أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - إيران من تصدير الثورة الى بناء الدولة (2)














المزيد.....

إيران من تصدير الثورة الى بناء الدولة (2)


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7692 - 2023 / 8 / 3 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انتهاء الحرب الباردة بين القطبين , الاتحاد السوفيتي السابق و الولايات المتحدة الأمريكية , و صعود امريكا كقطب اوحد يحكم العالم تعمقت لدى قيادة الدولة الإيرانية التي يسيطر عليها الجناح الإسلامي المتشدد النظرة الواقعية للأمور و خصوصا تلك التي لها علاقة بالسياسة الخارجية , حيث رأت هذه القيادة انه من الخطأ الدخول في مواجهة نتائجها معروفة لصالح امريكا او لصالح الطرف المتحالف معها .
لقد امتازت السياسة الخارجية الإيرانية خلال الفترة التي كانت فيها امريكا تتصرف كشرطي على العالم ليس بالواقعية فقط و انما بالبراغماتية , بعكس نظام صدام حسين في العراق الذي قرر في الزمن الخطأ احتلال الكويت و إعادة ضمها للدولة العراقية , فكانت النتيجة كارثية على العراق كدولة و على شعبه و جيشه , فقد تم سحق الجيش العراقي من قبل القوات الأمريكية و قوات اكثر من ثلاثين دولة من ضمنها دول عربية عديدة متجحفلة معها .
في تلك الحرب الغير متكافئة بين العراق و بين عشرات الدول الخاضعة للقيادة الأمريكية لإخراج القوات العراقية من الكويت عَمَدتْ القوات الأمريكية في الحاق هزيمة كبرى بالجيش العراقي و تكبيده اكبر خسائر ممكنة .
في فترة القطب الأمريكي الأوحد , كانت القيادة الإيرانية تتفرج على كل ما كان يقوم به شرطي العالم , أمريكا , دون ان تقوم بأي فعل يتعارض مع النهج العام للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط و في نفس الوقت تعمل على الاستفادة قدر الإمكان من سياسة امريكا و اهدافها .
لمقارنة طبيعة نهج الجناح المتشدد في القيادة الإيرانية خلال الفترة الأولى لانتصار الثورة الإيرانية بنهجها في فترة ما بعد انتهاء الحرب الباردة نجد أن هنالك تراجع كبير في اللاواقعية السياسية و ابتعاد عن الطروحات الثورية و محاولة تجنب أي مواجهة مباشرة مع امريكا أو مع حلفائها و اهم المؤشرات على هذا التراجع :
اولا : الموقف الحيادي للقيادة الإيرانية من كل الأحداث التي رافقت احتلال العراق للكويت و ما تبعها من حرب لإخراج القوات العراقية من الكويت .
اقنع الموقف الحيادي للقيادة الإيرانية صدام حسين لدرجة جعلته يأمر بإخلاء المطارات في عموم العراق من الطائرات العسكرية العراقية و لجوئها الى إيران لتجنيبها التدمير من قبل الطائرات و الصواريخ الأمريكية و على أمل استرجاعها من إيران بعد انتهاء الحرب مع امريكا ’ إلا أن إيران قامت لاحقا بمصادرة كل تلك الطائرات العراقية و اعتبرتها جزء من التعويضات التي تطالب بها عن خسائرها جراء الحرب العراقية الإيرانية .
ثانيا : وقوف القيادة الإيرانية موقف المتفرج من الإبادة الوحشية التي قام بها نظام صدام حسين للمشتركين في انتفاضة العرب الشيعة في جنوب العراق التي اندلعت احتجاجا على الخسائر المؤلمة للعراق و سحق جيشه على يد القوات الأمريكية و قوات الدول المتحالفة معها بعد فشل محاولة صدام حسين من احتلال الكويت و اعادة ضمها للعراق .
لقد ملئ نظام صدام حسين عشرات المقابر الجماعية بجثث ثوار تلك الانتفاضة المغدورة و كل ما فعلته إيران في اعقاب تلك الانتفاضة هو فتح حدودها لاستقبال العراقيين الهاربين من بطش نظام صدام حسين الذي أعدم كل المشاركين في تلك الانتفاضة و معهم كل الذين رحبوا بتلك الانتفاضة حتى لو كان ترحيبهم لها بطرق سلمية بسيطة جدا .
لا شك أن القيادة الإيرانية ادركت اهداف الإدارة الأمريكية بضرورة بقاء نظام صدام حسين كي لا يمسك السلطة في العراق نظام حكم غير خاضع للإرادة الأمريكية , و بذلك بقى نظام البعث الصدامي لفترة اضافية كي تتمكن امريكا من ترتب اوراقها في المنطقة من جديد و تختار الوقت و الظرف الذي يناسبها لإسقاط هذا النظام , و نفذت امريكا ما تريده في 2003 حيث اسقطت النظام الصدامي و احتلت العراق لتبدأ مرحلة جديدة ليس بالنسبة للعراق فحسب و انما لعموم منطقة الشرق الأوسط .
ثالثا : تعاملت القيادة الإيرانية ببراغماتية عالية في التعامل مع النظامين الذين تشكلا في افغانستان و العراق بعد احتلالهما من قبل امريكا لدرجة التعاون الغير معلن مع امريكا على استقرار الوضع في هذين البلدين و تشجيع القوى السياسية فيهما على قبول حالة الاحتلال لبلديهما لحين تغيير الظروف الدولية .
رابعا : طيلة الفترة التي كانت امريكا هي القطب الأوحد في العالم لم تقم القيادة الإيرانية بأي عمل يستفز امريكا بشكل جدي , على سبيل المثال , لم تدعم إيران أي فصيل من فصائل مقاومة الاحتلال الأمريكي في افغانستان أو في العراق , كل ما كانت تفعله القيادة الإيرانية في تلك الفترة هو إطلاق بعض الشعارات و الخطب الرنانة التي لا تشكل لقوات الاحتلال الأمريكي أي ضرر بالإضافة الى تسليح و دعم الميليشيات الشيعية في العراق و حزب الله في لبنان و التنظيم المسلح الذي يقوده الحوتي في اليمن دون ان يكون لإيران اشتراك مباشر في نشاط هذه المجموعات المسلحة و دون أن يؤدي ذلك الى تصعيد المواجهة بين امريكا و ايران لمستوى ليس فيه مصلحة لأمريكا أو لإيران حيث بقى تعامل إيران مع هذه الميليشيات ضمن الحدود التي تسمح بها امريكا .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران من تصدير الثورة الى بناء الدولة (1)
- في سبيل إصلاح النظام النقدي المتبع في العراق ...؟ (2)
- في سبيل إصلاح النظام النقدي المتبع في العراق ...؟ (1)
- الدولة الداعشية و الإسلام الأصولي ( 2 )
- الدولة الداعشية و الإسلام الأصولي ( 1 )
- هل العرب هم من الأقوام المنبثقة من السومريين ...؟
- تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية ال ...
- تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية ال ...
- تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية ال ...
- هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (2)
- هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (1)
- العملية السياسية في العراق و تعقيداتها
- التيار الصدري و مستقبل العملية السياسية في العراق
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 4 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 3 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 2 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 1 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 2 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 1 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - إيران من تصدير الثورة الى بناء الدولة (2)