أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كمال يلدو - جرائم البعث وإعدام الجواسيس ، والفقيد سالم داود سلمو نموذجاً














المزيد.....

جرائم البعث وإعدام الجواسيس ، والفقيد سالم داود سلمو نموذجاً


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 6051 - 2018 / 11 / 11 - 08:51
المحور: حقوق الانسان
    


سوف لن تطوى صفحة البعث القذرة حتى تُكشف كل جرائمه، وحتى تدان كل قياداته ، ويقدم الاحياء منهم للعدالة، وحتى ينظف العراق من هذا الحزب العميل وافكاره الشوفينية .فمنذ العام 1959 وحتى بعد نيسان 2003 ، ماض في الجريمة ، ماض في القتل والارهاب ، ماض بتطبيق سياسة اعداء العراق ، وسأتقدم بالسؤال لكل من مازال يدافع عنهم : ضع نفسك محل مئات الآلاف لابل الملايين من العوائل التي دفعت الثمن غاليا: لماذا ؟ ولم
صلحة من؟ وما الذي جناه الشعب العراقي منذ انقلاب 8 شباط الدموي عام 1963 ولليوم. لقد مارس هذا الحزب ابشع انواع الارهاب والترهيب والانتقام من خصومه ، عبر اتهامهم بالتجسس او بالاغتيالات او بحادث سيارة ، او عن طريق الذبح ومسلسل ابو طبر ، او حتى بالتسميم . نعم تلك كانت سياسة البعث ومازال البعض يتسائل: لمصلحة من ولماذا يلجأ الحاكم الى كل هذه الجرائم ، وهو جاء للحكم كما يدعي بأنه لخدمة المواطنين .

حكايتنا اليوم عن المغدور به، الراحل سالم داود زيا سلمو، من مواليد العام 1944 في بلدة تلكيف التابعة لمحافظة نينوى وانزل به حكم الاعدام في آب 1969 بتهمة الجاسوسية. درس الابتدائية في مدارسها، وفي العام 1961 انتقل للسكن في بغداد عند شقيقته حتى العام 1963 حيث اقترنت، ومن ثم انتقل الى البصرة للسكن والعمل مع والده ، حيث اشتغل نادلاً في (ملهى النصر) . تزوج مطلع العام 1969 من السيدة (سعيدة) . وفي تلك السنة تحدث اليه والد زوجته وقال له: إذا عندك شئ قل لي، فأنا اعرف الكثيرين الذين لن يبخلوا عليّ بالمساعدة ، لان الامن جاؤا الى هنا يسألون عليك ! فأجابه : لا ، ليس عندي اية مشكلة.
كانت زوجته قد ظهرت عليها علامات الحمل، وفي احد ايام 1969 اقتيد من مكان عمله وانتهى الامر!

يقول شقيقه الاصغر السيد رعد داود سلمو، مواليد 1954: مازلت اتذكر ذلك اليوم من شهر آب 1969، وكان عمري 15 عاما، وكنت انقل الماء من بيت عمي الى بيتنا في تلكيف، إذ تناهى الى سمعي حديث الناس بأن (أخي ) قد اعدم! فذهبت الى البيت مسرعا ، وفتحت الراديو ، وإذا بنشرة الاخبار تقول : اعدام أخي سالم بتهمة الجاسوسية لاسرائيل وامريكا . والحقيقة تسمرتُ ووقع هذا الخبر علينا مثل الصاعقة ، فالموت شئ محتم على كل انسان ، لكن الاعدام وبتهمة الجاسوسية ، فهذا امر صعب جدا في مجتمعنا وفي بلدتنا الصغيرة .
لم تقوى عائلتي على الذهاب الى بغداد وجلب جثة أخي سالم من هناك، فقد قامت بذلك خالاتي (مشكورات) وجلبنه الى تلكيف ، في اليوم التالي، حيث قمنا باصطحابه الى مقبرة البلدة والتي كان يشرف عليها آنذاك (اسكندر يونوـ–جحالي) ، فقمنا بدفنه انا ووالدي ومسؤول المقبرة، حيث لم تجرى عليه حتى صلاة الميت أومراسم الدفن المعهودة، إذ امتنع كاهن البلدة من إصطحابنا خشية من انتقام الحكومة، فووريَ الثرى يومها وحيدا حزينا مغدورا !

يعود شقيقه الاصغر رعد للحديث قائلا: تحولت حياتنا الى جحيم بعد تلك الواقعة ، وكان القلق والخوف مرادفا لخيالنا ، ولا نعرف ماذا يضمر النظام لعائلتي بعد تلك الجريمة . لقد اصيب والدى بمرض جلدي بعد الحادثة ، وعانى منه كثيرا حتى وافته المنية وهو مهموم بأخي عام 1976 في البصرة ، حيث كان يسكن منطقة (البريهة) الشعبية . اما والدتي المرحومة (حنية مراد قرجو) فقد توفيت عام 2005، ولم يغب عنها يوما او ساعة، طيف أخي سالم، وكانت تعيش وكأنه ظلها الغائب.
يتذكر رعد حادثة غريبة جرت له في اواخر السبعينات، حيث قصده للبصرة احد اصدقاءه من (عرب تلكيف) ، فما كان منه إلا ان اصطحبه للبيت ، إذا طلب منه الاقامة لبعض الوقت (وهذا هو حق الجار على الجار عند الاشراف). وشاع خبر هذا الضيف في المحلة ، ثم قامت الاستخبارات العسكرية بالقاء القبض عليّ وعلى شقيقي ونحن في العمل ( بار الاهرام ـ و بار آسيا) في البصرة ، وبعد التحقيق اقتادونا الى وزارة الدفاع في بغداد ، وانا مندهش من كل هذا الامر ، وصرت اخشى ان اذهب بها انا وأخي مثلما ذهب من قبلنا أخي سالم.
اشرف على التحقيق معنا ملازم اول و نقيب، وخلال التحقيق قلت لهم بأن أخي اعدم عام 1969 بتهمة الجاسوسية ، لخشيتي من اخفاء اية معلومة عنهم ، وربما كي ينظروا الي بنظرة عطف ، وتبين بأن سبب احضاري الى بغداد كان جراء استضافتي لعسكري هارب من الخدمة كان قد اعتدى على احد المراتب وأختفى ، عندها شعرت بنوع من الاطمئنان وهنا حدثت المفاجأة ، حيث قال لي كلا المحققان:
راح الاخضر بسعر اليابس ، من ورة هاي الشكولات ، روح .....اخوكم ما جان عنده شي!

نعم، كنتُ على يقين بأن اخي (ما جان عنده شي )، وإن آخر ما كنتُ اتوقع منه ان يكون جاسوساً ، لكن والحقيقة التي يجب ان اقولها ، فقد قال لي الكثرين من اصدقاءه المقربين بأنه كان يحمل افكاراً (يسارية) لا اكثر ولا أقل ، اما بعض اصحابه الذين رافقوه في قصر النهاية فقالوا لنا ، بأنهم تفاجؤا من الاعدام ، لان كل الاشارات كانت تدل على انه سيطلق سراحه قريبا ، لكن التهمة وحاجة البعث للمزيد من القرابين لتمرير مشروعه في بث الرعب عند الناس كانت اسرع ! اما عن حالنا لاحقاً ، فانظر للثمن الذي دفعته العائلة طوال هذه السنين ، وعلى رأسها زوجته ، وابنه (منهل) الذي ولد يتيماً ، والمجتمع الظالم ، والنظام الاكثر ظلما ، فاضطر معظمنا للهجرة والخلاص من ذاك الجحيم ، ومن بقي ، فقد تعايش مع الالم حتى تمكن منه .
**الذكر الطيب للراحل سالم داود زيا سلمو
** العار لنظام البعث الذي زرع المآسي والاحزان في كل دار
** وبأمل ان يأتي اليوم وتنصف الانظمة هذه العوائل والضحايا وتعيد لهم كرامتهم

تشرين ثان 2018



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفحة من شارع المتنبي في مدينة آن آربر الامريكية
- عشية الذكرى الثمانين لنهاية الجمهورية الاسبانية/شهادات بحق ن ...
- لمناسبة يوم الشهيدالشيوعي -وفاءاً للشهيد البطل أثير كوركيس د ...
- الفرحة الغامرة بإفتتاح متحف التراث الكلداني العراقي في ديتر ...
- وفاءاً لذكرى الشهيد زهير جرجيس مقدسي
- بارقة أمل في تطلعات الشغيلة الامريكية عشية ألأول من آيار
- سلاماً للقائدة الانصارية فكتوريا يلدا (شيرين ام عصام)
- وفاءاً للشهيد عادل كامل الربيعي
- وفاءاً للشهيد النصير خليل توما متى (سليم مانكيشي)
- وفاءاً للشهيد رياض أحمد صالح
- بعد نصف مليون قراءة، شكراً للحوار المتمدن وشكراً للقراء الكر ...
- وفاءاً للشهيد عابد يوسف مرادو
- سلاماً للقائد الانصاري توما القس (أبو نضال)
- وفاءاً للشهيد صبري الياس حنا دكَالي ( جندو)
- مع الرباع العراقي زهير إيليا منصور، الحائز على لقب أقوى رجل ...
- عن فلم - بيشمركَة مرة اخرى- مع النصير وردا بيلاتي (ملازم أبو ...
- سلاماً للقائد الأنصاري نجيب حنا عتو ( حمه سعيد أبو جنان)
- وفاءاً للشهيد النصير فرانسو ميّا (أبو حسن)
- الطبيبة العراقية مونا حنا عتيشا، تنقذ حياة آلاف الأطفال في ...
- وفاءاً للشهيد حكمت كيكا صادق تومي


المزيد.....




- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
- اليونيسف ترصد ارتفاع عدد الأطفال القتلى في أوكرانيا
- -أدلة- على -انتهاك- وحدات من الجيش الإسرائيلي حقوق الإنسان
- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كمال يلدو - جرائم البعث وإعدام الجواسيس ، والفقيد سالم داود سلمو نموذجاً