عبدالوهاب خضر
الحوار المتمدن-العدد: 1380 - 2005 / 11 / 16 - 12:16
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
الحديث عن المحلة الكبرى يحتاج الى مفردات خاصة , ولغة مميزة .. هكذا تكون المدن ذات التاريخ النضالى .
فبإمكانك ان تنسج عبارات غير مسبوقة , إذا عشت لحظات بين هؤلاء العمال الفقراء , وتجولت بين أصوات الماكينات أشباح المصانع القديمة , وتحدثت مع السائقين والبائعين والشباب والمثقفين والفلاحين وحتى الاطفال .
تستطيع ان تغزل الاف الكلمات وان تسترجع تاريخ مدينة المحلة الكبرى التى أصبحت الان شاهد عيان على سياسات الحزب الوطنى الديمقراطى " الحاكم " , فالعمال مشردين , واجورهم هزيلة لا تتناسب مع ارتفاع الاسعار , والفساد للرقبة داخل الشركات العامة بسبب سؤ الادارة , والطرد والفصل التعسفى والحرمان من الحقوق مستمر داخل المصانع الخاصة , الفلاحون مطرودين من اراضيهم ويعملون الان باليومية لدى كبار الاقطاعين , والشباب عاطل , وبيوت الثقافةعبارة عن اشلاء ومرفوعة من الخدمة , والتجار يعانون الركود .
ليالى الفقر فى المحلة لا تعرف النهار , فهى طويلة , اعتصامات شبه يومية , ومواقف مثيرة لسائقين يجلسون امام مجلس المدينة يحتجون على تصرفات رجال الشرطة الذين يحصلون منهم على ايتاوات , نقابات عمالية جميع اعضائها أعضاء فى الحزب الوطنى " الحاكم " وقيادات محلية جاءت بالتزوير , أصحاب مصانع يطلقون الرصاص فى الشوارع على العمال المطرودين لارهابهم تحت حماية الامن .
كوابيس مخيفة يراها المواطن المحلاوى كل ليلة فى مواسير مياه الصرف الصحى غير المطابقة للمواصفات , والكهرباء المقطوعة باستمرار , والمياه الملوثة !
وعندما تزور المحلة الكبرى هذه الايام تشعر بالخدعة التى يتعرض لها الناس هناك , حيث تشاهد لافتات مستفزة لاحد رجال الحزب الوطنى الذى قام بتعليق لافتة على سينما المحلة الكبرى من الجلد الطبيعة قالوا ان تكلفتها 20 الف جنية , ماذا لو قام هذا المرشح بدفع جزء من من ثمن هذه الافتات لعمل خيرى لصالح فقراء المحلة , أو قام بالتنسيق مع رجال الاعمال هناك وقام ببناء مساكن للعمال الذين يتعرضون حاليا للطرد من مساكنهم الادارية وهم الاف العمال من شركة الغزل والنسيج , تشعر بالحزن وان تعجز عن مشاهدة سماء هذه المدينة المناضلة وقد غطتها لافتات الحزب الوطنى والمستقلين المنشقين عنه .
تمكن رجال الحزب الحاكم من حجب النور عن المواطنيين , فشمس الحرية غابت , ولا توجد سحابات تبشر بخير قادم , فالمستقبل مظلم , وكئيب .
ولكن كما يقولون فكل شيئ له حل , والمواطن فى المحلة يعرف الطيب من الخبيث , فقد قرر طبقا لما صرح به الناس هناك ألا يلدغ من جحر الحزب الوطنى مرة أخرى ,وألا يحصل على رشوة لبيع صوته , ولكن بعض المواطنيين الفقراء قالوا بانهم سوف يحصلون على هذه النقود القليلة من المرشح ثم يذهب لينتخبوا المرشح الحقيقى الذى يعبر عنهم , مرشح فقير مثلهم , عاش الامهم وامالهم , مرشح يبحث عن هموم الناس فى الحوارى والغيطان والنجوع والقرى , ويعبر عن مصالحهم وليس مصالح رجال الاعمال والاثرياء والاقطاعيين .
المواطن فى المحلة فى إختبار مصيرى وعليه أن يختار مستقبله , وعليه أن يتحمل مسئولية إختياره , هذا ما عبر عنه بالضبط المناضل العمالى حمدى حسين والذى رفع شعار بايدينا ننتزع حقوقنا , والحرية للشعب والخبز للفقراء , حمدى حسين يؤمن بان الحارة من الممكن ان تحكم مصر , فالفقراء من حقهم أن يشاركوا ويكون لهم راى وإرادة وان يعمل لهم المسئولين الف حساب , فهم الاغلبية و هكذا يرى حمدى حسين مرشح الجبهة الوطنية من اجل التغيير .
بين الفقراء
بدأ المناضل العمالي حمدي حسين جولاته الانتخابية في عدد من حارات المحلة الكبرى حيث البيوت المهدمة و عمال الشركة المعدمين و الشباب المتعطل عن العمل الذي يقتل وقته بالجلوس على المقاهي، حمدي حسين يتوجه إلى هؤلاء الذين فقدوا الأمل في كل المرشحين للمجلس و الذين سرعات ما بدؤوا يهتفون باسم حمدي حسين عندما تذكروا تاريخه في شركة مصر للغزل و النسيج عندما عرفوا أنه المناضل العمالي حمدي حسين الذي قاد إضرابات الشركة و مظاهرات العمال في الثمانينات و الذي شرد و اعتقل بسبب دفاعه عن عمال المحلة أكثر من 13 مرة
حمدي حسين يتوجه إلى الفقراء في الحواري مؤكدا لهم أنه إذا كان المرشحين الآخرين يعتبرون أهالي الحارة مجرد أصوات انتخابية فإنه يؤمن تماما أن ( بكره الحارة هتحكم مصر ), بدأ عدد كبير من عمال الشركة في المحلة و فقرائها يقصدون المقر الانتخابي للمناضل العمالي حمدي حسين مؤكدين له وقوفهم إلى جانبه لأنهم لم يعهدوه إلا مناضلا صلبا و مدافعا قويا عن حقوق العمال و الفقراء.
الخوف
الخطير فى الامر والذى لاحظته " الاهالى " وهى تتابع الحملات الانتخابية هناك هو الخوف الذى يسيطر على مرشحى الحزب الوطنى هناك فهم يخافون اللافتات البسيطة المتواضعة لحمدى حسين وقام انصارهم بتمزيق عدد من اللافتات الانتخابية للمناضل العمالي حمدي حسين من عدة مناطق بالمحلة و التي رفعت شعاره الانتخابي بأيدينا ننتزع حقوقنا من أجل الخبز للفقراء و الحرية للشعب, وكان التعليق الوحيد لحمدى حسين على هذه التصرفات الحمقاء هو : لترتفع أصوات الجماهير
ومن ضمن البيانات المهمة التى دخل كل بيوت المحلة تساءل حمدى حين مرشح الجبهة الوطنية من اجل التغير موجها كلامة للجماهير : هل ستقبلون بنواب يشترون أصواتكم " بالملاليم " ليكنزوا لأنفسهم " الملايين "؟! .. لا نظنكم تفعلون , هل ستقبلون بنواب يقبلون أيدي السلطة التي تحاربكم في أرزاقكم ؟! .. لا نظنكم تفعلون.,هل ستقبلون بنواب " موافقون " على بطالة أبنائكم و سجن الأبرياء و فقر الشعب ؟! .. لا نظنكم تفعلون.,هل ستقبلون بنواب يتسترون بالدين الحنيف و هم لا يواجهون النظام الحاكم مواجهة حقيقية بل يوافقون على طرد العمال من مصانعهم و تشريد الفلاحين من أراضيهم ؟! .. لا نظنكم تفعلون..
وأضاف حمدى حسين موجها كلامة للناس ايضا : بل نثق فيكم كل الثقة أنكم ستختارون نوابا لا يخشون في الحق لومة لائم سواء في تشريع القوانين أو محاسبة الحاكمين.
البرنامج .
لم يكتفى مرشح الجبهة الوطنية بالجولات والحديث مع الناس بل قدم لهم جزء من برنامجه الانتخابى والذى يتلخص فى :
* المطالبة بحقوق أبناء المحلة من خلال العمل مع الشرفاء من الأجهزة المحلية و التنفيذية من المحافظة حتى مجالس الأحياء و محاسبة المقصرين.
* الانتهاء من مشكلة الصرف الصحي و مياه الشرب بالمحلة و خاصة كفر حجازي و التي لعب بها الكثيرون و مازالت كما هي و فصل صرف المناطق السكنية عن الصرف الصناعي.
* تخفيف الأعباء عن المشروعات الصناعية الصغيرة في مجال الغزل و النسيج، و صناعة الملابس بالمحلة الكبرى.* المواجهة التشريعية لحل قضية البطالة بمحاسبة الحكومة و تقديم الحلول الواقعية لها كسد العجز في هيئات التدريس بالمدارس و ذلك عن طريق تعيين خريجي كليات التربية و الآداب و العلوم.* تطوير المدارس الصناعية بالمحلة لخصوصية الوضع الصناعي للمدينة.* العمل على ربط الأجور بالأسعار لمواجهة الارتفاع الجنوني للأسعار.* حصر المتضررين من قانون العلاقة الإيجارية الزراعية في قرى الدائرة لمنحهم أراضي مستصلحة و خاصة للشباب من هؤلاء بدلا من توزيعها على المستثمرين الأجانب.
