أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال يلدو - بين الحنين للملكية وتسفيه ثورة 14 تموز















المزيد.....

بين الحنين للملكية وتسفيه ثورة 14 تموز


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 7672 - 2023 / 7 / 14 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف إثنان بأن المزاج الجماهيري الذي اعقب نجاح ثورة 14 تموز عام 1958 وما تلاها من سنين قلال كان مؤيدا بحماس للثورة، ومتعاطفا مع اسباب إسقاط النظام الملكي الذي سجلت بحقه اخطاء جسام منها ربط العراق بالاحلاف والارتهان للسياسة الاستعمارية وعدم الجدية في محاربة الفقر والمرض والامية ناهيك عن تردده في تحقيق المسار الديمقراطي وما يتطلبه من حزمة من القوانين التي يجب ان تُحترم مع تغيّر الحكومات، هذه بعض الاسباب ، مضافا لها المزاج العام ( العراقي والعربي والعالمي) الداعي للاستقلال والتحرر وإقامة الحكومات الوطنية والوعود بالانتصار لقضايا الكادحين ، كل هذه الامور كانت ترفع المعنويات وتساهم استمرار التحرك الجماهيري والاقدام على سن القوانين الوطنية والتقدمية في حياة حكومة 14 تموز الفتية وارتباطها كثيرا بالزعيم عد الكريم قاسم.
لكن ثورة 14 تموز ونتيجة للتدخلات الخارجية وانتباه الدوائر الاستعمارية للخلل، استغلت تلك الثغرة القاتلة وهيأت الارضية لدخول الثورة في ذلك النفق المظلم الذي ادى في النهاية الى اسقاطها والانتقام من قادتها وجماهيرها، لابل من مجمل حركة اليسار العراقي ، ألا وهي "الوحة الفورية مع مصر " ومن يقف خلفها من البعثيين والقوميين أو "لاتحاد " ومن يقف خلفها من انصار الثورة ، هذه القضية التي شقت الحياة السياسية والمجتمع العراقي طوليا ولم يتعافى منها ، مضافا لها ملفات مثل عودة التمرد في شمال العراق وقضية ضم الكويت وانحسار الديمقراطية وزج الوطنيين في السجون مجددا ، وعودة تغلغل القوميين والبعثيين في كل مفاصل الدولة مع الاحتضان الرجعي الداخلي للقوى المعادية للثورة وتصاعد التدخلات الخارجية، كانت قد مهدت الارضية لنجاح انقلاب 8 شباط الدموي وما جره من مآسي على العراق .
من الناحية العملية لم يقف البعثيين بعد الانقلاب موقفا سلبيا من ثورة 14 تموز، بل كان موقفهم سلبيا من الزعيم ومن قادتها اليساريين خاصة.
سقط البعث في تشرين ثان 1963 وعاد ثانية في تموز 1968، ولم يتغير موقفهم (اعلاميا) من تمجيد ثورة 14 تموز لكن مع استمرار تسفيه قادتها اللذين جرى قتلهم وتصفية انصار الثورة من قبل ذات الجماعة الحاكمة .
هذا الموقف المتناقض بين تأييد الثورة وقتل قادتها وضع حزب البعث في موقف لا يحسد عليه بعد العام 1968، فهو لم يعاديها ، لأنه كان يدعي بمعاداته للاستعمار والرجعية ويعد الجماهير بالاصلاحات وهي ذات القيم التي نادت بها الثورة وطبقت بعضا منها ، إذن كيف الخروج من عنق الزجاجة؟
لقد فسح نظام البعث المجال لبعض الكتاب وطلبة الدراسات العليا في تناول ثورة 14 تموز (والانحرافات) التي وقعت فيها من جانب، وتأليه وتكبير بعض رموز وشخصبات النظام الملكي والاعلاء من شأن العائلة المالكة والاعتناء بالمقبرة الملكية ايضا، تزامنا مع التقارب مع الاردن والملك حسين (من ذات العائلة الهاشمية) مقابل تجاهل القادة الحقيقين لثورة تموز لابل حتى بعدم الافصاح عن قبورهم الحقيقية التي جرى اخفائها عن الشعب العراقي ولليوم، ناهيك عن آلاف الضحايا التي جرى دفنهم في مقابر جماعية مجهولة من قبل البعثيين لا غير!
يضاف ذلك التعديلات (التشويهات) التي جرت في المناهج الدراسية لثورة 14 تموز ورموزها ، هذا إن لم اقل بأن تمجيد شخصيات مثل الزعيم او المهداوي كان يمكن ان يأخذ صاحبها للتحقيق وربما السجن.
تلك الدراسات (ان صح تسميتها دراسات) او المناهج الدراسية طرحت وجهة نظر البعث حول ثورة تموز دون اعطاء الحق للرأي الآخر فيها ، ولعل المفارقة تكمن في البحث عن الجواب لسبب قتل قادة الثورة بشكل اجرامي والانتقام من اتباع الثورة من دون ادانة القتلة او تقديمهم للعدالة .
يا ترى ماذا جرى بعد زوال البعث في العام 2003 ؟
الحقيقة ان المثل : اكذب اكذب حتى تصدقك الناس ، قد وجد تجلياته في الاصوات التي ظهرت والاقلام التي كتبت حول الملكية والنظام الملكي في تسفيه ثورة 14 تموز وقادتها ووصفهم بأقذع الاوصاف وهذا كان متوقعا من اتباع سياسة نسف الواقع وطرح البدائل الكاذبة من قبل البعثيين والقوميين وبقايا الاقطاع العربي والكردي ومضافا لها القوى الاسلامية التي ظهرت للسطح والتي ناصبت العداء لثورة تموز منذ ايامها الاولى بدوافع اخطرها كانت بتشجيع الدوائر الاستعمارية وايران.
اما الاصوات التي تدعو لعودة الملكية ، انما تدعو لبقاء النظام الحالي لسبب بسيط لأن النظام الملكي زال ولا رجعة منه اولا، وثانيا إن تأريخ العراق منذ سقوط بابل حتى العام 1920 لم يعرف الملكية! اما الذي اتي بالملكية للعراق فهو المستعمر البريطاني ولم يجلبهم إلا لانهم كانوا في خدمة مخطاطاته ومصالحه هذا اولا، اما فكرة ان قاسم قتل العائلة المالكة ، فهذه اكذوبة ما بعدها اكذوبة سوّغ لها البعث وأعداء الثورة ، علما انهم يعرفون جيدا بأن الذي قتلهم كان (العبوسي) ولم يكن بتوجيه مباشر ، انما الحقيقة جاءت في اعترافاته المتأخرة ، مضافا لها الفوضى التي خلقتها نداءات عبد السلام عارف (احد قادة الثورة) عبر الاذاعة طالبا من الجماهير التوجه الى قصر الرحاب ، وهذه خلقت فوضى عارمة مما حدى بقادة الثورة الى اعلان حالة منع التجول الساعة 3 عصرا من يوم 14 تموز، وإن قتل قادة تموز في الاذاعة هو انتقام الهي من قتل العائلة المالكة! وحتى هذه النظرية فإنها تفضح حقدا دفينا على ثورة تموز وقادتها .اما المحاججة الاخرى فهي فكرة ان ثورة 14 تموز قد فتحت الباب امام الانقلابات العسكرية، وهذه لا يطرحها الا جاهل بتأريخ العراق الحديث او حاقد اعمى على ثورة تموز.
إذن يبقى السؤال: لماذا يحتفي البعض بثورة تموز، ولماذا ما تزال شخصية الزعيم ملهمة للكثيرين؟
بالحقيقة ان ثورة 14 تموز 1958 تعتبر ثورة فريدة في العالم الثالث لأنها كانت ثورة وطنية ولم تكن للقوى الخارجية يد فيها ، وحصلت على تأييد منقطع النظير ،وثانيا، ان الثورة حققت الكثبر من وعودها على صعيد السيادة الوطنية والاستقلال ونصرة الفقراء ومحاربة الامية والمرض والقيام بمشاريع كبيرة ، لكن الذي فات قادة الثورة وزعيمها بالاساس هي قضية التأسيس لنظام عراقي دستوري جديد يعتمد على دستور دائم وانتخابات وقوانين حرية الاحزاب والصحافة وأن يجري تسليم السلطة للمدنيين، هذه المطالب كانت واحدة من اسباب سقوط ثورة تموز وهي من اسباب تمسك البعض بها لليوم لأن الوضع القائم الآن ونحن في العام 2023 مازال هو هو أن لم أقل انه تراجع للخلف سنوات ضويئية كثيرة .
إذن ، ستبقى الجماهير تبحث عن الخلاص من محنتها وأزمتها الحالية ، وحتما ستضع امامها تجربة كانت ناجحة (الى حد ما) لم ترتق لها اي من الحكومات التي تلتها، وحتما ستفتخر بقادتها وزعيمها (رغم اخطائه القاتلة) فقد كانوا عنوان للوطنية والنزاهة ، وهذا ما يغيض البعثيين والاسلاميين والرجعيين والمساكين انصار عودة النظام الملكي .
مجدا للذكرى 65 لثورة 14 تموز المجيدة
مجدا لقادتها الابطال وشهدائها الابرار
تموز 2023



