أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - المدى.. سراج الوعي في ظلمة التخلف














المزيد.....

المدى.. سراج الوعي في ظلمة التخلف


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7696 - 2023 / 8 / 7 - 14:09
المحور: الادب والفن
    


المدى..
سراج الوعي.. في ظلمة التخلف
أ.د.قاسم حسين صالح

في (9 نيسان 2003) فرح معظم العراقيين بخلاصهم من نظام دكتاتوري،وما دروا ان (9 نيسان) سيفتح عليهم بوابة الفواجع والأحزان..والسبب ان معظم الذين تولوا السلطة(بالأحرى..سلمت لهم) كانوا (حولان عقل) يرون انهم على حق والآخرون على باطل.بل ان (سيكولوجيا الضحية ) دفعت كل واحد منهم الى ان ينظر الى نفسه أنه كان قد ضّحى وتعرّض هو وعائلته وأقرباؤه الى اضطهاد نظام دكتاتوري وسلطة استبدادية كانت تطلب رأسه،وان ما حصل عليه من نعيم بوصوله الى السلطة هو استحقاق وليس منّة من أحد ولا غمط حق لأحد..بل أن سيكولوجيا الضحية أوصلتهم الى أن يعتبروا العراق ملكا لهم!..فاستفردوا بالسلطة والثروة على حساب 13 مليون عراقي اوصلوهم الى ما دون خط الفقر باعتراف وزارة التخطيط.
وكنا تابعنا اداء حكومات وقادة احزاب السلطة من عام 2004 فوجدنا انهم كانوا مصابين بالبرانويا حتى اوصلوا الحال بينهم الى أن (يتغدى بصاحبه قبل ان يتعشى به)، واشاعوا اقبح انواع التخلف واسخفها حتى اوصلوا العراقي الى ان يقتل اخاه العراقي لمجرد أن اسمه حيدر او عمر او رزكار!
في هذه المرحلة التي تراجع فيها الفكر العراقي وشاع فيها التفكير الخرافي بأسخف انواعه وظهور ميليشيات كانت تعتبر(التفكير العلماني) كفرا وزندقة...اتذكر انني دعيت في اواخر عام 2003 الى حضور تجمع ضم عددا من الصحفيين والمثقفين التقدميين واليساريين ومن كانوا شيوعيين في منطقة البتاوين ،بدعوة من الأخ فخري كريم وآخرين ،وكان الرأي باتجاه اصدار جريدة تقدمية بهوية عراقية وطنية تعتمد شجاعة قول الحقيقة في القضايا التي تخص الفكر والوطن وبناء نظام ديمقراطي يحترم حرية التعبير..فكانت المدى.
تجربتي مع المدى
بعد السقوط، شاعت ثقافة القطيع ، التي تعني ان الجماهير تلغي تفكيرها وتتصرف بما يأمر به قائد سياسي متعصب..مأزوم او شيخ عشيرة او معمم. وكان المثقفون المتنورون..قلّة ، وبينهم من كان يخشى على حياته ويلحق بقائمة الذين قتلهم حولان عقل..متعصبون..دوغماتيون . وكان بينهم من وضع كفنه على راحة يديه وراح يبحث عن وسيلة اعلامية ينتصر فيها للفكر والوطن..فكانت المدى.
كنت أنا بين الذين (وضعوا أكفانهم على راحات ايديهم)، فوجدت في (المدى) الشجاعة والجرأة
والمنبر الحر لأشاعة الوعي ،فبدأت من عام (2004) بكتابة عمود ساخر بصفحتها الأخيرة.ولأن ذاك العام شكل بداية لتحولات اجتماعية وسيكولوجية جديدة على صعيد الفرد والمجتمع ،فأنني عمدت الى تحرير صفحة كاملة فيها بعنوان (الأنسان والمجتمع).ولأن الصفحة كانت تتطلب تغطية ميدانية لتلك التحولات،فأنني استعنت بطلبتي بقسم علم النفس (فارس كمال نظمي، ندى البياتي،وانعام هادي) لرفدها ايضا بتقارير صحفية وحوارات وتقديم مشورات لمشكلات شبيه بتلك التي كنت اقدمها في برنامج (حذار من اليأس).

كانت المدى هي الجريدة الوحيدة التي تتمتع بالجرأة في نقد السلطة والظواهر الاجتماعية. اذكر لها موقفا كاد ان يعرضني للتصفية الجسدية.فحين فتحت بريدي الألكتروني(ليلة الأحد) قرأت رسالة كانت بالنص(غدا يظهر لك مقال في المدى..وين تروح منّا دكتور قاسم). وكان الموضوع بعنوان (الزيارات المليونية تحليل سيكوبولتك- موثقة في غوغل)..ما اضطر محرر الصفحة الصديق احمد عبد الحسين ان يكتب موضوعا يندد بالتهديد والتشهير وينتصر لحرية التعبير،وادانة بليغة موثقة من السياسي المخضرم الراحل عزيز الحاج من باريس.

وحصل ان تم تسمية الأخ فخري كريم مستشارا للراحل،الذي نفتقده الآن المرحوم جلال الطالباني، فوجدت ان بعض العبارات يجري حذفها من مقالاتي..فتوقفت عن الكتابة..الى ان غادر الأستاذ فخري مبنى الرئاسة..فوصلتني رسالة من مدير التحرير، الأخ علي حسين يبلغني فيها تحيات الأخ فخري ودعوته لي للعودة الى الكتابة..فعدت..ليتجاوز عدد مقالاتي فيها السبعمئة مقالا..لتكون حكايتي مع المدى انموذجا للعلاقة بين هيئة تحرير تعتز بكتابها وكاتب يبادلها الأعتزاز ذاته وان اختلف معها.

وتبقى ثمة حقيقة..لولا المدى لشعرنا بالأختناق،فالمدى كانت وستبقى الرئة التي يتنفس بها المفكرون والمثقفون والصحفيون الملتزمون بالحقيقة في زمن شاعت فيه ثقافة القبح والتجهيل والتفكير الخرافي..واتهام من يؤمن بالتفكير العلمي بالزندقة والألحاد.ولأنها تمتعت بالمصداقية واستقطبت عقولا نخبوية مثقفة،وطمغت بصمة مهنية مشرقة في تاريخ الصحافة العراقية، وواصلت المسيرة في ظروف معقدة وخطيرة،وصدحت بالحق ايام اخرس كثيرات وكثيرين..ولهذا ستبقى المدى سراج الوعي في ظلمة التخلف.

تهنئة من القلب للعزيزة المدى بعيدها العشريني، وتحية لكل العاملين فيها الذين يواصلون التحدي بشجاعة فرسان الكلمة، ويشيعون الأمل بثقة الواثق من ان الشمس ستشرق غدا على عراق بهي يمتلك كل المقومات لأن يعيش اهله بكرامة ورفاهية.
ويبقى ثمة اقتراح
من اجل توثيق دورها للتاريخ والأجيال، نقترح على المدى اصدار كتاب يتضمن موضوعات تنتقى وفق معيارين : ان يكون الكاتب قد رافق مسيرة المدى من سنة صدورها ، وان تصنف الموضوعات وفقا لأربع مراحل زمنية كل مرحلة ..خمس سنوات. صحيح انها صعبة،ولكنها ليست مستحيلة على ايقونة المدى..الصحفي المخضرم علي حسين.. مع رجاء أخير.. ان لا تنسانا المدى يوم نغادر الدنيا.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ركضة طويريج..تحليل من منظور علم النفس الأجتماعي
- انتشار المخدرات في العراق،أصعب من السيطرة عليها
- ح حسين السلطة وحسين الشعب
- بعد واقعتي شارلي وستكهولم..هل نحن مقبلون على حرب المعتقدات؟!
- الدكتور صالح الطائي داعية العقيدة العلمي - الحلقة الثانية
- هل سيتم الأحتفاء بذكرى ثورة 14 تموز؟
- المبدعون يموتون في الغربية- ثامر مهدي وداعا
- الدكتور صالح الطائي - داهية العقيدة العلمي . الحلقة الأولى
- انقذوا شباب العراق..لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
- خمسون سنة صحافة..وليس صحفيا!
- في العراق..المثقفون مجبطون ، والمفكرون مغتربون .استطلاع وتحل ...
- جائزة فولتير..للناشر المغيب مازن لطيف
- نازك الملائكة..السيكولوجيا كسرت القافية!
- مواقف وشخصيات - لمناسبة تأسيس تلفزيون العراق
- خفايا ( لو أنبأني العراف) في مؤشرات سيكولوجية
- مشروع علمي لمكافحة الفساد والوقاية منه - مقدم الى رئيس مجلس ...
- العيد..مناسبة للتسامح
- اشكالية الحاكم والمثقف التنويري - عزيز السيد جاسم مثالا
- حكاية مبارزة بين فتى وكبير الشجعان
- 9 نيسان ..تنظير جديد في علم النفس والأجتماع السياسي


المزيد.....




- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...
- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - المدى.. سراج الوعي في ظلمة التخلف