أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد حبيب - حقوق الانسان المسلم : العبودية ثانيا














المزيد.....

حقوق الانسان المسلم : العبودية ثانيا


عماد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس صحيحا أنّ الاسلام جاء ليحرّر الانسان من عبوديته لأخيه الإنسان و يخرجه من ظلالة الشرك بالله الرب الواحد إلى جنة التوحيد، و أنه حارب الرق و شجّع على عتق رقاب العبيد لأنه لم يكن بإمكانه أن يحرّمه نهائيا حرصا على عدم إحداث صدمة إجتماعية في مجتمعات تعتبر الرق أحد أهمّ مقوّماتها.

أوّلا حين نقول أن الله حرص على سلم اجتماعيّة و على مشاعر الناس (السادة) لاستمالتهم لدينه، الدين الحق الأوحد، فنحن نكذب كذبة سخيفة جدا جدا لا يمكن ان يصدّقها من احترم نفسه قليلا. الله لا ينافق يا سادة، و لا يجامل و لا يسنّ شريعته نزولا عند رغبة هذا او ذاك، هو ليس ملكا أو سلطانا تهمّه الطبقة العليا التي تحمي عرشه و تنشر دينه.

ثانيا عماد الدين نفسه، حجر أساسه، هو أن الاسلام دين توحيد و عدل و نور نظريا، و هذا ما نقوله في نصوص الانشاء، كلام جميل لنقنع أنفسنا و نتكيّف مع واقعنا، و لكنه أساسا عبودية بغيضة لكل الأوثان التي لم تتحطّم يوم فتح مكّة بل بدأنا نصنعها و نعبدها لنتقرّب إلى الله بها تماما كما كانت العرب قبل الإسلام (ما يسمونه الجاهليّة و الأصح علميّا هو ما قبل الإسلام).

أوّل هذه الأوثان التي لم يجرؤ أحد أن يحطّمها هو الحجر الأسود. و هو أقلّها وقعا و تأثيرا و نتائج كارثيّة، فليطف حوله ملايين المسلمين، لا ضرر من ذلك. ثانيها و هو ما ابتدأ نظريّا (و ليس لي دليل على ذلك بل و أشكّ في التوقيت ، فغالبا بدأت هذه الظاهرة بعد وفاة الرسول، لأني لا أعتقد أنه قبل بها في حياته أو علم بها ) ثانيها هو التبرّك بكلّ متعلقات الرسول، كلّها من ملابسه لشعرة من لحيته لمسجده و هكذا حتى صار قبره بعد موته محجّا للنّاس كالكعبة و حرما في نفس قدر الحرم المكي بل و قبل الحرم القدسي. إلى هنا و الأمر بسيط و عقائدي. المشكلة أن كلّ هذا مقدّمة لا بد منها للأوثان القادمة التي كرّست العبودية و أدّت إلى أن هذه الرقعة من الأرض اليوم هي و هي وحدها التي يتركّز فيها العنف و التخلف و الجهل و ملايين الملايين من الشعوب التي تعيش عالة على العالم لا تنتج شيئا و لا تقدّم في الغالب سوى الإرهاب (الصورة هنا مبالغ فيها، عنصرية ربما، لكن عزائي أني منهم و يحق لي أن أدعي ابني و أكره من يقول آمين )


الأوثان الأخرى التي تثقل عبوديّتها كاهل المسلمين هي القدسيّة التي أعطيت بأوامر الخلفاء و السلاطين و الشيوخ و السادة و من لفّ لفّهم على كلّ ما نقول أنه معلوم من الدين بالظرورة، على كل الخلفاء فلا يجرؤ أحد أن يكتب أنّ عثمان كان متعصبا لأهله و منحازا لأقاربه و مكّنهم من رقاب العباد حتى أنه حين قتل لم يدفن إلا خفية ذات مساء و قد هرّب أهله جثمانه تهريبا، هم العشرة المبشّرين بالجنّة مع كل ما في هذه الرواية من تناقض مع نصوص القرآن التي تؤكّد أنه لا يعلم الغيب غير الله و لا أحد غيره لا أحد و لو كان الرسول نفسه. الوثن الأكبر هو أبو هريرة الراوية الأشهر و الأكذب و الذي لازالت لعناته لليوم تطارد النساء لكره دفين بينه و بينهن جعله يروي أحاديث تحقّر من شأن المرأة أيما تحقير. فهي أغلب أهل النار و تنقض الوضوء و الصلاة كالحمار و الغائط.

