أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - الرواية والحديث في زمن الصحابة















المزيد.....

الرواية والحديث في زمن الصحابة


مصطفى عبداللاه
باحث

(Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 7377 - 2022 / 9 / 20 - 00:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يمكن أن نطلق على زمن الخلفاء الراشدين بدءا من زمن أبو بكر الصديق إلى زمن علي أبن أبي طالب أنه عصر التشديد في الرواية بل أنه عصر منع تداول الحديث و الرواية ، وعلى عكس ما حدث بعد ذلك بدءا من العصر الأموي عصر انتشار وتداول الحديث ومن ثم بدأ التدوين في العصر العباسي ، كان عهد الصحابة هو عهد المنع بل وطمس الراوية فلم يكن عهد الخلفاء الراشدين بعهد الحديث ، وإذا نظرنا إلى الأسباب التي أدت إلى التشديد والمنع من قبل الصحابة ، وجدنا أن حجر الأساس في هذه المسألة هو أمر من النبي محمد ذاته فهو أول من منع كتابة وتداول الحديث كما ورد في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وغيره (لا تكتبوا عني، ومَن كتب عني غيرَ القرآن فَلْيَمْحُه) ، وقد يعترض البعض على ذلك بحجة أن حديث (اكتُبوا لأبي شاهٍ) نسخ أحاديث المنع وهي كثيرة ، ولكن لنسأل اولاً من أين لهم أن حديث الإباحة هو (الناسخ عندهم) جاء بعد حديث المنع ( وهو المنسوخ ) وليس العكس ! وحتى الحديث المستدل به وهو(اكتُبوا لأبي شاهٍ) ليس إلا مجرد كتابة لخطبة يوم الفتح المكي وليس أكثر ، بل ما يثبت أن حديث المنع كان هو الأمر المعمول به ولم ينسخ هو ما حدث في زمن الخلفاء الراشدين وطريقة تفاعلهم مع كتابة وتداول الحديث ، فكان أول من منع تداول بل وحتى رواية الحديث في زمن خلافته هو أبو بكرالصديق عندما جمع الناس وأمرهم بذلك بل ويتضح من متن رواية أبو بكر أن الخلاف و الأختلاف في الحديث حدث بعد أقل من سنتين من وفاة النبي محمد ! وهو ما يورده لنا الذهبي في تذكرة الحفاظ عن مراسيل ابن أبي مليكة: أن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم؟ فقال: (إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا؛ فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله؛ فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه) (1) بل ولم يقف الأمر عند النهي من قبل أبو بكر وحسب بل تطور إلى جمع أبوبكر صحف الحديث وحرقها وهو ما يورده لنا الذهبي بسنده ( حدثني القاسم بن محمد قالت عائشة: جمع أبي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيرا، قالت فغمني فقلت: أتتقلب بشكوى أو لشيء يقلقك؟ فلما أصبح قال: أي بنية! هلمي الأحاديث التي عندك، فجئته بها فدعا بنار فحرقها، فقلت: لِم أحرقتها؟ قال: خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت، ولم يكن كما حدثني؛ فأكون قد نقلت ذاك فهذا لا يصح ) (2) ، والأمر لم يتوقف عند أبو بكر فعمر بن الخطاب كان أكثر تشدداً في ذلك في عهد خلافته و يورد لنا أبن سعد في طبقاته أن عمر حرق صحف الحديث هو الأخر كما فعل أبو بكر كما أوردنا :عن عبدالله بن علاء قال (سألت القاسم بن محمد أن يملي عليَّ أحاديث فقال: إن الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب، فأنشد الناس أن يأتوه بها، فلما أتوه بها أمر بتحريقها، ثم قال: مثناة كمثناة أهل الكتاب، قال: فمنعني القاسم يومئذ أن أكتب حديثا) ( 3) ، بل أن عمر توعد أبي هريرة بأن ينفيه الى أرض دوس أن نطق وتحدث بالحديث والرواية وهو ما يورده الحافظ أبن كثير ( وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَةَ الرُّعَيْنِيُّ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن عبد اللَّهِ، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ عمر بن الخطَّاب يقول لِأَبِي هُرَيْرَةَ: لَتَتْرُكَنَّ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولألحقنك بِأَرْضِ دَوْسٍ، وَقَالَ لِكَعْبِ الْأَحْبَارِ: لَتَتْرُكَنَّ الْحَدِيثَ عن الأول أو لألحقنك بأرض القردة) ، بل أن أبي هريرة يقر أنه ما كان له أن يحدث بالحديث في زمان عمر كما اورده الحافظ بن عساكر ( عن أبي سلمة قال سمعت أبا هريرة يقول ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى قبض عمر قال أبو سلمة فسألته بم قال كنا نخاف السياط وأوما بيده إلى ظهره ) ، واذا أنتقلنا الى زمن خلافة علي فلم يتغير الوضع كثيراً فعلي أمر بمحو اي صحيفه بها ما بها من حديث خشية أن يكون كالقرأن كما أورده الخطيب البغدادي (4) وهذا ما كان من أمر للتداول الحديث عند الخلفاء الراشدين ، و أما اذا أوردنا ما كان لهذا الأمر بين الصحابة من غير الخلفاء فحدث ولا حرج من روايات تدل على التشديد ومنع تداول الرواية والأخبار عن النبي فمثلا نجد ًأن عبدالله كان يبحث عن الصحف المدون بها أحاديث و راويات ويمحيها كما جاء من طريق الأسود بن هلال: قال (أتى عبد الله بن مسعود بصحيفة فيها حديث فدعا بماء فمحاها، وقال: "بهذا أهلك أهل الكتاب قبلكم حين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ) (5) ، وما ورد عن السائب بن يزيد بخصوص طلحة و عبيدالله وسعد والمقداد وعبد الرحمن بن عوف قائلاً ( صَحِبْتُ طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وسَعْدًا، والمِقْدَادَ بنَ الأسْوَدِ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ، فَما سَمِعْتُ أحَدًا منهمْ يُحَدِّثُ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عن يَومِ أُحُدٍ.
الراوي) (6)

فالحديث لم يكن محل اهتمام أو مصدر من مصادر التشريع في السنوات الأولى من الإسلام بل على العكس كان التشديد على الرواية ومنعها من قبل الصحابة هو الأمر السائد أعمالاً بما أمر به النبي محمد وخشية من أن يهجر المسلمون القرآن ويذهبون خلف الروايات التي تختلف فيما بينها ويختلف عليها وهي تخضع إلى أهواء الناس ومذاهبهم ، فما حدث بعد ذلك من تداول للحديث وتدوينه لم يكن بأمر دين بل كان بأمر دنيا و بواعظ من الولاة في العهد الأموي والعباسي وكانت صناعة الحديث هي حرفة للمشتغلين بها ، فهم يصنعون الحديث على مقاس الوالي والسلطان .



1 تذكرة الحفاظ الذهبي ص3 ج 1

2 تذكرة الحفاظ الذهبي ص5 ج

3 الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 صفحة 140

4 تقييد العلم للخطيب البغدادي ص 27

5 راجع جامع بيان العلم ١: ٧٨ والأضواء: ٤٧ وروي نحوه في تقييد العلم: ٥٥ و ٥٦ عن أشعث بن سليم عن أبيه.

6 صحيح البخاري ص 4062



#مصطفى_عبداللاه (هاشتاغ)       Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثرا و يسوع و الأسطورة
- في البدء كانت الأنثى ( الأنقلاب اليهودي)
- مشكلة الثورة
- مصر و العرب ( صراع الفاتحين )
- في البدء كانت الأنثى ( الثقافة والكتابة )
- نحن و التراث
- تابو الجنس الأنثوي
- أخلاق الدنيا و أخلاق الدين


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - الرواية والحديث في زمن الصحابة