أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيوب بن حكيم - راهنيَّةُ أفهومِ الأندلسِ في الأنْطُولوجيا الجمعيَّةِ العربيَّة ..حلقةٌ أولى














المزيد.....

راهنيَّةُ أفهومِ الأندلسِ في الأنْطُولوجيا الجمعيَّةِ العربيَّة ..حلقةٌ أولى


أيوب بن حكيم

الحوار المتمدن-العدد: 5715 - 2017 / 12 / 1 - 02:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تشكل الأندلسُ في المتخيل الجمعي المسلم، بل وفي المتخيل الإنساني رديفا للتحضر البشري في أبهى صوره، وللتألق السياسي والسيادي في أقوى تمثلاته، والتأنق الإنساني والفلسفي والكلامي والعلمي في أجلى وجوداته، حتى إنها توسم بكونها " الفردوسَ المفقودَ"، فهل الأندلس منطقة جغرافية أم أنها منطقة متخيلة في اللاشعور الجمعي الإسلامي تحيل على أوج الحضارة الإسلامية التي غيرت مجرى التاريخ ؟ هل الأندلس بهذه الملائكية التي نتصورها دون أي جهد في التحقق من ذلك ؟ هل هناك مفاهيمُ مرتبَطة بالأندلس تحيل علينا بوصف فهومنا إضافات وجوديةً أكثر مما تحيل على الأندلس نفسها في كونها تاريخا وليس " لاتاريخا" ...هل نؤرخ للأندلس ؟ أم لقضايانا النفسية الجمعية الواقعة تحت نير التخلف والتراجع عن الإسهام في الحضارة الإنسانية الراهنة ؟؛ بمعنى هل الآخر يقدم نفسه من خلال فتوحاته المنهجية والعلمية والفكرية والتقانية، في حين نقدم له الأندلس بوصفها فتوحات من الماضي ننقلها للحاضر من جهة، ومن جهة ثانية نلمح له أن لولا الأندلس لما تقدم العلم والفكر والفلسفة والحضارة والعمران .....إلخ ؟ علامات تعجب واستفهام سيرسمها المتلقي وهو يتلقى هذه الأسئلة الخائنة لهُويتنا في نظره، نقول له: لا تحزن ...ولا تكتف بالمسلمات التي تهدمنا، فكل مسلمة انخلقتْ لكي تنهدم، لكي لا تبقى، بدليل أنها من صنع بشري محض؛ وما هو بشري يتطور، وتاريخ تطور العلوم تاريخ اكتشافِ الأخطاء .
تهدف هذه المقالة إلى فهمَ آليات هذا التألق والتأنق والتحضر، فلسنا نتبع الكرونولوجيا فقط، فإذا اتبعنا هذا العلم فإن تاريخ الأندلس قتل بحثا سواء في موسوعات كبيرة كما نرى مع العلامة عنان، أم في تخصصات معينة كما نرى مثلا مع تحقيقات لفن التاريخ والرِّحْلات أم علم التاريخ المتخصص في مرحلة معينة أم في مجالات حضارية مخصوصة ...أم حتى في أعمال إبداعية روائية ومسرحية وشعرية...إلخ وإنما نهدف أيضا إلى تفكيك آليات جمعية، وجعل الأندلس منفصلة عما كتِب عنها، فالأندلس في نهاية المطاف مفهوم، وما كتِب عنه شي آخر، إذ الحقيقة التاريخية في نهاية المطاف مجموعة من الأوراق المكتوبة قد تكون ثالمة بالتهوين أو مبالغة بالتهويل، أو مجحفة بالتنقيص، بل إن تاريخ الأندلس حينما أعيد إنتاجه بالتحقيق تارة، وبالدراسات والموسوعات تارة أخرى، أنتج لنا صراعات إثنيةً ودينية وهُوياتية تشكل انعكاسا أمينا للتشرذم المفهومي بين المسلمين من جهة، وتشكل ارتدادا مخلصا للصراع الثقافي بيننا وبين النتاج الآخر الخارج عن هُويتنا والذي يعمل على إبراز التاريخ بشكل مغاير لما ألفناه، ونعمل نحن في دراستنا هذه على عدم التصديق أو التكذيب، فالصدق والكذب مسألتان أخلاقيتان، وإنما نستوعيهما منهجيا، فمن يرى التراثَ الإسلامي تراثا ملائكيا لا ثلم فيه ولا نقص ولا مثلبة، فعليه بمصحة تهتم بالسلامة المفهومية، أو عليه ببماريستان يصلح أحواله الذهنية.
وخلاصة هذه المقدمة، أننا نعمل على إعادة تفكيك آليات إنتاج التأريخ عند مؤرخينا التراثيين المسلمين، فليس ما يقولونه وحيا منزلا، وإعادة تفتيت المنظومة الاستشراقية المنصفة منها والمجحفة، وتبيان علل إنصافها وإجحافها، مع المرور على الدراسات الحديثة والمعاصرة التي ناوشت مفهوم "الأندلس" سواء العلمية منها، أم التي نقلت الأندلس من حيز العلم إلى حيز الحلم، من حيز تأريخ التاريخ إلى حيز تطويع التاريخ، من حيز العمق الاستقرائي إلى حيز النكوص الاستنباطي، ومن الموضوعية النسبية إلى الشوفينية المطلقة، كما تتبع الدراسة المعاركَ الدونكيشوتية بين الحركات الفكرية الراهنة، التي عملت إلى إحياء الأندلس وتقسيمها إلى "أندلسات"، حسب الأوعية الفكرانية الحاضنة لهذه المشاريع شبه العلمية، فكأن وجود الأندلس وجودات كثيرة بوعي ظاهراتي يحيل على مفهوم " الوجود لغيره "، فالكثير ممن كتبوا كتبوا بخلفيات شوفينية بكوا من خلالها على الأطلال، أو سحبوا مفهوم القومية العربية على الأندلس، فرد عليهم كتاب ينتمون إلى إثنيات أخرى عملت على مسخ مفهوم العروبة في الأندلس، وجعلها منطقة لاعربية، وسيأتي بيان هذه الدعاوى وجمعها وتحليلها وتفكيكها وتقويضها لإعادة بنائها، فالأندلس منزل آيل للسقوط، ولابد من هدمه حتى لا يتضرر المارة والجيران، ومن ثمة إعادة ترسيخ الأساسات، وانصعاد الجدران عليها، ولن يتم ذلك إلا بعلم الهندسة الذي نسميه في حالتنا هذه "الميتودولوجيا"، دون عاطفة أو انحياز للوهم الذي يساهم في غرق " سفينة البيزنطيين "، القطيعة الإبستيمولوجية هاهنا هامة، ونعني بها ما تعني عند أصحابها : قراءة التراث بموضوعية غير عاطفية، وجعل التراث موضوعا لا ذاتا
ومن خلال المفاهيم الكبرى والاستشكالات العظمى المنضوية في مفهوم الأندلس، سنعمل على الأرخنة، متوسلين بالنصوص، والنصوص المضادة، أي أن تأريخ الأندلس عندنا سيكون ضمن إطار منهجي واع : نؤرخ ونحن نفكك، نؤرخ ونحن نستقري، نؤرخ ونحن نوازن؛ أي أننا نؤرخ ليس لغاية التأريخ، فذاك عبث، وكان في وقت من الأوقات ضرورة وإنما نؤرخ لغاية تفكيك التأريخ، بنسف الإحالة، واستدعاء الغياب، وتغييب الحضور بعد تفتيته.
يتبع.



#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوما الأفهوم والمفهوم
- اللغة واللاتواصل عند التفكيكيين
- في نقض أغلوطة عدم وجود مخطوطات البخاري بخط يده
- عرض لكتاب: مابعد الاستشراق لفاضل الربيعي
- نظرات في كتاب محوري: شفاء السائل لتهذيب المسائل لابن خلدون
- في أصول النضال ..إهداءً لمجتمعاتنا المنفصمة نخبا وعواما
- الشعر بين تعالي الفلاسفة العرب المعاصرين واهتمام فلاسفة أورو ...
- في الميتودولوجيا بوصفها ميثولوجيا
- حواري مع الفيلسوف الأخلاقي طه عبد الرحمان
- 2 / نظرية المؤامرة أم مؤامرة -نظرية المؤامرة- / نَمَوْذَجٌ م ...
- نظرية المؤامرة أم مؤامرة -نظرية المؤامرة- / نَمَوْذَجٌ مستو ...
- [ الهندسة التفكيكية ؛ ثورة الإنساني على الأوقليدي و الوظيفي ...
- اللغة بين مارتن هيدجر و إيمانويل لفيناس
- [ حوار بين عاشقين بعناوين الأغاني الكلاسية ]
- روح المؤخرة
- الصعلكة ، الحلقة الأخيرة / قراءة نقدية في أهم الدراسات التي ...
- 3 الحلقة الثالثة / الصّعلكة ؛ قراءة ٌ نقدية ٌ في أهمِ الدّر ...
- الصّعلكة ؛ قراءة ٌ نقدية ٌ لأهمِّ الدّراساتِ التي عُنيتْ بصي ...
- الصَّعلكة ؛ قراءَةٌ نقدية ٌ لأهمّ الدراساتِ التي عُنيت بصيرو ...
- الحََقْدُونِي


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيوب بن حكيم - راهنيَّةُ أفهومِ الأندلسِ في الأنْطُولوجيا الجمعيَّةِ العربيَّة ..حلقةٌ أولى