أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أيوب بن حكيم - تحريف مفهوم التحريف، التوراة والتاريخ: الترجمة السبعينية وأساطير العهد القديم















المزيد.....

تحريف مفهوم التحريف، التوراة والتاريخ: الترجمة السبعينية وأساطير العهد القديم


أيوب بن حكيم

الحوار المتمدن-العدد: 7641 - 2023 / 6 / 13 - 00:13
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


[ التلفيق التوراتي والترجمة السبعينية للعهد القديم وموازنتها بالتفاسير ]

من المواضيع التاريخية الميثولوجية التي تلبس لباسا دينيا باطلا مسألة استوطان أنبياء بني إسرائيل وما قبلهم مصرَ والعراق وبلاد أشوريا عموما ( اليردن المتخيل - فلسطين التوراتية - سوريا ولبنان )
في حين أنه بوضوح تام يعلن العهد القديم أن هودا ومتشولحا ولامكا وأخنوخا ونوحا عاشوا باليمن وما نزحوا منه ( لا معنى للمنع من الصرف إذا كان السبب هو العُجمة لأنهم عرب أقحاح ) .
بل إن إبراهيم/ أبرام الخليل لما ذهب الى مكة حسب العهد القديم فقد ( رجع جنوبا ) فأين يقع جنوب مكة !!
ولو تأملنا قصص بني اسرائيل في القرآن الكريم والعهد القديم ( التوراة وما معها، الأناجيل وما معها ) لانذهلنا من كم الأباطيل لدى بعض المفسرين وأغلب الأحبار واللاهوتيين دون أي دليل مادي أو عقلي..غير ساهين أن مفسرينا القدامى لمحوا مرارا الى انهبال الفهم اليهودي للجغرافيا.. وعلى رأسهم الطبري وابن كثير وابن عطية والقرطبي والزمخشري والفخر الرازي..
- شبهة تحريف العهد القديم والجديد:
قد يجيب مجيب ويقول بسذاجة: الإنجيل والتوراة محرفان ونجيب:
1 - ما التحريف ؟ وما المحرف ؟
نعتقد نحن المسلمين أن العهدين محرفان، لكن من الصعب جدا تحديد هل المحرف هو الحرف ام المعنى بالتفسير والتأويل، يقول عز وجل ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) فهل المقصود أن اللاهوتيين يحرفون الكلمات أم يحرفون جغرافيا ومعاني الكلام ؟
- يقول شيخ المفسرين الطبري:
" وأما تأويل قوله: " يُحَرِّفون الكلِمَ عن مواضعه "، (9) فإنه يقول: يبدِّلون معناها ويغيِّرونها عن تأويله " الطبري بوضوح وذكاء متقد يعلن أن التحريف في تأويل اللاهوتيين اليهود وليس في ذات الكلمات !!!
ثم يتابع أبو جرير الطبري مسندا

" 9692 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
وأما قوله: " عن مواضعه "، فإنه يعني: عن أماكنه"
- أما القرطبي في تفسيره فذهب في الاتجاه عينه:
" وليس يحرفون جميع الكلام ، ومعنى يحرفون يتأولونه على غير تأويله . وذمهم الله تعالى بذلك لأنهم يفعلونه متعمدين "
ولم يحسم ما الذي يحرفه اللاهوتيون اليهود بالضبط هل كلام النبي الكريم أم القرآن الكريم " الكلم " في هذا أولى ؛ لأنهم إنما يحرفون كلم النبي صلى الله عليه وسلم ، أو ما عندهم في التوراة "
ولنعرج على ابن كثير في تفسيره للآية الكريمة:

" أي : يتأولون على غير تأويله ، ويفسرونه بغير مراد الله ، عز وجل ، قصدا منهم وافتراء "
أما إمام الأئمة الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب فقد فهم حيرتنا وتحاجج تأويلا فقال :

" المَسْألَةُ الثّالِثَةُ: في كَيْفِيَّةِ التَّحْرِيفِ وُجُوهٌ:
أحَدُها: أنَّهم كانُوا يُبَدِّلُونَ اللَّفْظَ بِلَفْظٍ آخَرَ مِثْلَ تَحْرِيفِهِمُ اسْمَ ”رَبْعَةٍ“ عَنْ مَوْضِعِهِ في التَّوْراةِ بِوَضْعِهِمْ ”آدَمُ طَوِيلٌ“ مَكانَهُ، ونَحْوَ تَحْرِيفِهِمُ ”الرَّجْمَ“ بِوَضْعِهِمُ ”الحَدَّ“ بَدَلَهُ، ونَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتابَ بِأيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذا مِن عِنْدِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 79] .
فَإنْ قِيلَ: كَيْفَ يُمْكِنُ هَذا في الكِتابِ الَّذِي بَلَغَتْ آحادُ حُرُوفِهِ وكَلِماتِهِ مَبْلَغَ التَّواتُرِ المَشْهُورِ في الشَّرْقِ والغَرْبِ ؟
قُلْنا لَعَلَّهُ يُقالُ: القَوْمُ كانُوا قَلِيلِينَ، والعُلَماءُ بِالكِتابِ كانُوا في غايَةِ القِلَّةِ، فَقَدَرُوا عَلى هَذا التَّحْرِيفِ.
والثّانِي: أنَّ المُرادَ بِالتَّحْرِيفِ: إلْقاءُ الشُّبَهِ الباطِلَةِ، والتَّأْوِيلاتِ الفاسِدَةِ، وصَرْفُ اللَّفْظِ عَنْ مَعْناهُ الحَقِّ إلى مَعْنًى باطِلٍ بِوُجُوهِ الحِيَلِ اللَّفْظِيَّةِ، كَما يَفْعَلُهُ أهْلُ البِدْعَةِ في زَمانِنا هَذا بِالآياتِ المُخالِفَةِ لِمَذاهِبِهِمْ، وهَذا هو الأصَحُّ.
الثّالِثُ: أنَّهم كانُوا يَدْخُلُونَ عَلى النَّبِيِّ ﷺ ويَسْألُونَهُ عَنْ أمْرٍ فَيُخْبِرُهم لِيَأْخُذُوا بِهِ، فَإذا خَرَجُوا مِن عِنْدِهِ حَرَّفُوا كَلامَهُ.
المَسْألَةُ الرّابِعَةُ: ذَكَرَ اللَّهُ تَعالى هَهُنا: ﴿عَنْ مَواضِعِهِ﴾ وفي المائِدَةِ ﴿مِن بَعْدِ مَواضِعِهِ﴾ [المائدة: 41] والفَرْقُ أنّا إذا فَسَّرْنا التَّحْرِيفَ بِالتَّأْوِيلاتِ الباطِلَةِ، فَهَهُنا قَوْلُهُ: ﴿يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ﴾ مَعْناهُ: أنَّهم يَذْكُرُونَ التَّأْوِيلاتِ الفاسِدَةِ لِتِلْكَ النُّصُوصِ، ولَيْسَ فِيهِ بَيانُ أنَّهم يُخْرِجُونَ تِلْكَ اللَّفْظَةَ مِنَ الكِتابِ.
وأمّا الآيَةُ المَذْكُورَةُ في سُورَةِ المائِدَةِ، فَهي دالَّةٌ عَلى أنَّهم جَمَعُوا بَيْنَ الأمْرَيْنِ، فَكانُوا يَذْكُرُونَ التَّأْوِيلاتِ الفاسِدَةَ، وكانُوا يُخْرِجُونَ اللَّفْظَ أيْضًا مِنَ الكِتابِ، فَقَوْلُهُ: ﴿يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ﴾ إشارَةٌ إلى التَّأْوِيلِ الباطِلِ، وقَوْلُهُ: ﴿مِن بَعْدِ مَواضِعِهِ﴾ إشارَةٌ إلى إخْراجِهِ عَنِ الكِتابِ "
أي ليس هناك حسم بين كبار المفسرين حنبليهم وحديثيهم وأشعريهم في هذه المسألة. فلا نعرف ما المخرف تحديدا هل الفهم أم الكلمات نفسها أم هما معا !!

ولنفترض أن اللاهوتيين من البولسيين والأحبار حرفوا ذات الكلام، وليس فقط فهمه، فما المحرف بالضبط ؟ هل العهدان معا محرفان ؟؟؟ مستحيل لأن ذلك يقودنا إلى تحريف القرآن الكريم لأنه مطابق لهما في قصص الأنبياء بل إن العهدين يفصلان والقرآن يجمل ..فهل المحرف هو العقيدة والفقه !!! إذا كان ذلك صحيحا فموضوعنا لا يشمل هذا إذن. بل يشمل الجغرافيا وقصص الرسل والأنبياء والطغاة…
- 2 مصر بؤرة التلفيق واليمن بؤرة التحقيق
من خرافات اللاهوت اليهودي أن مصرايم التواراتية والقرآنية هي بلاد القبط egypto
يقول تعالى{ اهبطوا مصرا }
ولننظر لفهم مفسريا العُمد.
- الطبري:
" حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع , عن سعيد , عن قتادة: (اهبطوا مصرا)، أي مصرا من الأمصار، فإن لكم ما سألتم "
ثم يتابع ( حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: (اهبطوا مصرا)، قال: مصرا من الأمصار . و " مصر " لا تُجْرَى في الكلام. فقيل: أي مصر. فقال: الأرض المقدسة التي كتب الله لهم، وقرأ قول الله جل ثناؤه: ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ) فهل مصر الحالية ارض مقدسة !!!!
ثم يورد الطبري أثرا هاما بكون مصر هي بلاد الشام ( وهو غلط طبعا )

( قال أبوجعفر: والذي نقول به في ذلك أنه لا دلالة في كتاب الله على الصواب من هذين التأويلين , ولا خبر به عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقطع مجيئه العذر. وأهل التأويل متنازعون تأويله ، فأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال: (60) إن موسى سأل ربه أن يعطي قومه ما سألوه من نبات الأرض - على ما بينه الله جل وعز في كتابه - وهم في الأرض تائهون , فاستجاب الله لموسى دعاءه , وأمره أن يهبط بمن معه من قومه & 2-136 & قرارا من الأرض التي تنبت لهم ما سأل لهم من ذلك , إذ كان الذي سألوه لا تنبته إلا القرى والأمصار، وأنه قد أعطاهم ذلك إذ صاروا إليه. وجائز أن يكون ذلك القرار " مصر "، وجائز أن يكون " الشأم ) فليس هناك أي إجماع أن مصر القرآنية هي مصر الحالية egypte


يظن الناس سوقةً وعلماءَ مصر التوراتية والقرآنية 99.99 ‎%‎ أنها مصر الحالية دون أي دليل ولو ربع دليل.
بل الأكثر من هذا يظن هؤلاء أن سيناء المذكورة في العهد القديم والقرآن الكريم هي سيناء البحر الأحمر في حين أن المفسرين يرجعونها بشبه إجماع ودون دليل الى دمشق الشام…وهو خطأ أيضا.. فكيف تحولت سيناء الى البحر الأحمر
لننطر إلى المفسرين الكبار للقرآن الكريم، ونبدأ بالطبري:

: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾
اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: هو جبل موسى بن عمران صلوات الله وسلامه عليه ومسجده.
* ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة، عن قزعة، قال: قلت لابن عمر: إني أريد أن آتي بيت المقدس ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ فقال: لا تأت طور سينين، ما تريدون أن تدعوا أثر نبيّ إلا وطئتموه. قال قتادة ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ : مسجد موسى ﷺ.
⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا روح، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله.
﴿طُورِ سِينِينَ﴾ قال: جبل موسى.
⁕ قال: ثنا عوف، عن يزيد أبي عبد الله، عن كعب، في قوله: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ قال: جبل موسى ﷺ.
⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ قال: هو الطُّور.
⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ قال: مسجد الطور.
وقال آخرون: الطور: هو كلّ جبل يُنْبِتُ.
* * *
وقوله ﴿سِينِينَ﴾
: حسن.
* ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: ثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: ثنا عمارة، عن عكرِمة، في قوله: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ قال: هو الحسن، وهي لغة الحبشة، يقولون للشيء الحسن: سِينا سِينا.
⁕ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، قال: سُئل عكرِمة، عن قوله ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ قال: طُور: جبل، وسِينين: حَسَنٌ بالحبشية.
⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الصباح بن محارب، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: صليت خلف عمر بن الخطاب رضى الله عنه المغرب، فقرأ في أوّل ركعة ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ﴾ قال: هو جبل.
⁕ حدثني يعقوب، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت الحكم يحدّث، عن عكرِمة ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ قال: سواء علي نبات السهل والجبل.
⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ قال: الجبل.
⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ : جبل.
⁕ حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ الجبل.
⁕ حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن النضر، عن عكرِمة، قال: الطور: الجبل، والسينين: الحسن، كما ينبت في السهل، كذلك ينبت في الجبل.
⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الكلبيّ، أما ﴿طُورِ سِينِينَ﴾ فهو الجبل ذو الشجر.
وقال آخرون: هو الجبل، وقالوا: سينين: مبارك حسن.
* ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَطُورِ﴾ : الجبل و ﴿سِينِينَ﴾ قال: المبارك.
⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ قال: جبل مبارك بالشام.
⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ قال: جبل بالشام، مُبارك حسن.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: قول من قال: طور سينين: جبل معروف، لأن الطور هو الجبل ذو النبات، فإضافته إلى سينين تعريف له، ولو كان نعتا للطور، كما قال من قال معناه حسن أو مبارك، لكان الطور منّونا، وذلك أن الشيء لا يُضاف إلى نعته، لغير علة تدعو إلى ذلك "
هل هناك إشارة ولو تلميحا إلى مصر ! هناك اشارة الى اثيوبيا الحالية نعم …

ولنذهب الى قوله تعالى ( وشحرةً تخرج من طور سِيناء / سَيْناء )
يقول الطبري:

" حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ ) قال: هو جبل بالشام مبارك …" ثم يقول في قوله: ( طُورِ سَيْنَاءَ ) قال: هو جبل الطور الذي بالشام، جبل ببيت المقدس، قال: ممدود، هو بين مصر وبين أيلة"
وذهب أغلب المفسرين أن معنى الآية جبل مبارك بلغة النبط وقيل بلغة الحبشة.

أما القرطبي فيقول ( وطور سيناء من أرض الشام وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى - عليه السلام - ؛ قاله ابن عباس وغيره ، وقد تقدم في البقرة والأعراف )

يقول الرازي في مفاتيحه
( أمّا قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وطُورِ سِينِينَ﴾ فالمُرادُ مِن (الطُّورِ) الجَبَلُ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ تَعالى مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَيْهِ، واخْتَلَفُوا في ﴿سِينِينَ﴾ والأوْلى عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ أنْ يَكُونَ سِينِينَ وسِينا اسْمَيْنِ لِلْمَكانِ الَّذِي حَصَلَ فِيهِ الجَبَلُ أُضِيفا إلى ذَلِكَ المَكانِ، وأمّا المُفَسِّرُونَ فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ في رِوايَةِ عِكْرِمَةَ: (الطُّورُ) الجَبَلُ (وسِينِينَ) الحَسَنُ بِلُغَةِ الحَبَشَةِ، وقالَ مُجاهِدٌ: ﴿سِينِينَ﴾ المُبارَكُ، وقالَ الكَلْبِيُّ: هو الجَبَلُ المُشَجَّرُ ذُو الشَّجَرِ، وقالَ مُقاتِلٌ: كُلُّ جَبَلٍ فِيهِ شَجَرٌ مُثْمِرٌ فَهو سِينِينَ وسِينا بِلُغَةِ النَّبَطِ قالَ الواحِدِيُّ: والأوْلى أنْ يَكُونَ سِينِينَ اسْمًا لِلْمَكانِ الَّذِي بِهِ الجَبَلُ، ثُمَّ لِذَلِكَ سُمِّيَ سِينِينَ أوْ سِينا لِحُسْنِهِ أوْ لِكَوْنِهِ مُبارَكًا، ولا يَجُوزُ أنْ يَكُونَ سِينِينَ نَعْتًا لِلطُّورِ لِإضافَتِهِ إلَيْهِ )
أما ابن عطية فيقول ( وقال محمد بن كعب القرظي : التين مسجد أصحاب الكهف، والزيتون مسجد إيلياء، وأما طور سينين فلم يختلف أنه جبل بالشام كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام. واختلف في معنى "سينين"، فقال عكرمة ، ومجاهد : معناه: حسن مبارك، وقيل: معناه: ذو الشجر. وقرأ الجمهور: "سينين" وقرأ ابن أبي إسحاق ، وأبو رجاء : "سينين" بفتح السين، وهى لغة بكر وتميم، وقرأ عمر بن الخطاب ، وطلحة ، والحسن وابن مسعود : "سينا" بسين مكسورة وألف، وقرأ أيضا عمر رضي الله عنه بفتحها. )
هل هناك واحد من مفسرينا العظام متأخرهم ومتقدمهم قال إن سيناء هي صحراء سيناء الحالية !! ولا أحد …فكيف يؤمن الغالبية اليوم أن سيناء القرآنية هي سيناء الحالية !!! متى تم هذا التلفيق والتحول ؟
* فرعون المشكلة العظمى :
كيف تلفقت الرواية بحيث جعلنا شيئا اسمه فرعون يعيش في مصر رغم أن ملوك مصر لديهم خمسة ألقاب ملكية ليس بينها مصطلح ( برعو - فرعون ) !!!
الأدهى من هذا هو أن القرآن الكريم لما ذكر مصطلح فرعون ذكره دون تعريف ولا جمع، ( الفرعون، فراعين ) ولم يتنبه مفسرو القرآن إلى خطورة ما كتبوه في فهمهم لقصة فرعون، فيكادون يجمعون أن اسمه ( الوليد بن مصعب بن ريان )
يقول الطبري ( وأما"فرعون موسى" الذي أخبر الله تعالى عن بني إسرائيل أنه نجاهم منه فإنه يقال: إن اسمه"الوليد بن مُصعب بن الريان"، وكذلك ذكر محمد بن إسحاق أنه بلغه عن اسمه.
888 - حدثنا بذلك محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: أن اسمه الوليد بن مُصعب بن الريان. )
اما ابن كثير ( وَيُقَالُ: كَانَ اسْمُ فِرْعَوْنَ الَّذِي كَانَ فِي زَمَنِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، الْوَلِيدُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَقِيلَ: مُصْعَبُ بْنُ الرَّيَّانِ، أَيًّا مَا كَانَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ )
اما القرطبي ( وإن اسم فرعون موسى قابوس في قول أهل الكتاب وقال وهب اسمه الوليد بن مصعب بن الريان ويكنى أبا مرة وهو من بني عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام )
( ققَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْباء، عَنْ عِكْرِمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، وَقَالَ: "أَتُدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ )
وفي الصحيحين ( وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَة، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيلد، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيد عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ )
والرازي يقول ( وضَرَبَ مَثَلًا آخَرَ في امْرَأةِ فِرْعَوْنَ آسِيَةَ بِنْتِ مُزاحِمٍ، وقِيلَ: هي عَمَّةُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ )
فيجمع المفسرون والأحاديث النبوية الشريفة على الاسم العربي لزوج فرعون، وهو: آسية بنت مزاحم ..

