أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - دروب حمزاتوف الوعرة














المزيد.....

دروب حمزاتوف الوعرة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7616 - 2023 / 5 / 19 - 16:28
المحور: الادب والفن
    


ذات يوم استلم الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف (1923 – 2003) رسالة من محرر مجلة. حين فتح الرسالة وجد أن مرسلها يطلب منه أن يشارك في ملف للمجلة عن بلده داغستان، عن العاملين البسطاء فيها: مآثرهم وآمالهم. «ليكن حديثك عن غد منطقتك الجبلية المشرق وعن تقاليدها الموغلة قروناً في القدم، وليكن أيضاً، وبشكل رئيسي، عن حاضرها الرائع. وقد قررنا أنك أفضل من يستطيع أن يكتب في هذا الموضوع النوع الذي ترتئيه: أقصوصة، مقالة، مقالة صحفية، مجموعات لمحات وصفية، حجم المادة المطلوبة 9 - 10 صفحات على الآلة الكاتبة، والمدة المتاحة لإنجاز ذلك بين 20 – 25 يوماً».

مستهجناً، يتساءل حمزاتوف: «هل قرر محرر المجلة كل شيء بالنيابة عني؟ هل قررت أنا أن أتحدث عن داغستاني في تسع صفحات وفي فترة عشرين يوماً؟»، وقرر أن يستبعد تلك الرسالة التي وصفها بالمهينة له، وما هي إلا أيام ويأتيه اتصال هاتفي من المحرر نفسه، بدأها بالقول: «مرحباً رسول!. هل استلمت رسالتنا؟»، فأجابه بنعم، مضيفاً أنه مشغول ولا وقت لديه للوفاء بما طلبه المحرر منه، فجاءه الرد الحازم من المحرر: «ماذا تقول يا رسول! لا مجال للاعتراض. عدد نسخ مجلتنا مليون تقريباً، وهي تُقرأ حتى خارج حدود بلادنا، وإن كنت مشغولاً بالفعل، سنرسل لك رجلاً ستزوده ببعض الأفكار والتفاصيل وهو يتكفل بالباقي، وستقرأ بعد ذلك ما يكون قد كتبه وتصححه ثم توقع. الشيء الرئيسي بالنسبة لنا اسمك».

لم تفلح تلك التوسلات في ثني حمزاتوف عن موقفه، لكنه وهو يشرح كيف نشأت فكرة كتابه المدهش «داغستان بلدي» في مقدمة تمهيدية للكتاب بعنوان: «كيف ولد هذا الكتاب؟ وأين كُتب»؟، قال في نهايتها التالي: «عزيزي محرر المجلة سألبي الطلب الذي تضمنته رسالتك. وسأبدأ عما قريب كتاباً عن داغستاني. لكن اعذرني فالوقت الذي حددته لي لا يكفيني. كثيرة جداً هي الدروب التي عليّ أن أمشيها، والدروب عندنا في الجبال ضيقة جداً ووعرة جداً».

التسع أو العشر صفحات التي طلبها المحرر، أصبحت عند حمزاتوف كتاباً زاد عدد صفحاته عن خمسمئة صفحة، وأعيدت طباعته عشرات المرات، وترجم إلى عدة لغات بينها العربية، فقرأه الملايين، وليس فقط المليون قارئ للجريدة. كتاب لا نملّ من العودة إليه، وكأننا نقرأه لأول مرة.

نعود إلى حمزاتوف اليوم لأن في إحدى مدن بلاده داغستان سيجتمع بعد يومين فنانون تشكيليون موهوبون من مختلف المدن، ليرسموا على جدران العمارات المتعددة الطوابق قصصاً مستوحاة من قصائده، إحياء للذكرى ال100 لميلاده.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسائل الملهمة
- المرشد الأمين للبنات والبنين
- المطرودون من التاريخ
- نحو تعليم حرّ ومنفتح
- العودة إلى فؤاد زكريا
- غزو الروبوتات
- عبدالرحمن منيف في عيون مواطنيه
- الضدّان ترامب وبايدن
- سلمى الجيوسي
- الدولار ليس البداية ولا النهاية
- كتابان شقيقان
- زعيم استرالي يقصي تشارلز
- هل هي علامات صحوة أوروبيّة؟
- المعري ودانتي
- ما بعد المركزية الغربيّة
- هندي في لندن.. باكستاني في إدنيره
- لحظة أم حقبة؟
- ذاكرة النّخيل
- بنفسج بيرم وبنفسج مظفر
- فرنسا إلى أين؟


المزيد.....




- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - دروب حمزاتوف الوعرة