أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - فقه الدم ( إبن تيمية)















المزيد.....

فقه الدم ( إبن تيمية)


مصطفى عبداللاه
باحث

(Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 7644 - 2023 / 6 / 16 - 09:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


یعد ابن تیمیة الحراني الذي ولد في القرن السابع الھجري ومات في القرن الثامن واحد من أھم و أكثر الشخصیات التي حظت على التقدیس فقھاء الدماء ) ابن تیمیة( في التراث الإسلامي، فقد اعتبر أنه إمام الأمة وإمام أھل السنة والجماعة حتى أطلق علیھ لقب شیخ الإسلام، وفي الحقيقة أن ابن تيميةشیخ الإرهاب والجماعات الدينية المتطرفة فمن المستحیل أن نجد إرهابي واحد لا يعتبر أن إبن تيمية شيخه وشيخ الإسلام بالطبع، فقد خلف لنا ابن تیمیة تراثاً لا یخلو من التكفیر والدعوة الى ارھاق الدماء حتى دماء المسلمین أنفسھم حتى أصبحت الجملة المسیطرة على معظم الفتاوى التي أطلقھا ) یستتاب وإلا قٌتل.....

ابن تیمیة و إرھاق دماء المسلمین

لم تكن فتاوى ابن تیمیة المتطرفة التي تدعو إلى سفك الدماء حصراً على غیر المسلمین كما أعتدنا مع غیره من الفقھاء، بل إن ابن تیمیة قد أجاز قتل المسلم لأتفه الأسباب، وسنذكر أمثال لتلك الفتاوى على سبیل المثال ولیس الحصر...

الشاھد الأول : الرجل البالغ إذا امتنع من صلا واحدة من الصلوات الخمس أو ترك بعض فرائضھا المتفق علیھا فإنه یستتاب فإن تاب
وإلا قتل(1)الشاھد الثاني - : من أخر الصلاة لصناعة أو صید أو خدمة أستاذ أو غیر ذلك حتى تغیب الشمس وجبت عقوبتھ بل یجب قتلھ عند جمھور العلماء بعد أن یستتاب(2)
حتى وصل الأمر لمجرد الجھر بنیة الصلاة فيكون من يهجر بصلاته مستوجب عقوبة الردة
فیقول ابن تیمیة : إن الجھر بلفظ النیة لیس مشروعا ..ومن ادعى أن ذلك دین الله وأنه واجب، یجب تعریفھ الشریعة واستتابته من ھذا
القول، فإن أصر على ذلك قتل (3) ولا ننسى أن هناك من أقر بالجهر بنية الصلاة كالامام الشافعي، وفي شاھد أخر قد أقر بقتل كل من لا یقول بأن الله فوق السماوات ومن المعروف أن الأشاعرة وغیرھم من بعض الفرق یروا أن الله لا یحده
مكان أو زمان فھو في كل مكان و كل وقت فیقول ابن تیمیة في ذلك : من لم یقل إن الله فوق سمواتھ على عرشھ فإنھ یستتاب فإن تاب وإلا قتل(4)..

ابن تيمية وغير المسلمين

ولا یختلف الأمر كثیراً فتعامل ابن تیمیة مع غیر
المسلمین فلا ننتظر من دعا إلى إرھاق دماء أبناء دینھ ان یكون متسامح مع من ھم مختلفین معه في الدین والعقیدة و نورد ھنا بعض الفتاوى التي أوردھا في إطار المعاملات مع غیر المسلمین
فعن تعامل المسلمین مع أھل الكتاب یقول :لا یحلّ للمسلمین أن یتشبھوا بھم في شيء ) والمقصود بھم ھنا المسیحیین و الیھود(، مما یختص بأعیادھم، لا من طعام، ولا لباس، ولا اغتسال، ولا إیقاد نیران، ولا تبطیل عادة من معیشة أو عبادة وغیر ذلك، ولا یحل فعل
ولیمة، ولا الإھداء، ولا البیع بما یستعان بھ على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكین الصبیان ونحوھم من اللعب الذي في الأعیاد، ولا إظھار زینة،بل یكون یوم عیدھم عند المسلمین كسائر الأعیاد (5)وعن بناء الكنائس والمعابد فیقول" : وقد اتفق المسلمون على أن ما بناه المسلمون من المدائن لم یكن لأھل الذمة أن یحدثوا فیھا كنیسة "(6 )،وفي شاھد أخر لم یذھب فقط إلى تحریم منع الكنائس بل حتى تحریم الجھر بالشعائر الدینیة لغیر المسلمین فیقول : والمدینة التي
یسكنھا المسلمون والقریة التي یسكنھا المسلمون وفیھا مساجد لا یجوز أن یظھر فیھا شيء من شعائر الكفر لا كنائس ولا غیرھا إلا أن یكون لھم عھد فیوفى لھم بعھدھم(7)
وعن قتل المسلم بغیر المسلم قد سئل عن رجل مسلم قتل یھودي فھل یقتل بھ فأجاب : لا قصاص علیھ عند أئمة المسلمین فإنھ قد ثبت في الصحیح عن النبي صلى الله علیھ وسلم أنھ قال } لا یقتل مسلم بكافر . " { ولكن تجب علیھ الدیة . فقیل : الدیة الواجبة نصف دیةالمسلم . وقیل : ثلث دیته . وقیل : یفرق بین العمد والخطأ فیجب في العمد مثل دیة المسلم ویروى ذلك عن عثمان بن عفان : أن
مسلما قتل ذمیا فغلظ علیھ وأوجب علیھ كمال الدیة . وفي الخطأ نصف الدیة(8 )، و لم یتوقف الأمر ھنا بل نجد أن ابن تیمیة قد أجاز القتل حرقاً والتمثیل بالجثث من باب الترویع وحث الكفار على الإیمان وھو ما استند إلیھ تنظیم الدولة الإسلامیة) داعش (في قتل الطیار الأردني معاذ الكساسبة فیقول : ان كَانَ فِي التَّمْثِیلِ الشَّائِعِ دُعَاءٌ لَھُمْ إلَى الإِْیمَانِ ، أَوْ زَجْرٌ لَھُمْ عَنْ الْعُدْوَانِ، فَإِنَّھُ ھُنَا مِنْ إقَامَةِ الْحُدُودِ وَالْجِھَادِ الْمَشْرُوعِ.. (9)

