نظم الكولونية الامبريالية مصدر ازمات الشعوب وفي الاشتراكية الخلاص

سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7634 - 2023 / 6 / 6 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يلقي فيجاي براشاد على الامبريالية مسئولية إفقار الشعوب، خاصة تلك التي خضعت لنظامي الكولنيالية والكولنيالية الجديدة الامبرياليين. يدير براشاد " تري كونتيننتال : مؤسسة الأبحاث الاجتماعية "، ومن خلال كتاباته يشكل الخطاب النقدي ويحفز تحليلات فكرية . الف براشاد كتبا عدة ذات نفوذ واسع ، تشكل حجر الأساس لثقافة إدراك القضايا التاريخية والمعاصرة، باطلاع عميق على القضايا العالمية. لم يوضح براشاد ما المقصود بالكولنيالية الجديدة ، ولكن مؤشرات حديثه تدل على ما نسميه الاستعمار الجديد، حيث استمرت التبعية الاقتصادية للامبريالية بعد نيل الاستقلال السياسي ، الذي استمراستقلالا صوريا . محمود أمين العالم تحدث عن الوعي الزائف الذي صدر عن مطابخ الامبريالية يضلل الشعوب ويطمس شرور الامبريالية وأةشطتها التخريبية. ومثله هشام شرابي تحدث عن التأثير المدمر لثقافة الامبريالية بما يفوق بكثير التسلط العسكري زمن الكولنيالية القديمة. فالاضطهاد الكولنيالي المباشر أبقى الوعي به وبما يكمن خلفه، انتظارا للتحرر الحتمي من السيطرة الامبريالية؛ بينما شهدت مرحلة الكولنيالية الجديدة تلاوين التضليل الإعلامي والثقافات اللاإنسانية، عطلت في الأفراد والجماعات تفكيرهم وإراداتهم. النظام الأبوي في نظر شرابي مصدر وهن ملازم نتعايش معه يتجدد مع الأجيال.
أماطت أعمال براشاد اللثام عن خيوط التشابك ما بين السلطة والثقافة والمقاومة، متيحا تبصرات قيّمة في تعقيدات عالمنا. يرى براشاد أن "أهم الدروس المستخلصة من النضال الشاق لأولئك الذين شكلوا تلك الحركات (التحررية) ، صبرهم بالعمل لتأسيس الطابع الجماهيري لحركاتهم، والتضحيات التي قدموها لتأسيس حركاتهم وضمان حريتنا. العمل الشاق، الصبر والتضحية : امور ثلاث علينا ان نتعلمها في أيامنا هذه".

حوار نشر محتواه في 26أيار 2023 اجراه مع فيجاي براشاد الصحفي السريلانكي، نيلانثا إيلانغامووا، عمل محررا للصحيفة اليومية سري لانكا غارديان، كما حرر المجلة نصف الشهرية " التعذيب : نظرة سري لانكية وعالمية"، يشارك في إصدارها المؤسسة الدانيماركية ضد التعذيب ومقرها كوبنهاغن .

فبما يلي مقتطفات من الحوار :

سؤال: بصفتك مؤرخا ومحللا سياسيا كيف ترى دور المهاجرين الهنود في تشكيل التصورات العالمية على الثقافة والنشاط السياسي بالهند؟
جواب:المهاجرون الهنود منوعون؛ يتراوحون ما بين اناس بدون نشاط سياسي ملتزمين باليمين المتطرف؛ مضى زمن كان المغتربون الهنود ملاذ اليسار؛ فقد تأسس اول حزب هندي يساري في (ولاية) كاليفورنياعام 1913، وسمي حزب ذا غادار. العديد ممن جذبهم الحزب توجهوا لاحقا الى الاتحاد السوفييتي كي يتعلموا كيف يصبحون شيوعيين، ومن هناك توجهوا للانضمام الى الحركة الشيوعية الهندية. تأسس الحزب الشيوعي الهندي في طشقند (الاتحاد السوفييتي )عام 1920؛معظم أعضائه من المهاجرين الهنود، نمط مختلف من المغتربين. غير ان طبيعة الهجرة تغيرت بعد الاستقلال، مع هجرة شرائح يسارية من الطبقة الوسطى لأسباب اقتصادية وعكست حياتهم السياسية رحلة شرائح الطبقة الوسطى الهندية داخل الهند. المغتربون من الطبقة الوسطى الهندية مكملون لنظرائهم داخل الهند.

الامبريالية أفقرت الشعوب

سؤال: ما الحافز الذي دفعك للدراسة والكتابة عن التشابك بين الامبريالية والرأسمالية والعولمة ، خاصة فيما يتعلق بالجنوب العالمي؟
جواب : ولدْتُ ونشأت في مدينة كولكاتا بالهند، الشهيرة بروائعها ولكنها مدينة بها قدر كبير من اللامساوة. اناس مثلي ولدوا ونالوا حظا من تعليم ووسائل اخرى كان الجانب المثير في حياتنا تلك الفجوة بين تجربتتا والدمار المطلق لفقر البشر المحيطين بنا. صدمتني اللامساواة الاجتماعية بقوة، وهي تواصل ضرباتها؛ ذلك ما اضطرني لتعلم لماذا يعاد إنتاج اللامساواة، والبحث عن أجوبة من الوقائع؛ من ثم اكتشفت ان مصدر تلك اللامساواة هو النظام البشع ، نظام الرأسمالية اللاهث خلف الأرباح، نظام استوعب السلالات المنحطة التي ولّدت الرأسمالية، مثل نظام الطوائف . لماذا عجزت الهند عن تخطي الطبقات المتحدرة عن القرون وبشاعة الرأمسالية؟ ليس السبب مجرد جشع البرجوازية الهندية وملاك الأراضي الهنود؛ بل كذلك بسبب السلطة الهائلة للتركيبة الكولنيالية الجديدة ، صنيعة القوى الكولنيالية السابقة . لا تستطيع تفهم الفقر في شوارع كولومبو، على سبيل المثال، بدون امتلاك إدراك تام للنظام الامبريالي.

سؤال: في أعمالك غالبا ما تُبرِز تأثير الامبربالية على البلدان والمناطق التي ابتليت بها . كيف تصف التأثيرات المستدامة للامبريالية على الهند وغيرها من الدول التي خضعت للكولنيالية؟
جواب: أولا من المهم ملاحظة ان الامبريالية البريطانية –التي حكمت الهند لعدة قرون –سرقت عشرات تريليونات الجنيهات من شعب الهند؛ بذل العديد من الاقتصاديين محاولات لإجراء حساب ل "نزف الثروات" هذا ؛ لم تجر إعادة استثمار الأرباح المتحصلة بالهند والثروات المتراكمة داخل الهند ، بل نقلت للخارج كي تستثمر بالمملكة المتحدة، ومن ثم حصل إفقار البلاد . وثانيا وكنتيجة لشح الاستثمارات – عدم استثمار الراسمال المتراكم بالهند- تدنت فرص العمالة ، بما في ذلك شح الاستثمارات بالزراعة ، ما تسبب في مجاعات كارثية في عهد (الملكة) فيكتوريا. وثالثا، قصرت دولة الهند الامبريالية في الاستثمار في التنمية الاجتماعية – وبالذات في التعليم والصحة - والذي ترك آثارا مريعة على ظروف حياة الناس. أثناء الحكم البريطاني أمكن إزالة الأمية لدى 13 بالمائة فقط من الهنود ( بينما كانت98 بالمائة آنذاك بالمملكة المتحدة). هذه الجوانب الثلاث- سرقة الراسمال الى المملكة المتحدة، تدني الاستثمار بالزراعة الهندية وشح الاستثمار الاجتماعي قد تركت تأثيرات كارثية طويلة المدى بالهند.

السلطة الأبوية إرث الكولنيالية

سؤال: يجادل بعض النقاد ان الحركات والإيديولوجيات المناهضة للامبريالية تعمل في الغالب على إضفاء صفة رومنسية او مثالية على قادة او أنظمة معينة، حتى وهم ربما متورطون بممارسات قمعية؛ كيف ترد على هذه الانتقادات ، وكيف يمكن للحركات المناهضة للامبريالية تجنب التورط في هذا الشرك ؟
جواب: لم تكن سهلة رحلة الخروج من تركيبة الكولنيالية الجديدة؛ فالناس في البلدان الفقيرة جدا ، بمؤسسات متخلفة ، يناضلون لتأسيس سيادتهم على بلاهم وضمان الكرامة لشعوبهم . إنهم يواجهون هجمات لا تتوقف، غالبا ما تدفع الدول المحاصرة الى الانغلاق .المشاكل الناجمة عن درب المشاريع المناهضة للكولنيالية هي تافهة مقارنة بالمشاكل التي نصبت بقصد الإفشال، أعني النظام الكولنيالي الجديد. يليق بقوى الكولنيالية القديمة ان تؤشر بالأصابع لتلك المشاكل الناشئة داخل دول ما بعد الكولنيالية، ولكنه أصعب عليهم قبول أدوارهم في خلق الظروف التي اتاحت إفشال الدول والسياسات القمعية.

سؤال : في كتابك " الأمم الأشد ظلاما "تركز على إنشاء حركة عدم الانحياز ومؤتمر باندونغ؛ كيف ترى تركة هاتين الحركتين ومدى ارتباطهما بالحاضر والمشهد الجيو سياسي؟
جواب: في هذه الأيام يختلف كثيرا عن سياق تلك الحقبة حين سطع مشروع العالم الثالث؛ نحت دول في العالم النامي – مثل الصين والهند والبرازيل والمكسيك واندونيسيا وجنوب إفريقيا- منحى هاما في القيادة العالمية. ان إنشاء مجموعة بريكس عام 2009، وبروز حركة عدم انحياز جديدة قد فتح إمكانات جديدة . هذا التوجه قائم على تراث الماضي، لكن دون ان يكرره؛ لم تعد هذه الدول الكبرى تريد الموافقة على مزاعم الغرب بأن مصالحه المحدودة تشمل العالم كله؛ تريد هذه الدول ان تطرح مصالحها الوطنية . علينا ان ندرس عن كثب عدم الانحياز الجديد هذا.
سؤال: سياسات الهوية غدت في السنوات الأخيرة موضوعا خلافيا؛ ما هو تصورك لدور الحركات القائمة على الهوية في النضالات الاجتماعية والسياسية ، وكيف بمقدورها ان تسهم في حركات أوسع تهتم بالعدالة والمساواة؟
مفهوم سياسات الهوية تعميم واسع؛ بالطبع ، يوجد سلالات اجتماعية تاريخية – مثل نظام الطوائف والبطريركية- كان يتوجب تحديها وإلحاق الهزيمة بها؛ وهذه سوف تتم من خلال نضالات واسعة ضد الطوائف والبطريركية . برزت فكرة بالمقدمة تقول ان ضحايا هذه الأنظمة يكافحون ضمن هذه النضالات؛ وهذا يضيق الكفاح ويضعفه. فنحن بحاجة الى تجميع نضالات على قاعدة عريضة تضم الجميع في الكفاح من أجل تحريرالإنسانية من الانحطاط.

سؤال: ما هي بعض التحديات الرئيسة التي واجهتها بلدان ما بعد الكولنيالية لإنجاز السيادة السياسية والاقتصادية، وكيف بمقدرهم مقاربة هذه التحديات بنجاعة؟
جواب: أهم التحديات اثنان: الأول عناد قوى الكولنيالية القديمة وإصرارها، قوى تنكر حق الدول في السيادة، ومن ثم تستخدم كل وسيلة ( بما في ذلك الغزو وتدبير الانقلابات العسكرية) للاحتفاظ بالسلطة ( حتى ولو سمحوا باستقلال العَلَم)؛ والثاني سرقة الثروات على أيدي القوى الكولنيالية التي تترك الدول المستقلة بعلاقات تبعية مع الحكام الكولنياليين السابقين؛ لكن في هذه المرة ليس من خلال السلطة السياسية، إنما من خلال الروابط الاقتصادية. إذا حاولت دولة ما بعد الكولنيالية التمسك بسيادتها على بلدها وسيطرتها على المواد الخام في البلد( مثل ما عملت تشيلي في اوائل عقد السبعينات من القرن الماضي، فإنها تواجه التخريب الاقتصادي والانقلاب العسكري، كما حصل عام 1973. هذه القصة تكررت مرارا..

سؤال: في أعمالك غالبا ما تنتقد التدخلات الامبريالية من جانب الغرب. على كل حال يجادل البعض بأن هناك لحظات يمكن تبرير التدخل الأممي ، مثل حالات إبادة الجنس أو انتهاكات حقوق الإنسان. كيف تبحر بفكرك عبرهذا المضيق الأخلاقي المعقد؟
جوأب: واضح انه يجب ان يكون متسع لتدخل خارجي في حال حدوت إبادة حقيقية؛ هذا المبدأ لم تقره الأمم المتحدة؛ على كل حال هذا المبدأ أساء الغرب استعماله لتحقيق أغراضه . على سبيل المثال ، استعمل مفهوم إبادة الجنس لتبرير تدمير ليبيا عام 2011 ( بعد توقف القصف اظهرت منظمة امنيستي إنترناشيونال انه لم يحدث شيئ من قبيل إبادة الجنس في ليبيا). علاوة على ما تقدم ، أدى تدخل - حدث بالعراق- الى دمار واسع( بما في ذلك الوفيات الكثيرة وانتهاكات حقوق الإنسان) علينا ان نحرص بشدة ونحن نتحدث عن إبادة الجنس، نظرا لتوظيف المفهوم اداة من قبل قوى الغرب لتبرير تدخلاتها العسكرية من أجل غاياتها الامبريالية الضيقة.

عودة الغائب : عدم الانحياز بمضامين جديدة

سؤال : مفهوم " العالم الثالث"يحتفظ بمكانة مركزية في تحليلاتك ؛ فهل تفسر لنا هذا المفهوم ومدى انطباقه على سياق العالم اليوم؟
جواب: في الحقيقة لا أستعمل هذا المفهوم، نظرا لأنه بالذات ليس دقيقا بما فيه الكفاية؛ استعملت مفهوم " مشروع العالم الثالث" ليشمل بصورة خاصة منظومة ديناميات اجتماعية أقرت في أعقاب الحقبة الكولنيالية ، حين تجمعت الدول المستقلة حديثا لإقرارأجندة مشتركة ضد النظام الكولنيالي الجديد.التقت هذه الدول عام 1955في باندونغ باندونيسيا، وشكلت فبما بعد،عام 1961 حركة عدم الانحياز؛ تم تدمير مشروع العالم الثالث في ثمانينات القرن الماضي أثناء أزمة ديون العالم الثالث، حين فقدت قدراتها السياسية جراء تدمير اقتصادياتها واستخدام دول الغرب صندوق النقد الدولي لتمير سيادة الدول الحديثة . واليوم نحن نعيش سياقا مغايرا ، ولدينا إمكانيات مختلفة ؛ هذا هو تاريخنا.

سؤال: تعرضت الإيديلولجيات الماركسية لانتقادات على نطاق واسع بسبب ارتباطها بنظم تسلطية؛ كيف تقارب هذه الانتقادات ، وماهو ، حسب اعتقادك ، دور الماركسية في بناء مجتمع العدالة والشمول؟
جواب: مفهوم " النظام السلطوي" له خاصية إيديولوجية؛ طرحت قاعدته الأكثر علمية حنة ارندت(فيلسوفة المانية) في كتابها " أصول التوتا ليتاريا (الشمولية)" الصادر عام 1951، والذي اسس لفرية تماثل الفاشية والشيوعية. الربط بين الفاشية والشيوعية ليس فقط ثمرة كسل بالتحليل، بل إنه يؤدي مهمة لصالح دول الغرب الامبريالي التي أرادت تشويه سمعة الشيوعية، رغم الدور التاريخي الذي لعبه الاتحاد السوفييتي في تدمير النازية. إذن ماذا نعني بمهوم النظم التسلطية ؟ لا نضيف الى قائمتها الأنظمة الشمولية التي اقامها الغرب الامبريالي إثر انقلاب إيران عام 1953، وفي غواتيمالا عام 1954، حتى ولا الديمقراطيات المدعومة بالمال السياسي في الغرب ، والتي أفسدت الديمقراطية واودت بالناس إما الى سلبية اجتماعية تامة أو الى سخط فاشية جديدة. الماركسيون يعارضون هذه الأنماط من الشمولية.

سؤال: تغير المناخ قضية ملحة تواجه العالم في الوقت الحاضر؛ ما تفكيرك بصدد مسئولية الدول الثرية في مقاربة العدالة المناخية ومساعدة الجنوب العالمي في التصدي للتحديات البيئية؟
جواب: ليست أهمية أفكاري بمستوى اهمية التفاقات تعاقدية لقوى الغرب، ممن وقعوا عام 1992على إطار ريو ’ للمسئوليات المشتركة لكن المتنوعة‘ قائمة على قاعدة مسئولية قوى الامبريالية في إلحاق ضرر تاريخي بكوكبنا . هذه المعاهدة التزام ؛ ورغم ذلك لم يوف الغرب بالتزاماته؛ كان من الواجب تقديمهم الى المحكمة الجنائية الدولية بسبب هذه المخالفة.

الماركسية دليل الخلاص

سؤال:كيف تتصور العلاقة ما بين الماركسية والنضال المناهض للامبريالية. وهل تعتقد ان الماركسية توفر إطارا كافيا لمقاربة التحديات الفريدة التي تواجه مجتمعات ما بعد الكولنيالية
جواب: الماركسية هي الإطار الوحيد الذي يقارب بدقة نظام الرأسمالية الموسوق بالأزمات، والذي ينتج ميولا امبريالية لدى أقوى البلدان الرأسمالية؛ ما من نظرية غيرها في العالم تفسر بدقة دورة الأزمات وانضباطية الحروب؛ وإذا دخلت نظريةٌ جديدة المسرح الدولي دعني أعلم بها.

سؤال:على كل حال، يجادل البعض ان العولمة والراسمالية ، رغم ما شابهما من اخطاء، قد جلبتا تنمية اقتصادية هامة ورفعت الملايين من لجة الفقر؛ كيف ترد على هذه الحجة ، وماذا تقترح من نماذج اقتصادية بديلة ؟
جواب : إذا نظرت الى معطيات الأمم المتحدة ستجد ان البلد الوحيد الذي انتشل أكبرعدد من البشرمن لجة الفقر هو الصين؛ وشعب الصين لم يستأصل الفقر المطلق عبر العولمة والرأسمالية ؛ قاموا بذلك، كما تظهر بحوثنا في تري كونتيننتال، بالعمل المركزي للحزب الشيوعي في الصين وجهاز الدولة ، والتي اتبعت بكل أسلوب جاد، واضح مشاكل اجتماعية معينة كان يتوجب التغلب عليها كي يتم استئصال الفقر؛ اما البلدان التي اضعفت هياكل دولتها- وهو ما يتمخض بالضرورة عن الليبرالية الجديدة المتشددة- فقد شهدت ارتفاع معدلات الفقر.

سؤال: غالبا ما تركز تحليلاتك على التأثير السلبي للامبريالية والرأسمالية؛ على كل حال ، ألا تقر بوجود جوانب إيجابية او نتائج غير مقصودة تبرز من هذه الأنظمة؟
جواب: لا أرى شيئا من هذا !

سؤال من وجهة نظرك ما هي بعض الدروس الأساس يمكن استخلاصها من تاريخ النضالات المناهضة للكولنيالية ، وكيف بمقدورها أن تبلغ وتلهم الحركات المعاصرة الساعية للتحرر وتقرير المصير والعدالة الاجتماعية؟
جواب:أهم الدروس المستخلصة من النضال الشاق لألئك الذين شكلوا تلك الحركات (التحررية) ، صبرهم بالعمل لتأسيس الطابع الجماهيري لحركاتهم، والتضحيات التي قدموها لتأسيس حركاتهم وضمان حريتنا؛ العمل الشاق، الصبر والتضحية : امور ثلاث علينا ان نتعلمها في أيامنا هذه.

سؤال: خلاصة ما تقدم، والذكاء الاصطناعي يواصل تقدمه، هناك قلق مما ينطوي عليه من مؤثرات على قوة العمل العالمية ؛ كيف تتصور مستقبل العمل في عالم يضطرد اندفاعه بالذكاء الاصطناعي، وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من اي نتائج سلبية بصدد العمالة؟
جواب: الرأسمالية تطبق بالضرورة أحدث منجزات العلم لترقية إنتاجية القوى المنتجة، التي يرفع تقدمها وتائر الإنتاج؛ لكن يترتب على ذلك في نهاية المطاف أزمات بعد ازمات مع هبوط نسبة الأرباح .إنها دورة الانتاجية المتزايدة ، ثم الأزمات المرتفعة الجارية في العالم منذ أواخر القرن التاسع عشر.الذكاء الاصطناعي هو الحلقة الأخيرة في الاختراق التكنولوجي الجديد؛ والوسيلة الوحيد لتخفيف آثاره على البطالة هي إحالة مكاسب الإنتاجية جماعية ، طريقة أخرى لتجاوز الرأسمالية والذهاب الى الاشتراكية .

.

#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات