أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال يلدو - أثر معاهد المسارح العالمية على مسيرة المسرح العراقي















المزيد.....

أثر معاهد المسارح العالمية على مسيرة المسرح العراقي


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 7562 - 2023 / 3 / 26 - 18:46
المحور: الادب والفن
    


في يوم المسرح العالمي
أثر معاهد المسارح العالمية على مسيرة المسرح العراقي

تعود اولى التجارب التمثيلية المسرحية في العراق للعام 1876 وتحديدا في مدينة الموصل على يد الآباء الكهنة في الكنيسة الكرملية والكلدنية وتمتد لتصل ناحية القوش عام 1912، في تلك الفترة حمل ريادة هذه الاعمال التمثيلية (المسرحية البدائية) نخبة من الآباء الكهنة او المعلمين الذين درسوا في لبنان وفرنسا ، فأعتمدوا على بعض النصوص والحكايات من الكتاب المقدس ، ثم ترجموا بعض المسرحيات الاوربية. بعدها توجه جيل من المثقفين الى كتابة نصوصاً تحاكي النصوص المسرحية الاوربية المترجمة ، وتواصلت عملية تقديم الاعمال التمثيلية ان كان في الكنائس او صالات المدارس، وعندما وصلت التجربة الى بغداد أوائل القرن العشرين ، مارست كنيستا الكلدان واللاتين دورا مشرفا في رعاية التمثيليات، ثم دخلت مدرسة شماش للطائفة اليهودية وقدمت العديد من الاعمال والتي كانت مستوحاة من الكتاب المقدس ايضا ، وانضمت اليها المدارس الارمنية ايضاً ، كل هذه الجهود جاءت استكمالاً لدور الحكواتي (القصاخون) الذين كانوا ينتشرون في الاحياء والمقاهي الشعبية، برواية القصص التراثية أمثال الزير سالم وعنتر ابن شداد وغيرها، مضافا اليها بعض المبالغات وعوامل التشويق بغية جلب جمهور اكثر في كل مرة، على ان هذه القصص كان تعتمد على (الفرد الواحد) وقدرته الابداعية ، فيما كانت التمثيليات تعتمد على اكثر من شخص وعلى النص والديكور والاخراج ومستلزمات شروط العمل الاخرى .
بعض المعلومات التأريخية تذكر بأن شخصاً بإسم (نوري فتاح) أسس جماعة سنة 1919 وقدمت مسرحية (النعمان ابن المنذر) على مسرح سينما اولومبيا الذي كان يقع في شارع الرشيد.
أما بعد الاحتلال البريطاني وخاصة بعد العام 1921، فقد ظهرت العديد من النوادي والجمعيات التي كانت ذات طابع اجتماعي وثقافي عام، وقامت بذات الوقت بتقديم عروض (تمثيلية / مسرحية) من اجل اذكاء الروح الوطنية ضد الاحتلال ومنها:
1) وفاء العرب، ومثلها في بغداد طلبة مدرسة الكلدان في النصف الثاني من تشرين اول 1920 وكانت من تأليف انطوان الجميل
2) وفود النعمان الى كسرى، وقد عرضت عام 1920
3) فتح الاندلس على يد طارق ابن زياد، وقد قدمت عام 1920
4) صلاح الدين الأيوبي، أول مسرحية تعرض على مسرح مدرسة اسلامية في الموصل وقد أخرجها أرشد افندي العمري (مهندس البلدية) عام 1921.
أما مدرسة التفيض في بغداد ، فقد قدمت مسرحيات من على مسرح سينما رويال في ساحة الأمين عام 1925 من قبل الاستاذ حقي الشبلي وزميله فاضل عباس.اما
الاستاذ محمد خالص ملا حمادي، فقد عرض مسرحيتي (هارون الرشيد) و (عائدة ) على مسرح سينما الوطني في شارع الرشيد عام 1926.
وحدث بعد زيارة فرقة المؤلف والممثل المصري (جورج ابيض) وفرقة الريحاني و الفنانة (فاطمة رشدي) ان اندفع العديد من الشباب لتأسيس فرق مسرحية مثل: الفرقة العصرية والفرقة الشرقية وفرقة حبزبوز التي كانت تقدم اعمالها الكوميدية في المدارس، وشهدت المدرسة الجعفرية تأسيس فرقة مسرحية.
في العام 1927 اسس الاستاذ حقي الشبلي مع زملائه فوزي محسن الأمين و فاضل عباس و عبدالله العزاوي فرقة المسرح الوطني والتي قدمت مسرحيات :
1ـ جزاء الشهامة 2ـ في سبيل التاج
وبعد سفر حقي الشبلي الى مصر ، ترأس الفرقة الفنان عزيز علي، لكنه لم ينجح في مهمته، فقدم صفاء الدين الحيالي مسرحية (خطايا الوالد ).
بعد عودة الاستاذ حقي الشبلي عام 1930، أسس الفرقة العصرية وقدمت عدة مسرحيات من ضمنها (يوليوس قيصر).
وقد سبق هذا التأسيس ان قام الاستاذ يحى فائق بتأسيس فرقة (المعهد العلمي للتمثيل) عام 1928 ، فيما اسس الاستاذ توماس حبيب فرقة اسماها (انوار الفن) .
كل هذه المقدمات شكلت اللبنة الاساسية لقيام الحركة المسرحية العراقية المعاصرة التي ترافقت مع تأسيس (معهد الفنون للموسيقى) عام1936 ومن ثم اضافة قسم التمثيل عام 1940، هذه البداية تزامنت مع تطلع المسرحيين الاوائل نحو التجارب التي كانت تعج بها المسارح الاوربية ، مما شجع الدولة آنذاك نحو ارسال البعثات الطلابية لدراسة المسرح خارج العراق، وقيام مجموعة اخرى من الطلبة بالدراسة على حسابهم الخاص من اجل ارواء عطشهم الفني والاستزادة بالخبرة المسرحية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ذهب كل من إبراهيم جلال ويوسف العاني الى المانيا على حسابهم الخاص . اما بانسبة للبعثات فقد ضمت نخبة من الطلبة الذين عادوا بعد ذلك ليصبحوا اساتذة في الاخراج والتمثيل والتأليف المسرحي، لا بل تعدوا ذلك الى نقل تجارب مثيرة ومهمة من المسارح الاوربية والامريكية .
وللمرور سريعا على( بعض) الاساتذة والدول التي قصدوها اذكر مثلاً :
1) الولايات المتحدة: ابراهيم جلال ، بدري حسون فريد، جاسم العبودي، جعفرالسعدي، بهنام ميخائيل ، حسن الناظمي، خالد سعيد، وليد شامل، علي العادلي ، عبد المطلب السنيد ود.قائد النعماني ، د. علاء يحى فائق، فريد جاسم العبودي، د. ابراهيم الخطيب (جعفر علي / سينما وتلفزيون ، امتثال الطائي وخيرية العطار / تصميم الأزياء)
2) بريطانيا: سامي عبد الحميد وسعدون العبيدي و(محمد شكري جميل/ سينما)
3) ايطاليا: اسعد عبدالرزاق، عبد الوهاب الدايني، عبدالله جواد و (فاروق حسن وهيفاء الحبيب/ ديكور و أزياء)
4) جيكوسلوفاكيا: محسن العزاوي، سليم الجزائري، فخري العقيدي و ابراهيم السعدي
5) الاتحاد السوفيتي: قاسم محمد، فاضل قزاز، محسن السعدون
6) المانيا : عوني كرومي، د. فائق الحكيم
7) فرنسا: د.سعدي يونس (ياسمين خليل / تصميم ألازياء)
8) بلغاريا: حميد الجمالي، فاضل خليل، د.جواد الاسدي، د. فاضل سوداني ، عبداللطيف صالح، نور الدين فارس و أديب القليجي
9) رومانيا: د.عبدالاله كمال الدين، عبد المرسل الزيدي وصلاح القصب
10) بولندا: صلاح مهدي و( مجيد عبد العباس/ سينما)
11) يوغسلافيا :( ضياء انور/ ديكور و إضاءة)
هذه الاسماء وغيرهم ممن درسوا المسرح خارج العرق يعود لهم الفضل الكبير في وصول المسرح العراقي وخاصة في حقبة السبعينات ،الى مستويات راقية في عروضهم داخل العراق او في المهرجانات العربية ، عادوا ليمارسوا التدريس في معهد الفنون وأكاديمة الفنون الجميلة والفرق الأهلية والحكومية.
ولما كنا نتحدث عن اولئك الاساتذة الكبار لابد من الوقوف امام تجارب بعضهم التي تركت بصمات مهمة في تأريخ المسرح العراقي:
1) الاستاذ المخرج جاسم العبودي، الذي كانت له اضافة كبيرة في طرح نموذج جديد من الاخراج ( مسرح ستانسلافسكي وفق الرؤيا الامريكية) وقلب موازين القوالب القديمة التي كانت سائدة في التدريس في فترة الخمسينات.
2) قاسم محمد وإضافته الفذة من المسرح الروسي في استلهام الموروث الشعبي
3) سامي عبد الحميد وتشبعه بالمسرح الكلاسيكي من دراسته في بريطانيا
4) عوني كرومي ونقله تجربة المسرح الملحمي (مدرسة بريخت) من دراسته في المانيا الديمقراطية
5) د.سعدي يونس وتأثير دراسته في فرنسا على نقل تجربة (مسرح الشارع) الفذة .
6) صفاء مصطفى، الذي يعتبر اول عراقي يدرس الدراما وعاد من المانيا ليكتب وينقل تجربة المسرح التحريضي للعراق .
وبنظرة سريعة للاسماء والدول يمكن استنتاج بأن الولايات المتحدة استحوذت على حصة الاسد من هؤلاء الاساتذة وبالذات ( معهد الفنون في شيكاغو) والذي يعتبر من المعاهد المسرحية المهمة في منطقة وسط الولايات المتحدة، حيث تخرج من بين جدرانه وعلى مدى حوالي 100 عام، آلاف الاساتذة والفنانين والكتاب والممثلين المسرحيين ومن كل دول العالم. ويضم المعهد 15 فرعا يمنح الخريجين شهادة البكالوريوس وأهمها :
1) التمثبل2) التصميم 3) تكنلوجيا التصميم 4) الانارة 5) النقد المسرحي 6) تصميم المناظر 7) هندسة الصوت 8) إدارة المسرح ـ الستيج ـ 9) الفن المسرحي 10) تكنلوجيا المسرح 11) الاخراج المسرحي 12) القيادة في العمل الفني .
هذا المعهد ينتج ما لا يقل عن (20) عملاً مسرحيا في الموسم الواحد، وهو يقدم الاعمال الكلاسيكية والحديثة من على خشبة ( كودمان ثياتير ـ مسرح كودمان في شيكاغو)، كذلك يملك فرعاً خاصاً للعوائل الذي يقدم مسرحيات الاطفل.
أما شعار المعهد فهو: التعلم من خلال التطبيق .
وجدير بالملاحظة، بأن هذا المعهد كان يدرّس مدرسة (ستانسلافسكي) في الاخراج المسرحي ولكن برؤيا وإضافة امريكية مما انعكس بشكل لافت وواضح في عمل المخرج جاسم العبودي و الاستاذ بهنام ميخائيل .

