أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - المسكوت عنه في الموروث الإسلامي ( الحديث و الرواية)















المزيد.....

المسكوت عنه في الموروث الإسلامي ( الحديث و الرواية)


مصطفى عبداللاه
باحث

(Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 20:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


یسیطر النقل على العقل الجمعي في مجتمعاتنا العربیة، فلا یكاد یعرف المواطن العربي كیفیة
تدبیر أبسط شؤون حیاتھ دون الرجوع إلى الموروث و روایتھ، و أقوال السلف، وھو ما یؤكد
قول الدكتور نصر حامد أبوزید "یكفي أن تقول قال فلان و یتوقف العقل"، ورغم أن تجلیات
الموروثات مختلفة سواء أكانت ارثًا شعبیًا أو دینیًا "مسیحیًا كان أوإسلامیًا"، إلا أننا سنتعرض

فى ھذا البحث من زاویتھ الإسلامیة، فبالرغم من أن من قام بنقلھِ بشر عن بشر إلا أنھ دخل في
دائرة المقدس لاعتبارات كثیرة، سیاسیة واجتماعیة...
یعد الحدیث النبوي ھو محور التراث الإسلامي، الركن الأكبر المسیطر على العقلیة الإسلامیة،
ویحتج البعض بطرق نقلھ التي یبالغونَ في تقدیرھا، وعلى الرغم من أن تدوین الحدیث قد بدأ بعد
وفاة النبي محمد بقرنینِ من الزمان، إلا أنَّ المحدثین وضعوا بعض الشروط "المفترضة" لضمان
موثوقیة الحدیث والروایة، فلابد أن یكون الراوي ثقة وعدل اي بمعنى اوضح أن یكون مشھور بالتقوى والایمان وصالح الدین وأن یكون حافظ لا ینسى اي أنھ یحافظ الروایة كما ھي دون
تغییر او تبدیل بھا وان لا یخلط بینھا وبین أخرى أو یسقط منھا شئ وأن یتصل سند الروایة دون
إنقطاع بھا أي ان یكون سمع كل راوي من الراوي الذي یلیھ دون أن یسقط أحد الرواة أو ان
یكون مجھولاً، وعلى الرغم من أن تلك الشروط غیر كافیة للتأكد من صحة الروایة والنقل، فلا
یمكن الوثوق من صدق فلان أو التأكد من حفظھ، فھي شروط ظنیة ومتغیرة إلا أن حتى لو سلمنا
بھا جدلاً، فلا نكاد نجد تلك الشروط متوفرة في جٌلَ الروایات الصحیحة من الحفظ والعدالة
واتصال السند وھو ما نقیم علیھ الحجة في ذلك البحث....

الوضع في الحدیث
ما رسخ في وجدان الناس وما أساس لھ رجال الدین وأھل الحدیث والدرایة أن الوضع في
الحدیث اقتصر على المنافقین أو أصحاب الھوى غیر زي الثقات، ولكن الحقیقة ھي عكس ذلك
وأن أكثر من وضعوا الحدیث ونسبوه إلى النبي محمد ولفقوا الأسانید كانوا من أكثر الناس
المشتھرة بالتقوى والإیمان، الرجال الذین اعتبروا ثقات وعدول كما ورد لنا عن أبو عاصم انھ
قال ( "ما رأیت الصالح یكذب في شيء أكثر من الحدیث) (1،(وكان یحیى بن سعید القطان یقول
(طما رأیت الكذب في أحد أكثر منھ فیمن ینسب إلى الخیر والزھد)(2 ،(وقد ذكر الإمام أبو بكر
محمد بن منصور السمعاني ( أن بعض الكرامیة ذھب إلى جواز وضع الحدیث على النبي صلى
الله علیھ وسلم ، فیما لا یتعلق بھ حكم من الثواب والعقاب ترغیبا للناس في الطاعة ، وزجرا لھم
عن المعصیة )(3 ،(وقد روى العقیلي بإسناده إلى محمد بن سعید بأنھ قال ("لا بأس إذا كان كلام
حسن أن تضع لھ إسنادا) (4 ،(وقد ورد عن القرطبي ان بعض أھل الرأي أن ما وافق القیاس
الجلي جاز أن یعزى الى النبي صلى الله علیھ وسلم (5 ،(ویورد لنا ابن الجعد في مسنده حدیث
عن شعبة أنھ قال(ما رأیت أحدا من أصحاب الحدیث إلا یدلس إلا ابن عون وعمرو بن مرة )
(6 ،(ومن المعرف ان شعبة من تابعي التابعین فھو یعد أمیر المؤمنین في الحدیث و الروایة
وبالرغم من ذلك فھو یقر أن كل من لاقیھم من طبقة التابعین وتابعي التابعین كانوا یدلسون في
الحدیث بأستثناء شخصین...

