أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم نجمه - من يسيطر على المياه يسيطر على اليابسة - 2















المزيد.....

من يسيطر على المياه يسيطر على اليابسة - 2


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1725 - 2006 / 11 / 5 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيادة على البحار هي عماد الإمبراطورية قديما وحديثا ..
للإستمرار في خوض هذا الموضوع والإجابة على العنوان الرئيسي , علينا ولوج المراحل التاريخية لبناء أوائل الإمبراطوريات لنعود قليلا إلى الوراء كما نوهّنا سابقا , لنرى هذه الإستراتيجية العسكرية الإمبريالية أو الإمبراطورية الممتدّة , المسيطرة قديما وحديثا , للتوسّع والضمّ والهيمنة على الشعوب , كيف انتقلت من دولة إلى أخرى حتى تمركزت مؤخراّ في أميركا اليوم ؟
ففي التاريخ القديم كان اليونان والرومان والفرس والعرب الذين سيطروا على مراكز الحضارات , وطريق الحرير – الشريان الإقتصادي للإمبراطوريات , الذي يموّن القصور والمعابد والجيوش - قد أصبحت بيدهم المواصلات البرية أي الطرق البرية القارية – زائدا البحرية - البريّة المحيطة والمطلة على سواحل القارات القديمة . لكن بعد نهاية القرن الرابع عشر و حتى القرن العشرين فقد تنقّلت السيطرة والنفوذ الإمراطوري بين البرتغال الأسبان الهولنديين الفرنسيين البريطانييّن والعثمانيين ثم أخيرا.... الولايات المتحدة الأميركية - وكانت كل إمبراطورية تتعلّم وترث خبرة الدولة السابقة وتخلّصها مستعمراتها وأسواقها ونفوذها - وبأهداف وطرق وأساليب تختلف نهائيا عن الإحتلال القديم - ما عدا أو بالأحرى , يستثنى هنا الإمبراطورية الألمانية الهتلرية التي احتلت وتوسعت داخل القارة الأوربية وجيرانها فقط ,

كذلك الإمبراطورية القيصرية الروسية , كان حلمها الدائم .. الإقتراب من المياه الدافئة ( البحرالأبيض المتوسّط والخليج العربي ) ,


لم تخرجا إلى المحيطات كما فعل جيرانهما - ولكن رغم هذه القاعدة للإحتلال بالسيطرة البحرية أولا, لكن يبقى الأساس هو احتلال الداخل وإخضاع الشعب الذي يقطن اليابسة و يعيش عليها منذ اّلاف السنين وهو الذي يستطيع أن يغيّر الخارج لصالحه مهما طال الزمن واستمر الإحتلال و الحصار البحري العسكري وغير العسكري , كما تصدّى الشعب الصيني لجميع الغزاة من كل صنف ولون الذين احتلوا سواحله وانتصر عليهم وقذفهم إلى البحر كما حدث في حرب الأفيون الشهيرة على سبيل المثال لا الحصر ..
منذ اكتشاف العالم الجديد في القرن الخامس عشر , وبعد إنتقال المجتمع البشري من العهد الإقطاعي إلى نظام " المانيفاكتورة " ومنه إلى الصناعة الحديثة بعد إكتشاف البخار والكهرباء التي تلت الإكتشافات الكبرى القرن ( 15 – 16 ) أميركا وغيرها من البلدان الجديدة , وولادة الطبقة البرجوازيّة الحديثة التي قادت الثورة الفرنسية عام 1789 , ونقلت المجتمع من الإقطاع إلى النظام الرأسمالي الليبرالي الأوّل , تطوّر هذا النظام مع إتّساع سيطرته على العالم وبناء المستعمرات , ونهب ثروات الشعوب , إلى الإستعمار الذي قاد البشرية إلى حربين عالميتين في صراعه على الأسواق والنهب , إلى جانب الحروب المحلية والصغيرة الأخرى , وبعد الحرب العالمية الثانية دخلت أميركا كقوّة كبرى وفاعلة , كان هدفها السيطرة كذلك على العالم على حساب الإستعمار القديم الفرنسي والإنكليزي والإيطالي ووو. وذلك للتنافس على الأسواق واحتكار التجارة العالمية وطرق المواصلات , وتصريف منتجاتهم , ونهب ثروات الشعوب . لذلك صعدت الإمبراطوريات الإستعمارية الحديثة نتيجة تراكم رأس المال وتطور المعامل الكبيرة ومنها الى الصناعة الحديثة التي كوّنت الشركات الكبرى العابرة للقارات , وبازدياد الإنتاج وعدد العمّال المنتجين والشغيّلة , أضحت الطبقة البرجوازية الصناعية الجديدة ملزمة في البحث عن المواد الأوّلية وتصنيعها ثم أعادة تصديرها بأسعار عالية خاصّة لدول العالم الثالث , والسيطرة عليها , وفتح أسواق لفائض الإنتاج , بعد دخول البشرية المرحلة الرأسمالية الإحتكارية العالمية الأمبريالية الحديثة ..... . .

