إصلاح وتطوير الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي خطوة للنهوض في القطاع الزراعي بالعراق

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

الحوار المتمدن-العدد: 7639 - 2023 / 6 / 11 - 20:47
المحور: الصناعة والزراعة
    

في تاريخ العراق كانت أعمال الإرشاد الزراعي ضمن أول دائرة زراعية أسست عام 1917 غير إن الكيان الفعلي للإرشاد الزراعي طبقا للمفاهيم الفنية والمهام الوظيفية ظهر في عام 1936 حيث تشكلت شعبة لهذا الغرض ضمن الدائرة الزراعية حينذاك، وفي أواخر عام 1939 تم تشكيل مديرية الزراعة العامة، ومع تطور مفهوم أهمية الإرشاد الزراعي ارتقى هذا النشاط في عام 1946 إلى مستوى قسم يتبع لمديرية الزراعة العامة .
واستمر هذا الحال حتى عام 1952 حيث تشكل قسم الإرشاد والوقاية النباتية ضمن مديرية البحوث والإرشاد الزراعي العامة، ومع توسع العمل الإرشادي نتيجة الانفتاح على العمل الزراعي وضرورة توعية الفلاحين بإدخال أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية والعناية بالثروة الحيوانية للمساهمة في خلق زراعة متطورة .
استحدثت مديرية الإرشاد الزراعي العامة عام 1968 وكان من ضمن أهدافها تطوير معارف ومهارات كافة أفراد العائلة الفلاحية وتشجيعهم على اعتماد الأساليب العلمية بالعمل الزراعي بما يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين نوعيته باستخدام الطرق العلمية والبرامج الإرشادية والتطويرية للمزارعين والعاملين في القطاع الزراعي بالإضافة إلى نقل التقانات الحديثة من محطات البحوث إلى مستوى التطبيق الحقلي لدى المزارع والفلاح. وفي عام 1978 دمجت مع المؤسسة العامة للثقافة الفلاحية في دائرة واحدة سميت ( المؤسسة العامة للتثقيف والإرشاد الفلاحي).
وفي عام 1979 تحولت المؤسسة إلى هيئة عامة تسمى الهيئة العامة للتثقيف والإرشاد الفلاحي التي دمجت الهيئة مع الهيئة العامة للتدريب في عام 1982 ليصبح اسمها الهيئة العامة للتدريب والإرشاد الزراعي .
استحدثت الهيئة العامة للخدمات الزراعية 1990 لتقوم بنشاطات البستنة والغابات ووقاية المزروعات وأعمال الهيئة العامة للتعاون والتدريب والإرشاد الزراعي وبذلك تحول مستوى العمل الإرشادي إلى قسم ضمن هذه الهيئة. وفي حزيران عام 1993 استحدثت الهيئة العامة للإرشاد والتعاون الزراعي بموجب قانون وزارة الزراعة ذي الرقم (7) لسنة 1993 من اجل تطوير معارف ومهارات الفلاحين والمزارعين وتشجيعهم على اعتماد الأساليب العلمية المعتمدة على النتائج البحثية بالعمل الزراعي بما يسهم في زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته باستخدام الطرق العلمية والبرامج الإرشادية والتطويرية للمزارعين والعاملين في القطاع الزراعي بالإضافة لتنمية وتطوير الواقع الزراعي في العراق من خلال الأقسام والشعب الفنية والمراكز والمزارع الإرشادية التدريبية .

تمارس الهيئة العامة للإرشاد والتعاون الزراعي نشاطاتها وفعالياتها وواجباتها من خلال تنفيذ المهام والواجبات التالية:
1. إعداد البرامج الزراعية المختلفة ونشرها من خلال وسائل الاتصال الجماهيري المرئية والمسموعة لتوعية وإرشاد الفلاحين والمزارعين وبقية القوى العاملة في الزراعة سواء كانت بطرق مباشرة أو غير مباشرة وحثهم على اعتماد الأساليب العلمية في ممارسة العمل الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.
2. إعداد وطبع وتوزيع المطبوعات الإرشادية بأنواعها المختلفة (النشرة الإرشادية، البوستر الإرشادي والفولدر والمنشور الإرشادي) وبما يتناسب والقدرات والإمكانيات التعليمية والاستيعابية للعاملين في القطاع الزراعي بشرائحهم المختلفة بالإضافة إلى ما ينشر من معلومات زراعية في الصحف والمجلات المحلية من معلومات زراعية لتحقيق اكبر استفادة ممكنة من العلوم الزراعية ولشريحة واسعة من المواطنين المهتمين بالزراعة.
3. إقامة المعارض والمهرجانات الزراعية والندوات الإرشادية التخصصية في كافة الأنشطة الزراعية لتبادل الخبرات والمعارف والتجارب بين الفلاحين من مناطق مختلفة والمتخصصين والباحثين من الجهات الزراعية الميدانية والتطبيقية في عموم المحافظات.
4.اعتماد برامج الحقول الزراعية للفلاحين والمستفيدين وكذلك ضمن مزارع إرشادية متخصصة كوسيلة للإرشاد الزراعي الميداني وبما يساهم في نقل وتطبيق التقنيات الزراعية الحديثة.
5. تنفيذ الدورات التدريبية الزراعية للفلاحين والمزارعين والعاملين في الزراعة في مختلف المواضيع الزراعية الفنية بموجب خطط تعد وتنفذ في المراكز التدريبية التابعة للهيئة .
6. تعزيز وتطوير العلاقة مع مراكز البحوث الزراعية والجامعات والكليات الزراعية ورفد الإرشاد الزراعي بنتائج البحوث التي من شأنها معالجة المشاكل ذات الأولوية والإستراتيجية للعمل الزراعي والمساهمة في تطبيق ونشر نتائج البحوث الزراعية وإيصالها إلى المزارعين والمستفيدين وتوعيتهم.
7. تنمية الروح التعاونية الزراعية بما يخدم تطوير العملية الزراعية .
8. إقامة أيام للحقل في حقول فلاحين أو مزارعين والمراكز البحثية لزراعات ثبت نجاحها وتحقيقها لنتائج متميزة في الإنتاج لمحاصيل زراعية مختلفة لغرض التوعية والإرشاد للمزارعين والفلاحين الآخرين.
9. التوصية لتنمية الموارد البشرية والمادية في الريف وتطوير اقتصاديات الفلاحين والمزارعين لاستثمارها في مشاريع إنتاجية صغيرة وتطوير العمل مع المرأة والفتاة الريفية والنشئ والشباب الريفي.
الأ ان المتتبع لأداء الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي بعد عام 2003 يجد انها تعاني من المشكلات التالية:
• عدم وجود نظام داخلي للمراكز الأرشادية في المحافظات يتم بموجبه تحديد الصلاحيات والمسؤوليات والواجبات
• تباين كميات الأنتاج في الحقول الأيضاحية ومشاريع دعم المزارعين في المحافظات فمعظم الحقول كان انتاجها متدنيا بالمقارنة مع الآنتاج القياسي الذي حدد مابين 2-3 طن / للدونم الواحد بسبب ارتفاع نسبة التلف التي تراوحت مابين 5%-10% بسبب استخدام تقاوى تالفة او مريضة، ضعف المتابعة من قبل قسم الأرشاد الزراعي , عدم الدقة في اختيار الحقول الأيضاحية وعدم دعم المزارعين، وجود الأدغال، عدم وجود الحصة المائية، قلة الكادر المنسب للحقل، تعرض البذور للحفر من قبل الطيور، التعرض الى الأمطار الكثيفة التي تؤدي الى اتلاف جزء من الحقل، عدم الالتزام بمواعيد الزراعة.
• عدم التقيد بالشروط المحددة لأختيار المراكز والمزارع الأرشادية من حيث توفر مصادر المياه والطاقة، وملائمة طبيعة التربة لأنشاء واجراء الفحوصات، واعداد التصاميم والمخططات وجداول الكميات، ووجود النزاعات العشائرية، الأمر الذي ادى الى تحمل الهيئة تكاليف اضافية
• تم استخدام عدد من المزارع الأرشادية كحقول لتسمين العجول وتربية فروج اللحم وتربية الأسماك كون ان المزارع الأرشادية تفتقر الى مستلزمات النجاح بسبب ملوحة التربة والبزل وعدم توفر مصادر المياه.
• عدم تنفيذ عدد من المراكز والمزارع الأرشادية من قبل المقاولين لأسباب عديدة منها الوضع الأمني، الأسس المصممة والمنفذة لاتتلائم وطبيعة التربة، وتغير الموقع.
• عدم وجود منفذ لتصريف مياه البزل الخاص بالمزرعة او المركز الأرشادي مما ادى الى ملوحة التربة وجعلها غير صالحة.
• تعرض عدد من المراكز والمزارع الأرشادية الى اعمال تفجير بعد اكمال تنفيذها
• استغلال المزارع الأرشادية من قبل الجهات العسكرية بعد انجازها.
• عدم تبني الفلاحين للتقنيات الحديثة وضعف رغبتهم للعمل بها.
• توقف الهيئة عن انجاز المتبقي من البرك كون المواصفات غير ملائمة لنشر تقنيات الري بالرش بسبب ان الاحواض مخالفة للمواصفات القياسية وعدم ملائمة هذه التقنية لظروف البلد الجوية
• استلام الهيئة للمفاقس من المقاولين بمواصفات مغايرة لما هو منصوص عليه في عقد التجهيز وعدم اجراء الفحص والتشغيل التجريبي لضمان سلامة اداء عمل المفاقس.

اهداف الدراسة:
تتحدد اهداف الدراسة بما يلي:
1- التعرف على جوانب واوجه صور الأنحراف الأداري والمالي والفني في الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي/ وزارة الزراعة.
2- تحديد حجم الخسائر المالية الناجمة عن ضعف الاداء في الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي/ وزارة الزراعة.
3- وضع المقترحات للأصلاح والتطوير.
حدود الدراسة:
عثرت الباحثة على (5) تقارير صادرة عن ديوان الرقابة المالية خلال السنوات من 2006-2014 والتي تم فيها تقييم اداء الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي/ وزارة الزراعة ودرست الباحثة التقارير من اجل تحديد جوانب الضعف والخلل في الأداء.
المنهجية المتبعة:
اجرت الباحثة عملية تحليل المحتوى للتقارير السنوية الصادرة عن ديوان الرقابة المالية فيما يتعلق بالهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي/ وزارة الزراعة للسنوات 2006، 2007، 2010، 2011، 2014 وتم تبويب اوجه الخلل وفق ثلاثة محاور وهي:
1- الأنحراف الأداري والمالي والفني في الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي/ وزارة الزراعة.
2- حجم الخسائر المالية المترتبة على سوء ألأداء
3- المقترحات للأصلاح والتطوير

النتائج:
اولا: الأنحراف في أداء الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي
اولا: الأنحراف الأداري:
1- عدم وجود نظام داخلي للمراكز الأرشادية في المحافظات يتم بموجبه تحديد الصلاحيات والمسؤوليات والواجبات وعدم القيام بدراسة وتحديث الهيكل التنظيمي بما يتلاءم مع نشاط المراكز .
2- عدم وجود خطة واضحة لتدريب الموظفين.
3- عدم الدقة في وضع الخطط السنوية بخصوص الأنشطة ألأرشادية والتدريبية في عموم المحافظة بما يتلاءم مع متطلبات النشاط وطاقات وقدرات المركز المتاحة.
4- قلة اعداد الأنشطة الأرشادية المقامة على البيت متعدد الفضاءات.
ثانيا: الأنحراف الفني:
1- انخفاض انتاجية الدونم الواحد لمواقع منها ( الشنافية، المهناوية، الصلاحية) عن المستوى ألأنتاج القياسي بأستخدام طريقة sri في زراعة محصول الرز بواسطة ألأطباق في موقع غماس .
2- المركز الأرشادي التدريبي في البصرة : عدم استغلال كافة مساحات مزارع البرجسية وكوت الزين البالغة ( 10، 12) دونم لكل منها على التوالي حيث بلغت المساحة المستغلة ( 3 دونم ، 1000 متر) على التوالي، مما يتطلب استغلال كامل المساحات الزراعية واستخدام التقنيات الحديثة التي من شأنها زيادة الوعي الفلاحي والأستخدام الأمثل للأراضي الحديثة.
