رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 7650 - 2023 / 6 / 22 - 00:35
المحور:
كتابات ساخرة
هي مجرد حكاية قصيرة تحمل عنوان تعميم ..1
* في بلد من بلدان الشرق العريق بخوارقه و معجزاته ، و مآسيه .. استمر الحال
( يتقدم ! ) من سيء إلى أسوأ ..
كان السلطان (حفظه الله و رعاه ) منشغلا ببناء قلعة أحلامه ..
قلعة تحيطها أمواج من أسوار تشع ّ بـ (نور سماوي !) تعصف بكل من يتجرأ الدنو منها و تحيله رمادا منثورا ..
بالطبع ، فمثل هذه المشاريع الكبرى باهضة الكلفة ، تمتص كطفيلي عملاق ، بنهم لا يشبع ، من قوت الشعب الشيء الكثير . فنشط التذمر المزمن بين الناس و انتشرت بينهم (شائعة قديمة ) تقول – الجوع كافر ..! –
فنقل جواسيس السلطان و عياريه بين عباد الله الأخبار لديوانه ، فاستشاط غضبا و استل سيفه البتاريلوح به فوق رأسه مزمجرا :
- ويح الجهلة (الكفار ..) ، يلعنهم الله يوم القيامة و الدين ، بالعار و الشنار ..
عدّل عمامته بعصبية ، ثبتها بقوة ثم أصدر أمرا يدعو فيه مجلس وزرائه لأجتماع طارىء ، فلبوا الأمر بعد أن تزينوا و تطيبوا و تعمموا بعناية فائقة بعمائمهم المنسوجة من فاخر الديباج ..
صب السلطان (الحليم ..!) سخطه و غضبه ( المبارك) عليهم اولا ثم على رعيته الجهلة ، وأوضح بـ (الحكمة المعروفة عنه ) ..( إن انحطاط الشعب و استسلامه الخليع للجوع و انحرافهم الماجن عن الخط ، مرده تدليلهم الذي أفسد إيمانهم ، فصاروا ينصتون لهمس الشياطين الكبار في هذه الدنيا الفانية ..)
فجأة ..! ( جفل السادة ) الوزراء و افراد الحماية و مسؤولي الأمن و كادوا يلوذون بالفرار جراء الضربة القوية التي ضرب بها السلطان المنضدة أمامه بقبضته ..
هتف بصوته الأجش :
- تبا للخونة الجهلة المارقين ، نمنحهم القوة و الأيمان و جزائنا منهم الغدر .. !
إن مصالح الوطن في قوّته و ليس قُوتِه ، فامتلاك القوة أهم من الخَبزِ و الخُبز..
فصفق الحضور بفرح ، و هتفوا يباركوه و يعظموه بحماس ..
بعدها أصدر السلطان ( فرماناً ) ساميا و وزع منه نسخا عليهم ، و قال :
- عمموا هذا الأمر و نفذوه بحذافيره .
فوضع كل واحد منهم عمامته على نسخته من الفرمان و هم يهتفون :
( لقد عممناه أيها المبجل ..)
ثم باشروا بواجبهم (الأيماني الوطني ) لقمع الكفرة الجياع ..
21 حزيران 2023
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