أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - الصين والبلدان النامية ..تعاون ومصالح متبادلة في ظل السلام















المزيد.....

الصين والبلدان النامية ..تعاون ومصالح متبادلة في ظل السلام


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7589 - 2023 / 4 / 22 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصين تاريخ من الإبداع الفكري
يعقد المناضل الأممي من أصل هندي، فيجاي براشاد ، مقارنة بين اتجاهين متضادين في السياسات الدولية: من جانب تدفع الولايات المتحدة باتجاه حرب باردة جديدة والإعداد لحرب ساخنة ، ومن الجانب المضاد تطور الصين خطوط اتصال وتبني التفاهم مع الغرب وعالم البلدان النامية. بعكس ما تشيع البروباغاندا الامبرياليية بأن الصين مجتمع مغلق يخضع للقيدة الأوامرية من الحزب الشيوعي، يقدم هذا المقال، المنشور في 31 آذار شهادة من أفيجاي براشاد رئيس تحرير مجلة " تري كونتيننتال: مؤسسة الأبحاث الاجتماعية"، بأن الصين تزخر بالحوارت القائمة على التفكير النقدي والبحوث العانية ، أسفرت عن تنوع ثقافي تثريه النقاشات والحوارات وطرح النظريات.
جاء في المقال:

في 20 آذار / مارس امضى الرئيس الصيني تشي جي بينغ مع الرئيس الروسي بوتين اكثر من أربع ساعات في مباحثات خاصة؛ وبناء على بيانات رسمية صدرت بعد اللقاء فقد ناقش الزعيمان مسألة الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية بين بلديهما الصين وروسيا – بما في ذلك مد خط الأنابيب 2 لنقل الطاقة-ومبادرة السلام الصينية لوقف الحرب في أكرانيا.
قال بوتين ان "العديد من البنود السلام في خطة السلام المقترحة من قبل الصين متواافقة مع المقاربات الروسية، ويمكن اخذها كأساس لتسوية سلمية حين يتهيأ لها الغرب وأكرانيا.
هذه الخطوات باتجاه السلام لم تحظ باستقبال حار من جانب واشنطون؛ وقبيل زيارة تشي لموسكو اعلن جون كيربي، الناطق بلسان مجلس الأمن القومي بالولايات المتحدة ان أي "دعوة لوقف النار" في أكرانيا موجهة من الصين وروسيا سوف "لن تقبل". ومع بروز تفاصيل اللقاء ، عبر المسئولون بالولايات المتحدة عن المخاوف من أن العالم سوف يحتضن جهود روسيا والصين لإحداث حل سلمي وإنهاء الحرب. ان قوى حلف الأطلسي تضاعف في الحقيقة الجهود كي تطيل امد الصراع.
في يوم لقاء تشي وبوتبن أبلغت البارونة أنّابل غولديه ، وزيرة الدولة لشئون وزارة الدفاع في بريطانيا، مجلسي العموم واللوردات "أننا ،الى جانب تزويد اكرانيا بسرب من دبابات تشالينجر2 ، سنقوم بتزويدها بذخيرة تشمل قنابل خارقة للدبادبات تحتوي على اليورانيوم المنضب. جاء بيان غولدييه بمناسبة الذكرى العشرين لغزو بريطانيا والولايات المتحدة للعراق.حيث استخدم الغرب اليولنيوم المنضب لإحداث تأثيرات مدمرة لصحة الجمهور. وبصدد تزويد المملكة المتحدة القوات الأ كرانية باليورانيوم المخضب صرح بوتين " يبدو ان الغرب قد قرر حقا الكفاح ضد روسيا حتى آخر اكرني.- ليس بالكلام فقط، إنما بالفعل". ردا على ذلك قل بوتين لن روسيا سوف تزود بيلاروسيا بأسلحة نووية تكتيكية.
في الصين جرت مناقشة زيارة تشي لروسيا على نطاق واسع، مع إحساس عام بالاعتزاز نظرا لكون حكومة الصين تمارس لم دور القيادة في إقامة سد بوجه طموحات الغرب وفي السعي من أجل السلام . هذه النقاشات ، كما انعكست في الصحف ومنابر السوشيال ميديا مثل وي تشات،داو يين، وييبو، الكتاب الأحمر الصغير، بيليبيلير وزاي هو، قد أكدت كيف أن الصين ، البلد النامي، قد تمكنت مع ذلك من التغلب على محدداتها وتبوأت موقعا قياديا في العالم.

تلك النقاشات الجارية داخل الصين لا تتوفر بحد كبير للشعوب خارج الصين لأسباب ثلاثة: الأول تجري بالصين وهي لا تترجم الى لغة أخرى؛ تجري على منابر السوشيال ميديا ، والتي علاوة على انها تدور باللغة الصينية، لا يستخدمها شعب من خارج المجموعة المتحدثة باللغة الصينية؛ وثالثا ، إن تنامي العداء للصين المتجذر في تاريخ الفكر الكولنيالي المديد، يفاقمه حرب باردة جديدة، قد عمق استخفاف الصينيين بالنقاشات التي لا تتبنى وجهة نظر الغرب.
لهذه الأسباب وغيرها هناك نقص متأصل في إدراك مدى التنوع في الصين للآراء المتعلقة بتحولات النظام الدولي ودور الصين في هذه التحولات. داخل الصين يوجد تقليد ثري للحوار بين المثقفين يجري بالصحف تلهمه بطريقة أو بأخرى مجلة الشباب الجديد باسم(تشين دوكسين) ويعود صدورها لأول مرة الى العام 1915. حوى العدد الأول من نشرة تشين( 1879-1942)، الذي كان العضو المؤسس للحزب الشيوعي الصيني، رسالة الى الشباب تضمنت قائمة بالتحذيرات التي ، فيما يبدو، أرست جدول أعمال الثقافة لمائة عام قادمة.
كن مستقلا ولا تُستعبَد؛
كن تقدميا وليس محافظا؛
كن بالمقدمة ولا تمضي بتثاقل في المؤخرة؛
كن امميا ولا تكن انعزاليا؛
كن عمليا ولا تكن مهذارا؛
كن علميا ولا تتبع الخرافات.
عملت تجربة "نيو يوث" على تحريك صحيفة بعد أخرى، كل منها تلتزم بأجندة بناء المزيد من النظريات الملائمة بصدد التطورات بالصين الساعية لوضع الأسس لسيادة البلاد وانتشالها مما يطلق عليه قرن المهانة ، فترة اتسمت بتدخل الامبرياليات من الغرب ومن اليابان.
في العام 2008 أ صدر عدد من المثقفين القياديين بالصين مجلة " وينهوا زونغهينغ"، التي غدت مع الأيام منبرا للنقاش حول ما دعاه تشي" التجديد العظيم للأمة الصينية". هذه المجلة نصف شهرية تستقطب الأصوات القيادية بالصين ، ممن يقدمون تصورات مختلفة بصدد قضايا اليوم الهامة، مثل العالم ما بعد وباء الكوفيد وأهمية تنشيط حيوية الريف.
1- في العام الفائت شرعت المجلتان "تري كونتيننتال : مؤسسة الابحاث الاجتماعية" ودونغشينغ حوارات مع هيئة تحرير مجلة وينهوا زونغهنغ، ادت الى إصدار ربعية (تصدر كل ثلاثة أشهر) الطبعة الأممية للمجلة. خلال هذه الشراكة ترجمت مقالات مختارة من الطبعات الصينية للمجلة الى اللغات الإنجليزية والبرتغالية والإسبانية مع عمود إضافي متميز بالطبعة الصينية يورد أصواتا من إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية تحاور الصين. صدر العدد الأول من هذه المجلة الأممية(مجلد1، عدد1) هذا الأسبوع يحمل عبارة " على عتبة النظام الدولي الجديد".
يبرز في هذا الإصدار مقالات ثلاث لكبار العلماء بالصين- يانغ بينغ( محرر وينهوا زونغهينغ)، ياو زونغكيو( استاذ بمدرسة الدراسات الدولية وعميد مركز الدراسات السياسية التاريخية ، جامعة رينمين الصينية) وتشينغ ياوين( عميد قسم العلوم السياسية بمدرسة العلاقات الدولية والشئون العامة/ جامعة شانغهاي للدراسات الدولية) وكذلك مقال مختصر لهيئة التحرير كلفت بكتابته .
الأستاذان ياو وتشينغ يبحثان التغيرات في النظام الدولي الراهن، وبصورة رئيسة تهاوي القطبية الواحدة للولايات المتحدة وبزوغ المناطقية.
مساهمة ياو، وترجع الى أسرة مينغ (1388- 1644) تدافع عن فكرة ان التغيرات الجارية حاليا ليست بالضرورة إقامة نظام دولي جديد، إنما العودة الى نظام دولي أكثر توازنا ، حيث " تحيي " الصين مكانتها بالعالم، وحيث أطماع الولايات المتحدة تقف عند حدود مع بروز دول رئيسة بالعالم النامي، بما في ذلك الصين، والهند والبرازيل.
المقالات الثلاث مجتمعة تركز على أهمية دور الصين في البلدان النامية ،اقتصاديا ( مثل مبادرة الحزام والطريق الحريري طوال عشرة أعوام خلت) وسياسيا ( مثل محاولات الصين إعادة عملية السلام الى اكرانيا).
المحرر يانغ بينغ متمسك بوجهة النظر القائلة أن " مصير الصين التاريخي هو الوقوف مع العالم الثالث" لسببين: اولاهما ان الصين- رغم تقدمها الكبير- تظل بلدا ناميا؛ والثاني إصرار الصين على التعددية، كما يرى البروفيسور تشينغ ، يعني انها لا تبحث عن احتلال موقع الولايات المتحدة لتغدو دولة مهيمنة عالميا.
ينهي يانغ مداخلته بثلاث تقديرات : الأول ، ان الصين يجب ان لا تقودها مجرد المصالح التجارية، إنما يجب عليها "ان تقدم وتمنح الأفضلية في نهجها الوطني لما هو ضروري لضمان البقاء الاستراتيجي والتطور الوطني"؛ والثاني،ان على الصين التدخل في النقاشات الجارية بصدد النظام الدولي الجديد، بطرح مبادئ الحزام وطريق الحرير ، والتي هي " التشاور ، المساهمة ، والمنافع المشتركة"، والمتضمنة السعي لتوسيع منطقة السلم ضد عادات الحروب؛ والثالث ان على الصين تشجيع إقامة آلية دولية تتجاوز التعاون الاقتصادي – مثل " حالة تطور دولي"، ترويج فكرة السيادة الحقة لكل أمة، وكرامة الشعوب حيال مصيدة صندوق النقد الدولي لشد الأحزمة لسداد الديونون، وأممية جديدة.