وهذه أسماء عربية محضة. بل شرحوا كلمة فرعون بالزعيم الصغير .. فكيف يكون فرعون عربيا ويعيش في بلاد القبط الهيروغليفية!! وكيف يتزوج من آسية !!
وصلنا إلى أن كلمات القرآن لا تعني ما نفهمه اليوم ( مصر - سيناء - طور - فرعون - امرأة فرعون…)
وتشكل قصة يوسف ( يوشف - خوسي، جوزيف ) عليه السلام إحراجا حقيقيا لدعاة مصرية الادعاءات التوراتية.
يتبع



#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعبل الخزاعي والهجاء.. إطلالة نقدية خفيفة
- علم البلاغة بوصفه علمَ كلام
- الرحْلات الحجازية الصوفية وبؤر التقديس: فاس والقاهرة والقدس ...
- يائيّاتُ الشعرِ العربي ( الحلقة الأولى )
- قصة قصيرة بعنوان ( كأس على الكونطوار)
- موجز: آليات انوجاد المعنى عند الإسلام السياسي
- الدين الإسلامي مضاد للدولة الدينية ! كيف ؟
- قصة قصيرة عن طالبة جامعية
- استراتيجية التفكيك في النقد العربي : كتاب (فتنة المتخيل) لمح ...
- قراءة وصفية في كتاب إيثار الحق على الخلق
- راهنيَّةُ أفهومِ الأندلسِ في الأنْطُولوجيا الجمعيَّةِ العربي ...
- مفهوما الأفهوم والمفهوم
- اللغة واللاتواصل عند التفكيكيين
- في نقض أغلوطة عدم وجود مخطوطات البخاري بخط يده
- عرض لكتاب: مابعد الاستشراق لفاضل الربيعي
- نظرات في كتاب محوري: شفاء السائل لتهذيب المسائل لابن خلدون
- في أصول النضال ..إهداءً لمجتمعاتنا المنفصمة نخبا وعواما
- الشعر بين تعالي الفلاسفة العرب المعاصرين واهتمام فلاسفة أورو ...
- في الميتودولوجيا بوصفها ميثولوجيا
- حواري مع الفيلسوف الأخلاقي طه عبد الرحمان


المزيد.....




- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض
- درون روسي -يصطاد- الدرونات الأوكرانية بالشباك (فيديو)
- صحيفة أمريكية تشيد بفاعلية درونات -لانسيت- الروسية
- الصين تستعد لحرب مع الولايات المتحدة
- كيف سيؤثر إمداد كييف بصواريخ ATACMS في مسار العملية العسكرية ...
- ماهي مشكلة الناتو الحقيقية؟
- هل تغرب الشمس ببطء عن القوة الأمريكية؟
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /30.04.2024/ ...
- كيف تواجه روسيا أزمة النقص المزمن في عدد السكان؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أيوب بن حكيم - تحريف مفهوم التحريف، التوراة والتاريخ: الترجمة السبعينية وأساطير العهد القديم