عبدالوهاب خضر
الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 10:51
المحور:
الادب والفن
قال الفرنسي "ميشيل جفري" القائم بمسئولية عمدة إحدي البلدان الصغيرة في فرنسا (وادي سارسيل): [سوف أعود لفرنسا ، وسأقدم مذكرة للبرلمان أحثهم فيها علي تشجيع السياحة في الفن والثقافة الحديثين في مصر ، وألا يكتفي فقط بالفنون المصرية القديمة , وأضاف : لقد وجدت هنا تواصلاً مع العالم في الفن ، وينبغي أن يتغير توجُّهنا إلي الواقع الجديد في مصر].
وقال "جان بول لو بروفوست" قوميسير بينالي الحفر الدولي في مدينة سارسيل الفرنسية إن ذلك التواصل مع جسور العالم أخذ يثير انتباهنا واحترامنا لمواهب المصريين.
ثم أردف يسأل الفنان احمد فؤاد سليم عما إذا كان هناك ما يعوق سبيلنا- ورد عليه قائلا : (إنما ذلك التواصل تعترضه كبرياء الفن المصري القديم ، مثلما تعوقه ..إن لدينا حضارة عظيمة غير أنها تُكبِّلنا. نملك كنوز الفرعونية والفارسية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية ونحاول من خلالها أن ندرك العالم ففي فرنسا ربما كان الأمر أيسر بكثير فلم يكن لديكم من الحضارات القديمة ومن تراث الأزمان ما يعترض سبيلكم علي مثل ما يجري لنا] .
جاء هذا اللقاء مرافقاً لمعرض في فن الجرافيك يمثل مختارات من بينالي سارسيل الدولي ،أقيم في جاليري العرض بمتحف محمود مختار , وهو المعرض الذي يملك ربع قرن من عمر هذا البينالي الدولي ، الذي أنطلق لأول مرة عام 1980 من بلدة صغيرة في فرنسا لا يتعدي مجموع سكانها ثمانين ألفاً .
وهناك وفي كتالوج المعرض كتب الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية الحالى الذى وصفه د. ياسر منجى بانه بلاي بوي الإدارة الثقافية وانه يستشرق كبد المستقبل مشيداً بالطاقة الشبابية من الموهوبين الذين زرعهم في مواقع متعددة لقطاع الفنون التشكيلية ،ويشير إلي الفنان الشاب الموهوب "تامر عاصم" الذي يدير الثقافة والفن بمتحف محمود مختار قائلاً: [ تامر عاصم هو صاحب هذا الاتصال الموسع والتحرك الكبير مع الأصدقاء بالداخل والخارج ليأتي إلينا هذا المعرض الذي نستضيفه بكل احترام وتبجيل] .
تذكرت هذه الوقائع وغيرها وقررت ان اكتب عن الفن التشكيلى فةى مصر رغم اهتمامى وتخصصى فى مجالى السياسة والاقتصاد البعيدين كل البعد عن هذا المجال الفنى المهم الذى يحتاج منا جميعا الى مزيد من الاهتمام .
وربما اشعر الان بثقة فى رئيس القطاع الذى هو فى اختبار مصيرى لتحقيق ذلك الهدف بالنهوض بالفن التشكيلى بصفته صاحب بصمة جينية فى الفن التشكيلى , وصاحب تاريخ فنى يعرفه المتابعون للاحداث فقد كان مدير التجهيزات بالمطابع الأميرية حتى عام 1988 , ومدير المكتب الفنى بالمركز القومى للفنون التشكيلية فى الفترة من عام 1989 حتى عام 1993 , و المشرف العام على المراسم وبيوت الإبداع فى الفترة من عام 1993 حتى عام 1995 , و مدير عام مراكز الحرف التقليدية فى الفترة من عام 2000 حتى عام 2001 , رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض ، عام 2002 حتى ابريل عام 2006 , وهو عضو نقابة الفنانين التشكيليين , وجمعية أصدقاء وكالة الغورى ونائب رئيس الجمعية , وجماعة الكتاب والفنانين ( أتيليه القاهرة ) , والجمعية الأهلية للفنون الجميلة , و جمعية محبى الطبيعة والتراث , جمعية أصدقاء المتاحف , و لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة , وشارك فى العديد من المؤتمرات ومنها : الندوة الدولية التى نظمتها اليونسكو فى بيروت لحماية الفولكلور والثقافة غير المادية ، عام 1999 , والمؤتمر الدولى بواشنطن والخاص بمتابعة ( توصيات 1989 ) بشأن صون الفولكلور ، عام 1999 , ومؤتمر مائة عام على تحرير المرأة ، المجلس الأعلى للثقافة ، عام 2000 , والملتقى القومى الثانى للفنون الشعبية ، المجلس الأعلى للثقافة ، عام 2001 , و أقام العديد من الندوات وحلقات الفكر والثقافة بالعديد من المواقع الثقافية ، ومنها مجمع الفنون بالزمالك ( حوار التسعينيات ) ، جمعية محبى الفنون الجميلة ( نحت الحدائق والميادين ) ، نادى الدبلوماسيين ( محمد على ) , ومثل مصر فى العديد من المهرجانات والأسابيع الثقافية المصرية بكل من إسبانيا والبرتغال.
اما عن انتاجه الفنى فقد أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية فى مجال الفن التشكيلى بأهم القاعات الرسمية والخاصة بالقاهرة منذ عام 1973 , و شارك فى العديد من المعارض الدولية , و له مجموعة من المقتنيات فى العديد من المتاحف القومية والدولية ومن أبرزها : مقتنيات فى متحف المكتبة القومية ( الكونجرس – واشنطن – أمريكا ) ضمن المجموعة الفنية الخاصة بالرئيس / جيمى كارتر ، متحف الفن المصرى الحديث ، البنك الأهلى المصرى ، البنك المصرى الإسبانى ( إكستيريور ) ، البنك العربى الأفريقى ، مركز القاهرة الدولى للمؤتمرات ، دار الأوبرا المصرية ، مبنى المجلس الأعلى للثقافة , وحصل على جوائز واوسمة منها: جائزة ملصقات العام الدولى للمرأة ، عام 1975 , وجائزة المسابقة العامة عن حرب أكتوبر ، عام 1985 , جائزة مسابقة الماء فى حياة الإنسان ، عام 1988 , ورد ذكر اسمه مع بعض أعماله الفنية فى موسوعة ( ليون ) الكندية, والجائزة الأولى لقومسير ، جناح مصر ، بينالى الشارقة ، عام 1993.
كل هذه المراحل تضعنا امام شخصية عليها مسئوليات جسام فى مجال الفن التشكيلى الذى يعانى فعلا من عدم اقبال جماهيرى لمشاهدة تلك الابداعات وربما يعود ذلك الى غياب هذا المجال عن اهتمامات الشعب المصرى , وربما يحتاج الامر الى مزيد من التوعية بهذا الفن الراقى الذى تزخر به اللوحة المصرية بمتاحف متعددة ومتخصصة للفن التشكيلى ينقصها فقط البساطة وان تنزل الى الجماهير فى كل المواقع وان ينظم القطاع حملة دعائية لهذه المتاحف واللوحات بصفته رؤية بصرية تنقل جماليات البصر والطبيعة ومن ابرز هذه المتاحف المصرية متحف الفن المصرى الحديث ومتاحف : محمد محمود خليل وحرمه والجزيرة بارض الاوبرا ومحمود مختار ومحمود سعيد للمتاحف والنصر للفن الحديث ببور سعيد وعفت ناجى وسعد الخادم ومحمد ناجى والامير وحيد الدين سليم وحسن حشمت وراتب صادق ومصطفى كامل وبيت الامة وطه حسين ودنشواى القومى والمنصورة القومى واحمد شوقى ويضم القطاع ايضا متاحف فنية وقومية ومراكز للفنون بالزمالك وانشطة دولية ومحلية واستعادية ومراكز للانتاج الفنى وغيرها .
الامر فعلا يحتاج الى المزيد من تشجيع الشباب و الى توعية بتاريخ هذا الفن العريق الذى تنفرد به مصر الحبيبة تريخيا فقد شهد قطاع الفنون التشكيلية فى مصر مراحل تطور متعددة منذ ان كان مراقبة للفنون الجميلة بوزارة المعارف العمومية , ثم تحوله الى مراقبة عامة , ثم الى ادارة عامة بوزارة الثقافة بعد انشائها فى عام 1958التى تولى ادارتها الفنان صلاح طاهر مرورا بعام 1966 حيث انضمت اليها الادارة العامة للمتاحف التى انشئت عام 1959وتولى ادارتها الفنان عبدالقادر رزق الذى كان مديرا للمتاحف الفنية, وبعد تقاعده عام 1972تولى الاستاذ عبدالحميد حمدى الادارة العامة للفنون الجميلة والمتاحف العامة والتى تحولت فى عهده الى الهيئة العامة للفنون والاداب لتضم ايضا اكاديمية الفنون وادارتى الاداب والتفرغ وقد الغيت هذه الهيئة مع انشاء المجلس الاعلى للثقافة عام 1980 وانشا بدلا منها المركز القومى للفنون التشكيلية الذى تولى رئاسته الفنان د. مصطفى عبدالمعطى ثم الفنان احمد نوار منذ عام 1988 , وفى 16 /2/2000 تحول المركز القومى للفنون التشكيلية الى قطاع الفنون التشكيلية تحت رئاسة د. احمد نوار , وفى 13 / 4/ 2006 تم تعيين محسن شعلان رئيسا لقطاع الفنون التشكيلية .
فالفن التشكيلى فى مصر بدا منذ قرن من الزمن على يد مجموعة من الرواد منهم محمود مختار واحمد صبرى وتطور بعد ذلك على يد عبدالهادى الجزار وحامد ندا وغيرهم مثل جاذبية سرى وانجى افلاطون وحتى اصبح الان عدد الفنانيين التشكيليين الاف , وتوجد حتى فى الكليات المختلفة فى الجامعات المصرية اقسام تهتم بالابداع التشكيلى مثل كلية الفنون التطبيقية بجامعة القاهرة وكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان .وفى الاسكندرية ايضا كلية مماثلة ,ولا انسى هنا معرض اللقطة الواحدة الذي أقدم علية مجموعة من شباب الفنانيين المصريين المتجانس والمتحمس , جمعتهم كلية الفنون الجميلة بالقاهرة فكانت الفكرة التي دبت في وجدانهم وكانت البداية ... وكان الإختيار لبقعة متميزة وغنية من حي مصري عريق هو حي القلعة وبالتحديد درب اللبانة لرسم منظر واحد تم إختيارة حيث رحيق المحب والعاشق للقاهرة القديمة , وقال النقاد وقتها ان الشباب إتخذ مواقعهم ... ونظروا مليا .. وإستوعبوا اللقطة ثم ما لبثت خطوطهم أن إنطلقت مشتعلة فوق الورق ...و لمسات متشابهة ومتنوعة في آن واحد متعطشة للإبداع ... سيمفونية متعددة النغمات تعزف لحنا واحدا.
ان مصر مليئة بالفن والفنانيين التشكيليين والطبيعة الخلابة وكلى ثقة فى ان الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية قادر على فهم ذلك لتصبح مصر البلد رقم واحد فى الفن التشكيلى , فعلينا ان نسانده جميعا حكومة وشعبا واعلاميين , وهو لن يخذلنا , فمصر تستحق منه ومنا الكثير .
#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
