أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل















المزيد.....

الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7655 - 2023 / 6 / 27 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيكون من المفيد لو أن شعوب العالم هي مَنْ تقرر البحث في ماضي دولها و إمبراطورياتها و تكشف عن كل الجرائم البشعة التي ارتكبتها في تاريخها خلال عدوانها على شعوب و امم اخرى من اجل استعمارها و سرقة ثرواتها .
قد تجد معظم الشعوب في تاريخها صفحات سوداء ناتجة عن ظلم و اضطهاد شعوب اخرى , صفحات تحتوي على ذنوب لا تمحى إلا من خلال الاعتذار التاريخي عن تلك المراحل .
لتنمية ثقافة الاعتذار التاريخي لابد من تحقيق امرين اساسيين :
الأمر الأول : عدم تحميل الجيل الحالي ذنوب الأجيال السابقة , و عدم فرض أي غرامات أو تعويضات عن ما مضى من ظلم و سرقات أو سلب لحقوق شعوب أو افراد , إذ ليس من المقبول تحميل ابناء الحاضر تبعات جرائم و ذنوب ابناء الماضي .
الأمر الثاني : اشاعة ثقافة التسامح , فالغاية من المراجعة التاريخية و الاعتذار عن جرائم الماضي هي ليست لتنمية الأحقاد بل لغسل صفحات الماضي من العار و الذنوب كي يساهم ذلك بعدم تكرار مثل هذه الجرائم بحق الإنسانية في المستقبل مع تكريم معنوي للضحايا .
السؤال المهم هو الى أي عمق في التاريخ يجب أن يمتد هذا الاعتذار ...؟
من غير المعقول شمول احداث حصلت قبل الاف السنين أو حتى قبل مئات السنين للمحاكمة و نطالب بالاعتذار عنها من الجيل الحالي .
من الأحداث التاريخية الواجب تناولها :
اولا : الاستعمار الاستيطاني و ابادة السكان الأصليين و تأسيس دول حديثة على انقاض تلك المأساة الإنسانية , منها ما حصل في امريكا و استراليا من ابادة للسكان الأصليين حيث كانت تلك الإبادة هي الأبشع في التاريخ الإنساني , على أن تشمل الإدانة التي تتطلب الاعتذار كل الدول و الإمبراطوريات التي ساهمت في تلك الجرائم التاريخية .
ثانيا : الحملات الاستعمارية واسعة النطاق التي شنتها معظم الدول الأوربية للقارة الأفريقية و التي رافقتها كل اشكال القتل و التنكيل بالروح الإنسانية من اجل سرقة الثروات الطبيعية لهذه القارة .
ثالثا : كل الحملات الاستعمارية التي تركت اثرا كبيرا و واضحا في الزمن الحالي على شعوب و امم بكاملها , حملات استعمارية تم فيها تفعيل كل وسائل القتل و النهب و الإذلال 0 من ابرز تلك الحملات الاستعمارية :
الاحتلال الياباني للصين و لدول في شرق اسيا , الاحتلال البريطاني للهند , حرب الأفيون الذي شنته بريطانيا ضد الصين من اجل اخضاعها و سرقة ثرواتها و اذلالها .
رابعا : الإبادات الجماعية التي لازالت اثارها و انعكاساتها السياسية موجودة في عصرنا الحالي و منها الإبادة التي قامت بها الإمبراطورية العثمانية للأرمن .
خامسا : جرائم النازية و الفاشية في القرن الماضي و تناول اسباب ظهورها .
من المؤكد أن كشف اسباب ظهور الحركة النازية الأولى سيساهم في منع صعود النازية الجديدة التي ظهرت بداياتها في أوكرانيا .
تحت انظار العالم الغربي رفعت النازية الجديدة في اوكرانيا شعارات تمجد النازية الأولى و رفعت صور بانديرا احد القادة التاريخيين للنازية الأولى في أوكرانيا , إن هذا السكوت المريب من جانب الغرب للحركة النازية الجديدة سببه " الغاية تبرر الوسيلة " , الغاية هي إضعاف روسيا بأي ثمن و النازية الجديدة هي الوسيلة .
إن اخطر جوانب السياسة الجديدة لقادة الهيمنة الأمريكية و تابعتها بريطانيا هو استخدام النازية الجديدة كوسيلة لتأجيج حقد قومي بين الروس و الأوكرانيين , انه نهج خطير ستمتد شروره لعموم اوربا فهنالك احقاد تحت الرماد بين البولونيين و الأوكرانيين و بين الهنغاريين و اقوام اخرى و هكذا .
في الفترة الأخيرة و على اثر الحرب في اوكرانيا حصلت فعاليات عديدة للنازية الجديدة و لداعميها , هذه الفعاليات عبرت عن انحطاط جديد للإنسانية و ستكون خطيرة اذا ما استمرت و تصاعدت , و نماذج لهذه الفعاليات :
** هدم نصب تذكاري للشاعر الكسندر بوشكين في أوكرانيا .
** منع تدريس ادب الروائي الكبير دوستويفسكي في احدى الجامعات الإيطالية , لكن بعد الضغط من قبل اعداء النازية و الفاشية تراجعت الجامعة الإيطالية عن قرارها و اعادت تدريس ادب دوستويفسكي .
** قام معرض لندن الوطني بتغيير اسم لوحة " الراقصات الروسيات " الى " الراقصات الأوكرانيات " رغم أن الفنان الروسي الذي رسم اللوحة قد توفي في القرن الماضي و لا يحق لأي احد تغيير اسم اللوحة , لكن العقلية النازية تسمح لنفسها فعل أي شيء يخدم أهدافها .
** اقحام الرياضة في وحل السياسة , الرياضة من الفعاليات الإنسانية التي يفترض بها البقاء خارج الصراعات السياسية , لكن الغاية النازية هي التي بررت استخدام الرياضة كوسيلة للضغط السياسي .
من المؤسف أنه في عصرنا الحالي لازال هنالك دول تفتخر بماضيها الاستعماري و من ابرز هذه الدول بريطانيا حيث لازال ملوكها و منهم الملك الحالي تشارلز الثالث قد توج ملكا على بريطانيا العظمى بتاج مرصع بالجواهر المسروقة من افريقيا و الصولجان الذي حمله عند تتويجه فيه اكبر ماسة عالميا اسمها " نجمة أفريقيا " مسروقة من جنوب افريقيا سنة ١٩٠٥ .
يفتخر الملك تشارلز الثالث كما افتخر قبله ملوك و ملكات بريطانيا أنهم كانوا أسياد العالم و كانوا يسرقون منه ما يشاؤون , كيف يمكن اقناع هذا الملك بالاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها بريطانيا العظمى ...؟ّ!
الذي يرفض الاعتذار عن جرائم دولته عبر التاريخ لا يحق له أن يكون من الأوصياء على حقوق الإنسان في زمننا الحاضر , من الغريب هو أن الكثير من المدافعين عن حقوق الأنسان في ايامنا هذه هم من الذين يتجنبون الحديث عن جرائم دولهم ليس عبر التاريخ فحسب بل حتى عن تلك الجرائم التي لم يمضي عليها سوى بضعة سنين قليلة .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدواعش اليهود
- المبادرة الصينية لبناء الحضارة العالمية
- نو روز عيد الربيع و رأس السنة السومرية
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 1 )
- الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 3 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 1 )
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 2 ...
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 1 ...
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 3 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 2 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ (1)
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 2 ) ...؟
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 1 ) ...؟
- المتاهة التي دخل فيها العراق .... !
- كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية و دورها في صنع السياسة ...
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 4 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 3 )


المزيد.....




- نتنياهو يوضح لـCNN موقفه من -إعادة توطين- الإسرائيليين في غز ...
- لحظة تشكيل إعصار قوي يضرب الأراضي الزراعية في ولاية مينيسوتا ...
- المغرب يقدم شكوى لدى اليونسكو بشأن الجزائر
- بلينكن في مرمى انتقادات المشرعين بسبب السياسة تجاه إسرائيل
- عقاب مناسب لنائب روماني عض زميله في أنفه خلال شجار عنيف تحت ...
- حزب الله يستهدف نقطة استقرار وتموضعا للجيش الإسرائيلي داخل م ...
- روسيا تحذر الاتحاد الأوروبي من العواقب الوخيمة لأي مساس في أ ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: شمال القطاع من أكثر المناطق ت ...
- -لم تخالف القانون-.. فتاة تقلي الدجاج داخل قطار هولندي وسط د ...
- فوتشيتش: مشروع القرار الغربي حول الإبادة الجماعية في سريبرين ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل