أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )















المزيد.....

حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخذت الهيمنة الأمريكية على دول الخليج العربية المصدرة للنفط و خصوصا على السعودية و الأمارات تضعف شيئا فشيا مع نمو اركان عالم متعدد الأقصاب , حتى اصبحت هذه الدول تعتمد سياسات وطنية بعيدا عن الإملاءات و الأوامر الأمريكية .
لقد كانت امريكا توجه سياسة دول الخليج النفطية من خلال إصدار الأوامر عبر الهاتف أما الان فقد تغير الوضع كثيرا , و من الأمثلة الواضحة على هذا التغيير هو الرد السعودي على الطلب الأمريكي لزيادة إنتاجها من النفط لمنع ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية نتيجة فرض العقوبات الغربية على النفط الروسي , فلقد حضر الرئيس الأمريكي بايدن بنفسه الى السعودية للقاء ولي عهد السعودية محمد بن سلمان ليطلب منه هذا الطلب لكنه فشل في تحقيق اهم اهداف تلك الزيارة , و كأن ولي العهد السعودي يقول للرئيس الأمريكي : انتهى ذلك الزمن الذي كنا فيه مضطرين للخضوع لأوامركم .
إن نشوء عالم متعدد الأقطاب انهى امكانية تحديد سعر لبرميل النفط في السوق العالمية يناسب السياسة الأمريكية و حاجات اقتصادها يمكن فرضه على الدول المصدرة للنفط حيث اصبح السعر المثالي الجديد هو ما يناسب النمو الاقتصادي للبلدان المصدرة للنفط ضمن مجموعة اوبك بلس و ليس المصالح الأمريكية .
من ارتدادات الحرب في أوكرانيا و ما تبعها من عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا حصل متغير مهم في سوق النفط العالمية هو توجه مبيعات النفط الروسي الى الشرق , الى الصين و الهند و بالأخص الى الصين .
لا شك أن الصين تستطيع شراء كل النفط الروسي و الدفع باليوان الصيني و هذا يتوافق و سياسة روسيا المالية و الاقتصادية الجديدة التي تتضمن عدم التعامل بالدولار الأمريكي أو اليورو في تبادلاتها التجارية و حصر هذه التعاملات بالروبل الروسي أو بعُمَلْ الدول الصديقة لها كالوان الصيني .
سيخدم استيراد الصين للنفط الروسي أمنها الطاقوي لأن تزود الصين بالنفط من بلد صديق و شريك استراتيجي هي روسيا سيبعدها عن تأثيرات الضغوط الأمريكية و يعزز مكانتها الاقتصادية لأنها ستشتري النفط بعملتها الوطنية " اليوان الصيني " و هذا الأمر مهم استراتيجيا لكون اجمالي مشتريات الصين من النفط في المرحلة الحالية هي بحدود عشرة ملايين برميل يوميا و بكلفة تصل احيانا الى 350 مليار دولار سنويا .
كي يصل النفط الروسي لدول الشرق بكلف نقل قليلة سيتطلب ذلك إنشاء شبكة انابيب لنقله و هذا ما تنفذه الآن روسيا بالتعاون مع الصين , و في المستقبل القريب سوف لن يكون هنالك نفط روسي معروض للبيع للدول الغربية , انه أمر ليس وقتي و انما سيكون امرا دائمي و على مدى العقود القادمة و لحين انتهاء الحقبة النفطية بعد أن تتوفر البدائل عن النفط كمصدر للطاقة , أي حتى بعد انتهاء الحرب في اوكرانيا و تراجع الدول الغربية عن عقوباتها التي فرضتها على روسيا سوف لن يكون هنالك نفط روسي معروض في سوق النفط للدول الغربية .
من المتغيرات المهمة الأخرى التي ستشهدها الساحة الاقتصادية و السياسية الدولية ذات العلاقة بسوق النفط العالمية في الفترة القادمة هو مزيد من اعتماد الدول الحليفة لأمريكا , الدول الأوربية و اليابان و كوريا الجنوبية و دول اخرى , على نفط دول الخليج العربي بضمنها النفط العراقي و النفط الإيراني , و هذا يتطلب خلق حالة استقرار دائمة في منطقة الخليج العربي مما سينعكس ايجابيا على ايران حيث ستضطر امريكا لرفع العقوبات و القيود على صادرات ايران النفطية و كذلك البحث عن حلول سلمية للعودة للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني بعيدا عن لغة التهديدات الأمريكية و ستكون لهذا المتغير تأثيرات جيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط يكون الخاسر الأكبر فيها هو النفوذ الأمريكي و كل الأطراف المدعومة من قبل هذا النفوذ كإسرائيل و اصحاب مشروع إنشاء دولة كوردية .