* المطالبة بإعادة النظر في قانون العمل الموحد 12 لسنة 2003 و خاصة المواد التي تضر
العمال بعدما ثبت ضررها على العمال و الإنتاج.* مواجهة استيلاء الحكومة على أموال التأمينات الاجتماعية.* المطالبة بإلغاء حالة الطوارئ المتسببة في إهانة المواطن بأقسام الشرطة.* التصدي للفساد و المفسدين و ناهبي المال العام.* دعم قضية التغيير السياسي الشامل و إطلاق الحريات السياسية و النقابية.
هموم ومشاكل الدائرة .
ويتبع حمدى حسين نظام جديد فى لقاءه بجماهيره حيث يلتقى بهم كل يوم على المقاهى وفى الطرقات ويذهب اليهم فى الحوارى والنجوع ويحدثنا حمدى حسين عن اهم المشاكل التى يضعها ضمن برنامجهالانتخابى ومنها مشاكل الصرف الصحى فى كفر حجازى حيث ان هناك ميزانية معتمدة ولم تنفذ حتى الان ,. وهناك أيضا مشكلة مياه الشرب المالحة التى أدت الى اصابة العديد من اهالى كفر حجازى بأمراض مختلفة , واعلن حمدى حسين انه سوف يسعى الى تخليص ارض المصرف بكفر حجازى من يد البلطجية لعمل مشاريع عليها لصالح الشباب والكفر , ومن اخطر المشكلات الحالية تمس خريجى كلية التربية الذين صدر لهم قرار من محافظ الغربية الحالى بإستبعادهم وتعيين اخريين بعد ان قضوا سنوات طويلة وتم تعيين أخريين من خريجى كليات الاداب , وكان هؤلاء الضحايا قد وقعوا عقودا من عدد من مدارس المحلة منذ سنوات وكانت النتيجة طردهم على يد رجال الحزب الوطنى , وتقدم العشرات من هؤلاء الشباب بشكاوى لجميع المسئوليين ولا جدوى ومن هؤلاء الشباب محمد محمود أحمد عراقى , وحيد محمد عبدالغنى ومحمد فتحى بكباشى ومحمود محمد مسعود ومحمد رشاد الجوهرى ومروة عبدالهادى وثناء عبدالمنعم وسلوى حسين الزعبلاوى
تحدث حمدى حسين أيضا عن مشكلات اخرى فى المحلة منها الطرق غير المرصوفة وعدم وجود مواقف بصورة حضارية وفى قرية العلو تعانى من العديد من الهموم فى ظل غياب الخدمات فلا توجد مدارس ولا مكتب بريد ولا إسعاف !!وفى قرية شبرابابل تغيب الخدمات الصحية والاجتماعية , تجول حمدى حسين فى الاحياء ارئيسية مثل ابو شاهين والسويقة وسوق اللبن ومنطقة العرب والوراقة وابو دراع والمنشية والرجبى وغيرها ويتم استقباله بحفاوة , وعقد حسين عدد من المؤتمرات التى أعلن خلالها عن تمسكه بالدفاع عن فقراء وعمال المحلة مطالبا لهم بزيادة الاجور لكى تتناسب مع ارتفاع الاسعار , ورعاية صحية مجانية للعمال ورفض الخصخصة وبيع القطاع العام والمطالبة بمعاقبة الفاسدين داخل المصانع والشركات والمطالبة بعلاوة 20 % لعمال القطاع الخاص اسوة بعمال القطاع العام , وكذلك معاملة ادمية لعمال القطاع الخاص.
حمدى حسين رشح نفسه من اجل الحرية للشعب والخبز للفقراء ويحمل رمز المصباح " عمال " بندر المحلة , وعلى المحلاوية ان يختاروا ويتحملوا مسئولية ذلك .
من هو مرشح التغيير ؟
وحمدى حسين ليس غريبا عن المحلة الكبرى , فقد عرفوه مناضلا عماليا كبيرا دافع عن الفقراء والعمال من أهالى المحلة وشارك فى الانشطة المحلية والاقليمية والدولية من أجل مصالحة هذا الوطن , فهو من مواليد 1951 , تربى بميدان السويقة بالمحلة الكبرى و تزوج بمساكن أبو شاهين و يعيش بحي الرجبي، مؤهل صناعي 1970 و جند بالقوات المسلحة في نفس العام، و شارك في حرب أكتوبر على الجبهة في كتائب الصواريخ و أنهى خدمته العسكرية في يناير 1975، والده المرحوم محمود حسين الموظف في بنك مصر حتى خروجه على المعاش، ثم محلات المرحوم أحمد الزغل حتى وفاته رحمه الله.
شارك حمدى حسين في مظاهرات 1968-1969(مظاهرات الطلبة) و المطالبة بمحاكمة
المتسببين في النكسة، و بعد خروجه من الجيش شارك في مظاهرات غزل المحلة سنة 1975، و تعلم من قيادات عمالية كيف يكون النضال من أجل انتزاع الحقوق خاصة إذا كانت الإدارة ظالمة و النقابات فاسدة (رحم الله الدسوقي أبو الإسعاد و أعطى الصحة لشوقي أبو سكينة)، ثم انضم إلى كتيبة النضال في صفوف اليسار المصري من خلال حزب التجمع، و قاد مع زملائه مظاهرات عديدة وصلت في العام الواحد إلى 6 مظاهرات و إضرابات مطالبا مع زملائه بزيادة بدل الوجبة، الجمعة، الراحات الأسبوعية، زيادة الحوافز، المكافآت، الأجور و حق العاملات في عدم العمل ليلا، حقق هو و زملائه انتصارات عديدة في عشرات من المظاهرات و الاعتصامات و الإضرابات، تحمل بسببها الاعتقال و التعذيب و التشريد و خاصة عام 1988 بعد حمله مع عشرة آلاف عامل نعش إلغاء منحة المدارس، فنقل إلى أسوان و اعتقل هناك عام 1989 بسبب نشاطه النقابي في شركة كيما في أسوان، ثم نقل إلى الشرقية للدخان و بعدها إلى شركة زفتى، ثم انتقل عام 1994 بتهمة تنظيم الإضرابات في غزل المحلة !!!.
أسس حمدى حسين و ساهم في العديد من اللجان العمالية في المحلة الكبرى مثل لجنة الدفاع عن القطاع العام، لجنة الوعي العمالي، لجان الإنتاج ( أنشأ منها فرع في شركة كيما بأسوان )، و على المستوى القومي اللجنة القومية للدفاع عن القطاع العام و العمال، اللجنة التنسيقية للحقوق و الحريات النقابية، ( أنشأ فرع منها بالمحلة )، هذا بخلاف اللجان السياسية كحركة 20 مارس من أجل التغيير، الحركة المصرية من أجل التغيير ( كفاية )، الحملة الشعبية من أجل التغيير ( الحرية الآن )، لجنة دعم الانتفاضة الفلسطينية، المجموعة المصرية لمناهضة العولمة والحرب، عضو بمنظمة العفو الدولية و عضو مجلس إدارة مركز آفاق اشتراكية، اعتقل عام 1987 ستة أشهر و نصف بسبب دعم الانتفاضة الأولى، في أول تظاهرة و رد فعل على مستوى العالم ( بشهادة الصحف و وكالات الأنباء ) و التي خرجت من مسجد أبو الفضل.
خاض حمدى حسين الانتخابات على قائمة حزب التجمع عام 1987، ثم كمستقل في انتخابات 1995و التي شاهدتم جميعا وقائع التزوير و البلطجة التي حدثت بها على يد مأجورين من الحزب الوطني، كما اعتقل عام 2003 لدعمه شعب العراق ضد الغزو الأمريكي، شارك و قاد مع زملائه و رفاقه العديد من المظاهرات المطالبة بالتغيير ضمن حركات الحرية الآن و كفاية، شارك في العديد من المؤتمرات الدولية بصفته النقابية و العمالية في موسكو، الجزائر و ليبيا، كما أنه عضو سكرتارية المؤتمرات الدولية التي عقدت بالقاهرة تحت عنوان "الحملة الدولية ضد الاحتلال الأمريكي و الصهيوني"، له مقالات عديدة و تحقيقات صحفية، و رؤى عمالية و سياسية في العديد من الصحف و المجلات و الكتب و الدوريات، كان عضوا بمجلس إدارة شركة غزل الدلتا ثم عضوا بالنقابة، حاصل على حكم نهائي من المحكمة الإدارية العليا و النقض ضد السيد راشد و أحمد العماوي بحل النقابة العاملة لغزل و النسيج للاستيلاء على حقه في أن يكون عضوا بها.
وقال بانه لم و لن ترهبه السجون و المعتقلات و التعذيب من أجل حقوق شعبه و في القلب منه شعب المحلة الكبرى. .. فجربوه.
#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
