أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - اليسار الحقيقي واليسار الزائف














المزيد.....

اليسار الحقيقي واليسار الزائف


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7644 - 2023 / 6 / 16 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجرى في الغرب عملية غسيل دماغ جماعي فاضح، لمحو موضوع الصراع من أجل ردم التباينات الطبقية، كصراع أجتماعي تخوضه الطبقات والشرائح الأجتماعية المغتصبة حقوقها في العيش الكريم، والاستعاضة عنه بالترويج لصراعات مفتعلة، أو مضخمة، وتسويقها للأذهان باعتبارها هي التناقضات الحيوية والأساسية، للتمويه على حالة الأستلاب الأنساني الناجمة عن استحواذ أقليات بالغة الضئالة لا تزيد عن خمسة بالمئة من النخب الاقتصادية على حوالي تسعين بالمئة من ثروة العالم، وإبقاء الخمس وتسعين بالمئة الآخرين في صراع ضار يوصل حد اليأس من أجل حياة كريمة.

على مدى عقود طويلة، وربما قرون، من تأريخ العالم السياسي المعاصر، كان مصطلحا اليمين واليسار بالغا الوضوح في أذهان المهتمين بالحياة الأجتماعية والنشاط السياسي، كان اليسار معروفا بانه يضم الأفكار والجماعات التي تسعى الى ردم الفجوة الطبقية بين فئات المجتمع، إن بنضالات سلمية أو عنفية، وتمكنت تلك الأفكار والجماعات بنضالها الذي استخدم كلا الوسيلتين من تحقيق أصلاحات هامة، حررت الأنسان من العمل لعشر ساعات أو أثني عشر ساعة يوميا لستة أيام في الأسبوع، ومنحته الحق في عطلة أسبوعية ليومين في الأسبوع مع تقليص ساعات العمل إلى ثمان أو ست، مع عطلة سنوية لأسابيع أربع أو خمس، كما منحته الحق في الأضراب لتحسين ظروف العمل أو تدني قيمة الأجر الذي يتقاضاه مقارنة بارتفاع الأسعار.

كل هذا جرى في خضم صراع ضد الأفكار والجماعات التي كان يطلق عليها أسم يمين، والتي كانت تحاجج بأن تقليص أيام وساعات العمل سيؤدي الى أفلاس أرباب العمل وأنهيار الأسواق وكوارث أقتصادية مزعومة.

وكان ثمة مجال أخر للنزاع بين اليسار واليمين يتعلق بحرية الفكر والرأي والعقيدة، حيث يسعى اليسار الى إلغاء ما عليها من قيود، دينية أو عرفية، فيما يسعى اليمين الى الحجر على تلك الحرية أو تقييدها بضوابط دينية وعرفية. وهنا أيضا تحققت بفضل نضال اليسار إصلاحات وأنجازات بعضها هائل.

لكن حتى مع كل هذه التطورات، ما تزال الفجوة الطبقية هائلة بين المتمرغين بالثروات ومحتكريها وعموم المجتمع، وبين ما يسمى بالعالم الأول والعالم الثالث أو العالم النامي، والذي يصطلح عليه أحيانا بالشمال والجنوب. فثمة تكدس رهيب للثروات في أيدي حفنة مليارديرات، تعادل ثروات بعضهم ميزانيات دول يعيش فيها ملايين البشر، وليست نادرة الحالات التي تنتشر فيها المجاعات ، في عديد من مناطق العالم، ويضطر كثير من الناس، والنساء على نحو خاص، إلى إهدار كرامتهم الأنسانية للحصول على لقمة العيش لهم وأسرهم.

ومن أجل تمويه هذا الواقع يجري تشويه ممنهج للفكر الجمعي في العالم برمته، عبر الأيحاء بأن التناقضات الآن، تتمحور حول مواضع وقضايا أخرى مثل الحق في تغيير الجنس، من ذكر ألى أنثى أو العكس، وحول مثلية العلاقات الجنسية بين المنتمين الى جنس واحد، لا بل حتى الحديث عن جنس ثالث غير الأنثى والذكر. وأعتبار الأختلاف هول هذه المواضيع هو القضية الجوهرية التي ينبغي أن يتمركز حولها أهتمام البشر. ويسرق مصطلح اليسار ليضفى على أنصار هذا التيار وعلى أفكاره، مقابل أطلاق مصطلح يمين على المعارضين.

وهكذا تغيب عن أذهان الناس التناقضات الأساسية التي تتعلق بعيشهم الكريم، وردم الفجوات الهائلة بينهم، لقصرها على مواضيع هامشية، لا يتضرر منها سوى نسبة تافهة، وتهمل معاناة الملايين.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح صحوة عربية
- من يحول دون إيقاف -الحرب الروسية غير المبررة- في أوكرانيا؟
- رياء واشنطن وأتباعها في زعم حماية الحقوق والحريات
- نحن والمقاومة الفلسطينية
- السلام عليكم ورحمة الله
- الأشرار يغنون أيضا
- هل ستتكرر مأساة السودان في العراق؟
- عن (( الديمقراطية العراقية )) العتيدة!
- الغطرسة مكون أصيل في الشخصية الأوربية المعاصرة
- رحيل الفتى المتمرد
- حول الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن
- علمانيونا يتهيبون الإجهار بعلمانيتهم
- الحنين الى (( زمن الدولة المدنية ))
- مشاعرنا
- رؤية بعد الستين .. عن أسباب سقوط قاسم
- السويد تتخلى عن غصن الزيتون
- حين يزيح العراقيون الغبار عن عراقيتهم
- السلاح النووي أداة ردع لا أداة أنتصار
- في السادس من كانون .. نحتفل أم نقيم مراسم للعزاء
- الفقر والنظافة


المزيد.....




- وجهة واعدة في الشرق الأوسط.. كيف أصبحت السعودية رائدة في قطا ...
- أذربيجان تطالب وزير الداخلية الفرنسي بالاعتذار
- -قوات دولية وتطبيق حل الدولتين-.. هل توصيات القمة العربية قا ...
- من هم قضاة محكمة العدل الدولية في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائ ...
- في محكمة العدل الدولية: إسرائيل تعتبر قراءة جنوب إفريقيا للق ...
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من ...
- مبادرة تسلق جبال ويليز..طفل في السادسة يحاول إنقاذ عائلته في ...
- بوتين من الصين: لا خطط حاليا لتحرير خاركوف
- وزير الخارجية الأمريكية يمنح سلطات كييف حرية قصف الأراضي الر ...
- حزب تركي يدعو لتجمعات جماهيرية ضد محاكمة قيادات كردية بارزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - اليسار الحقيقي واليسار الزائف