الروایة بالمعنى
قد یظن البعض أن الحدیث كان ینتقل بأدق الألفاظ دون تغییر أو تبدیل في لفظ واحد، أي أنھ نقل
بنفس الألفاظ التي تلفظھا النبي محمد، وھو تصور أبعد ما یكون عن الحقیقة وما حدث، فالحدیث
عندما نقل من شخص إلى آخر إنما نقل بالمعنى وھو ما أورده لنا ابن رجب عن سفیان الثوري
فیقول ( حدثنا أبو عمار الحسین بن حریث أخبرنا زید بن حباب عن رجل قال خرج إلینا سفیان الثوري فقال إن قلت لكم إني أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني إنما ھو المعنى) ( 7 ،(ویورد لنا
المازري تعلیلھ لأختلاف الألفاظ الحدیث فیقول (اختلاف ألفاظ الروایة یدل على أنھم كانوا
یروون الحدیث بالمعنى ولا یراعون اللفظ اذا المعنى واحد) (8 ، (ویورد لنا ابن رجب عن أبو
عیسى أن النقل بالمعنى قد أدى إلى الوقوع في الخلط الذي لم یسلم منھ أحد فیقول ( وإنما تفاضل
أھل العلم بالحفظ والإتقان والتثبت عند السماع مع أنھ لم یسلم من الخطأ والغلط كبیر أحد من
الأئمة مع حفظھم حفظ)(9 ،(والقول في ذلك كثیر لكن ما نرید أن نثبتھ أن الحدیث عندما نقل أنما
انتقل بفھم فلان عن فھم فلان عن فھم فلان، ولیس بالحفظ كما یصور البعض، ولنا أن نتخیل ما
یمكن ان یحدث في الروایة الواحدة إذا نقلت من فھم شخص عن فھم شخص أخر وھكذا دوالیك
في سلسلة على الأقل تتكون من خمس أشخاص كلاً منھم ینقل ما فھمھ عن الأخر...

الاختلاف حول جرح وتعدیل الرجال
وكعادة اختلاف أھل الدین لم یتفق أھل الحدیث والمحدثین حول تضعیف شخص أو توثیقھ، فنادراً
ما نجد ذلك، فحتى البخاري قد ضعفھ البعض وبعضھم من الذین عاصروه شخصیاً، وقد ذھب
الذھلي إلى تضعیف البخاري و دعى الى ترك حدیثھ ویعد الذھلي أمام أھل الحدیث في خراسان
وقد ألف كتاب ( بیان خطأ محمد بن إسماعیل البخاري في تاریخھ ) ،وكذلك من المتأخرین
كالألباني في كتابھ (كتاب ضعیف الجامع الصغیر وزیادتھ) الذي رد فیھ بعض من أحادیث
البخاري، وأما إذا انتقلنا إلى الرواة الذین نقل عنھم المحدثین فحدث ولا حرج فلا یوجد شخص
واحد تقریباً اتفقوا على تصدیقھ أو تكذیبھ، فھذا عكرمة مولى عبدالله بن عباس الذي أخرج لھ
البخاري إلا أن عكرمة قد ضعفھ البعض وطعن فیھ كالامام مالك و ھو ما یورده لنا ابن حجر
عن معن بن عیسى وغیره ( كان مالك لا یرى عكرمة ثقة ویأمر أن لا یؤخذ عنھ) (10 ،(ویورد
لنا أیضاً عن وھب بن خالد كان یحیى بن سعید الأنصاري یكذبھ (11 ،(وروى عن یزید بن أبي
زیاد أنھ قال ( دخلت على علي بن عبد الله ابن عباس وعكرمة مقید عنده فقلت ما لھذا قال إنھ
یكذب على أبى) (12 ،(وھنا نورد نموذج آخر من الضعفاء الذین أورد لھم بعض المحدثین و
أعتبروھم ثقات وعلى رأسھم البخاري ومسلم فمثلاً إسماعیل بن أبي أویس الذي أخرج لھ
البخاري عدد من الأحادیث فیقول : البغدادي وقد أخرج لھ البخاري ( اي أسماعیل بن ابي اویس
) سبعة عشر حدیثا تقریبا) (13 ،(الا ان النسائي قد حكم علیھ بالضعف(14 ،(وقال العقیلي عن
یحیى بن معین أنھ قال (أبو أویس وابنھ ضعیفان) (15 ،(و كما أورد البخاري عن كثیر من
الضعفاء أورد مسلم أیضأً فھذا أسباط أبو الیسع البصري الذي أورد عنھ مسلم عدد من الأحادیث
وعلى رأسھم حدیث رھان درع النبي عند یھودي، قد حكم علیھ بالضعف (ذكره الدارقطني
ذكره عبد الرحمن من أبي حاتم وقال سمعت أبي یقول ھو مجھول) (16 (و ماذكرناه ھو على ھوامش تضعیف تصحیح الرجال أو ما يعرف بالجرح والتعديل، فالخلاصة انھ لیس من ضعیف أو صحیح أتفقوا علیھ بل ھو
امر نسبي یخضع لأھواء وتحیازات المحدثین..

ما أوردناه لیس طعن في التراث بل ھو محاولة لقراءتھ في إطاره الصحیح فنحن لا ندعو الى
ھجر التراث بل نرید أن نعاملھ بما یحتمل أن ننزع ھالة القداسة عنھ لأنھ من صنع البشر ونقل
بشر عن بشر، ظھر تلبیة لمتطلبات عصره فھو نافذة لنا لنفھم ذلك العصر لا صندوق لنغلق علیھ
عقولنا ، وكما قال د سید القمني لابد أن یكون التراث موضوع للمعرفة ولیس مصدراً لھا، فلابد
أن یخضع التراث للعقل والتدقیق والتمحیص ولابد أن تعاد قراءتھ في سیاق مكانھ وزمانھ بدلاً
من تحمیلھ ما لا یحتمل.....
(1 (ابن عدي: الكامل ١ /٤٦
(2(الكامل: المصدر نفسھ
(3(شرح التبصرة والتذكرة : العراقي:ج1:ص313
(4 (شرح التبصرة والتذكرة : المصدر نفسھ
(5 (المصدر : نفسھ
(6 (مسند ابن الجعد: ص24
(7 (كتاب العلل لابن رجب: ص 427
(2/145) :للمارزي المعلم) 8)
(9 (كتاب العلل لابن رجب: ص 427
(10 (مقدمة فتح الباري لابن حجر : ج 1 :ص425
(11 (المصدر نفسھ
(12 (تھذیب التھذیب لابن حجر: ج7:ص238
(19 /2) البغدادي تاریخ) 13)
(14 (كتاب الضعفاء والمتروكین للنسائي :ص 152
(15 (ضعفاء العقیلي :ج 1 :ص 87 ح
(16(الجرح والتعدیل للرازي :ج 2 ص333



#مصطفى_عبداللاه (هاشتاغ)       Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الراهب
- مصر من التنوير إلى البداوة !
- الرواية والحديث في زمن الصحابة
- ميثرا و يسوع و الأسطورة
- في البدء كانت الأنثى ( الأنقلاب اليهودي)
- مشكلة الثورة
- مصر و العرب ( صراع الفاتحين )
- في البدء كانت الأنثى ( الثقافة والكتابة )
- نحن و التراث
- تابو الجنس الأنثوي
- أخلاق الدنيا و أخلاق الدين


المزيد.....




- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - المسكوت عنه في الموروث الإسلامي ( الحديث و الرواية)