مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1685 - 2006 / 9 / 26 - 09:56
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
هل تساءلنا لماذا المقاومة الشعبية , ضد العو الصهيوني , موجودة في لبنان منذ 1965 حتى اليوم ؟
وفي فلسطين ..؟
وفي فترة قصيرة في الأردن – مع ملاحظاتنا على النظام الأردني وديمقراطيته المنقوصة ؟
الجواب في اعتقادي الجازم .. وبشكل أساس , هو وجود النظام الديمقراطي , الجوّ والمناخ والمساحة الكبيرة من الحريّات في هذه المجتمعات .. ليس إلاّ ..
وهل تساءلنا أيضا , لماذا المقاومة الشعبية , أو الحرب النظامية غبر موجودة في سورية حتى الاّن ..؟
فالجواب :
إذا كانت الكلمة والرأي الاّخر مصادر , وليس التظاهرة أوالإعتصام أيضا ممنوع بل العمل السياسي برمّته مصادر , حتىّ تكوين منظّمات وهيئاّت وفعّاليات المجتمع المدني كذلك ملغى ومصادر .. فكيف بالأحرى العمل المسلّح ؟؟
فكيف له أن ينطلق خصوصا بعد إغتصاب الأسرة الأسدية للسلطة وسيطرتها على مفاتيح البلد العسكرية والأمنية والأقتصادية والسياسية ووووووالخ ؟
بعد إنتهاء الحرب الأخيرة في الصراع العربي – الإسرائيلي الصهيوني الأميركي في لبنان , في الصيف الحالي , فمن هو المنتصر فيها إذا , بعد توقيفها ؟
الذي انتصر في رأيي , هو النظام الديمقراطي أوّلا وأخيرا . وشهادة التقدير يجب أن تعطى له فقط وليس لغيره ..
وشهادة رسوب .. وسقوط .. للأنظمة الإستبدادية والذين يتبعون أوامرها , رغم أنها ساقطة في نظرنا منذ عقود طويلة , وطنيا وسياسيا واقتصاديا وووو ...
فالشعب اللبناني وحده هو الذي انتصر , بكل ما أعطى وأنجز وساهم , في نهاية الجولة العسكرية المدمّرة التي فرضت عليه من البعيد والقريب , ودون أن يكون مستعدّا ومتحضّرا لها , أو لديه علم بتوقيتها .. هذه الإمتحانات المريرة الصعبة ...
إذا .. الشعب اللبناني هو المنتصر – والنظام السوري هو الذي سقط بالإمتحان .
سقط لأنه لم يستغلّ هذا الظرف الملائم جدا لاسترجاع جولاننا المسلوب , أو المباع – منذ 1967 , كما وصفه أحد رفاقنا على هذا المنبر بعنوان " خسرنا أو ضيّعنا الجولان مرّتين " ..؟؟
لا يحقّ للغريب أن يتغنّى أو يستغل ويحصد ( النصر ) أبدا ..
بينما الشعب اللبناني بكامله هو من دفع الثمن قديما وحديثا اليوم والبارحة , لأنه في السلم والحرب والملمّات والتضحيات , هو وحده المستهدف ونظامه الديمقراطي .
انتصر الشعب بإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب لحماية حدوده مع القوّات الدولية , بعد أن كان أزلام النظام السوري في لبنان يعتبرون ذلك خيانة وطنية !؟
الإمبراطورية الإيرانية ( الفارسية ) – أرادت أن تسوّق بالسلاح والمال والخطاب الطائفي ... , أنها هي وحدها القادرة على ضرب إسرائيل بالعمق بواسطة ذراعها في لبنان , وصواريخها –
وأنتم أيها العرب والأكراد والبربر وووو ... مجتمعون , نساء ورجالا حكومات وشعوبا , فصائلا ومنظّمات وأحزابا .. عاجزون عن ذلك , لا تستطيعون , فأنتم " منتج كذا .. ومنتج كذا " .. لا نثق بكم – ( بهذه السهولة والإستهتار واللامسؤولية - هكذا يتّهم الوطنيون ) ؟؟
- كأنهم يوحوا للعالم أن النظام الإيراني هو أم القضية الفلسطينية وأبوها , هو وحده أهل لها , وغيره خائن وإنتهازي أو غير قادر وغير موثوق !!؟؟؟
نحن ( الشعب الفارسي المختار ) الذي يحق لنا أن نحارب ( الشعب اليهودي المختار ) .
نحن الشعب المصطفى .. ننتصر " بعقائدنا " المميّزة النظيفة .. الشريفة .. الحكيمة .. المقدّسة ..هكذا يقولون ....؟
إذا .. هذا هو الخطاب المعلن المسوّق إعلاميا وعمليا , وتخطيطيّا منذ زمن بعيد , كشف للتوّ دون قناع أو مواربة .. تحت شعارات : " التجارة بالأديان والله " لشراء وكسب واصطياد الأجيال الجديدة المقهورة الممنوعة من الهمس والخطوة والكلمة , المسلوبة من حق العمل والإجتماع والحركة والتلاقي والحوار ؟
أنت أيتها الشعوب والقوى التي طردت كل الطغاة و المستعمرين القدامى وحررّت الأوطان . يا ورثة الحضارات والثورات التحرّرية والإنتفاضات الشعبية والنضالات اليومية ..
وأسقطت أحلافهم القديمة والحديثة الواحد تلو الاّخر يوم كان الحكم للشارع الوطني الديمقراطي وحققت الإستقلال الوطني
يا من ناضلت عقودا وعقود ضد الأنظمة العسكرية الفاشية والشمولية , وتحديّت المشانق والمجازر والسجون لسنين مديدة وما زلت , والمنافي , بالملايين .. وما زلت .
يا من تناضلون ضد الأنظمة الديكتاتورية المتسلّطة الفاسدة الواقفة حارسا للعدوّ بجيوشها وعتادها وممارساتها ..
الشعب العربي لم يهزم أبدا , لأنه لم يسمح له بالإشتراك بقرار السلم , ولا بقرار الحرب .
الشعب الفلسطيني لم يهزم كذلك إلا بعد أن فرضت الأنظمة العربية الوصاية على القضية الفلسطينية .
شهادة البطولة والنصر يجب أن تعطى لهذه الطلائع والشعوب التي قاومت أنظمة الفساد والرجعية واللاوطنية واللادمقراطية , الأنظمة اللاشرعية –
... فقط .. الدولة ( النجادية ) ومن يلفّ ويجمع ويصطفّ معها هم الذين يحق لهم أن يحررّوا الأرض , هم الذين يستطيعون , هم المؤهلون لأنهم يملكون القوّة والصواريخ فقط , والاّخرون ليسو أهلا للقتال ضد العدوّ .. ؟؟؟؟
أنتم أيها اللبنانيّون العراقيون السوريّون , الأردنيّون الفلسطينيّون والمصريّون وووووو....
لا يحقّ لكم , لأنكم غير مؤتمنين غير موثوقين فقط نحن وكتائبنا في لبنان من يحق له أن يخبّئ ويرفع السلاح , ويأخذ ويعلن قرار الحرب والسلم والمواجهة مع إسرائيل .. ؟؟؟؟؟؟
هل هناك أكبر من هذا التحدّي ..؟ هذا الإحتقار لكل من بسكن في هذه المنطقة الساخنة التي تعيش على فوهات البراكين .. !؟
ما هذه اللغة والخطاب الإستفزازي الذي يصدّر ويجتاح الأجواء السياسية في هذه الفترة الإنتقالية المفصلية المخضّبة بالحروب والإحتقانات والنضالات السلمية والعسكرية .. !!؟؟؟
إنه تحدّ كبير لمشاعر كل إنسان يعيش فوق هذه البقعة المقدّسة التي هي أوطاننا العزيزة المدفوعة الثمن بالدم والضحايا والقرابين في كل ذرّة من ترابها – من خلال ثورات وتمرّدات ونضالات من خلال أحزاب ومنظّمات وهيئات ومنتديات وقوى وطنية صادقة خيّرة عاشت البطولة والشجاعة والوطنية والتضحية بشرف وكرامة حتى اللحظة .. ؟
كنتيجة .. وأبعاد ومرامي .. برأيي , هو تحدّ وإقصاء لكل من ينتمي لهذا التراب والثقافة والتاريخ ...
هو عبارة عن غسيل أدمغة الناشئة والشعوب , واستئصال أفكار متسامحة وحرّة , وإنسانية ثورية ووطنية , وزرع أفكار رجعية تسلّطية من نوع جديد , هل يحق لنا أو نسمح لأنفسنا أن نسميها مستوردة مفروضة بقوّة السلاح ..؟؟
إنها عملية بعيدة الأهداف , لإلغاء إعتزازنا بماضينا وانتماءاتنا ووجودنا ونضالنا ضد العدو الصهيوني والإمبريالية الأمريكية . .؟؟
فشعوبنا لم تهزم أمام العدو الصهيوني أبدا , لأنها أبعدت عن المعركة بواسطة الأنظمة الخيانية الإنتهازية الرجعية الشمولية , والأنظمة اللصوصية الطائفية ..
الذي انهزم هي الأنظنة العربية المعادية لشعوبها والطائفية ليس إلاّ -
فالنظام السوري مثلا .. يخشى ويخاف من الحرية للشعب , لخوفه من سقوطه عن الكرسي !!؟ هذا من جانب ,
ومن جانب اّخر.. يخاف محاربة العدو .. فيخسر الكرسي . وينتصر الشعب .
ولذلك هو يعيش في قلق ورعب دائمين , يعيش بين نارين خسارتين .. خوفه من خسارة الكرسي والسلطة , سواء بالسلم أو بالحرب ؟؟ لماذا ..؟ لأنه نظام غير شرعي وغاصب للسلطة ..؟؟؟؟؟
فنظام يخشى حرية شعبه , وتحرير بلاده , فهو أسير.. وأمير .. القمع والإغتيالات , ولاجم أي حركة على الحدود . هذه هي الكارثة , والمستقبل المجهول ؟
سيبقى هكذا .. لا سلم ولا حرب , ليبقى محتفظا بالكرسي للأبد , يحرس العدو على مشارف الجولان , ويجلد الشعب السوري الذي طال ليله وصبره , ويبيع العالم بطولات وعنتريات في الهواء ... ؟
الأممية والإنسانية .. لاتنطلق ولا تتحقق بالشوفينية والعنصرية ولا تصدّر الرعب ولغّة الإنصياع للرأي الواحد , لا تتكلّم بخطاب التعالي والتمايز عن الاّخر .
لا تتكلّم بإلغاء وتخوين الاّخر .. كفانا شعارات وخطبا طائفية تجاوزها الزمن والتاريخ والأحداث ..
قديما قال أحد القادة العسكريين : " إن الذين عيونهم في ظهورهم لا يمكن أن يحقّقوا النصر " .
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