كتابان شقيقان

حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7585 - 2023 / 4 / 18 - 00:34
المحور: الادب والفن
    

هل يصحّ الحديث عن الكتب الشقيقة، أي تلك التي تجمعها علاقة كتلك التي بين الأشقاء من البشر، فنقول عن كتاب ما بأنه شقيق كتاب آخر، يشبهه؟

لا إجابة لدينا على هذا، ولكننا سنطلق هذه الصفة على كتابين يحملان العنوان نفسه، لقامتين نقديتيين وأكاديمتيين من مصر، والعنوان الجامع بين الكتابين «الشقيقين» هو: "الأدب وفنونه"، مع ملاحظة أنهما لم يصدرا في الوقت نفسه، وهذا لا ينال من كونهما شقيقين، فالأشقاء من البشر تفصل بينهم سنوات من العمر أيضاً، إلا إذا استثنينا منهم التوائم.

ومؤلفا الكتابين هما محمد مندور (1907 – 1965) وعز الدين إسماعيل ( 1929 - 2007) . الأول ناقد أدبي وأستاذ اللغة الذي مارس الصحافة والتدريس الجامعي، وتقول عنه النبذة المتاحة بأنه «عاش تاريخاً حافلاً بمعارك سياسية وفكرية»، التحق بكلية الحقوق عام 1925 ثم درس بكلية الآداب وحصل فيها على ليسانس الآداب عام 1929 وليسانس الحقوق عام 1930. أما عز الدين إسماعيل فكان أستاذاً في الجامعة، وتولى لفترة عمادة كلية آداب جامعة عين شمس، كما عيّن رئيساً للهيئة العامة للكتاب، وأميناً عاماً للمجلس الأعلى للثقافة، ثم رئيساً لأكاديمية الفنون، وأسس عدداً من الدوريات الثقافية والنقدية، بينها «فصول» و«إبداع» و«القاهرة» وغيرها.

لو ألقينا نظرة على فهرسي الكتابين سنلاحظ أوجه شبه كثيرة بين ما تناوله الرجلان في كتابيهما من موضوعات، حيث تكررت فيهما عناوين الشعر والفن المسرحي وفن النقد الأدبي وأدب المقالة.

أما أوجه الاختلاف فهي في تناول عز الدين إسماعيل للفن القصصي الذي لم يأت عليه مندور، رغم عقده مقارنة بين النثر والشعر، مشبهاً الأول ب«المشي نحو هدف معين»، فيما شبه الشعر والتصوير البياني ب«الرقص»، وأتى إسماعيل على ما وصفه بترجمة الحياة والمراد بها كتابة السيرة، مركزاّ على ما بات يعرف ب «السيرة الغيرية»، وكذلك وقف عند«الخاطرة»، فيما تناول مندور فن الخطابة الذي لم يتناوله إسماعيل.

حرص عز الدين إسماعيل على تضمين كتابه دراسات تطبيقية لنصوص مختارة من كل جنس أدبي تناوله، ففي الشعر تناول نصوصاً لشوقي وحافظ والعقاد وصلاح عبدالصبور، وفي فن القصة تناول قصة «أنا الشعب» لمحمد فريد أبو حديد، وفي المسرح تناول مسرحية «غروب الأندلس» لعزيز أباظة.
وجب القول إنه رغم أن مندور أكبر سناً، فإن إسماعيل سبقه في إصدار كتابه، الذي يعود لعام 1955، فيما كان محتوى كتاب مندور عبارة عن سلسلة محاضرات ألقاها على طلبته في عامي 1961 و 1962.

#حسن_مدن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل