هل هي العودة للحرب الباردة؟

عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7689 - 2023 / 7 / 31 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هي العودة للحرب الباردة؟هي عودة لأجواء الحرب الباردة على أوسع نطاق بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الشرقي بقيادة روسيا ويبقى لغز الصين قائما فهي لم تحسم أمرها بعد مثلها مثل الهند. فأمريكا تغازل هاتين الدولتين المترددتين بالطعم والمنافع الاقتصادية لتنفرد بالدب الروسي الذي دخل الصراع مبكرا وقد فاجأ الغرب وحتى الصين والهند وهاهو يسرع من وثيرة الصراع في الأطراف بإفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية تحضيرا ربما لحرب عالمية ثالثة. فالحل في أوكرانيا غير قابل للتحقيق في المدى المنظور مادام الطرفان الروسي والأمريكي (أوكرانيا مجرد بعبع في اللعبة) لم يتفقا على جعل المجال الأوكراني منطقة عازلة والوصول لهدنة مثل الحالة الكورية أو الحالة الألمانية. فحرب المواقع والخنادق التي فرضها الجيش الروسي على الأرض لا يمكن اختراقها إلا بالنووي. فروسيا ليس من أهدافها احتلال كل أكرانيا هي فقط تريد قضم منطقة منها متاخمة لها وجعلها دولة فاشلة لا يمكن أن تنتمي للحلف الأطلسي وهي في حالة بلد مكتمل السيادة إلا في حالة التخلي عن المناطق التي انضمت لروسيا بحكم الواقع وتوازن القوى على الأرض. ومع تطور الحرب إلى االأبعاد الجيوسياسية والإقتصادية والتي ستكون منظمة فاغنر وربما منظمات أخرى رأس حرب فيها فتسقط دول وتتغير مواقع في رمشة عين فيبدأ اللاعبون صغارا وكبارا وقد بدأوا بالفعل في تحسس وتفقد جيوبهم ورؤوسهم بعد ركوب صهوة المؤتمرات والكلام المباح خوفا ورعبا من أن تجري المياه من تحت أقدامهم وتدخل بيوتهم ويصبح الضرب في "الدربالة" كما يقول المثل العامي. وهذا االتحول في المشهد العالمي نحو نظام متعدد الأقطاب فد يفتح عهدا جديدا يمكن دول العالم الثالث من أن تجد موقع قدم لها حتى تحقق البعض من مصالحها ومصالح شعوبها وما عليها إلا مغادرة مقعد المتفرج المفعول به والمساهمة في نحت وبلورة حدود ومبادئ هذا النظام ليكون مجالا لتبادل المصالح والمنافع بعيدا عن الغطرسة والتعالي والفوقية والإملاءات.

#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل