أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن كفحالي - ما زالت تنتظر














المزيد.....

ما زالت تنتظر


محسن كفحالي

الحوار المتمدن-العدد: 7691 - 2023 / 8 / 2 - 19:52
المحور: الادب والفن
    


مازالت تنتظر هناك، تنتظر أن يطل عليها مبتسما ملوحا بيده من بين أشجار رمان، تنزوي إلى ركن بيتها الطيني الممزوج بالإسمنت، تنتظر مفاجأته المتكررة، تعاتبه بعناق طويل دافئ. هذه المرة يبدو الأمر مختلف، أوشكت الشمس عل المغيب لكن لم يظهر أثره، يرتجف قلبها خوفا عليه، أمكروه قد أصابه، أم عملا أخره، أم هناك من سرق منه قلبه. لم يظهر، فعادت مستسلمة تعانق وسادة من ذكرياتهما تضع أمامها صورته وبعض كتبه وأوراقه، تحدث ألعاب طفولته، ترتب بعض ثيابه، تحضنها وتغمض عينيها محدثة نفسها.
أتعرف معنى أن تتوقف الحياة ويصبح الكون باردا، ثابتا، ساكنا؟
تتوقف الحياة : عندما تفقد الأم قطعة من كبدها، عندها تصبح الحياة بلا معنى ويتحول الوجود إلى حالة من السكون والخواء والعدم . واهم جدا من يعتقد أن الحياة تدرك بالحياة، إنما تدرك بضدها. عند الموت فقط نعيش معنى الحياة، نعيش ذلك الانتقال من الوجود إلى اللاوجود، نصل إلى حقيقة الأشياء وحقيقة ذواتنا، نصل إلى حقيقة الحياة، عند الموت فقط يموت كل شيء إلا ابنا في وجدان وذاكرة أمه. تنتظره كل مساء أمام المنزل تعانق ذكرياته بحنان الطفولة، تحضنه في ثيابه ، ألعابه ،كتبه، أوراقه، وفي رائحة التراب ـ تعانقه في الأشجار والأحجار وفي أجساد وأرواح اصدقائه. في هذه اللحظة فقط تتوقف الحياة، والباقيات متلاشيات بلا معنى.
أتعرف معنى الألم ؟
الألم : أن تبني قصورا من السعادة وتزرع أنواع وأشكال من الورد، وفي لحظة تجد أمامك حدائق من الخيبات والانكسارات . الألم أن تنظر المسكينة ابنها يكبر، تراقبه في نومه بين أقرانه في مدرسته، تعيش عمرا مع أول ضحكة، تنسى هموما مع أول خطوة، تحكي حكايات مع أول كلمة ينطقها، تفتش بين مشاكل الحياة ومآسيها على لحظة سعادة وهناء، يكبر بقطعها المفقودة. في الأخير تجلس أمام باب المنزل متكئة على عصا تعد الخيبات، خيبات من الحب القاتل، الألم كل الألم أن يتحول الحب إلى مجرم قاتل.
أتعرف معنى الخيانة؟
الخيانة : أن تنظر طويلا وأنت على يقين أن المنتظر غير أت، الخيانة أن تعيش بذاتين في جسد واحد، الخيانة أن تنتظره ألفين وثمان مئة يوم وبضع ساعات وما زلت تنتظر. ومع كل صباح تلملم جرحك الدامي ،وتمسح دموع الدم المنسكبة على وجنتيك ، وتنزوي إلى ركن البيت لعله يطل عليك من بين شجر رمان.
كانت هناك، وما تزال هناك، تنتظره...



#محسن_كفحالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد محمد الديش منسقا وطنيا للإئتلاف المدني من أجل الجبل لل ...
- مدن الأشباح
- من بولمان إلى العالمية -حركة مدنية اجتماعية تطالب بإنصاف الم ...
- حي المداوييخ
- حي المداويخ
- السواد
- فاس: تحتضن المؤتمر التأسيسي للائتلاف المدني من أجل الجبل بال ...
- حكت لي جدتي .....
- الإتلاف المدني من أجل الجبل تجربة متميزة في عالم الترافع
- الزفزفة
- أوراق بلا عنوان - نهاية ورقة و بداية أوراق-
- أوراق بلا عنوان - الجزء الثاني - ورقة المرأة-
- أوراق بلا عنوان
- موعد مع الموت


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن كفحالي - ما زالت تنتظر