أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 14














المزيد.....

العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 14


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


ما أجمل المولود الموعود بالخلود في حضني .. يرقص طربا ... يغني فرحا ... يطير بلا أجنحه ... إنه يشبهني ويشبه عتيق مثل عسل مملح يختلط بحليب الأسود....
عدت لبستاني القديم وأنا أغني كواحدة من أعظم مطربات الزمن الجميل... تفترش المسرح كأنها مغنية أوبرا بصحبة الأوركسترا الكوني يعزف لي سيمفونية العشق والهيام للموسيقار داوود، الجمهور يذوب ويذوب حتى تلاشى إلى لا شيء.... لكنني ما زلت أسمع أصوات التصفيق الحارة تلهب أجواء المسرح فيتسع ليخرج كأنه سماء تتمدد في كل أتجاه، وتحلق بي كأنني نجمة وحيدة في سماء رائقة... ألوح لهم من بعيد ... أنا من يعشقها القمر ... أنا مجد عتيق
أقدارنا .. أحلامنا
رياح خريف أو نسمات ربيع
تبعثر لنا الأوراق ..تلهو بنا
تلوي للأماني
تطيخ بالأعناق ..
ثم تتشظى من الضحك الطفولي ببراءة السماء
ساخرة منا ولنا واحيانا
تلبس ثوب الدهشة
حينا ..
وحينا ..حين يحضر الفقد أو الشوق
تتكور .....عبرات محبوسة في الأحداق..
تزرعنا شتلات أو ربما قطرات مطر
على رفوف الأحلام ..الكبيرة
أو تكدسنا تباعا ذكرى بعد ذكرى
في حجيرات ذاكرة النسيان ..
فيصحو حلمنا ذات صدفة
ويتغنى بلقاء قادم ... مقبل ... مرسوم في لوح القدر
تعطره زهرات البنفسج أو نجع الياسمين
ويلوح له سعف النخيل
يستظل بظلها العشاق المترفون حبا
ويشفي فيها الغليل
ترسمه النوارس الجوالة حلما بكل شاطئ ..
لعله يستحم في نهر الأماني ويخرج من الحلم ..
ليس سهلا ان تقول
أريد أو ما اريد ..
المهم ...... أن يؤمن بما سطر بالحلم ..
وأثق بما يقول ..
لسنا أول المخدوعين ..ولا أخر المنسيين
ولا من هائم تغنى بالعشق
وحيدا آخر الليل ..
ومجد حكايا العاشقين
ثم اصبح على حكايته
صفر اليدين ..أتعرفين؟......
لماذا نرسم أفراحنا على الرمال ليلا ..؟.... بقلم حزين
وننسى أن لموج القدر عيونا لا تعرف أن تنام ؟!
تبعثرها إرادات شتى جزرا ومدا ..
ولا ترعى لنا عهدا ..وودا
فلا تكتبوا شيئا يمكن أن يمسح بالسهل
على دفاتر الأيام..
وأنتم على شفا جرف شاطئ متعبين... مقهورين
نصف نيام...
لقد أغرقني الحرف بالكثير من مشاعر جديدة لم أألفها مسبقا، ولا أجري هل كان هذا الفيض الروحي من الأنطلاق نحو الحرية بسبب أني أبتعدت كثيرا عن واقع كان أشبه بالمعتقل الموبوء بكل صنوف الآهات وأمراض الضمير المتعب بكل خطايا القدر وخطيئات الإرادة... أنا اليوم مثل رائدة فضاء تقتحم عالم كبير مجهول واسع لا حدود له، قد تتمكن من العودة للأرض أو ستبقى مثل جرم سماوي يدور ويدور منتظرا قرار الرب... ها أنا تماما أطير بلا مشقة أرى كل شيء من حولي بلا حدود... الخوف الذي كان يسكن أضلعي تشتت مع أول خطوة نحو السماء... خوفي الأن ليس من أحد... خوفي من نفسي قد أكون أنا أعيش مجرد حلم رسمته لنفسي بنفسي....
عالم جديد صنعته لنفسي بعد أن نزعت شيئا من ما علق بي من أثر الماضي، عالمي الجديد فيه ألوان مختلفة،... غاب عنه اللون الرمادي وغاب شكل الغياب وسكون القلب والعاطفة التي كانت في رقدة وسبات، حتى قلبي خرج عن آليته التي كان يعمل بها وكأنه أشترى قلبا له ليشتغل كما تشتغل قلوب الصبايا المراهقات... ها أنذا عدت لبدايات العشرينيات أيام كنت نجمة المحبين في الجامعة.... تلاحقني نظرات شتى وعيون شرهة... كنت لا أحفل بشيء سوى أن أكون عنقود العنب الذي لا يكاله أحد....
حتى عندما عرفت طريق الهجرة والغربة بم يدق قلبي كما يدق الآن... يا له من قلب جلد لا يمكن أن يكون قلب فتاة ذلك الذي داس على مشاعره وكان ينظر للشمس مع أن القمر هو من يتودد له... كان قلبي مجنون لذا لا أستغرب أن يعود لجنونه القديم بعدما تم تدجينه كل هذه السنين...
القلوب مثل عصافير البراري مهما عاشت في الأقفاص تعود لبريتها مع أو رفة جنح لها خارج القفص.
أحسست بعتيق في أكثر من مرة هو من يفتح لي الأبواب ويسبقني للمسير كطائر يعلم فراخه الصغار فن الطيران... كنت أتضايق أحيانا من أنه يلعب معي دور المعلم أو دور الموجه,,, كنت أبحث في وجوده دور الآب أولا ... دور الحنان الذي شعرت به كنقص وحيد يضطرني للعزلة أحيانا أو اللجوء للصمت... أبي كان رجلا يغطيني من كل شيء أينما كنت في الشمس أو تحت هطيل المطر... لا يخاف أبي... لا يخشى ....لذا أنا أبحث عنه في وجوه كل الرجال.... إلا عتيق كان شبه أبي شبيهه في الكثير من لمسات الحنان....
أبحث أيضا عن قلب يخفق تحت نبضات قلبي ويتوقف حين يستريح قلبي مطمئنا ... من الصعب أن تجد أبا وحبيبا في شخص واحد مهما كان ذلك الشخص.... أنا مع عتيق أبنه وحبيبة وأم له... الشيء الوحيد الذي ينقصني فيه أن يكون يدي التي تمسك قلبي أن يهرب مني كلما تذكرت ملمسه الأول لي ونحن نقطع الشارع للجهة المقابلة خوفا علي من طريق يعج بسيارات قادمة بسرعة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج 6
- عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج 5
- عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج3
- عنوان الموضوع: عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج4
- عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج2
- عقيدة العصمة بين النص والأفتراض ج1
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 13
- من حصاد المعصوم والمقدس
- خطوة للموت ... خطوة للحياة
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 12
- صورة الله في الأديان كمثل صورة حامل الدين
- دائرة الوعي... أم دائرة الوهم...
- المشروع التنويري ومهمات التأسيس التجديدي للفكر الديني
- الدين بين القيم الوجودية وزعم روح المثالية
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 11
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 10
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 9
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 8
- أنا جندي عربي
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 7


المزيد.....




- “الآن نزلها” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة جميع أفلا ...
- تردد قناة بانوراما فيلم 2024 حدث جهازك واستمتع بباقة مميزة م ...
- الرد بالترجمة
- بوتين يثير تفاعلا بفيديو تقليد الممثل الأمريكي ستيفن سيغال و ...
- الإعلان 1 ح 163 مترجم.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 163 على قن ...
- ماسك يوضح الأسباب الحقيقية وراء إدانة ترامب في قضية شراء صمت ...
- خيوة التاريخية تضفي عبقها على اجتماع وزراء سياحة العالم الإس ...
- بين الغناء في المطاعم والاتجاه للتدريس.. فنانو سوريا يواجهون ...
- -مرضى وفاشيون-.. ترامب يفتح النار على بايدن و-عصابته- بعد إد ...
- -تبرعات قياسية-.. أول خطاب لترامب بعد إدانته بقضية الممثلة ا ...


المزيد.....

- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 14