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نجعل من عيد العمال عيدا لشغيلة اليد والفكر
- أثر معاهد المسارح العالمية على مسيرة المسرح العراقي
- حملة تضامن عالمية تُنقذ ثلاث رابطيات من حكم الاعدام عام 1963
- كيف ايقظت انتفاضة تشرين سبات السنين لدى الجاليات العراقية
- ماهو مستقبل الحركة النقابية العمالية في الولايات المتحدة
- -الحصاد المنسي-، تجربة انسانية فريدة في ديترويت
- تسعة شهداء من عائلة واحدة وصمة عار في جبين صدام والبعث المجر ...
- مجدا لبطلة الأول من آيار،القائدة العمالية الامريكية لوسي كَو ...
- سلاماً لذكرى الشهيد النصير رعد بولص ميخو
- من هو مرشح ألانتخابات ألامريكية الاشتراكي الديمقراطي بيرني س ...
- تحية لمخترع نظام إطعام ألجياع في أمريكا، جان فان هينجل
- سلاماً لذكرى الشهيد حنّا جيجو
- سلاماً لذكرى الشهيد النصير أمين عبي
- وفاءً للشهيدة نجمة رضا محمد الهاشمي (ام كفاح)
- كيف لفّقَ البعث تهم الجاسوسية، والفقيد صبري الياس مروّكَي نم ...
- جرائم البعث وإعدام الجواسيس ، والفقيد سالم داود سلمو نموذجاً
- نفحة من شارع المتنبي في مدينة آن آربر الامريكية
- عشية الذكرى الثمانين لنهاية الجمهورية الاسبانية/شهادات بحق ن ...
- لمناسبة يوم الشهيدالشيوعي -وفاءاً للشهيد البطل أثير كوركيس د ...
- الفرحة الغامرة بإفتتاح متحف التراث الكلداني العراقي في ديتر ...


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال يلدو - بين الحنين للملكية وتسفيه ثورة 14 تموز