أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن كفحالي - أوراق بلا عنوان















المزيد.....

أوراق بلا عنوان


محسن كفحالي

الحوار المتمدن-العدد: 5511 - 2017 / 5 / 4 - 03:07
المحور: الادب والفن
    


أوراق بلا عنوان
محسن كفحالي :
هاتفني بعدما ضاقت به سبل حياة و تيقن أن الموت لن يمهله كثيرا ، حدثني بصوت مبحوح قائلا لكل شخص عالم خاص به ،و أنا كان لي عالم خاص بي ، عالم من الوحدة و الألم و الأحزان وراء الابتسامة ، عالم يشبه سجن منيع على الآخرين ، كنت متفردا في أحزاني و ظننت أن للآخرين أحزان أكثر من أحزاني فكنت دائما أبتسم أظهر أن ألمي أقل من ألم الآخرين ، ـأمسكت بيده كانت باردة برودة الثلج ، تململ قليلا و أخذ أوراقا كانت على طاولة قريبة منه و قال لي ضع لها عنوانا رتبها أو احرقها هي ملكك الآن ، بعد لم يبقى لي في الحياة إل قليلا اخترت مشاركة حياتي معك .
أخذت تلك الأوراق المتناثرة و انصرفت أتصبب عرقا مع وعد باللقاء رغم أنه كان متيقنا بأن هذا لقاءنا الأخير ، اختلطت الأحاسيس في تلك اللحظة بين حزن كبير و بين فضول معرفة ما كان يخفيه عن الآخرين ، وصلت إلى المنزل دخلت إلى غرفتي و أحكمت إغلاق الباب و التردد يراودني هل أنظر إلى الأوراق أم أنتظر بعض الأيام و أرى ما سيحصل ، ماذا إن خيبت الموت أماله و عاد للحياة مرة أخرى ، سينتفض في وجهي و يعاتبني على عجلتي في الكتابة ، كان إحساسا مرعبا في الحقيقية لأن الحياة تتشبث بمن يتعذب فيها ، بعد تردد كبير اتخذت قرارا حاسما لن أكتب اليوم على الأقل.
عاتبني النوم اللعين تلك الليلة و أقسم أن يذكرني بكل السيناريوهات السوداء ، استيقظت باكرا و الإحساس بالدوار و الغثيان يسيطر علي ، دخلت إلى الحمام من أجل غسل وجهي في تلك اللحظة رن الهاتف على خبر وفاته ، قلت مع نفسي، تخلصت من هذه الحياة البائسة أو كما أتوهم على الأقل رغم إحساسي بحزن عميق محاولا تقبل الأمر أتممت بسرعة و اتجهت نحو المقبرة.
وجوه بائسة تنتظر وصول جثمانه يطغى عليها كلمات العزاء وذكر الله ، كنت غريبا بينهم اتخذت مكانا بعيد ا و جلست وحيدا أتأمل الحديث ، أحيانا كنت أفقد إحساسي بالواقع و أرى فقط قبعات تسير أمامي، و رغبتي قوية في إخباره بأن هناك أشخاصا كثر هنا يوم دفنك ، كنت أود أن أسأله ترى هل يحبونك أم سعداء لأنهم سيضعونك تحت تراب و يتخلصون من ثرثرتك ، لكن كان يقين أن الإنسان يحس فقط بعذاب الآخرة في تلك اللحظة و بمجرد تنتهي اللحظة يعود لممارسة كل أنواع الظلم و السرقة والنهب من أجل الحياة لحين موت شخص أخر، في مرحلة الدفن جاء بعض الفقهاء يتلون بعض الآيات من الذكر الحكيم ، سألت نفسي في تلك اللحظة هل حبا فيه أم حبا في بعض المال يساعدهم على الحياة و هل ينفع القرآن الكريم في هذه اللحظة ، في نهاية مراسيم الدفن أقسم شخص بأغلظ إيمانه لن يذهب شخص و الكل عليه التوجه إلى منزل المرحوم ، مع نفسي قررت عدم التوجه لعلمي أن هذا الشخص لا منزل له لكن خجلي دفعني إلى التوجه ورجلي تتوارى إلى الخلف .
