أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 9 )















المزيد.....

رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 9 )


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7642 - 2023 / 6 / 14 - 21:29
المحور: الادب والفن
    


اسابيعا قضيتها بين اسرتك في صنعاء . . بعد عودتك الاخيرة ، واعدت تربيط مساحات وجودك التي فرضت نفسك واحدا من اوساطها المتعددة – لن تكذب أن تعترف بسرور كان يجيش في صدرك ، لم يعد هناك من يجرأ أن يصادر عن اسمك لقبك العلمي . . حتى ممن تعرف انهم كانوا مجبرين واخفاء ما يخفونه في سرهم من نقمة وغيظ أن يتم التحدث معك وفق لقبك ، خاصة وانك اوصدت الابواب على أي تقول بعرض نتائج امتحاناتك بالامتياز والدفاع بدرجة الجيد جدا مرتفع ، غير عرض أطروحتك كأول اكاديمي في المجال الدقيق الصعب وبموضوعة السرطان ، . . حتى عرضت فلما تسجيليا لجلسة الدفاع التي امتدت لثلاث ساعات ونصف . . باللغة الانجليزية . . ووزعت نسخ اقراص لها . . .

- في اخبار . . ستفرحك ، من وزارة التعليم العالي .
- خير إن شاء الله .
- وافق الجانب العراقي الافراج عن شهادات الخريجين ، واخراج وثائق النتائج لمن لم يكملوا دراستهم ، ل . . لكن يحتاج ذلك الى وقت أن يصدر قرار رسمي بذلك – خلاص . . جهز نفسك للبدء في الترم القادم ، سنعتمد عليك اشغالهم في صنعاء .

قالها رئيس الجامعة بتفاعل جم . . كما لو أن الامر يخصه شخصيا ، تبسمت وبادلته احاديث مجاملة وملاطفة وأنا موجودين في خدمته لرفع اسم الجامعة عاليا و . . بتجاوز لكل الجامعات اليمنية . . حتى العربية – نحن قادرين على ذلك . . بس قرر انت – لحظات من الزهو انتابتنا جميعا ، الرئيس ونائبيه والامين العام ومدير عام الشؤون المالية والمشاريع – كانوا من الحزب الحاكم – فالدكتور صخر عبدالواحد . . الذي يضج الجميع منه ويشكون و . . يلعنوا الوقت أن يكون عاملا في المكان تحت مسئوليتهم . . يظهر عليه قد نضج – او نضجته الظروف بعد عذاب طويل – واضح قبوله للترويض ، لا نشد عليه كثيرا و . . لا نرخي الخيط له – كانت نظرات السعادة المتبادلة بينهم . . يمكن للمرء أن يحس بها ، وغمرني شعور الارتياح . . لإجادتي اسلوب التعامل المعمم راهنا ، قليلا من الاطراء والايحاء بالتقارب . . قليلا من لغة الود وحركة الوجه والجسد و . . قليلا من الايهام بأنك طوع الامر . . لكن بما ينزل من قيمتك او التباهي عليك – لم تكن يوما تتصور أن تقبل سلوكهم ذاك . . لا أن تتفنن يوما بعد يوم على ذلك – يبدو أن رجوعك الى العمل السياسي وتقلد درجة المسئولية الحزبية في العراق وفي محافظة تعز . . عدلت طرقك التي كانت تتسم بالحدية في حكمك وتعاملك مع من يرتسمون لك كخصوم ، كنت تجلد من كافة الاتجاهات والزوايا . . وتجمع أعداء تلو الاعداء ، تقابلهم بثقة الواقف امامهم . . ويقابلونك بالود الظاهر . . ولا تجد بعدها مسالك سيرك غير معبدة . . يغلب عليها طين وحلي . . يتجاوز حد اعاقة تقدمك . . بل يهددك بفقد شيء منك . . .

اكثر من شهر قضيته في صنعاء ، كان الوقت الملائم للانتقال الى تعز ، كان قد طفح الكيل من تحمل مالكة البيت المحوش بمساحة كبيرة . . والمؤجرة الطرحة التحتية لزوجتي واطفالي قبل وصولي ، لا تقبل مجيء أي زوار . . حتى اخوة زوجتي او اخوتي لعدم وجود رب العائلة ، كانت ذات مزاج استبدادي . . تكرر قطع الماء او الكهرباء إذا ما أتى لمزاجها اختلاق المناوشة . . دون سبب . . فقط لأن امها زارتها الصباح وتواجد احد اخوتها عصرا – كان للطرحة السفلى ممرا وبابا خارجي منفصلان عن بوابة وحوش سكنها – تعيش بعزلة موحشة مع ابن ابنها الذي سافر هروبا من الاسرة وانقطعت اخباره من اكثر من عشرة اعوام . . بعد ان طلق زوجته – لأسباب لا اخلاقية كما قالت – وترك ابنه معها من عمر السنة . . الى جانب ابنها الداخل عمره في العشرين – اسرة غير سوية نفسيا . . تلمس ذلك من اللحظة الاولى ، توقفا الولدان عن الدراسة منذ البدء ، شخصيتهما مهزوزة بأذهان فاضية سوى العيش بما تأتي به الايجارات . . وراتب شهري من الدولة لكونها من بقايا الاسر الملكية القديمة المذهبية التي كانت خزينة الامامة تنفق عليها و . . تمنحها تمليكا من اراضي الاوقاف – لم تؤجر إلا لامرأة قادرة على دفع الايجار – كانت قد تحدثت مليا في الفترات الاولى من سكن زوجتي وببناتها الثلاث بين السابعة والثانية من العمر ، كانت تقول أن لها ابنة متزوجة واخوة واهل . . متقاطعة معهم ، لا يزورها احد ولا تزور هي احد . . انهم يتآمرون على املاكها ، ينتظرون موتها – ادركت زوجتي لاحقا أن كل قصصها تلميحات لشروط غير معلنة . . أن تكون جارية لها ، تأخذ طلباتها بإحراج من الاحتياجات اليومية التي لا تتوقف طول النهار ، تأتي بمجرد جهوزية الغذاء المعد – لمعرفتها بزمن عودة سناء من العمل مصطحبة البنات من الحضانة والمدرسة . . وصعود رائحة الطبخ – لم تكن تشتري شيئا ، كانت تظل حتى الرابعة عصرا . . كروتين يومي على سناء ان تنفقه معها حتى يأتي موعدها لنوم القيلولة ، محرم يرتفع صوت أي بنت او تلعب في الممر من ذلك الوقت حتى الليل – تضايقت سناء بعد مرور اسابيع ثلاث ، كانت تتناول وجبة الغذاء عند امها وبناتها وتعود عند الثالثة والنصف . . لتنام واطفالها ، كانت تعطيها مرتين او ثلاث من الطلبات . . وتعتذر بعدها عن وجود ما تسأل عنه – تغير سلوك المالكة بشكل مرضي ، حتى علمت ابن ابنها على اطلاق كلبهم الاسود الكبير لإخافة البنات – اخبرتها سناء أنها تبحث عن سكن اخر وستنتقل اليه في بداية الشهر القادم . . كانت تنتحب عن تركها – اين الانسانية . . أنا اسفة إذا عسيتك بشيء ، خلي امك تجي بكره ونجلس معها – مرارا نفس الامر يجري – كان وصولي في الوقت المناسب لرفع العبء ومسألة الانتقال الى سكن اخر . . .

***
حقبة الامن السياسي انتهت . . باغتيال رئيس الجهاز ، الذي اصبح رمزا مرعبا لبقاء الرئيس مستقبلا ، قسم الى ثلاث تكوينات . . تمنع وحدة قوته كما كانت سابقا و . . استبدل بأمن الرئاسة ، الذي ظل خاصا بالرئيس وعائلته بينما ادمج جهازي امن الاستخبارات بعد الوحدة . . لتفتح الحريات وفق الاشراف الدولي على اتفاقية الوحدة – كانت حرب 1994م النهاية الاخيرة لمعاناة النظام الحاكم الفرد المطلق في وجود قوة سياسية حزبية ذات جناح عسكري ، تم الاستيلاء على كافة وحدات الجيش والامن والقوات المسلحة ، يوضع اخوة الرئيس وابنائه على كافة اركانها الضاربة . . الى جانب ظله القبلي علي محسن . . المشاع اخوته من امه – تركت ابنية هيكلية الدولة للنهب والتنفد المطلق على المقدرات من خلال شغل المناصب العليا وشبكات الفساد من الاعلى الى الاسفل – تدافع الكثير لعضوية الحزب الحاكم من المنسبين لقوى اليسار والتيارات القومية التي مزقها النظام بعد محاولة الانقلاب الفاشلة للناصريين . . واعاد تفريخها كسند ضمني لحكمه وبخطاب معارض – كانت رموز قيادية كبيرة التحقت علانية بالولاء له والانضمام الى قيادة حزبه ، وكثرة قادة موالين سرا تركوا داخل احزابهم الديكورية وفق المقررات الدولية الفارضة على النظام فتح التعددية وقبول الاختلاف وحله عبر الحوار السلمي واعتماد التسامح السياسي ، أما الرافضين لبيع انفسهم – من الدرجات الثلاث لسلم القيادة الحزبية – احتلت بيوتهم وممتلكاتهم قد صودرت وركنهم خارج الوظائف سنوات طويلة واذلالهم في المتابعة على رواتبهم بدرجاتهم المستحقة قانونا . . ليكونوا محالين الى التقاعد – كان الكثير من الكوادر المتعلمة بأرقى الدرجات قد احيلوا ايضا الى المعاش ولم يقضوا . . حتى نصف الفترة القانونية في الخدمة و . . ما رالوا شبابا دون وظيفة او عمل . . إلا من احتاط ماليا من فترات عمله الماضي . . ليهاجر او كلاجئ الى بلد آخر . .

لا تستطيع الجدال بأي شيء ، فكل الاوساط النخبوية والعامة قد اثقلت بالتفرخات من الانتهازيين والباحثين عن فرص الانتفاع . . والحشد غير النظامي التابع للرئيس وعائلته والمشيخات والقيادات العسكرية والمدنية الخادمة لرأس النظام علنا فوق القانون والدستور – لا تستطيع الجدال في شيء ، نعم تغير الواقع ، لا اعتقالات ولا مطاردات سياسية ، لا نزعات للتقاتل ، ديمقراطية . . قل ما تريد – هل كان الوضع هكذا . . ! ! – هل العلة فيك أم في الاخرين ، يلحون عليك لطرح ما تراه – في أي امر كان – كما اعتادوا أن يتوقعونه . . دائما تخالف الجميع ، تجدهم حتى بعد قول كل ما عنده واصرارهم عليك . . تجد كل واحد جاهزا لمقاطعتك مع اول جملة تلفظها ، يذهب من ادمغتهم ما أدلوا به قبلا . . ليغرقوا في معارضتك – كنت قد تعلمت من تجاربك تكرر هذا الامر ، اصبحت تستمع حتى اخر متحدث قال ما عنده ، بل واحيانا إذا لم يطلب رأيك . . واصبح كل متحدث يكرر قوله السابق أو قول غيره بعد أن تكلم عدد منهم للمرة الثانية والثالثة . . تطلب طرح ما عندك ولكن دون مقاطعة – ما ترونه واقعيا من تحقق بعض المتغيرات . . ليست سوى شكلية ، لا تعد حقائق ح . . حتى رغم ملموسيتها عندنا – بسخرية اكثر من شخص يقاطع ، من يقول كيف ما نقوله واقعيا بالمحسوس . . وهو ما يستند عليه العلم في ادراك الحقائق . . ثم تقول أن ما نلمسه حسيا وواقعيا ليست الحقائق ولكنها زيف حقائق . . أي اوهام – انت تعقد دائما حتى الامور الواضحة لتثبت اختلافك عن الاخرين – صوت اخر يدخل مباشرة عند نهاية جملة من سبقه . . تواضع واعطنا على عقولنا لنفهم ما تقول ، يقول اخر . . طريقة كلامك الغامض او المعقد لا يدلل على العلم ، فكلما زاد المرء علما زادت بساطته في طرح رؤيته . . وبلغة بسيطة مختزلة ، أم انك تسعى الى الاختلاف دوما . . من اجل الاختلاف . . توهما بالتميز عن الاخرين – أنا لم اخطئ قول أي واحد ممن تحدثوا . . أو قللت من طرحه ، ادلي ما أراه مثلكم ، من يشاء يتعرض لقولي . . حتى يسقطه ، لماذا تحتارون في طريقتي وشخصي بدلا من الوقوف على الرؤية التي اقدمها – صمت واصوات بعض الصائمين عن الحديث يطالبون الاستمرار في حديثي – مثلا الديمقراطية التي نعيش في ظلها اليوم . . وإن كانت ناقصة حسب قولكم لحداثة التجربة ، الديمقراطية ليست كما تسوق عربيا . . أن يقول كل انسان ما يشاء ويعارض او ينتقد الحاكم والنظام . . ولا يتعرض للاعتقال والتعذيب أو الاخفاء – هذا ما تعتقدون جزميا بوجود تغير حقيقي في الواقع . . لأنه لم يكن ذلك ممكنا في السابق – اولا الديمقراطية هي تعبيرا اجتماعيا حقوقي عام وخاص نخبوي ممارس سلوكيا ، بمعنى أن الفكر او القول إن لم يكن له فعل اثر تراكمي في الواقع . . فإنه يكون كلاما مجردا للاستهلاك فقط . . لا قيمة له ، انظروا كل الآراء والكلام والمعارضة الصوتية . . هل نقلت المجتمع والحياة من بعد الوحدة الى الان كواقع افضل مما كان عليه سابقا – هذا التساؤل عليكم الوقوف عليه مع انفسكم بتجرد من تصوراتك القبلية – فديمقراطية الانتخابات تفرغ من مضامينها ليحمل اسلوب الاقتراع مضامين لإعادة تنصيب الحاكم الفرد المطلق وإعادة تثبيت الفساد المنظم بشبكية اكثر تعقيد ، ح . . حتى المواطنين المتشكين من المظالم . . يعيدون انتخاب ظالميهم والمفسدين الذين لا يغرب ذكرهم من افواههم . . قبل الانتخابات – يقاطع احدهم مجددا كحكيم يطلب الرد . . ثم واصل كلامك ، هذا بسبب الجهل والامية – يا عزيزي وما تقول عنه في اوساط النخب الاعلى تعليما وثقافة . . أليس هو ذات الامر يحدث ، إن ما تلوكون من زيف الوعي فيما تدافعون عنه بمسمى الديموقراطية الناشئة . . هي هكذا تحتويها كثير من العيوب ، لكنها ستتصحح مع تقدم الوقت – انها كذبة مفرخه يجب العمل بها كسمة عصرية بتحكم بلدان المركز الغربي . . لتعميم نمط الحياة الامبريالية على البلدان النامية والاقل نموا من العالم ، وذلك بعد غروب الصراع الأيدولوجيا عالميا وتسيد نظام احادي على العالم وهو الرأسمالي ، . . إذن فإن انتهاء بوليسية النظام لقمع الآراء . . وتقبل التعددية كقبول بالآخر المعارض ليس امرا افرزه الواقع والتجربة و . . لكنها شرطية دولية بإشراف وحماية اممية ملزمة كل البلدان الاعضاء العمل بها ، وبخبراء منها لتحافظ على انظمة الحكم الذين تريدهم . . يحدثون الثغرات للالتفاف الاجرائي عل الممارسة الديمقراطية بما يظهرها شكليا صحيحة وإن وجدت بعض الهنات – لا توجد ديمقراطية مثالية مطلقة – تعيد انتاج الواقع السابق بذات الشخوص او نوعيتهم . . وبتذرع شرعي قانونا ومبرا عن ارادة الشعب . . دون قهر او ضغوط تفرض على المنتخبين – فالديموقراطية المتخيلة مجردا في رؤوسكم حالة ارقى . . ترتقي بالحياة والواقع وحتى قيم الانسان . . بما يجعلهم غير بعيدين ومتخلفين عن الشعوب الاخرى وحياتها وانسانها – إذا شوفوا الحقيقة التي هي ملموسة ومحسوسة لكم ولكنكم تتغافلون عنها ، الانسان بسبب صعوبة الحياة . . ليجد فرصة او اكثر . . تحول ليكون اداة تابعة او بوقا او متزلفا لهذا او ذاك من النافذين ، يضر غيره من ظل متمردا لنيل الثقة ، من اجل اخذ حق من الحقوق بترك القانون والوعي الحر ليحتمي بشيخ او صاحب سلطة – هل هذا تقدم بإعادة تكريس الاعراف والتقاليد الضامنة استمرار القديم المتسيد بالقوة خارج القانون والدستور ، كيف لديمقراطية الحداثة أن تلغي القيم الحقيقية للإنسان والمجتمع . . كالعمل وطبيعته والقدرة الخاصة بين الافراد . . ليصبح قيمته بما يملك وإن كان مصدره مشبوها ويعرف عنه الرخص في مواقفه وتعامله مع اسياده ، تقولون هذا . . فهو دليل على الذكاء . . فقد عرف الواقع والحقيقة ونفع نفسه ، افضل من أولئك المدعين بالعلم والمعرفة والوطنية وما عندهم حتى ما يكفي لعيشهم ، انهم واهمين سذج . . يعيشون في ابراجهم العاجية ، بعد وقت يجدون انفسهم . . حتى التقدير لهم قد نسي عند الناس والمحيطين بهم . . .


