أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - مصر تشيّد الهرم الجديد .. للأديب الكبير : نجيب محفوظ















المزيد.....

مصر تشيّد الهرم الجديد .. للأديب الكبير : نجيب محفوظ


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1669 - 2006 / 9 / 10 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


مصر تشيّد الهرم الجديد .. للأديب الكبير : نجيب محفوظ –
مصر الأهرامات ..
مصر هبة النيل .. غنيّة , ولاّدة , بالرائدات والروّاد الخالدين .. في كل مجال , وعلى كلّ صعيد .
لا بدّ لنا من كلمة وفاء وتقدير أمام هذا الينبوع الإبداعي الذي رحل عن عالمنا في الشهر الماضي بعد أن أتحف وأغنى المكتبة الثقافية العربية والعالمية بمئات الكتب التي حفظتها الأجيال على مدى عقود .
كلّ إنسان كاتب إذا كان صادقاّ مع نفسه وشعبه , وليس كل إنسان شاعر . . ربما ؟

الكتابة .. موهبة ودراسة , إغناء وتطوير , والسيّد نجيب محفوظ , إنسان موهوب بالكتابة والتعبير عن البيئة والمحيط الذي عاش فيه ,
اتّقن هذا الفنّ الممتع ونقل الواقع الذي يعيشه الشعب المصري في عمل أدبي راق عبر به إلى العالمية .
لقد أغنى هذا الكاتب موهبته يوما بعد يوم , وعاما بعد اّخر , حتى اجتاز العصرين معا , العشرين والواحد والعشرين –
تعب واجتهد , أحبّ شعبه وبيئته , حارته مسقط رأسه .. وأخلص لها .
نقل تفاعلاتها , وتحرّكاتها وأحداثها الصغيرة والكبيرة - المكانية والزمانية والإنسانية - بعين الأديب وإحساس الشاعر المحبّ وريشة الكاتب العبقري المستمر والمداوم على خلق واكتشاف الشخصيّات النابضة بسرد الحكاية أو القصّة بأسلوبه المميّز ذو النكهة المحليّة الخاصة " بالدمغة المحفوظية " , والتي يمكن وصفها بالسهل الممتنع نظرا لفصاحتها وقوّة بلاغتها . .
من هذه البيئة المصرية المحليّة .. انطلق إلى البعيد فالأبعد , يحلّق في عالم الأدب العالمي عن جدارة واستحقاق .
من حارات وشوارع ومقاهي القاهرة وأحيائها الشعبية نقل لنا هذا الكاتب تحرّكات هذه الكتلة الشعبية الضّاجة بالأصوات والنكهة .. بالألوان والأبعاد والمساحة ..
نقل نبض الشارع المصري بكل همومه واّماله وتطلّعاته المحلية والأقليمية والعالمية – لأن الإنسان إنسان أينما كان –
نعم .. أخذنا هذا الكاتب بكل جاذبية وشوق إلى عالم قصّصه , إلى وشم الوجوه والأسماء المحفورة في الحجر والعادات والتعابير والأمثال الشعبية والحكم وألفاظ العامة , وكل معلم من معالم عاصمته , بكل أبعادها الإجتماعية , نقل الماضي إلى الحاضر صورة مجسّدة حيّة تتفاعل معك كأنها أمامك بحبكة ماهرة لا يعرف سرّها سوى من حبك فصولها بمهنية عالية من السرد والأجواء الحميمية التي يضعك بها .. .
كعالم نفس , كعالم اّثار , كرسّام طليق حرّ تلقائي يشكّل لوحة مصرية بكل ملامحها البيئية وخطوطها المحلية .. تلاوينها تعرّجاتها ومساحتها المؤثّرة بعين الكاتب الإنسان , الفاحص الناقد أدقّ التفاصيل .. محمّلا بالهدف الكبير السامي السامق .. في سماء وفضاء مصر الحضارة والتاريخ .. والإنسان .

عاش نجيب محفوظ وسط بيئة الفكر والأدب , وشرب من نهر النيل الخالد .. مع جيل الروّاد العمالقة :
جمال الأفغاني , محمّد عبده , حافظ ابراهيم , طه حسين , سلامة موسى , عبد الرحمن الشرقاوي , نوال السعداوي , هدى الشعراوي , الأبنودي , جمال الغيطاني , أحمد بهاء الدين , وغيرهم .... ... ووو ووكل أدباء حركة النهضة .
عاش وسط الناس وجماهيره ومحبّيه وتشجيع القرّاء له . عاش وسط الحركة والفعل واستمرّ معهم حتى اّخر يوم في حياته - 30 اّب 2006 - العام الحالي , دون انقطاع أو شرخ في الكتابة , المعلومات والحوار , الأخذ والعطاء , التفاعل والإغناء مع الاّخر .
أغنى فكره وكلمته المتجدّدة كل يوم , بالحدث والخبر ( والحدّوثة ) , حتى أثمرت هذه المسيرة بمئات الكتب .
قطف .. وجنى من تجربته الخصبة في حقل الإبداع والإنتشار لأعماله , في حقل صناعة الكلمة – القصّة والرواية – فلا نبالغ إذا وصفنا كاتبنا ب " شيخ القصّة العربية " لأنه عشقها وأجاد فيها وخبرها بعقله وروحه .
لقد بنى قصّته حرفا حرفا , وصورة صورة , ليؤلّف وينقل الصورة المحلية لبلده , لينتشر في أصقاع العالم كاتبا لامعا مرموقا .. يتقدّم لنيل جائزة نوبل للاّداب عام 1988 – عن جدارة واستحقاق كأبرز كاتب في الوطن العربي بفضل إخلاصه لفكره وإنسانيته ومواضيعه الجديدة الجريئة , لحارته ومدينته ووطنه .
الرائد الكاتب نجيب محفوظ .. قرأه الملايين من البشر وبكل اللغّات , في مصر والوطن العربي .. والقارّات الخمس .
إنه إبن مصر البار , إبن القاهرة , إبن الطبقة الوسطى , إبن خان الخليلي , والموسكي .. إبن " بهيّة " أحمد فؤاد نجم , والشيخ إمام .. وغيرها وغيرها , الذي أعطى وأعطى بخصوبة الكلمة , للفكر والحقيقة , للخير والجمال والإنسان , هذا " الكائن " البشري في كل زمان ومكان , أعطى كل سنين عمره له بكل أمانة وإستمرارية , كتب .. بكل حرية وتلقائية وضمير حيّ , لأن الكتابة لديه كانت بمثابة الأوكسجين .. الهواء .. التنفّس والحياة . المهمّ في حياته , هو مثابرته واستمراريته على الكتابة , وعيشه وسط الناس ( الغلابة ) وسط الفعل والحركة والمشاركة , أي جوهر وروح وسرّ المجتمع القاهري المصري , يلتقطه في عينيه وعقله وفكره وروحه ليصيغ القصّة أو الرواية الكلاسيكية البعيدة عن الغموض والمتاهات بالتعابير , يصيغ الأحداث والتاريخ والقضايا الإجتماعية والسياسية برؤية وأسلوب مفعم بالنجابة والنباهة .. والذكاء ..
إخلاصه لمحليّته أوصلته لعالميته .. لا غرو في ذلك فمصر أم الأهرامات أم الروّاد والرائدات , أم النبع الكبير قديما وحديثا ..
الأعمال والاّثار الخيّرة الجمالية .. هي التي تخلّد الإنسا ن بعد رحيله وليس الحجر - وإن كان هنا في الدول الأوربية يرمزون ويضعون الكتل الصخرية الكبيرة للعظماء والشهداء فوق الضريح لاعتبارهم جزءا ثابتا من الأرض والجبال ..
حقّا .. كان كاتبنا ورائدنا - وسيبقى هرما خالدا في الكلمة والموقف .. والعطاء الإنساني
حقا كان أديب محفوظ .. هرم أدبي كبير في فضاء مصر ..والعالم .. ننثر أكاليل الغار والزهور على قبره .
سلاما لروحه الخالدة .. والعزاء لأهله وعائلته , لشعب مصر الشقيق وكل محبّيه ورفاقه وأصدقائه ...



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لصيدنايا الصباح .. وتنمو زهرات الطحالب
- سلاما لك يا وطني . مع الفجر .. مع الصباح تأتي الولادات
- الرؤية اللينينيّة المبكّرة حول قضيّة عبوديّة المرأة في الإقت ...
- التضامن مع إخوتنا الصابئة - المندائيّين - , واجب إنساني ووطن ...
- شهراّ .. ولبنان يرزح تحت ضربات الوحش الأمريكي الصهيوني . إرف ...
- - قانا .. جوكندة لبنان - - قانا الأولى والثانية أبشع جرائم إ ...
- صيف لبنان الدامي .. ؟ - نيّال الذي له مرقد عنز في جبل لبنان ...
- ستبقى حبيبي يا تراب الجنوب
- مزهرية
- هل قارة العرب بيداء جوفاء .. وأمبراطوريّة العقل مصادرة ؟
- المدلّلة ... ؟
- الصراع بين ثقافة الحياة والموت
- من الرائدات .. السيّدة هدى شعراوي - القسم الرابع والأخير .
- من الرائدات .. السيّدة هدى الشعراوي . 3
- العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع .
- من يقرع الجرس ؟ .. مسرحيّة - صحّ النوم - . الفنّانة فيروز ال ...
- بقدر ما أعمل , بقدر ما أكتب , كلاهما اليدّ التي لا تتعب ولا ...
- حوار ..
- من الرائدات .. السيّدة هدى شعراوي - تتمّة
- من الرائدات .. السيّدة هدى شعراوي . صفحة من التاريخ


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - مصر تشيّد الهرم الجديد .. للأديب الكبير : نجيب محفوظ