وكل ما أوردناه أنفًا ماھو الا غیض من فیض فتاوى ابن تیمیة المتطرفة التي كانت من الأسباب التي أدت إلى ظھور الجماعات الإرھابیة،فحتى النصوص التأسیسیة في الإسلام ) القرآن و السنة ( التي قد نختلف مع بعضھا ونراه غیر صالح للتطبیق الیوم لم تبیح الدماء بھذا الشكل المتساهل في أرواح البشر و الموغل في التطرف، والمشكلة هنا ليست في ابن تيمية واحدة، المشكلة الكبرى فمن أعتبر ابن تيمية وفتاوى ابن تيمية من المقدس الذي لا يجوز المساس به فبدلاً من محاولة الخروج من الأزمات التي صنعها ابن تيمية بأفكاره المتطرفة زاد الطين بلة وخرج علينا من هم يقدسون ابن تيمية وأفكاره، فأصبح صنم كل من يقترب منه يحترق، فما هو واجب علينا الآن ليس إعادة النظر في إبن تيمية وحده بل في كل الفقهاء والأئمة والمفسرين وغيرهم من أهل الدين و رجاله فما قدموه كان في نطاق عصرهم وفي نطاق التفاعل مع مجتمعهم أن الأوان أن نقدم نحن ماهو صالح لمجتمعنا فباب الإجتهاد مفتوح ولن يغلق، ومن ضمن ذلك الإجتهاد أن نتخلص من كل ماهو سام من أفكار تم تقديسها أودت بنا إلى ما نحن عليه الآن فأصبحنا شعوب الله المتخلفة عن ركب حضارة العالمين.
1شرح الوصي الكبرى لابن تيمية "الراجحي" ج 13 ص 8
2كتاب المسائل و الأجوبة لابن تيمية ص 58
3مجموع الفتاوى لإبن تيمية ج 22 ص 236
4 المصدر السابق
5 المصدر نفسه ج 5 ص 175
6 المصدر نفسه ج 28 ص 484
7 المصدر نفسه ج 28 ص 485
8 المصدر نفسه ج34 ص 146
9 المستدرك على مجموع الفتاوى ج 6 ص 203



#مصطفى_عبداللاه (هاشتاغ)       Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ المظلم للمسيحية في مصر
- قيم الأسرة المصرية ومحاكم التفتيش
- شهر رمضان وجذوره التاريخية
- الجذور التاريخية لشهر رمضان
- الغزو الإسلامي لمصر ( هل كان غزواً سعيد )
- موسى و التوراة
- المسكوت عنه في الموروث الإسلامي ( الحديث و الرواية)
- حوار مع الراهب
- مصر من التنوير إلى البداوة !
- الرواية والحديث في زمن الصحابة
- ميثرا و يسوع و الأسطورة
- في البدء كانت الأنثى ( الأنقلاب اليهودي)
- مشكلة الثورة
- مصر و العرب ( صراع الفاتحين )
- في البدء كانت الأنثى ( الثقافة والكتابة )
- نحن و التراث
- تابو الجنس الأنثوي
- أخلاق الدنيا و أخلاق الدين


المزيد.....




- إيطاليا.. المسلمون في مونفالكوني محرومون من مسجد
- دعم غزة وإنهاء الحرب يسيطران على مخرجات القمة الإسلامية بغام ...
- زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي بألمانيا يحذر من الإسلام السيا ...
- لعنة الجغرافيا تلاحقهم.. مسيحيو شريط لبنان الحدودي يدفعون ثم ...
- سفارة الإمارات بإسرائيل تعبر عن حزنها في ذكرى -المحرقة- اليه ...
- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - فقه الدم ( إبن تيمية)