الغريب سيعتقد أن المنزل فيه عرس شعبي ، رائحة الأكل الشهي تستقبل الزائرين و ترحب بهم ، فكرت هل أكل في أيامه الأخيرة أم الجوع كان صديقه الوفي أيام المحنة إلى جانب الألم و الوحدة ، في المنزل لا ينقص سوى فرقة موسيقية تطرب الحاضرين ، مشاعر متناقضة بين البكاء و الحزن و الأكل الشهي و أنواع الفواكه و الشاي المنعنع ، قلت مع نفسي فرصة للأكل كما يقال في المثل الشعبي " البكاء على الميت خسارة " ، أثار انتباهي حديث الناس عن الموت عن الحياة مستهزئا قلت سرا تبا لكم يا قوم المنافقين ، بعد صبر كصبر أيوب غادرت و مخيلتي مثقلة بالأسئلة في إتجاه منزلي .
حاولت كثيرا ألا أنظر إلى تلك الأوراق لكن إرادتي كانت ضعيفة جدا و مقاومتي سقطت أمام فضول المعرفة، نظرت إليها و قرأتها قراءة خفيفة ، حاولت ترتيبها فاحترت من أمري ، خوفا من عدم التوفيق فيها ، و أخيرا استقر رأيي على ترتيب و أنا أعتذر منه إن كنت غير موفق ، ورقة العائلة ، ورقة العمل ، ورقة المرأة ، ورقة المرض ، ورقة الموت.
ورقة العائلة
لم أتصور يوما أن العمل سيكون أكبر مشكلة في حياتي ، في مرحلة الجامعة كانت الحياة تمشي بصورة عادية ، لا أملك شيئا ولا أحتاج شيئا ، في الحرم الجامعي كانت متطلباتي بسيطة ورقة غذاء و عشاء لا تتجاوز ثلاثة دارهم ، بعض المطبوعات و الوثائق و الكتب كنت أتدبرها بطريقتي الخاصة ، كل شيء كان على ما يرام ، بعد نهاية دراستي توهمت أن كل أحلامي أصبحت قابلة للتحقق ، سأشتغل و أساعد أسرتي و أبني بيتا و أستمر في دراستي و أتزوج حبيبتي ، لكن تبين لي فيما بعد أنني تشبثت بأوهام ، و كل الأحلام تبخرت على صخرة الواقع الأليم ، أكبر صدمة واجهتني عندما اكتشفت تجريبيا أن الشغل في وطني لا يحقق حتى الاستمرار البيولوجي في حالته الطبيعية ، لم يتغير شيئا باستثناء أنني أشتغل ، و الصدمة الكبرى أن عملي كان مصدر مشاكل عائلية بالجملة ، الكل كان ينظر إلى على اعتباري خزان للموارد مالية مع العلم غالبا ما كان جيبي يعاني فقرا في غياب رفضي لمتطلبات الآخرين ، و في حالة عجزي كنت أقاطع اجتماعيا من طرف العديد من الأشخاص ، زادت معاناتي عندما تزوجت فتحولت إلى منطقة للصراع بين أطراف مختلفة زوجتي و عائلتها من جهة وعائلتي من جهة من ثانية ، الكل يريد أن يكسب الرهان ، رهان السيطرة و الاستحواذ و تحويلي إلى ملكية خاصة .
أوراق خارج الأوراق
سيطر اليأس و عاشت النفس توترات و التقاطعات لا مثيل لها و عاش التفكير تناقضات ، و بما أنني أؤمن أن الرحلة دواء لهذا الداء ، قررت أن تكون دواء ، عزمت أن أرحل إلى وجهة بعيدا عن ضجيج الحياة ، كانت عدتي عبارة عن ملابس شتوية تحمي جسمي من درجة الحرارة المنخفضة وروايات لنجيب محفوظ " الطريق ، رحلة أبن فطومة ، الجريمة " و كتاب " فن الحب " لإريك فروم و " الاشتراكية و الحرية " لريا دونا ييفسكايا ،.
اليوم الأول:
شمس الشتاء تميل مبكرا إلى المغيب و ينشر الليل ظلامه ، وصلت متأخرا أرتعش بردا ، وقفت في مكان أتذكر الطريق الذي يوصلني إلى وجهتي الحقيقية ، ساد صمت رهيب يبعث على التوجس و الخوف ، يبدو الدوار مهجورا باستثناء بعض المصابيح المترامية في الحقول و نباح الكلاب ، وصلت طريقي مستأنسا ببعض الأغاني التي تذكرني بالحياة البسيطة ، بعيدا عن ما يطلق عليها العصرنة أو الحضارة عند زمرة من التافهين ، وقفت أمام بيت قصديري بسيط دقت و أعدت الكرة مرة ثانية ، أحسست بخطى متثاقلة تقترب من الباب مع صوت يتساءل من الطارق ، كان جوابي غبيا في الحقيقة عندما قلت أنا ، لكن لم يكن لي جوابا غير ذاك تساءلت و من أنت ، قبل أن أجيب و أنا في حالة من تيه فتحت الباب فأعفتني من جواب قد يكون بدوره غبيا ، أشعلت المصباح الخارجي و اقتربت من وجهي ، أنت يا مرحبا ، عانقتني ، حضنها جعل الدفئ يدب في جسدي ، قبلتها من يدها و رأسها .
داخل المنزل كانت تجلس أمام موقد النار و قربها إبريق من القهوة و زيت و زيتون أسود و قطعة من خبز الشعير ، جلست إلى جانبها فتناولت الطعام بشراهة كبيرة ، نظرت إليها و سألتها يا خالتي ما سر جمالك أغيب و أعود فأجدك تزداد جمالا ، كل الزهور تذبل إلى زهرة خالتي يانعة رغم الزمن ، طيبة ، صادقة ، بسيطة ، ذات عينين ساحرتين ، عيونها تقول الكثير .......
أجابت ، ياولد أنت لا تتغير أبدا كبرت و لكنك بقيت كما أنت ثابت فيك أكثر من المتغير ، كنت أتمنى ولدا مثلك و لكن أنت ولدي في الحقيقة .
أجابتها بمرح كبير و هي ترسم ابتسامة على وجهها الجميل ، أتخاف أن تفشي لي سر جمالك فأقنع به زوجتي و تتحول إلى منافسة لك .
قلت لك أيها المشاغب بأنك لن تتغير أبدا .
قبلتها يدها و قلت لها تصبحين على خير و لكن غدا سأكمل الحديث و لن يتعبني السؤال
ملامح وجهها أبانت أنها سعيدة و قالت تصبح على خير ، أرادت أن تصطحبني ، فقلت لها أعرف مكاني .
اليوم الثاني :
بينما أنا ما زلت في فراشي أحسست بها تراقبني ، تماديت في النوم ، كانت متعة لا توصف و هي تراقبني ، بعدما خرجت استيقظت و تبعتها ، وجدتها أشعلت النار و أعدت وجبة فطور تقليدية ، قهوة و بيض مقلي و زيت و زيتون ، جلسنا سويا إلى مائدة الفطور ، نتحدث عن الحياة بحلاوتها و تعاستها ، هزت رأسها و قالت كل شيء يتغير لا شيء يبقى على حاله ، قاطعتها قائلا إلا أنت يا أجمل النساء ، ابتسمت و قالت ستغار زوجتك ،أحفظ لسانك يا ولد ، أجبتها زوجتي ستفتخر عندما تعلم كم أحبك و ستطمئن أكثر و هي ترهن حياتها بي ، سيغادرها الخوف إلى الأبد و أنا متأكد من ذلك ، نظرت إلي نظرة تحمل من المعاني ما لا يحمله جبل و من الحنين إلا ما تكنه أم لابنها قائلة :منذ صغرك كنت أعلم أن لسانك سيكون حادا و لكن ليس لهذه الدرجة ، يا ولد أين تعلمت فن الرد ، بقهقهة منك " يا ست الكل " .
أخذت كتابا من كتبي و غادرت في اتجاه غابة مجاورة ، غابة تربطني بها ذكريات ممتعة ، كل شجرة كنت أكتب عليها عبارة لأشخاص أحببتهم في حياتي ، و من حسن حظي أن تلك الأشجار تقاوم جرم الإنسان و ظروف الطبيعة ، واحدة كتبت عليها عبارة نتشة " الحب الحقيقي لا يفنى أبدا " و أخرى كتبت عليها " مهما يكن فأنت الأجمل " و أخرى كتبت عليها " سأزورك دائما " و أخرى كتبت عليها أغنية لمارسيل خليفة " سلام عليك و أنت تعدين النار الصباح " ، تفقدتهم جميعا و حدثتهم جميعا و كل واحدة منهم ذكرتني بأحداث و شخصيات كان لها تأثير كبير في حياتي ، من معلمي إلى أبي رحمه الله و أمي إلى العجوز إلى حبيبتي ، استغرقت وقتا كبيرا و أنا أعيش لحظات افتقدتها في زحمة الحياة و ألامها ، عدت إلى المنزل فوجدتها تعد وجبة الغذاء ، نزعت ملابسي و بدأت أساعدها و نحن نتحدث عن كل شيء و أي شيء، المهم كان الحديث ممتعا ، طبق من البصارة بزيت الزيتون و الفلفل الحار ، أكلت حتى انتفخت بطني و لم أعد أقوى ‘على الحركة ، أحسست أني لم أتناول الطعام منذ فترة طويلة و على الأقل لم أحس بطعامه ، كنت أكل من أجل الاستمرار في الحياة بيولوجيا .
أخذت كتابي و قصدت مكانا خاليا ، و لم أعد إلى المنزل إلا بعدما ساد الظلام ، وجدتها كالعادة تجلس أمام موقد النار تضع يدها تحت خدها ، أخذت يدها و قبلتها ، حملقت في وجهي و قالت ستعود إلى العمل بعدما أحسستني بطعم الحياة ، ابتسمت و قلت لن أعود من يغادر هذا المنزل الرائع و يقوى على فراقك يا خالتي الرائعة و قوى على فراق طعامك الشهي ، قاطعتني مهما يكن فالأيام التي تأتي فيها من أجمل الأيام ، ربي لن يخيب ظنك و سيحقق كل أحلامك ، لكن إياك و أن تنساني ، قبل أن تنهى كلامها قلت و هل يستطيع القلب أن ينسى ما يسكنه ، و هل يستطيع الجسد أن ينفصل عن جزء منه ، ساد صمت بيننا و ماهي إلا دقائق حتى عدنا للحديث و نسينا لحظة ألم قصيرة ، قلق الانفصال ، قلق اللاعودة ، قلق الاختفاء ، هي لحظات صعبة يعيشها المرء في حياته ، خلدت إلى النوم و تفكيري منشغل بقلق وجودي ، أسئلة لا جواب نهائي لها ، لكنها لا تفارق فكر الإنسان ، تمثل لحظة انفصال أصعب هذه لحظات ، لذلك كنت دائما أخشى هذه اللحظة و لا أحبذها ، في الصباح أدركت أنني تجاوز نومي الساعة الحادية عشرة .
اليوم الثالث :
على الساعة الحادية عشرة استيقظت كان الجو بين المطر و الشمس أخذت كأس شاي ، و جلست إلى جانبها و هي تقابل الفرن طيني ، بدأت أراقب حركاتها و هي ترتب الخبز داخل الفرن بمنتهى الدقة تقلبه يمينا و شمالا ، سألتها يا خالتي أنت بارعة في طهي الخبز ، هل هناك نساء يستطعن اليوم عمل نفس العمل ، أجابت الكثير ، لكن الأغلبية لا ، قاطعتها يقال أن خبز شعير تحتاج إلى حنكة أكبر و إلا ستكون كل امرأة جازفت مثالا للسخرية ، كل شيء له قانونه الخاص ، كل شيء بالعلم ، ليس من يدرس فقط يسمى علم ، كل شيء علم ، فقط يختلف التخصص ، ابتسمت خلقت لي شهية النقاش ، فقلت لها ، ما رأيك في من يدعي أن المرأة يجب أن تخرج للعمل ، توقفت عن عملها و نظرت إلي سأنتهي و أحكي لك .
جلسنا نتناول الشاي ، و استرسلت الحديث ، يا ولدي الناس لا تعرف العمل ، نحن كنا نعمل كثيرا ، لم تكن المظاهر تعني لنا شيئا ، نذهب للحقل معا و نشتغل في المنزل معا و نربي الأطفال معا ، أليس هذا عملا ، لم أجبها لأني كنت أتمنى أن أسمع و هي تتكلم ، اليوم ليس العمل هو المهم الصدق هو المهم ، الناس لا تشتغل من أجل مساعدة بعضها و لكن من أجل التباهي و التظاهر بالمظاهر الزائفة ، الجيل اليوم يعتبر أن الجيل السابق جاهل و لا يعرف شيء ، لكن الحقيقة غير ذلك ، الجيل السابق و إن كانت له سلبيات متعددة له ايجابيات و كان متحررا أكثر من هذا الجيل ، ليس تحرر اليوم طبعا ، في لباس و العلاقات غير الشرعية و التدخين و الرقص و العري ، كانت أشياء مهمة أكثر من هذه التافهات و الترهات ، كانت القيم بدون مدرسة و اليوم المدرسة بدون قيم ، اختفت القيم و سيطر العبث و التناقض و النفاق الاجتماعي ، أحست أنها تكلمت كثيرا ، قالت أنا مجرد عجوز لا تأخذ كلامي على محمل الجد ، أجبتها أنا العجوز .
مساءا قصدت مقهى في الدوار ، أخذت ركن إلى جانب بعض الأشخاص تحدثنا في مواضيع متعدد ، عن موجة الجفاف التي ضربت المنطقة و لا زالت مستمرة ، عن ضعف المحصول الفلاحي لهذه السنة خصوصا الزيتون ، غلاء المعيشة و صعوبة الحياة في ظل الظروف الراهنة ، استمر الحديث بيننا حتى وصل إلى أجود أنواع المخدرات ، كانت البساطة بادية على أهل الدوار مطالبهم بسيطة و في غنى عن الدولة ، أو على الأقل الدولة غائبة بالنسبة لهم بالاستثناء شكواهم من الطريق أو ضعف التعليم و الخدمات الصحية ، أما غير ذلك فكلها مرتبطة بالمطر ، قال لي أحدهم عندما يكون المطر فلا حاجة لنا بشيء أخر ، عندما الثامنة عدت إلى المنزل فكانت الليلة كالعادة حديث مع خالتي التي يقصر معها الليل رغم فصل الشتاء .
في الصباح حزمت حقائبي و عدت نحو وجهتي ، أفكر في كل اللحظات التي عشتها في تلك الأيام ، ربما روحي عشقت ذاك المكان و تلك الوجوه التي لا تتغير أبدا ، أتذكر قول خالتي العجوز و هي تنصحني قائلة لا تعاشر شخصا تغيره الزمان أو المكان ، فذاك لا خير فيه و معدنه غير أصيل ، فكرتني بمحاورة لأفلاطون التي تصنف البشر إلا ثلاث ، نوع من ذهب و نوع من نحاس و نوع من حديد ، إلى جاني امرأة و رجل و إلى جانب السائق رجل أخر ، قاطعت تأملاتي تلك المرأة بحكاية مريبة تحكيها لذلك الأشخاص ، حكاية تتلخص في أن أخاها اعتدى عليها ، بسب أرض متجاورة، قصة طويلة فيها السطو و الصرب و الجرح و المحاكم لكن الحقيقة دائما في علم الغيب.
يتبع .......



#محسن_كفحالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد مع الموت


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن كفحالي - أوراق بلا عنوان