قراءة تصورات كل من يانغ ، ياو ، تشين جوهرية كجزء من مبادرة هامة للحوار الكوني. والإصدار الثاني للمجلة الربعية، وينهوا زونغهينغ، سوف يركز على طريق الصين بتجاه التحديث.
وإذ تدفع الولايات المتحدة باتجاه نزاع قوى كبير في المنطقة الآسيوية من الباسيفيكي بات من الضرورة القصوى تطوير خطوط الاتصال وبناء الجسور باتجاه الإدراك المتبادل بين الصين والغرب والعالم النامي . وكما اوردت في الكلمات الختامية للمقال الافتتاحي،"بدلا من الانشطار الدولي الذي تنهجه الحرب الباردة الجديدة فإن رسالتنا هي التعلم من بعضنا البعض لإقامة عالم تعاون لا عالم مجابهة" .
،



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل الأمل الفلسطيني !
- مرايا الأسر من ادب السجون-2
- مرايا الأسر (- من أدب السجون في فلسطين1من2)
- توجه طاغ وجاد في إسرائيل لاقتراف نسخة جديدة من التطهير العرق ...
- يحققون في مخالفات ترامب التافهة ويغفلون جرائمه الفظيعة .
- دراسة تحليلية تكشف استعانة دعايات الغرب المضادة للخصوم بالتل ...
- كيف ولماذا حظر على شعب فلسطين حقه في تقرير المصير
- مقتضيات برنامج القرن الأميركي تدمير العراق .
- فاشية الصهيونية تتهيأ لتجريد الفلسطينيين من بقايا حقوقهم الإ ...
- عملية من طراز حروب المافيات -إعادة
- المحكمة العليا الأميركية تدعم قانون يناهض حركة مقاطعة إسرائي ...
- مبررات غزو العراق اكاذيب الدبلوماسية الأميركية وتلفيقاتها
- عشرون عاما على الغزو الامبريالي للعراق
- نتنيلاهو .. أنثولوجيا الأخطاء والتلفيقات والأكاذيب-2
- نتنياهو.. انثولوجيا الأخطاء والتلفيقات والأكاذيب
- قضاء أميركي منزوع العدالة والنزاهة ينظر في قضية الصحفي جوليا ...
- أين يتوجب على الفلسطينيين البحث عن العدالة؟
- البرازيل بعد محاولة الانقلاب
- عدوان همجي متواصل ومقاومة منومة
- ابتذال القضية الفلسطينية استجابة لضغوط اعدائها


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - الصين والبلدان النامية ..تعاون ومصالح متبادلة في ظل السلام