وكان......... لا بد من توفّر عدة أسباب و عوامل ومقوّمات تمتلكها الدولة حتى تستطيع أن تصعد على سلّم الإمبراطورية الجديدة أوّلها :
إن الدولة العظمى أو " الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس " أو القوّة الأعظم في العالم التي تقوده بالقوّة خلال حقبة معينة من التاريخ فهي لا تنشأ من فراغ , أي بين عشيّة وضحاها تنتقل من دولة صغيرة ضعيفة إلى دولة كبرى تدير العالم هكذا.. في كبسة زرّ أو لمحة بصر .. .. لكنها تبرز نتيجة إنتصارها في صراع طويل دار بينها وبين قوى عظمى أخرى سبقتها , وذلك عبر فترة إنتقالية قصيرة أو كبيرة , تبعا للحيثيات والفصول العسكرية والسياسية , وذلك كما حدث لروما عندما خاضت صراعا داميا ضد الفرس , ثم ضد قرطاجة ( هانيبعل ) , في الوقت الذي واصلت فيه إستعمارها لشعوب الأرض في أسبانيا واّسيا وإفريقيا , في النهاية انتصرت على هذه القوى جميعها وأصبحت زعيمة العالم دون منازع وقد سميّ ذلك العصر " بالعصر الروماني " وحروبها ضد دولة تدمر والأنباط وعاصمتهم البتراء شاهدة على ذلك ؟ ؟
ثانيا – إن زعامة القوّة الكبرى للعالم لم تأت من القوّة العسكرية - خاصّة البحرية - وحدها بل من قوتها الإقتصادية الرأسمالية وتطور وسائل انتاجها ومواصلاتها وفائض انتاجها على حساب استغلال العمّال الأمر الذي يفرض عليها فتح الأسواق وتصريف فيض الإنتاج ونهب المواد الأولية في فتوحاتها – التي بواسطتها استطاعت بسط نفوذها على العالم , وردّ أي قوّة نامية جديدة , تريد انتزاع النفوذ منها و تسعى لتحدّيها أو تعرّض مصالحها في مكان ما للخطر . .
وثاني قوّة هي : في التقدّم العلمي والأدبي والفنّي والثقافي والفلسفي وأسلوب حياة و تفكير يختلف عن الماضي المعاش وووووو الخ .
ثالثا – تمتلك الإمبراطورية العظمى , إقتصادا قويّا , نتيجة التفوّق العسكري الذي وفّر لها إمكانات لنهب العالم والتحكّم في ثرواته وطاقاته و سرقة عقوله المبدعة . .

إن التفوّق العسكري أو سيطرة الإمبراطورية العظمى على العالم لا يمكنها المحافظة عليه إلا باحتكار أسباب القوّة ومنعها عن الاّخرين الذين قد ينافسونها على السيطرة ومراكز النفوذ
, أو يلحقوا ضررا بسيادتها المالية والسياسية والثقافية على العالم .
إن انهيار القوّة العظمى .. يكون نتيجة الصراعات الداخلية بين العمل والرأسمال داخلها , وبينها وبين نضالات الشعوب ومقاومتها وثوراتها العادلة الوطنية والقومية التي هي في النهاية مسألة بين المستغلين الرأسماليين والشغيلة المنتجين والشعوب المضطهدة .. إلى جانب التناقضات والصراع بين الدول الرأسمالية نفسها ضراع الذئاب الجائعة للفريسة , أو نتيجة استرخاء وضعف أو وهن وتخلّف عسكري وسياسي سيطر على الأجيال المتعاقبة , أي الخلف الإستراتيجي , الأجيال الحديثة التي تعبث في الثروة وتنهكها الصراعات الداخلية أو الفساد ووو , إلى جانب تحرّر ووعي الشعوب والبلدان المستعمرة بالدرجة الأولى , وعندها تتحلّل وتضعف وتتسع الثغرات في جسدها السياسي والعسكري والإجتماعي وتغري بذلك القوى الأخرى المهيّأة تاريخيا لوراثة الوضع المنهار .. وهكذا .. لن تبقى هذه السيطرة في حالة سكون وديمومة بل في تحرّك وصراع مع الموت والإنهيار الحتمي في النهاية . .
هكذا .. فكل دولة تبدأ بالتوسع والعدوان خارج حدودها وتسرق وتضمّ وتحتلّ أراضي الغير, تكون قد حملت نهايتها بيدها , وقد خطت خطوة في موتها أو تلاشيها مهما امتلكت هذه القوّة أو الإمبراطورية من سلاح وجيوش وهيمنة وجبروت , وهذا ما يؤكد قول ماركس : إن الرأسمالية تحفر قبرها بأيديها . أوكما قال جبران فيلسوف لبنان : كل تنّين يلد جاورجيوس ( الخضر) ليقتله . وهذه سنّة الكون والتاريخ البشري . هل يتعظ الذين ينتظرون الخير والديمقراطية من الأمبريالية الأمريكية , أو الذين رهنوا بلادهم في السير خلف مشروع الإمبراطورية الفارسية القديمة الجديدة في هذه الأيام ....؟؟؟



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناتو العصر .. والنازيّة الجديدة ..؟
- المرأة في الأنجيل ..؟ أضواء .. على العهد الجديد - 2
- الحوار المتمدّن : برلماننا الديمقراطي الشعبي , وراية الأحرار
- المرأة في الإنجيل ؟ أضواء .. على العهد الجديد .
- فيروز .. أنشودة - القدس - الخالدة
- ناجي العلي .. شهيد الصورة , والخطّ !؟
- لتسقط ثقافة الموت والعنف , والقتل
- من يسيطر على المياه , يسيطر على اليابسة
- محطّات - لينتصر عصر الكلمة
- لكلّ عصر هتلره .. ؟
- على ضفاف الليل ..
- رأي . من هو المنتصر في لبنان ؟
- عفاك الله يا ميّ شدياق .. الكلمة القائمة من الموت هي الأقوى
- بماذا نحارب الطغيان ..؟
- رسائل للوطن .. لا أخاف الكبر ..!؟
- مصر تشيّد الهرم الجديد .. للأديب الكبير : نجيب محفوظ
- لصيدنايا الصباح .. وتنمو زهرات الطحالب
- سلاما لك يا وطني . مع الفجر .. مع الصباح تأتي الولادات
- الرؤية اللينينيّة المبكّرة حول قضيّة عبوديّة المرأة في الإقت ...
- التضامن مع إخوتنا الصابئة - المندائيّين - , واجب إنساني ووطن ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم نجمه - من يسيطر على المياه يسيطر على اليابسة - 2