أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - جمال وناس ، شهيدٌ شيوعي














المزيد.....

جمال وناس ، شهيدٌ شيوعي


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 7559 - 2023 / 3 / 23 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


أحيانا يكون الألم في الحياة بشكل تراجيديا مبكية ، ففي نهاية السبعينيات حيث الحملة الشرسة لتصفية الشيوعيين خسرتُ صديقا وحبيبة في ذات اليوم بسبب طغيان البعث . كنت عائدا من الجامعة لأرى صديقي ورفيقي الشيوعي جمال وناس حيث كان يرقد الفراش ، ومن ثم أرى حبيبة لي من أيام زمان الرومانس وعفاف الحب . جمال وناس إستشهد بطريقة غريبة فمعظم الشيوعيين يلقون حتفهم في السجون بسبب التعذيب الذي لايطاق ، لكن جمال وناس إستشهد بسبب ضربات ولكمات في الجامعة من قبل جلاوزة الإتحاد الوطني البعثي وجاءت أحد الضربات في نخاعه الشوكي مما أدى الى إصابته بالحمى الشديدة ورقوده لثلاثة أيام ، وأحد هؤلاء الجلاوزة من الناصرية ، وهو اليوم عميد في أحد الكليات في السماوة ، بعد إن إرتدى قناع المؤمنين ، فيا لتفاهة العدالة في هذه الحياة .
بينما كنت عائدا من الكلية ووصلت ليلا على أمل أن أزوره في الصباح التالي ، فجاء الصباح وإذا بجنازة جمال في طريقها الى المسجد مشيعة من قبل الرفاق والناس الطيبين . وبعد التشييع بساعتين عدت الى زقاقي وبيت أهلي وإذا بمجموعة من رجالات الأمن تطوق بيت حبيبة لي كنت أعتزم الزواج منها ، لآنهم كانوا عراقيين من أصل إيراني وإقتادوهم جميعا بلحظة خاطفة وسفرّوهم الى ايران ، فلم اسمع أخبارهم حتى بعد أربعين عام في تركيا وبالصدفة الغريبة العجيبة وكان ياما كان من ذكرى واسترجاعٍ لقديم الزمان . يعني حسب ماغنى سعدي الحلي ( مصابين مصابين بشهرواحد ) لكن الأمر هنا مصابين بيوم واحد ، فحتى الآن أتصور المشهدين ( مشهد إستشهاد جمال ومشهد الترويع في تسفير العائلة ) وأقول : كيف لهذا البشر الذي أنا منه أن يتحمل كل هذا الألم والإستمرار في الحياة ، إنها الإرادة العصية على الفهم التي ذكرها الألماني الشهير( يوهان غوته) في رواية آلام الشاب (فارتر) وهو يهيل التراب على قبر حبيبته التي وفاها الأجل وهي في عمر الصبا النزق .
مات جمال وناس وخلّف العديد من الذكريات فأذكر واحدة منها : كنا مبتدئين في الخمر ولانملك ثمنا لشراءه الا ماندر ولانجلس البارات لخوفنا من تلصص العيون ، فكنا نجلس في البستان الشهير في السماوة (بستان محمد علي ) وحين تدب الخمر في الرأس كان جمال يقول :

آآآآآه لويفتح البار مجانا
لبقيتُ
حتى الصبح سكرانا
ومرّت السنوات ياصديقي جمال وأصبح لدي من المال الذي يمكنني شراء زجاجة خمر فأقول لذكراك الطيبة :
لايهمني ..
لو..
يُفتحُ البارُ بالدولارْ
لبقيتُ ..
حتى الصبحِ ، سكرانٌ في دوارْ
أخيراّ أقول ياصديقي القاطن في الثرى ، أنت كل الألم وكل الإرتياح ، وإن كانت الحياة رحلة فأنت وجهتي ، وأنا عشتُ بعدكَ بالكثير، لكني صدقتُ حقاً ماقاله الشهير لوتريامون ( لانستطيع الحكم على جمال الحياة ، الاّ عبر جمال الموت ) .

هاتف بشبوش /شاعر وناقد عراقي



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليساري الأشهر في العالم .. مارادونا
- الشاعر التشيلي ، بابلونيرودا…
- 11البرازيلي ، جورج أمادو ..
- مفيد عيسى أحمد ، بين العدميّة والتقديس وإدراك الزمن ..جزءٌ ث ...
- 111حديث ٌمع قلبي
- مفيد عيسى أحمد ، بين العدميّة والتقديس وإدراك الزمن ..جزءٌ أ ...
- ذياب آل غلام ، حين يكون الحبُّ نضالاً وحواساً !!!!!
- تطوّر الأخلاق ونشأتها ، لقاء الصين والعرب أنموذجاً..
- 11منتدى رياض نداف / سوريا
- صلاح عمران ، بين الأرشفة والسياحة ..
- عيدُ الرجل العالمي 11
- في البولمان الى حلب
- **أشياءٌ في الحب
- !!صعود اليمين المتطرف في إيطاليا ..
- آلان ديلون وعلي الوردي ..
- !! السائقة
- ** بوبو رماح ، شجرٌ لاذقيٌ ، طالِعٌ من الشِعر ..جزءٌ ثانٍ
- **العبودية ..1
- رماح بوبو، شجرٌ لاذقيٌ ، طالِعٌ من الشِعر ..جزءٌ أول
- عبد السادة البصري،والعَطَش تحتَ بساطِ الماء..جزءٌ ثانٍ


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - جمال وناس ، شهيدٌ شيوعي