هنالك أمر اخر مهم يخص النفط الغير تقليدي , فبسبب حاجة الدول الغربية لتغطية حاجة السوق من النفط الخام سترتفع اهمية هذا النوع من النفط , و ستتوفر فرصة كبيرة لنمو مشاريع استخراج النفط في فنزويلا التي تمتلك اكبر احتياطي للنفط في العالم و النفط فيها هو نفط غير تقليدي .
إن كلفة انتاج النفط الغير تقليدي المستخرج من الصخور الزيتية و الرمال الزيتية عالية بقدر ليس بالقليل عن كلفة انتاج النفط التقليدي للأسباب التالية :
اولا : تتطلب مشاريع استخراجه استثمارات كبيرة تصل الى اربعة اضعاف مبالغ الاستثمارات المطلوبة لاستخراج النفط التقليدي .
ثانيا : إن انتاج برميل واحد من النفط الغير تقليدي يستهلك حوالي ربع برميل نفط . و هذا سبب رئيسي في ارتفاع كلفة انتاجه .
ثالثا : الكلفة التشغيلية لمشاريع استخراج النفط الغير تقليدي عالية .
يتطلب استمرار عمليات استخراج النفط الغير تقليدي في امريكا أو في فنزويلا أو في أي دولة اخرى بقاء أسعار النفط مرتفعة نسبيا كي تغطي المبالغ التالية :
اولا : استعادة الكلفة الاستثمارية .
ثانيا : كلفة الإنتاج بضمنها الكلفة التشغيلية .
ثالثا : نسبة ارباح مشجعة لاستمرار تدفق الاستثمارات في هذا القطاع .
لذا اصبح من المؤكد بقاء دول الخليج العربية بضمنها العراق و ايران هي المصدر الأساسي للنفط الى الدول الغربية و خصوصا الدول الأوربية و ستزداد ايضا اهمية مجموعة اوبك بلس .
إن اكبر خطر يهدد الاقتصاد الأمريكي هو الاستغناء عن الدولار الأمريكي كعُمْلة أساسية في سوق النفط العالمية , وهذا الخطر لا يمكن لأمريكا تجاوزه , عندها سيأخذ الاقتصاد الأمريكي حجمه الطبيعي و يفقد قيمته الحالية التي تشكلت كنتيجة للنظام النقدي الغير عادل السائد حاليا .
إن عدد الدول التي تسعى لإنشاء نظام نقدي عالمي جديد يمتاز بالعدالة و ينصف الدول الفقيرة في ازدياد مستمر , و ستقود مجموعة بريكس التي تقودها الدول الخمسة الصين و روسيا و الهند و البرازيل و جنوب افريقيا عملية بناء هذا النظام النقدي العادل .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )
- الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل
- الدواعش اليهود
- المبادرة الصينية لبناء الحضارة العالمية
- نو روز عيد الربيع و رأس السنة السومرية
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 1 )
- الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 3 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 1 )
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 2 ...
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 1 ...
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 3 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 2 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ (1)
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 2 ) ...؟
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 1 ) ...؟
- المتاهة التي دخل فيها العراق .... !
- كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية و دورها في صنع السياسة ...


المزيد.....




- بعد طلب مدعي -الجنائية الدولية-.. ماذا ينتظر قادة إسرائيل وح ...
- النظافة في الأماكن العامة.. ضرورة لمنع العدوى
- الضفة الغربية: الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية عسكرية في جنين وا ...
- -التطبيع مع السعودية انتصار يغير قواعد اللعبة-.. الرئيس الإس ...
- المحاكمة الثانية لقادة -مؤامرة الانقلاب- في ألمانيا
- ذياب في نادي أسرة القلم: طوفان الأقصى أحدث حالة من الوعي الم ...
- بيسكوف يستبعد مشاركة دولية في جنازة رئيسي
- بوتين يناقش مع ميرضيائيف التوسيع اللاحق للتعاون بين روسيا وأ ...
- بيسكوف يوضح موقف موسكو من شرعية زيلينسكي كرئيس لأوكرانيا بعد ...
- ترامب يحدد مرشحه لمنصب المدعي العام في حال فوزه بالانتخابات ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )