أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كمال يلدو - كيف لفّقَ البعث تهم الجاسوسية، والفقيد صبري الياس مروّكَي نموذجاً














المزيد.....

كيف لفّقَ البعث تهم الجاسوسية، والفقيد صبري الياس مروّكَي نموذجاً


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 6122 - 2019 / 1 / 22 - 08:38
المحور: حقوق الانسان
    


في مثل هذا العام تكون قد انقضت خمسون عاماً (50) منذ ان طوى اجرام حزب البعث، رمياً بالرصاص، صفحة انسان برئ لفقّت له تهمة او (سبّة) إن اردت تسميتها ، وهي الجاسوسية! نعم، كان سهلاً على المجرمين تعليق التهم واعدام الناس وتدمير العوائل وتركها تعيش المّر لسنين، لا لجرم اقترفوه إنما لرغبة الحاكم المستبد والنذل في اظهار حكمه بمظهر القوي، فكان الارهاب بكل اصنافه ومنها الاعدامات وتعليق جثث الابرياء في السجون وفي الاماكن العامة.
ولد الراحل صبري الياس مروكَي عام 1942 في مدينة (تلكيف) التابعة لمحافظة نينوى، محلة سيسي لعائلة تكونت من، الياس الوالد و أمينة نونا الوالدة وكل من الاخوات والاخوة، ميري ، باته، مادلين ، كريم وكوركيس.، ودرس في مدرسة العرفان، وعندما اصبح شابا انتقل للعمل في البصرة مع ابناء خالته، عاملاً في الفنادق. تزوج في العام 1967، واعدم رمياً بالرصاص في ايلول 1969.

يقول شقيقه الاكبر (كوركيس) : كان اخي صبري شاباً جسورا ويعتّد بنفسهِ كثيرا ، وهذا ما ادخله في مشاحنات مع من كان يريد ان يعتدي ويتطاول عليه، كان وسيما وقوي البنية، وفوق ذلك كان يكره الخدمة الالزامية ، وعلى ما اتذكر انه كان هاربا من العسكرية آنذاك . ومع ان ذلك المشهد المؤلم مضت عليه كل هذه السنين فإني اعتذر مسبقا لان تلك الصورة محت الايام والاحزان الوانها، للاسف! ويستطرد قائلا: سمعنا عن اشاعة بصدور عفو عام عن الهاربين من العسكرية، وشاهد والدي (الياس) سيارات النقل العسكرية (لوريات) تنقل الناس للمعسكر، ويبدو انه لمح اخي (صبري) من بينهم ايضاً.
بعد مرور (4ـ5) ايام، استلمنا كتاب يطلب من العائلة الحضور لمشاهدة (إعدام) ابنهم في معسكر الرشيد. كان الامر مرعباً ، الاعدام امر ليس هيناً امام الجرم او التهمة التي كنّا نتوقعها وهي (الهروب من الخدمة العسكرية) ، فذهبنا والدي ووالدتي وزوجتي (جورجيت) وابن اخي (موفق ايضا) ، وقد شهدت بوابة المعسكر فوضى عارمة ومئات السيارات، وناس غاضبة وناس تبكي وتصرخ ، وقصدنا جندي واصطحبنا لمكان حيث اجلسونا في غرفة الانتظار وكان يحرسها ضابط وقال لنا : تكلموا بكل ما تريدون!
وحوالي الساعة الثانية صباحاً، وقبل موعد الاعدام بقليل، جلبوه للغرفة وكان يرتدي بدلة الاعدام (الحمراء) وسلّم علينا، وفي اليوم التالي استلمنا جثته من الطب العدلي، فيما نشرت صحف الصباح خبر (إعدام جواسيس لاسرائيل) مصحوبة بأسمائهم وعناوينهم. ومضت اياماً صعبة على العائلة حيث كنّا نسمع تعليقات غير رصينة ومؤذية بدلا من المواساة. لبست امي ثوب الحداد لسنين طوال ولم تبدله ،كيف وقد شهدت الموت يغيّب ابنها، الشاب الوسيم بعمر 27 عاما! اما والدي فكان يداري حزنه. اخواتي واخي كريم وباقي العائلة كانت مهمومة بالحزن ، ولا اخفيك بأني لغاية هذا اليوم وبهذا العمر فإني ابكي ولا اتمالك دموعي حينما يأتي ذكره.
الشاهد الثاني كان السيد (موفق كريم ججو قلاّ) ابن السيدة ميري شقيقة الراحل صبري حيث قال: كيف لي ان انسى ذاك اليوم، وكيف انسى مرارته وحزنه، نعم، كنت في عمر الشباب يوم ذهبت مع جدي وجدتي وخالي وزوجته لمعسكر الرشيد حتى نشهد إعدام خالي! وبالحقيقة لم نكن نعرف التهمة حتى ساعة احضاره للغرفة قبيل الاعدام بقليل، فقد كنتُ اعلم ان خالي كان هاربا من العسكرية لانه (يكرهها) ، وكذلك فإنه اودع السجن نتيجة مشاجرة مع احد الاشخاص ، ويبدو ان تلك العملية سهّلت على البعث الصاق اية تهمة به. اتذكر عندما اتو به للغرفة وكان مرتديا بدلة الاعدام (الحمراء)، سأله خالي كوركيس: ما هي التهمة؟
فقال صبري : الجاسوسية لاسرائيل! وهنا انتفض خالي واستحلفه بالله إن كان قد عمل هذا العمل المشين، وقال له انك ستذهب لدار الحق، قل لنا وريّح ضميرك!
قال الراحل صبري: ابداً ابداً أنا برئ ، في حياتي لم اقم بمثل هذا العمل، ونقل لنا كلام الحاكم الذي قال للمحكومين (( هاي اوامر . هذا موبيدي)). في تلك الاثناء قابلنا ايضا الراحل (موفق الياس زوما) الذي حكم عليه بالاعدام ايضا وحمّلنا وصيته لعائلته التي لم تتمكن من الحضور من تلكيف الى بغداد.
ويكمل ابن شقيقته موفق القول: نعم، إن خالي كان معتداً بنفسهِ ، وكان طيبا ويحب الحياة، اما (جسارته) فقد جلبت له الكثير من المشاكل، ولعل هذه كان خاتمتها للاسف.
في اليوم التالي للاعدام، حضرت كل العائلة وأقمنا لخالي قداس الجناز من (كنيسة البتاوين ـ الباطريارك)، وتلاها ثلاث ايام الحداد والسابع والاربعين . وبالحقيقة فإن السلطات لم تضايقنا بهذا الامر ولا ادري إن كان لمعرفتهم او حدسهم بأن تهمة الجاسوسية كانت ملفقة لخالي صبري او لغيره. وينهي السيد (موفق) كلامه بالقول: كيف يمكن لمشاجرة أو لفكرة الهروب من العسكرية أن يكون ثمنها روح ، شاب في مقتبل الحياة، وكيف يُعقل ان تلقى تهمة عظمى مثل الجاسوسية على انسان برئ وبهذه الطريقة ، بالحقيقة كانت تلك اقذر الطرق التي استخدمها حزب البعث لاخافة الشعب وتثبيت مواقعه، لا اكثر ولا أقل!
تمضي الايام وتتكشف اكثر فأكثر جرائم حزب البعث وصدام حسين، وما يبعث على القرف ان ينبري البعض في الدفاع عنهم .....كيف يقوى انسان شريف في الدفاع عن المجرمين القتلة ما لم يكن واحدا قذرا سافلاً مثلهم . لكن ماجرى في العراق بعد العام 2003 ومجئ شلّة الحرامية والاوغاد لحكم العراق، فقد حرمنا من فرصة محاكمة النظام العفلقي وتقديم رموزه وجرائمه كلها للعدالة ، وليس فقط جريمة الدجيل!!!

** الراحة الابدية والذكر الطيب للراحل البرئ صبري الياس مروكَي
** العار سيلاحق حزب البعث وزبانيته وكل مَن اجرم بحق العراقيين

ديترويت/ كانون ثان 2019



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم البعث وإعدام الجواسيس ، والفقيد سالم داود سلمو نموذجاً
- نفحة من شارع المتنبي في مدينة آن آربر الامريكية
- عشية الذكرى الثمانين لنهاية الجمهورية الاسبانية/شهادات بحق ن ...
- لمناسبة يوم الشهيدالشيوعي -وفاءاً للشهيد البطل أثير كوركيس د ...
- الفرحة الغامرة بإفتتاح متحف التراث الكلداني العراقي في ديتر ...
- وفاءاً لذكرى الشهيد زهير جرجيس مقدسي
- بارقة أمل في تطلعات الشغيلة الامريكية عشية ألأول من آيار
- سلاماً للقائدة الانصارية فكتوريا يلدا (شيرين ام عصام)
- وفاءاً للشهيد عادل كامل الربيعي
- وفاءاً للشهيد النصير خليل توما متى (سليم مانكيشي)
- وفاءاً للشهيد رياض أحمد صالح
- بعد نصف مليون قراءة، شكراً للحوار المتمدن وشكراً للقراء الكر ...
- وفاءاً للشهيد عابد يوسف مرادو
- سلاماً للقائد الانصاري توما القس (أبو نضال)
- وفاءاً للشهيد صبري الياس حنا دكَالي ( جندو)
- مع الرباع العراقي زهير إيليا منصور، الحائز على لقب أقوى رجل ...
- عن فلم - بيشمركَة مرة اخرى- مع النصير وردا بيلاتي (ملازم أبو ...
- سلاماً للقائد الأنصاري نجيب حنا عتو ( حمه سعيد أبو جنان)
- وفاءاً للشهيد النصير فرانسو ميّا (أبو حسن)
- الطبيبة العراقية مونا حنا عتيشا، تنقذ حياة آلاف الأطفال في ...


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كمال يلدو - كيف لفّقَ البعث تهم الجاسوسية، والفقيد صبري الياس مروّكَي نموذجاً