أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - 11 نستولوجيا ، بين البصرة وبغداد ، سعاد نعيم














المزيد.....

11 نستولوجيا ، بين البصرة وبغداد ، سعاد نعيم


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 7603 - 2023 / 5 / 6 - 13:36
المحور: الادب والفن
    


سعاد نعيم ، شاعرة عراقية أصدرت ديوانين حتى الآن ، وأتناول هنا نصيّن مضمّخين بالإغتراب الذي تولّد منه حنيناً وشوقاً الى البصرة وبغداد..

أردد مع شارل إزنافور :
(بالأمس حين كنتُ صغيراً )
طعم الحياة ..
كان حلواً كالمطر على لساني
وكان لي بالبصرة بيتا
أجمل من أمطار باريس ومويجات السين
ذاك الذي ينحدر جنوبا
فينساب نحو بويب
نحو جنوب قلبي
لكنّ صوت أديث بياف *
ينشد بدلاً عني ..
لا..
لست ُنادمة ، حيال أيّ شيء

الحب له صفة المطاطية المثلى ، تسحبه ، تعانقه ، تناصبهُ الحب والوئام ، تجاريه ، تساكنه ، تصرخ فيه ، أو تكون في عالم السكون حيث الضمة الساخنة من تلك الغادة التي تصادفها ذات معشرٍ ناعم وخفيف . النار والحريق في قلب الشاعرة سعاد جليّة في هذه الأبيات والقلق الدوار الذي يجعل المحب وكأنه في إرجوحة الحياة التي تصعد به وتنزل ، إعتمادا على حسراته وآهاته التي ستخمد حتما في الوصال ، سترى السلام والراحة ، مثلما استكانت القلوب حينما أثرت فيها نرجس العيون . حتما سيبقى صهيل الحنين رمزا نستعين به أينما حلت بنا الضاقة ، إنه العنفوان والحركة ، إنه اللاإرادة اللامنتهية ، إنه سباق الزمن في هذه الحياة التي لابد لها أن تتلطف علينا بلذائذ الأنس بين الآونة والأخرى ، وهذا هو دوام الحال من محال الشاعرة سعاد التي تصر على حب الأوطان والحبيب حتى تجعلهما لغزا محيرا ، إنهما زفيرها ، وجناحاها ، وسراجها المستنير .
ولآن الشاعرة سعاد قاطنة في فرنسا فإنها حتما تتأثر بمبدعيها ومنهم المغني (شارل إزنافور) والمغنية الشهيرة (إديث بياف) التي لها مأساة حقيقية في حياتها حيثر يموت حبيبها الملاكم العالمي (داسان) أثر حادث طيارة وهو قادما اليها من أمريكا الى فرنسا فترثيه في أجمل أغانيها حتى تموت حباً وكمدا على حبيبها في عمر السابعة والأربعين وهي في ذروة شهرتها .
الشاعر مهما جار دهره عليه ، ومهما ضاقت به العبارة والأفق الفسيح ، لابد له أن يلجأ الى الحب ولا غير الحب ، هو الذي يجعل قلب الشاعر مستكينا من ملمات الأمور ، الحبُ لا الكره والمناكفة من سمات الشاعر الحقيقي وهذا مافعلته باالضبط الشاعرة سعاد في نصيّها اللذين حملا كل معاني الحنين ( النوستولوجيا) الى البصرة وبغداد .
الشاعرة سعاد أجدها هنا قد تحولت الى منحىً آخر في الشعر ، المنحى العذب ، حيث جعلت من الشعر محاكاة دقيقة للطبيعة والمدن البعيدة التي تفصلها عنا المحيطات والبحار والقارات ولذا يتطلب الأمر اللجوء الى الطائرت كي نعبر بها كل تلك السموت حتى نصل الى أرضٍ ولدنا فيها وتركنا كل شقشقياتنا النزقة بها ولم يبق منها غير الصدى والنشيج الحزين .
في النصين هو العودة الى الذاكرة هذه التي أتعبت المغتربين وكما قال علي الوردي الحنين الى الأوطان هو موضوع يتعلق بالجاذبية الآرضية فمهما إبتعد المرء عن بيته الصغير وعن شوارعه وأزقته الضيقة في بلده الأصل ، يظل يتوق الى رؤياها كي تكتمل روحه وتنتصب ثقافته فالأمر كله مناط بالجاذبية التي تسحب المغترب الى هناك قريبا من تراب صباه الذي سال على الآرض وتشربت به حد الشبع ولازالت تبحث عن المزيد من نبضه ووقع حوافره وأنفاسه وكل مايحمله من لحم ودم في كتلته الجسدية . هنا سعاد كتبت بمفاهيم الأغنية الهندية الأسطورية التي تقول ( إنّ الأرض لنا والسماء لنا) فمهما ابتعدتْنا واختفينا بين الجبال والبحار فهي من ضمن أرضنا وسمانا القابعتان في الوصال الممتد بين العين والقلب . وفي الأخير أقول أجمل ما خطه يراع سعاد هو حين قالت في نص بغداد :
حلمٌ أنتِ ، أو بعضُ خطوٍ من منامْ
وكبوذيةٍ ..
أزاولُ اللاشيء فيك بانعزال
وحدي أتجرع حكمة التجربة المتأخرة
أضيق بمسارات حنينٍ
بزهوِ انتصار نبضاتي فيكِ
بغداد ..
لقد هرَم إغترابي ، ورماد سكائري
يتطاير مع الذكريات
وبقيتُ ..
أحدقُ في مساحة نهضتك

كل إمريء يكتشف مؤخرا أنه فعل الخطأ ولات ساعة مندم ، لكن الاهم أنه يدخل في دائرة الصواب مجددا ولايسمح لنفسه أن يكرر ما عمله وليعطي لنفسه أن يزاول الإنعزال مع الذات ويترك ماحواليه من أسباب ألمه وأوجاعه حتى يكتشف ذاته وماهية الكون والحياة . لذلك تطرقت الشاعرة سعاد للحكيم ( بوذا) الذي رجع بعد غياب طويل عن الجمع البشري وأعطانا من التعاليم العظيمة التي ظلّت حتى اليوم وأسست شعوب مازالت تعمل لكي تصل الى النرفانا ( ذروة السعادة) التي تحدث عنها بوذا نفسه . وفي النهاية اقول من انّ سعاد نعيم كانت تريد ان توجه رسالتها الواضحة من خلال النصين ( طالما يحافظ القلب على الذكريات ، فالذهن يحتفظ بالحب وأوهام الحب.... الكاتب شاتوبريان) .



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارٌ مع الموت
- تماثل
- نص ( ضيافة)
- 111اللاذقيّة..مقهى هيشون
- تعويـــذة
- منذ عشرة أيام ، أنا مفلسٌ تماما
- سقراط .. كابتن المنتخب البرازيلي
- جمال وناس ، شهيدٌ شيوعي
- اليساري الأشهر في العالم .. مارادونا
- الشاعر التشيلي ، بابلونيرودا…
- 11البرازيلي ، جورج أمادو ..
- مفيد عيسى أحمد ، بين العدميّة والتقديس وإدراك الزمن ..جزءٌ ث ...
- 111حديث ٌمع قلبي
- مفيد عيسى أحمد ، بين العدميّة والتقديس وإدراك الزمن ..جزءٌ أ ...
- ذياب آل غلام ، حين يكون الحبُّ نضالاً وحواساً !!!!!
- تطوّر الأخلاق ونشأتها ، لقاء الصين والعرب أنموذجاً..
- 11منتدى رياض نداف / سوريا
- صلاح عمران ، بين الأرشفة والسياحة ..
- عيدُ الرجل العالمي 11
- في البولمان الى حلب


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - 11 نستولوجيا ، بين البصرة وبغداد ، سعاد نعيم