أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كمال يلدو - كيف ايقظت انتفاضة تشرين سبات السنين لدى الجاليات العراقية















المزيد.....

كيف ايقظت انتفاضة تشرين سبات السنين لدى الجاليات العراقية


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 7034 - 2021 / 9 / 30 - 09:22
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم تعد الجاليات العراقية تجمعات صغيرة متناثرة كما كان عهدها في عقدي الستينات والسبعينات، فبعد تلك السنين أضحت تجمعات كبيرة وتوزعت حول العالم لتشكل مجتمعات عراقية مصغرة تعد بمئات الآلاف في بعض الدول. وحتماً مع هذا العدد لابد ان تكون هناك اسباب تكمن خلف هذه الزيادة الكبيرة، ويأتي في مقدمتها هروب الناس من انظمة الاستبداد التي حكمت، والحروب الداخلية والخارجية والارهاب والتجنيد الالزامي وفي بعض الاحيان كان الهدف هو البحث عن حياة افضل بخيار الهجرة، لكن ما جرى بعد العام 2003 حمل في طياته اسبابا جديدة للهجرة كان في مقدمتها الحرب الطائفية واستهداف ابناء المكونات الصغيرة الذين وجدوا أنفسهم بلا حامي بين ليلة وضحاها وصارت تحت رحمة الميليشيات والعصابات التي استشرست بغياب القانون وسيادة الفساد الاداري في العراق.
هذا المشهد ، وتنوع اسباب الهجرة وطول مدتها من قصرها تركت ابعاداً مختلفة في طريقة تفاعل ابناء الجاليات مع احداث العراق الداخلية، فمنهم من اختار الانغماس في الحياة الجديدة ومتطالباتها ومنهم من لم يعد مهتماً او مبالياً، وبقي قسم غير قليل مهتماً بالحياة العراقية ويتطلع الى عراق أفضل من الذي غادره.
مزاج الناس ارتبط كثيرا بطبيعة التغيير الذي انهى الدكتاتورية ونوعية القوى التي اتى بها المحتل وانتهاجها الطائقية التي اضحت سيدة المشهد السياسي مضافاً لها ضعف الدولة ، ناهيك عن التدخل الخارجي الفظ في الشأن الداخلي عالمياً اومن قبل دول الجوار وخاصة ايران، بالترافق مع التشتت والضعف والوهن الذي اصاب الحركة الديمقراطية العراقية و إنحسار حجم تأثيرها في الاحداث، كل هذه الوقائع لم تكن لتمر مرور الكرام على امزجة و واقع الجاليات العراقية التي مازالت تحتفظ بصلات ووشائج عميقة مع الوطن.
لقد كان لانعدام الافق في الاصلاح الموعود دوراً بقتل اي بصيص امل لدى النسبة العظمى من ابناء الجاليات الذين لم يتوانوا عن الافصاح عن يأسهم هذا في احاديثهم او كتاباتهم او حتى مستوى اهتمامهم بالعراق الذي تراجع كثيرا ، حتى ان البعض صار يقول "إن الشعب العراقي راض بالوضع" وقسم اتهم العراقيين بأنهم" جبناء" او " خانعين" وإنهم " يستحقون هذا النظام " لأنهم يعودوا وينتخبوهم في كل دورة انتخابية!
نعم هذه الصور كانت شائعةجدا حتى يوم 1 تشرين اول 2019 ، حينما استفاق العراق ومعه الجاليات في الخارج على حركة جماهيرية غير مسبوقة بحجمها شملت بغداد وعدة محافظات عراقية تطالب بكل صراحة، بإسقاط العمليةالسياسية وأحزابها، وتنادي بمحاسبة السراق واسترجاع الاموال المنهوبة،وتدعوا لحل البرلمان وإقامة نظام انتقالي تقوده نخبة عراقية لا نتتمي لاحزاب السلطة.
إن هذه الجرأة والوضوح بالطرح ، ونوع المشاركة الشبابية وروح الفداء والتحدي التي تميزت بها انتفاضة تشرين والصور التضامنية الرائعة التي سطرتها الجماهير وسواق (التك تك) في ساحة التحرير وسوح البطولة في المحافظات المنتفضة والمشاركة المشرفة للمرأة العراقية والطلبة، ليس في ايامها الاولى فقط ، بل حتى بعد مرور أشهراً عصيبة وصعبة وسقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى كان كفيلا بأيقاظ الروح الوطنية العراقية من جديد ، قد دفع نسبة عالية من ابناء الجاليات أن يعيدوا حساباتهم وموقفهم من الشعب العراقي اولا ومن شبابه ثانيا ومن فكرة التغير ثالثا، إذا انهم تفاجئوا بالوعي العالي والتزام الانتفاضة بالسلمية وبمطالبها رغم محاولات العصابات الحاكمة شيطنتها او جرها للمصادمة ، واصطفوا بكل ثقة خلف شعار الانتفاضة: نريد وطن!
نعم . هذه الروح الجهادية ايقظت مجاميع هائلة من العراقين بعد ان كانوا قد دخلوا في سبات عميق وتمكن اليأس من الكثير منهم ، ففتحت امامهم فرصاً لامكانية التغير ، وعلى ضوء ذلك جاءت ردود الافعال متنوعة ومتوازية بحجم ما كان يجري في ساحة التحرير وشقيقاتها من سوح الحرية والتظاهر الأخرى، فظهرت كتابات التضامن وانطلقت التظاهرات والتجمعات التضامنية حول العالم و أُنشدت القصائد الشعرية والاغاني وحتى التبرعات العينية والمادية، لابل ان الكثير من ابناء الجاليات، سافروا للعراق لغرض المشاركة الفعلية بالانتفاضة في ساحة التحرير أو باقي السوح الثائرة .
مضت أشهر الانتفاضة التي اصطبغت بالدم والاغتيالات والخطف، فكشفت بالملموس معدن الاجرام المتغلغل في القوى القابضة على السلطة وحجم خسة دول الجوار والدول الاوربية وامريكا والامم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الانسان، التي التزمت الصمت المريب والمعيب تجاه ماجرى بحق المتظاهرين وأهاليهم، ولم تقدم على ادانة نظام القتلة في المنطقة الخضراء، أما الصدفة اللعينة فقد كانت بالمرصاد للثوار ، إذ حدث وباء كورونا ، فتوقفت كل الفعاليات بفعل الخوف من انتشار الوباء وقيام السلطات والميليشيات بإستهادف سوح التظاهر وحرق خيمهم بدعوى الحفاظ عليهم من الوباء، فيما كانت كل المعطيات تشير الى حجم الخوف والهلع والاضطراب الذي اصاب الاحزاب الحاكمة من فقدان سيطرتهم على الشارع وبالتالي سقوطهم المدوي على أيدي التشرينيين .
صحيح إن الانتفاضة بحجمها الذي انطلق قد تراجعت، لكن كل مقومات قيامها من جديد قائمة وحتى اللحظة ، وهذا الامر يعرفه المتظاهرين واحزاب السلطة، وكل ما ينتظروه الآن هي الشرارة، وهذه قادمة لا محالة! فقتلة المتظاهرين لم يقدموا للعدالة رغم سقوط رمزهم عادل عبد المهدي، والفساد والتزوير وسرقة المال العام والبطالة وضعف الخدمات من كهرباء وماء مازال كما هو وأسوء ، اما التدخلات الخارجية السافرة وخاصة عملاء ايران فإنها تضيف للانتفاضة وقودا تستمده من أصالتها العراقية وأستقلالية قرارها .
الجاليات العراقية، وعقب (البروفة) في 1 تشرين 2019، وبعد أن شهدت بإم عينها حجم الخزين الثوري الهائل والكامن في الشعب العراقي والذي يشبه ، الدخان الذي يخرج من قمّة الجبل معلناً قرب انفجار البركان، مازالت تتطلع مثل أغلبية الشعب العراقي الى التغير الشامل وإقامة نظام ديمقراطي عادل يضمن الحياة الحرة والكريمة للعراقيين ويمنحهم أملا بالحياة والتقدم الذي يستحقه شباب العراق.
1 تشرين أول -2021



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهو مستقبل الحركة النقابية العمالية في الولايات المتحدة
- -الحصاد المنسي-، تجربة انسانية فريدة في ديترويت
- تسعة شهداء من عائلة واحدة وصمة عار في جبين صدام والبعث المجر ...
- مجدا لبطلة الأول من آيار،القائدة العمالية الامريكية لوسي كَو ...
- سلاماً لذكرى الشهيد النصير رعد بولص ميخو
- من هو مرشح ألانتخابات ألامريكية الاشتراكي الديمقراطي بيرني س ...
- تحية لمخترع نظام إطعام ألجياع في أمريكا، جان فان هينجل
- سلاماً لذكرى الشهيد حنّا جيجو
- سلاماً لذكرى الشهيد النصير أمين عبي
- وفاءً للشهيدة نجمة رضا محمد الهاشمي (ام كفاح)
- كيف لفّقَ البعث تهم الجاسوسية، والفقيد صبري الياس مروّكَي نم ...
- جرائم البعث وإعدام الجواسيس ، والفقيد سالم داود سلمو نموذجاً
- نفحة من شارع المتنبي في مدينة آن آربر الامريكية
- عشية الذكرى الثمانين لنهاية الجمهورية الاسبانية/شهادات بحق ن ...
- لمناسبة يوم الشهيدالشيوعي -وفاءاً للشهيد البطل أثير كوركيس د ...
- الفرحة الغامرة بإفتتاح متحف التراث الكلداني العراقي في ديتر ...
- وفاءاً لذكرى الشهيد زهير جرجيس مقدسي
- بارقة أمل في تطلعات الشغيلة الامريكية عشية ألأول من آيار
- سلاماً للقائدة الانصارية فكتوريا يلدا (شيرين ام عصام)
- وفاءاً للشهيد عادل كامل الربيعي


المزيد.....




- رفح.. العدو على أبواب مصر
- “أمن الدولة” تجدد حبس معتقلي “بانر التضامن مع فلسطين” 15 يوم ...
- طلاب العالم اتحدوا ضد الصهيونية وداعميها الرأسماليين
- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كمال يلدو - كيف ايقظت انتفاضة تشرين سبات السنين لدى الجاليات العراقية