لمجرّد أني أذكر أبو هريرة هذا أو غيره من "الصحابة" تمتنع أغلب المواقع التي تنشر لي عن نشر مقالي أو تعديله على الأقل. و ما دمنا عاجزين عن تحطيم أوثاننا فسنبقا عبيدا ليس لله و لكن لها و لكن لمن يستعملها من شيوخنا و حكامنا و أسيادنا. فهي سلاح رائع في ايديهم. يكفي أن تستعملها لتكفر المعارض لك. و ستجد شابا يافعا غسل مخه كما يجب يجري لينفذ الفتوى و يكسب الجنة و الحور العين التي حرمه هؤلاء الجهلة منهن في الدنيا.

هذه هي حقوق الإنسان المسلم التي ينادي بها، بل يصرخ و يتشنج و يحارب و يرهب اخواننا اياهم لأجلها. العبودية بمعناها تعطيل العقل و الايمان الأعمى. الإيمان تعريفا هو أن تصدّق الشيئ بدون برهان علمي. العبودية تذهب إلى أكثر من ذلك، هي أن تسلب الانسان ارادته و حريته بحيث أن دينه و فكره سيكون على دين و فكر سيّده و الاّ كان الموت نصيبه، و ما اختراع حد الردّة الذي لا وجود له في صحيح الاسلام الاّ لتكريس هذه العبوديّة.

ليست مصادفة أن كلّ الذين يعلنون أنفسهم بأنفسهم شيوخا و مدافعين عن "صحيح" الإسلام هو من أشد أعداء قيم المواطنة و الحريّة و المساوات بين كل الشركاء في الوطن. فهذه المفاهيم "الغربيّة" كافرة، و هي، و هذا اهمّ شيئ، الباب الذي ستدخل منه كلّ الفؤوس التي ستحطّم أوثانهم. و هم مستعدّون للموت من دون أوثانهم. و ليست مصادفة أن يقتل فرج فودة و يطلع علينا في الجزيرة (مرة أخرى هي) من يقول رحم الله من قتله. و ليست مصادفة أن يطعن نجيب محفوظ. فكلّما قتلت مفكّرا حرّا توقّف غيره عن الكتابة أو هكذا يتصوّرون. و خوفهم من الفكر هو خوف الخفافيش من ضوء النهار، لأنه أعلم الناس بهشاشة أوثانهم، و لكن كلّما زادت هشاشة الفكرة، زاد إرهاب اصحابها في الدفاع عنها.



#عماد_حبيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الانسان المسلم : التخلف أوّلا
- الإرهاب و الحجاب و حفرة طالبان
- عري
- بشراكم يا مسلمين
- دعوة للإنحلال الأخلاقي
- عبد و مخبر و حرامي
- إلاّ الخيانة
- هي الحرب بترا،
- العمل خير من الصلاة
- حوار صوفي
- ظل ايروس المائي
- هل الإسلام هو المشكلة ؟
- هيفاء : نحتاج دروسا في الإغراء لشباب هذه الأمّة
- رامبوالعربي: اغتيال الفن و مصانع التخلّف
- و لمذا المذيعة عارية ؟
- رمى الله النرد و انسحب
- القصيدة التافهة
- العلمانية يا غجر
- لا بغايا و لا خاضعات
- جراحة لإصلاح ختان الإناث


المزيد.....




- حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في -حماس- الذي أعلنت إسرائ ...
- نهائي درامي - إنجلترا تهزم ألمانيا وتتوج بأمم أوروبا تحت 21 ...
- هل تنجح مساع واشنطن لوقف الحرب في السودان ؟
- اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تطال الجنود الإسرائيليي ...
- -مسيرة الفخر- تشعل التوتر مجددا بين المجر والاتحاد الأوروبي ...
- لأول مرة منذ ثلاة عقود، بريطانيا تعيد العمل بالردع النووي ال ...
- كوريا الشمالية تفتتح أكبر منتجع سياحي .. مخصص للسياح الأجان ...
- إيران تشيع جثامين قادة وعلماء نوويين قضوا في الهجوم الإسرائي ...
- هل تعرف كيف تحمي نفسك وعائلتك من لدغة القراد في كل فصول السن ...
- مقتل عدة أطفال من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد حبيب - حقوق الانسان المسلم : العبودية ثانيا