آذار 2023



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة تضامن عالمية تُنقذ ثلاث رابطيات من حكم الاعدام عام 1963
- كيف ايقظت انتفاضة تشرين سبات السنين لدى الجاليات العراقية
- ماهو مستقبل الحركة النقابية العمالية في الولايات المتحدة
- -الحصاد المنسي-، تجربة انسانية فريدة في ديترويت
- تسعة شهداء من عائلة واحدة وصمة عار في جبين صدام والبعث المجر ...
- مجدا لبطلة الأول من آيار،القائدة العمالية الامريكية لوسي كَو ...
- سلاماً لذكرى الشهيد النصير رعد بولص ميخو
- من هو مرشح ألانتخابات ألامريكية الاشتراكي الديمقراطي بيرني س ...
- تحية لمخترع نظام إطعام ألجياع في أمريكا، جان فان هينجل
- سلاماً لذكرى الشهيد حنّا جيجو
- سلاماً لذكرى الشهيد النصير أمين عبي
- وفاءً للشهيدة نجمة رضا محمد الهاشمي (ام كفاح)
- كيف لفّقَ البعث تهم الجاسوسية، والفقيد صبري الياس مروّكَي نم ...
- جرائم البعث وإعدام الجواسيس ، والفقيد سالم داود سلمو نموذجاً
- نفحة من شارع المتنبي في مدينة آن آربر الامريكية
- عشية الذكرى الثمانين لنهاية الجمهورية الاسبانية/شهادات بحق ن ...
- لمناسبة يوم الشهيدالشيوعي -وفاءاً للشهيد البطل أثير كوركيس د ...
- الفرحة الغامرة بإفتتاح متحف التراث الكلداني العراقي في ديتر ...
- وفاءاً لذكرى الشهيد زهير جرجيس مقدسي
- بارقة أمل في تطلعات الشغيلة الامريكية عشية ألأول من آيار


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال يلدو - أثر معاهد المسارح العالمية على مسيرة المسرح العراقي