مجددا اكتشف نفسي ذلك الغريب داخل بلده ، رغم كل ما تسلحت به من معرفة عميقة حول انسانه ومجتمعه وحياته المحكومة بلجام خارجي ، وجدتني تعديل الكثير من طباعي وسلوكي وتعاملي من فهمي القديم . . لأكون متكيفا مع الواقع وتسيير دفة الحياة بمرونة نحو المستقبل ، خاصة وأنه اصبح لي وضع جديد يفرض التعامل معي على اساسه ، وجدتني تائها كإنسان محدود الفهم . . يغرق في شبر ماء ، مجاراة السائد – حتى لا تكون غريبا او منبوذا – لا يسير حياتك نحو الافضل . . وفق ما ترسم الوصول اليه ، نعم يحقق لك ظاهريا تقبل الاخرين لك ، لكنه فيما هو مخفي تستنطق كل مساوئ القديم كالكراهية . . العداء . . الحسد والتآمر ، تسلط القوة فوق القانون والنظم المسنة . . وما هو ابعد منها . . يسير حياتك نحو التماهي مع ما هو قائما . . لتجد قيمتك تتضاءل تدريجيا و . . تبتعد عن كل ما كنت ترسم الوصول إليه . . وبشكل واقعي – وإن كنت تجد الكثير من حولك من يغسلك بالكثير من الاطراء والاعلاء من قدرك . . ظاهريا ، حتى ممن تعرف يقينا ما يخفيه من نقمة او غيرها – بالمقابل إن عدت الى حقيقة ذاتك في اتخاذ المسلك الصحيح . . ما دام التكيف يذهب بعيدا عن حقك وقيمتك وما ترنو إليه ، . . فإنه يعيدك الى مربعك الاول الذي جلب لك الضياع والتشرد وفقدان من تحب أن تراهم محيطين بك ولا يستغنون عنك – إنك في حيرة سقيمة ، كذب من خدع الاخرين أن هناك طريقا تؤدي إلى روما – اليمن دون بلدان العالم ببشرها ، لا منطق يحكم حياتها . . واقعها وانسانها ، تمر عقود وقرون . . يؤمن الموجودين في فترة زمنية – بشكل قطعي – أن الحياة تطورت وتغيرت كثيرا عن ما مضى ، فتجد إذا ما صفيت إلى عقلك متأملا خارج مؤثرات الواقع الذي تعيش فيه . . تجد الجمود هو الحقيقة . . وإن تحرك عقرب الوقت في التاريخ البشري ، فمضامين القديم مازالت هي القابضة على الحديث الراهن . . ولكن بأردية الزمن الراهن للوجود البشري ، لا وجود لإنسان دون مجتمع . . ولا وجود لمجتمع بلد أن يكون معزولا بإطلاق عن مجتمعات بلدان اخرى ، وهو ما تؤكده افكار العلوم الانسانية من القديم الى المستقبل المفتوح للعالم البشري . . بلا وجود لحضارة او ثقافة خاصة لشعب من الشعوب إلا وتحتوي في رحمها من مزج تفاعلي تلقيحي لحضارات وثقافات تخص شعوب اخرى – وجدت نفسك لا إراديا تعود الى دورتك المعتادة التي اصبحت سمة ملازمة لحقيقة وجودك ، استقطاع مساحة من وقتك شبه اليومي . . لتغرق مجددا في حالة الطفو مع نفسك – طالما كانت قاعدة لا إرادية تعيدك الى التوازن مع نفسك و . . تمنحك فسحة لإعادة تقييم ما تسلكه وتعديله بما يحافظ على تكيفك و . . لا يمحي حقيقة ذاتك التي لا تقوى على نسيانها او تجاهلها . . إذعانا كمجاراة للآخرين ، البس ما يعجب الاخرين ، تعامل وافعل وفق ما يتعامل الاخرين أو ما يحكم به الواقع ، لا تخرج عن الجماعة فتصبح منبوذا ، كن مع اخيك على ابن عمك . . ومع ابن عمك ضد الغريب . . وإن كان مخطئا او ظالما ، تقبل الضيم ما دام مستحكما . . لتعيش . . مثلك مثل الاخرين وإلا تضر نفسك ، إن لم تنفع نفسك بأية طريقة كانت . . فلن ينفعك الاخرين . . . .

شهر قضيته في تعز ، خمسة محاضرات تعارفيه ومقدمة تعريفية للمقررات التي سيدرسها كل من طلبتي المرحلة الثالثة والرابعة من اقسام كليتي العلوم والتربية من بداية العام القادم – كانت مخيبة للآمال ، فمجالات حيوية دقيقة وفي البيولوجيا العامة والمرضية – كانوا قد درسوها أو مقبلين على الانتهاء منه – لم تجد اجابة لأي سؤال طرحته – ماذا درستم . . إذا – لا معرفة رابطة بين ما تلقوه نظريا وفي المعامل بما هو تطبيقي لها في الواقع ، لا وجود مطلق من الفهم بين المجالات التي درسوها – كانوا متلقين فقط لأوليات المجالات . . يتم حفظها بملازم لطرشها في الامتحانات وتلاشيها بعدها – لم اتوقع ابدا مئات من دارسي علوم الطبيعة من السنوات الاكاديمية الاخيرة . . أن يكونوا مفتقدين لمنهج الرؤية في فهم تخصصاتهم . . يفتقدون لروح الطالب النازع للتساؤل والواثق بالعلم الذي يدرسه – قلة بعدد اصابع اليد الواحدة من كان يتحلى بسمات الطالب الجامعي الطموح والباحث عن المعرفة . . ولكن باستحياء ، يبدو قد تم تربيتهم على التلقين والانقياد الارضائي لمدرسيهم و . . كتابعين مخبرين للعمادة أو متشددين بتزمت واضح بتبعيتهم للجماعات الاسلامية . . سريعي التكفير وفق ما غسلت ادمغتهم في هذه المرحلة من التعليم .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- اللصوصية – تجديد يمني للحرفة
- مستلب التفكير القصدي لدماغ انقيادي النشاط – جزء ( أ )
- نحر . . كل يوم جديد - ومضة
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- كاروسيل ضياع الوجود العربي تاريخيا / ح ( 1 )
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- نظـرية التغـيـر الكلــية - والجوهر الحي المطلق للمادة - - ...
- احلام فراشة
- أسير المتاهة
- مواجهة وباء اجندات انظمة الغرب الفاشية / رقم 2
- تركيا وانتصار لمسار تهاوي هيمنة القطب الواحد - م ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- الحلم السعودي . . وفوبيا اليمن
- اليمن : افراح متوهمة بأحزان معتمة
- نعيق متصارع . . في أتون بلد ضائع
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...
- رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق ...


المزيد.....




- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 9 )