيد عيسى ورماح بوبو ومنذر حسن وحسان شريفي . وبعدها جاء دور النقد الآني والمُختَصر فكان لي وقفة مع كل شاعر وماقاله في فحوى شذراته فكان الشاعر علم عبد اللطيف وكإنه يريد أن يقول لنا من ان الشاعر هو جزء من عالم صلب وعليه كيف يجعله يتبدد ويصبح كالأثير ، وقد اعطى الكثير عن مفاهيم الدال والمدلول والمخيّل والعاطفة والحكمة التي هي من مهام القصيدة ومن دونها يصبح القصيد مجرد تقطيع وأوزان . أما مفيد عيسى أحمد فهو الأديب المتنوع بين الشعر والقصة والسينما وهو الشاعر النثري المنفرد والذي اراه كما الماء كلما حوصر يستطيع أن يشق طريقاً آخراً وهو يمتلك اسلوبا مغايرا ولايريد الدخول في التجريب وفي أحد فلقاته البديعة تحدث عن مريم والمسيح والصراع المشابه لمارواه اليوناني كزانتزاكيس بين الكهنوت والعلمانية في اليونان والحرب الأهلية في ذلك الوقت وهذا ما حصل في سوريا في الأعوام الماضية وما خلّف وراءه من دمار شامل . أما الشاعرة رماح بوبو فكانت شجر لاذقي طالع من الشعر وقد تحدثت عن المرأة بجرأة عالية وعن الموسيقى وفد أصابت قلب الحقيقة فسوريا هي أم الموسيقى بما كان يحصل في مجلس سيف الدولة الحمداني والفارابي ومافعله من عزف ولحون عن الضحك والبكاء والنوم وكل مقطوعة لها فعلها العميق عند الجلاّس . ثم الشاعر منذر حسن وقد تطرق في شعره وقال ( ثلاثين من الشعر) فهو هنا قد تقارب مع المفهوم الشهير لخبانة يهوذا للمسيح بثلاثين من الفضة ، وهو ايضا ذلك الشاعر كما السجين في الظلام لكنه يستطيع أن يرسم على الجدران الوانه الزاهية . أما الشاعر حسان شريفي قد أعتد بنفسه حين قال ( الحب والسحر أنا) ومن حق الشاعر أن يفخر بنفسه فقد فعلها يوما الجواهري حين قال ( كلما حدثتُ عن نجمٍ بدا/ حدّثتني النفس / أن ذاك أنا ) . بعدها انتهى وقت الشعر والأدب وجاء وقت التصوير للذكرى التي تبقى كمخزون في القلوب وعمر الشاقي باقي . ثم الجلوس في المقهى الجميل للفنانين وصاحبه شاعر وأديب ذو طبع هاديْ وقد تعرفتّ على وجوه هادرة لها بصمتها في الثقافة الا وهو الأديب الموسوعي الثقافة ( جابر أبو عبود ) هذا الرجل المقدام والباذخ وصاحب اليد الكريمة بعد ان كان عتيدا ماجداّ أيام زمان مضى واليوم فضّل أن يلتفت الى عمله اليومي ومعمله الخاص بالجاتو . أعلاه ماشهدته عيناي وسمعته أذناي في الظهرية الشعرية ليوم السبت المصادف 15/7/2023 . أما مارأيته في ذات المركز قبل عام حيث كنتُ حاضرا أيضا واستمعت وعرفت كيف يتم تفعيل الشباب وتعزيز طاقاتهم وإمكانياتهم ورفع مستوى الوعي لديهم الى المدنيّة فكان فعلا هو محفل اليفاعة والشبابية . فعرفت أنه يعطي الإنطباع والتصور الشفيف حول يفاعة الأعمار لدى كلا الجنسين فأجمل عمر للصبية والصبايا هو ذاك الذي لم يكبر بعد . فتيان وفتيات بأعمار تتراوح بين السابعة عشر الى أقصى عمر في الواحدة والعشرين جاءوا بكل نعومة أجسادهم وأشعارهم ليرونا ماهية المغامرة التي تتغلغل في روح هذا العمر اللّدن . فعمر الصبا يحب روح المغامرة مهما كلفته وهو العارف أن الطريق قد تؤدي الى مخرج من عدمه ولكن المهم سيدخلها مهما كلف الأمر . وهنا الدخول الى متاهات الأدب هو الدرب المؤلم إذا ما إستمر المبدع الشاب عليه وليس كما في أول الأمر ونشوة الإنتصار في كتابة قصيدة ومن ثم القاءها أمام الجمهور . ولذلك كانت بدايات القرن التاسع عشر والعشرين هناك من الأدباء الذين نبغوا الشعر مبكرا إنتحروا وهم في عمر الزهور من الألم الذي أصابهم ومنهم الروسي يسنين ، والشاعرة سيلفيا بلاث ، أو رامبو الذي القى بحياته في متاهات السفر وإنتهى وهو في قمة عطاءه . أما اليوم وعالم الحضارة إختلفت الأمور وأصبح التمشدق بالحياة هو الأهم للمشاركة مع ألاخرين في بناء الروح الحقيقية للإنسان بدءً من شبابه حتى كهولته . في منتدى بانياس هناك الملفت للنظر أن الحضور الطاغي هو للشابات أكثر من الشباب وقد جاء معهنّ آبائهن وأمهاتهن فضجّت القاعة بالحضور البهي المزدحم ، وهذه نقطة تأشير حضارية قلّما نراها في أمكنة أخرى . وهناك أيضا علامة إنتباه على من تعب لهذا الأمر وسهر كي يعطي الفرصة للشابات في النبوغ الشعري والمضي نحو ناصية الإبداع وهذا الأمر جلّه وأعظمه قامت به نخبة أدبية يشارُ لها بالبنان كما قلت أعلاه . المحصّلة النهائية هو أنني وجدت بذرة الشعر لدى صغار الأعمار ومنهن قد أبدعت في محاكاتها للشاعر محمود درويش في قصيدته ( أيها المارّون) . وأما البقية فقد توزع الإبداع الشعري لديهم بين أرصفة العاطفة والحب والوجدان بأبسط يفاعته التي تناغمت مع أعمارهم الى حد كبير . وفي النهاية أقول هل أحسد الصبايا والصبية على دخولهم المبكر في الوعي إعتمادا على ما قاله كافكا ذات يوم ( اذا كان هناك ما هو أشد خطورة من الإفراط في المخدرات فمن دون شك هو الإفراط في الوعي) . وفي الأخير أقول أطنان إعجابي بهذا المركز وجبال ذهولي لكل العاملين في إحياء هكذا محافل تسر النفس وتبهج الذائقة الأدبية وعلى إمتداد مامضى وما سيأتي مع مراهنات أعمارنا ومغامراتها إن كان لها بقية من أيام ودقائق وثواني .
هاتف بشبوش/شاعر وناقدعراقي
#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا / قسمين / اللاذقية
-
11زيارتي الأخيرة الى العراق ….
-
111الشعر ُلدى إفلاطون والقرآن الكريم ...
-
الفيلسوف فريدريك نيتشه والموسيقى ..
-
إبراهيم عبدالرزاق ، يضعُ الكلامَ ، على النخيلِ واليَمام ..جز
...
-
111 حديثٌ على طاولة
-
إبراهيم عبدالرزاق ، يضعُ الكلامَ ، على النخيلِ واليَمام ..جز
...
-
11 نستولوجيا ، بين البصرة وبغداد ، سعاد نعيم
-
حوارٌ مع الموت
-
تماثل
-
نص ( ضيافة)
-
111اللاذقيّة..مقهى هيشون
-
تعويـــذة
-
منذ عشرة أيام ، أنا مفلسٌ تماما
-
سقراط .. كابتن المنتخب البرازيلي
-
جمال وناس ، شهيدٌ شيوعي
-
اليساري الأشهر في العالم .. مارادونا
-
الشاعر التشيلي ، بابلونيرودا…
-
11البرازيلي ، جورج أمادو ..
-
مفيد عيسى أحمد ، بين العدميّة والتقديس وإدراك الزمن ..جزءٌ ث
...
المزيد.....
-
رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ يبحث عن
...
-
رحيل الفنان المغربي مصطفى الزعري
-
على طريقة الأفلام.. فرار 8 أشخاص ينحدرون من الجزائر وليبيا و
...
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|