أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - عين الشمس














المزيد.....

عين الشمس


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7636 - 2023 / 6 / 8 - 13:22
المحور: الادب والفن
    


ما من أغنية يمكن أن نهديها لإنسان نحبّه وهو متوجه لمشوار عمل أو لسفر بالسيارة أو القطار من أغنية «قولوا لعين الشمس ما تحماشي» للفنانة الرائعة شادية. ليس صوت شادية العذب وحده ما أضفى الجمال على هذه الأغنية، إنما أيضاً ألحان بليغ حمدي.

ولن يخطر على بال أغلبية الناس أن هذه الأغنية التي تتدفق العذوبة من ثنايا كلماتها وموسيقاها لم تكن في الأصل أغنية عاطفية، فكلماتها كتبت في مناسبة وطنية. ولذلك قصة جديرة بأن تحكى؛ ففي قرية دنشواي التابعة لمحافظة المنوفية في مصر وفي عام 1906، يوم كانت مصر محتلة من الإنجليز، أصاب عدد من جنود الاستعمار، قيل إنهم ستة، سيدة مصرية بالرصاص فأردوها قتيلة، فيما كانوا يُزجون أوقاتهم بصيد الحمام.

واحد من هؤلاء الجنود الستة أصيب في نهاية ذلك النهار بضربة شمس، أدت إلى وفاته، ولكي يتستر الإنجليز على جريمتهم بقتل المرأة المصرية، أحالوا عدداً من الرجال المصريين إلى محكمة شكّلوها للتحقيق في موت جنديهم، وعينوا على رأس هذه المحكمة أحد المتعاونين معهم، فحكم على أربعة من أولئك الرجال ظلماً بالإعدام، وعلى آخرين بالجلد، وعلى آخرين بالأشغال الشاقة المؤبدة، وكوفئ هذا الرجل «رئيس المحكمة» بتعيينه رئيساً للوزراء فيما بعد.

أثارت هذه المحاكمة غضباً شعبياً عارماً، من تجلياته أن شاباً مصرياً هو إبراهيم الورداني الذي درس الصيدلة في أوروبا، قرر، وبعد نحو أربع سنوات، الثأر لأولئك الرجال المحكومين ظلماً، وتعبيراً عن مقاومة الاحتلال، فأطلق الرصاص على رئيس المحكمة القاضي بطرس غالي الذي أصدر الأحكام، وأصبح رئيساً للحكومة، أودت بحياته، فحُكم على الورداني بالإعدام، فانتفض المصريون ضد الحكم، وخرجوا في تظاهرات في كل أنحاء مصر، وهم ينشدون: «قولوا لعين الشمس ما تحماشي/ لحسن غزال البر صابح ماشي».

بعد سنوات استلهم الشاعر مجدي نجيب هذا النشيد، وكتب الكلمات التالية: «قولوا لعين الشمس ما تحماشي/ لحسن حبيب القلب صابح ماشي/ يا حمام طير قبلوا قوام يا حمام/ ويا ناس لو غاب يا ناس/ خلوه يبعتلي كلام والآه بقولها وهو ما يدراشي/ ومن بعدو طعم الدنيا ما يحلاشي/ قولوا لعين الشمس ما تحماشي»، ليتولى بليغ حمدي تلحين الكلمات وتغنيها شادية.

كيف يجري الحديث عن هذه الأغنية دون الوقوف عند ملحنها، العبقري بليغ حمدي، الذي سيلحن لاحقاً كلمات أغنية لعفاف راضي، حملت بين ما حملت، معنى قريباً من معنى أغنية شادية، طالبة من الشمس أن تكون رحيمة على الحبيب: «هوا يا هوا، يا نسمة صيف رايحة تعدي على روحي وحبيبي/ خذلو يا هوا، منديل يحوش الشمس وحرّ الشمس عن حبيبي/ اللي مسافر دا حبيبي».



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يا سيد فوكاياما !
- دروب حمزاتوف الوعرة
- الرسائل الملهمة
- المرشد الأمين للبنات والبنين
- المطرودون من التاريخ
- نحو تعليم حرّ ومنفتح
- العودة إلى فؤاد زكريا
- غزو الروبوتات
- عبدالرحمن منيف في عيون مواطنيه
- الضدّان ترامب وبايدن
- سلمى الجيوسي
- الدولار ليس البداية ولا النهاية
- كتابان شقيقان
- زعيم استرالي يقصي تشارلز
- هل هي علامات صحوة أوروبيّة؟
- المعري ودانتي
- ما بعد المركزية الغربيّة
- هندي في لندن.. باكستاني في إدنيره
- لحظة أم حقبة؟
- ذاكرة النّخيل


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - عين الشمس