3- اقتصر عمل المعمل الريادي المختص بصناعة الألبان طاقته الأنتاجية ( 0,5 طن/ ساعة) والذي تم استلامه من منظمة ( يونيدوا) سنة 2001 على اقامة دورة فلاحية واحدة بعنوان التقنيات الحديثة المستخدمة في صناعة الألبان دون القيام بتشغيل المعمل بكامل طاقته كونه يقع ضمن المنطقة التي يكثر فيها انتاج الحليب مما يتطلب اتخاذ ألأجراءات اللازمة لتشغيل المعمل وتطوير كفاءة انتاج المربين وألأستفادة من طاقته الأنتاجية في انتاج الألبان ومشتقاتها.
4- عدم تهيئة الحقول الأيضاحية المخصصة لتنفيذ عدد من المحاصيل الحقلية من قبل الهيئة العامة للارشاد والتعاون الزراعي كونها تفتقر الى بعض المستلزمات مما جعل حالة تلك الحقول غير جيدة وذات نسب انبات متدنية.
5- نفذت الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي عدد من الحقول ألأيضاحية خلال عامي ( 2006-2007) ظهرت نتائجها فاشلة بسبب عدم الألتزام بمواعيد الزراعة.
ثالثا: الأنحراف المالي:
1- لم تقم الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي بالصرف من المبالغ المرصدة لها لدعم المزارعين والبالغة رصيده ( 4534) مليون دينار في 1/1/2011 والمثبت في حساب ( حسابات دائنة متنوعة) للموازنة الجارية ولم تقم الهيئة بالصرف منه او اعادته الى وزارة الزراعة لغرض تسديده الى وزارة المالية مما يتطلب الأستفادة من المبالغ المرصدة للأغراض المخصصة لها وعدم تدويرها للسنة اللاحقة.
2- استلمت الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي مبلغ ( 850) مليون دينار من وزارة الزراعة في 15/9/2010 والمثبت على حساب / حسابات دائنة متنوعة للخطة ألأستثمارية لسنة 2010 لغرض تنفيذ مشروع الطاقة النظيفة حيث صرف منه مبلغ (2) مليون دينار عن مصاريف اعلان في الصحف الرسمية علما ان الهيئة لم تنفذ المشروع ولغاية اعداد التقرير الرقابي وذلك لوجود اجراءات بين وزارة الزراعة والهيئة لم يتم تصفيتها وطلب الديوان الاستفادة من المبلغ المخصص في تنفيذ مشروع الطاقة النظيفة.
3- تم تخصيص مبلغ ( 35600) مليون دينار سنة 2008 للهيئة العامة لوقاية المزروعات لشراء (7) طائرة هليوكوبتر عن طريق الشركة العامة للتجهيزات الزراعية وتم تسديد مبالغ مجموعها ( 24048) مليون دينار خلال السنوات ( 2008، 2010، 2011) ولم يتم استلام سوى ( 2) طائرة خلال سنة 2011 مما يتطلب متابعة الشركة للأسراع بذلك.
4- خلافا لتعليمات تنفيذ الموازنة الفيدرالية لعام 2008 وكتاب المفتش العام للوزارة لم تقم بعض دوائر وزارة الزراعة باعادة المبلغ المتبقي من المبلغ المخصص لدعم المزارعين الى الوزارة في نهاية السنة مثل: الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي المبلغ ( 1713) مليون دينار.
5- قامت الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي بصرف مبلغ ( 997) مليون دينار لشراء (46) سيارة باص نوع فوتون من الشركة العامة لتجارة السيارات خلال عام 2006 من تخصيصات الدعم وان هذا التصرف خلافا لما جاء بكتاب مجلس الوزراء لسنة 2005 والذي حدد الشراء بالسيارات الحقلية حصرا وكما قامت بالصرف من تخصيصات نفقات دعم المزارعين لعام 2006 مبلغ (41) مليون دينار لغير الأغراض المخصصة ( اجور المتعاقدين وحارس ومخصصات سفر وايفاد وشراء اسلحة).
6- عدم قيام الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي بتنزيل ارصدة الدعم غير المصروفة لعامي ( 2005،2006) وهي :
* سنة 2005 ، مبلغ الدعم المستلم خلال السنة ( 5000) مليون دينار، والمبلغ المصروف ( 967) مليون دينار والمتبقي ( 4033) مليون دينار.
*سنة 2006 ، مبلغ الدعم المستلم خلال السنة ( 2415) مليون دينار، والمبلغ المصروف ( 1055) مليون دينار والمتبقي ( 1360) مليون دينار.
7- قيام الهيئة باستغلال ارصدة الدعم غير المصروفة للسنوات السابقة لشراء المستلزمات الزراعية لدعم المزارعين خارج الخطة الموضوعة من قبلها لسنة 2007 ودون استحصال الموافقات الأصولية من وزارة الزراعة لأقامة هذه المشاريع وفيما يلي اسماء المشاريع والمبالغ المصروفة:
* اسم المشروع : مستلزمات الأنفاق البلاستيكية ، المبلغ المصروف ( 597) مليون دينار سنة 2007.
* اسم المشروع : زراعة البصل ، المبلغ المصروف ( 353) مليون دينار سنة 2007.
* اسم المشروع : البيوت البلاستيكية ، المبلغ المصروف ( 2075) مليون دينار سنة 2007.
رابعا: الأنحراف في العقود:
1- تدني في نسب التنفيذ المادي لمشروعي أبنية المراكز والمزارع الأرشادية ومشروع تطوير الزراعة المحمية للهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي مقارنة بنسب التنفيذ المالي حيث بلغت نسبة التنفيذ المادي 31%-40% على التوالي ونسبة التنفيذ المالي 50%-98% على التوالي ولم تبين الهيئة اسباب تلك الفروقات.
2- استلمت الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي مبلغ ( 2287) مليون دينار خلال سنة 2008 لأنشاء مشروع مدارس ( ديولا الأرشادية الآلمانية) صرف منه مبلغ (105) مليون دينار في نفس السنة لغرض وضع الخرائط وفحص التربة للمشروع ، وتم تأجيل تنفيذ المشروع من قبل وزارة الزراعة سنة 2008 لغرض التعمق في الدراسة العلمية والعملية وايجاد الصيغ القانونية للتنفيذ الأ انه لم يتم المباشرة بتنفيذ المشروع لغاية كتابة التقرير الرقابي وتم تدوير المبلغ المتبقي من المبلغ المستلم للمشروع والبالغ ( 2182) مليون دينار على تخصيصات الموازنة الأستثمارية لسنة 2009 دون تقديم مايؤيد موافقة وزارة المالية على ذلك.
3- تعاقدت الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي وشركة اريدو للمقاولات العامة لأنشاء بناية المركز الأرشادي في ذي قار وبمبلغ (318) مليون دينار وتبين مايلي:
* وجود خلل في الأعمال المنفذة الأمر الذي دعا الهيئة الى التعاقد مع مكتب ألأستشارات الهندسية لفحص التربة والتي اسفرت نتائجه بأن الأسس وألأعمال المنفذة لتنسجم وطبيعة التربة.
* قامت الهيئة ثانية بالتعاقد مع المكتب المذكور لأجراء تدقيق التصاميم الأنشائية للبناية من اسس وسقوف وجسور واعمدة وتثبيت ملاحظاتها واجراء المعالجات اللازمة حيث كانت النتائج بأن تحريات التربة غير ملائمة لأنشاء البناية ويتطلب اعداد مخططات تصميمية جديدة مما يؤشر صرف هذا المبلغ بدون وجه حق كون اختيار الموقع لم يكن ملائما كما لم يعزز بالفحوصات اللازمة لأنشاء البناية وقبل البدء بالتنفيذ.

ثانيا: حجم الخسائر المالية المترتبة على سوء ألأداء
ان سوء الأدارة والتخطيط والمتابعة وضعف الخبرة والتخصص والتجاوز على الصلاحيات الأدارية والمالية ، ادت الى خسارة الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي على مدى السنوات المذكورة الماضية مبالغ كبيرة وهو يعد هدرا للمال العام وكما مبينة في الجدول ادناه.
كما ان عدم محاسبة اللجنة الزراعية في البرلمان، ومكتب المفتش العام في وزارة الزراعة للموظفين الفاسدين وتغاضيها عنهم يعد انتهاكا لحقوق الشعب العراق وللدستور العراقي .
خسائر الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي
الخسائر بالمليون دينار 56 مليار و780 مليون دينار
ثالثا: المقترحات للأصلاح والتطوير:
1- العمل على وضع إستراتيجية وطنية لمراكز الإرشاد الزراعي والاستفادة من خبرات منظمة الأغذية والزراعة الدولية والبنك الدولي في هذا المجال.
2- بناء قدرات العاملين في مراكز الأرشاد الزراعي من خلال تنفيذ الورش التدريبية للمرشدين الزراعيين من اجل تطوير المعلومات والمعارف والمهارات الأساسية لممارسة الأنشطة الأرشادية وتقديمها للمزارعين والمنتجين.
3- اجراء الدراسات المسحية حول احتياجات المزارعين والمنتجين الزراعين من الدورات التدريبية اللازمة في مجال الخدمات الارشادية الزراعية لتحسين الممارسات الإنتاجية والنهوض بالمحاصيل والأنشطة الزراعية المختلفة والمحافظة على الموارد الطبيعية واستدامتها.
4- بناء قاعدة معلومات حول المراكز الإرشادية والمزارع الإرشادية واحتياجاتها وإعداد العاملين فيها، والمستلزمات التي بحاجة اليها، وانتاجها السنوي، وعدد الدورات المطلوب تنفيذها وغير ذلك.
5- ضرورة تعيين الموظفين الكفوئين والمؤهلين في الإرشاد الزراعي مع تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم من اجل النهوض بالواقع الزراعي الإنتاجي في الأرياف.
6- التخطيط لأنشاء مراكز ارشادية زراعية في الأقضية والنواحي لتقديم أفضل الخدمات وحل المشاكل الفنية التي تواجه المزارعين والمنتجين الزراعيين.
7- تأسيس وحدات لضمان الجودة في مديريات الزراعة في المحافظات كافة من اجل وضع الخطط والبرامج واجراء عمليات المراقبة والتقويم لما يتم تنفيذه من قبل المراكز والمزارع الزراعية.
8- ضرورة التنسيق مع كليات الزراعة والطب البيطري في الجامعات العراقية في اجراء البحوث والدراسات المتخصصة مع تقديم الدعم المادي والمعنوي للباحثين والأستفادة من خبراتهم وتجاربهم في حقل الأختصاص.
9- الاهتمام بتوفير وتقديم الخدمات الإرشادية التي يحتاجها المزارعون ومنها الخدمات البيطرية، وخدمات تشخيص وعلاج الأمراض والآفات النباتية، والاستشارات الفنية والمعلومات، بالإضافة إلى خدمات توفير مستلزمات الإنتاج الضرورية من بذور وتقاوي محسنة وأسمدة ومبيدات وغير ذلك.
10- ضرورة اجراء التغيير على مناهج الأرشاد الزراعي في كليات الزراعة في ضوء المعايير الدولية .
11- ضرورة الأهتمام بالأرشاد المائي والحيواني من قبل المراكز الأرشادية فضلا عن الأرشاد الزراعي لما لها من اهمية لدى المزارعين.
12- الأستفادة من خبرات المنظمات والجمعيات الدولية المختصة في الزراعة ومنها الجمعية الدولية للتعليم والأرشاد الزراعي Association for international Agricultural and Extension Education AIAEE ، الجمعية الأمريكية للأرشاد الزراعي American society of Agricultural consultation ASAC ، الجمعية الاوروبية لقيادة التنمية الريفية European Leader Association for Rural Development ELARD ، جمعية الأرشاد الزراعي في اريزونا Arizona Agriculture Extension Association AAEA



13- ضرورة قيام لجنة الزراعة في مجلس النواب بدورها الرقابي في تدقيق ومراقبة الجوانب المالية والأدارية واوجه الفساد في الهيئة العامة للأرشاد والتعاون الزراعي واحالة الفاسدين الى القضاء.
14- ضرورة دراسة تقارير ديوان الرقابة المالية من قبل لجنة الزراعة في البرلمان من اجل وضع حد للفساد ومحاسبة الفاسدين واحالتهم الى القضاء واسترداد المال العام .
15- ضرورة قيام مكتب المفتش العام في وزارة الزراعة بدوره الرقابي في تدقيق ومراقبة الجوانب المالية والأدارية واوجه الفساد واحالة الفاسدين الى القضاء

#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات