أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - علاقة المقاومة اللبنانية بالماركسية















المزيد.....

علاقة المقاومة اللبنانية بالماركسية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1718 - 2006 / 10 / 29 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في مقال كتبته تكملة لمقالي السابق "كيف يصبح الانسان ماركسيا" جاءت الفقرة التالية:
"واكثر من ذلك. استطاعت المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله وحسن نصر الله الانتصار على العدوان الاسرائيلي الغاشم. وقد سمي هذا الانتصار بالانتصار الالهي. ولكن الذي انتصر هو النضال المثابر والصبور والمزود بالاسلحة المناسبة في هذه الحرب. ان الذي انتصر هو القيادة الحكيمة والتنظيم الحديدي في قيادة المقاومة ... ورغم ان حزب الله ذو طابع ديني فان خطط حزب الله وقيادة حسن نصر الله شاء ام ابى تطوير للماركسية."
فكتب لي قارئ كريم رسالة جاءت فيها العبارة التالية:
"لكن الا ترى في ماركسية حسن نصر مايشبه شعار صدام حسين ’ العسكري الجيد بعثي جيد ‘ ,و’ المواطن المخلص بعثي على طريقته الخاصة ‘, وكل من تخلق بأخلاق الاسلام هو مسلم وإن لم يردد الشهادة" .
وقد اجبته بما يلي:
"اسمع عن كلمات صدام للمرة الاولى ولكني لا افكر بنفس العقلية. فانا لم اتهم نصر الله بالماركسية واعلم انه لا يمكن ان يكون ماركسيا. ولكن الماركسي الحقيقي يقدر الانسان او اية منظمة على اساس الانجاز والعمل وان ما قام به حزب الله وما قام به قائده حسن نصر الله كان عملا عظيما بجميع المقاييس لذلك قلت انه اغنى النظرية الماركسية وان على من يريد ان يكون ماركسيا حقا ان يدرس هذا الانجاز العظيم. ان السؤال الذي وجهته سؤال شيق ومهم وارجو ان استطيع الاستناد اليه بدون ذكر الاسماء في كتابة مقال قد يكون مفيدا للقراء"
يبدو من عبارة صدام "العسكري الجيد بعثي جيد" ان صدام يعتبر ان كل عسكري جيد لابد ان يكون بعثيا جيدا وانه لا يمكن ان يكون العسكري جيدا ان لم يكن بعثيا جيدا. وكل مواطن مخلص لابد ان يكون بعثيا ولا يمكن ان يكون المواطن مخلصا ان لم يكن بعثيا. واخيرا فان كل انسان طيب لابد ان يكون مسلما ولا يمكن ان يكون الانسان طيبا ان لم يكن مسلما. وقد وجد القارئ العزيز في عبارتي عن حزب الله ما يشبه ذلك. ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما فالماركسي لا يقدر الانسان او الجماعة وفقا لديانتهم او لانتماءاتهم الفكرية او المذهبية او الطائفية او حتى السياسية وانما يقدرهم وفقا لاعمالهم ولمنجزاتهم. اي ان الماركسي لا يشترط ان يكون الانسان ماركسيا لكي يقدره ولا يشجب كل انسان لمجرد انه غير ماركسي او انه متدين او يؤمن باراء غير ماركسية.
اذا تتبعنا كتابات ماركس وخصوصا الراسمال نجد انه قرأ في الواقع كل ما كتب عن الاقتصاد والسياسة والفلسفة والمجتمع تقريبا اذ بلغ عدد مقتبساته في كتاب الراسمال ستة الاف. وقد قدر كل الفلاسفة القدماء وبين ما استطاع التوصل اليه كل منهم. ولم يشجب ماركس هيغل لانه مثالي بل عظمه واعتبره معلمه لانه هو الذي وضع الديالكتيك وطبقه بطريقته المثالية وقام كارل ماركس باقتباس الديالكتيك من هيغل وجرده من قشرته المثالية واعطاه الطابع المادي فاصبح المادية الديالكتيكية. وقدر ماركس فويرباخ على ماديته رغم ان فويرباخ كان متدينا واعترف بانه اخذ المادية عنه. وكان اعظم تقدير منحه ماركس لداروين حيث قال عنه ما معناه ان داروين انجز في علم الاحياء ما انجزته انا في علم المجتمع على الرغم من ان داروين كان متدينا.
واذا تتبعنا كتابات انجلز نجد انه اتبع نفس الاسلوب وقد اقتبس واستفاد من كل اكتشاف علمي حدث في زمانه وقدرها حق تقدير ولم يبحث عن اراء وانتماءات العلماء الذين انجزوا تلك الاكتشافات العلمية.
ان تقديري لانجاز حزب الله وحسن نصر الله يقوم على هذا الاساس. فحزب الله حزب اسلامي وحزب شيعي. ولو كان هذا هو المقياس لتقدير حزب الله وحسن نصر الله لكان من الواجب شجب حزب الله وحسن نصر الله. وهذا ما يقوم به الكثير من المعلقين اليوم وخصوصا بعض مدعي الماركسية. ولكني اقدر حزب الله ليس لانه حزب اسلامي وانما لانه انجز نصرا عظيما في صد الاعتداء الاسرائيلي. واستنتجت من ذلك ان الحرب التي خاضها حزب الله ضد اسرائيل كانت تطويرا للماركسية وان على الماركسي الحقيقي ان يدرس هذه الحرب وان يستفيد منها في الاعداد لمعاركه. فما الذي يستطيع الماركسي ان يستفيد من دراسته لهذه الحرب؟
من الجدير بالملاحظة اولا ان حزب الله يختلف عن الحركات الدينية الاخرى التي شاهدناها ونشاهدها في العالم اليوم سواء في العالم الاسلامي او المسيحي او اليهودي او البوذي او البراهمي او غيرها. فالحركات الاسلامية التي شاهدناها في محيطنا لحد الان كانت حركات طائفية فئوية. فقد حققت الثورة الايرانية ضد الشاه انجازا عظيما لم يكن له مثيل في الشرق الاوسط الذي جرت كل الثورات فيه على شكل انقلابات عسكرية. ولكن اتجاه هذه الحركة هو اتجاه فئوي شيعي رجعي ارجع الشعب الايراني من الناحية الاجتماعية قرونا الى الوراء. وها نحن نشاهد الحركات الدينية في العراق وما نجم عن استلامها السلطة من المجازر اليومية لانها حركات فئوية طائفية متزمتة.
ولكن حزب الله لم يسلك هذا الطريق ولم يعمد بعد انتصاره الى اقامة حكم اسلامي شيعي لكي يسيطر على الديانات والطوائف والمذاهب الاخرى في لبنان وان مطلبه بعد الانتصار الذي حققه هو حكومة الوحدة الوطنية وصيانة استقلال لبنان وحمايته من المؤامرات التي تحاك ضد لبنان من داخل لبنان ومن خارجه.
والدروس التي يستطيع الماركسي ان يستفيد منها من سياسة حزب الله كثيرة. ان حزب الله قام اولا منذ نشأته بدراسة طبيعة الحروب الاسرائيلية ووضع الخطط لكسرها. فلم يعمد الى حرب المواجهة لان الجيش الاسرائيلي مستعد لحرب المواجهة وهو قادر على الانتصار ضد اي جيش عربي لان السياسة الامبريالية كانت طوال هذه السنوات تعمد الى تسليح اسرائيل بحيث يكون لها التفوق على جميع البلدان العربية ولم تسلح البلاد العربية بسلاح تستطيع به الوقوف في وجه الحرب الاسرائيلية. هذا اذا تجاهلنا شرط الامبرياليين لدى بيع الاسلحة الى البلاد العربية بمنعها استخدام هذه الاسلحة بدون موافقتها. وقد اثبتت ذلك كافة الحروب التي جرت بين اسرائيل والدول العربية مما ادى الى اسطورة ان الجيش الاسرائيلي جيش لا يقهر. ولذلك يقوم بعض المعلقين بتعريف اسرائيل بانها جيش له دولة وليس دولة لها جيش. فاعد حزب الله نفسه لحرب من نوع اخر، حرب العصابات، التي لم يتعود الجيش الاسرائيلي عليها.
وكان من اهم صفات الجيش الاسرائيلي الحربية انه يعتمد على الحرب السريعة القصيرة الامد ولكن حزب الله اعد نفسه لحرب طويلة صبورة صامدة وهو ما لا يستطيع الجيش الاسرائيلي تحمله. وكان من اهم نجاحات الجيش الاسرائيلي جعل الحروب في الاراضي العربية وليس في الاراضي الاسرائيلية فاعد حزب الله نفسه لادخال الحرب الى الاراضي الاسرائيلية. وتزود بالسلاح القادر على جعل الحرب الاسرائيلية في الاعماق والى تدمير الاليات الاسرائيلية في الهجوم الارضي باعداد اسلحة قادرة على تدمير الدبابات الاسرائيلية.
ولكن الاهم من كل ذلك هو ان حزب الله ادرك بان قوته الحقيقية هي في الاعتماد على الشعب اللبناني. فكون علاقات طيبة مع جميع فئات الشعب اللبناني ولم يتخذ قوته العسكرية كقوة متجبرة تستعلي على الشعب اللبناني. فكان الشعب اللبناني بجميع فئاته حاضنا وسندا لحزب الله في حربه. ورغم كل العناء والتضحيات وحرب الابادة والتهجير التي عانى منها الشعب اللبناني جراء العدوان الاميركي الاسرائيلي ازداد حبه واحتضانه لحزب الله وللمقاومة اللبنانية وازداد تقديره للانتصار الذي حققه حزب الله في هذه الحرب مما اعاد للشعب اللبناني كرامته وثقته بنفسه. وقد رأينا ذلك باجلى مظاهره في مهرجان النصر الذي حضره نصف الشعب اللبناني وتابعه النصف الاخر بقلوبه وعقوله واعتزازه وعواطفه وفخره.
وكون حزب الله حزبا شيعيا لم يجعل حزب الله يقتصر في المقاومة على الشيعة بل اعتبر المقاومة مقاومة لبنانية تدافع عن حرية لبنان واستقلال لبنان وكرامة لبنان واعتبر ان كل لبناني مدعو للمقاومة وقد تحقق ذلك باشتراك الكثير من اللبنانيين السنة والدروز والمسيحيين في مقاومة العدوان وفي تأييد المقاومة ومساندتها واحتضانها والدفاع عنها لاعتبارهم المقاومة مقاومة لبنانية وليست مقاومة شيعية او فئوية. وقد تجلى ذلك في استقبال المهجرين في المدارس والكنائس والمساجد وفي البيوت وتكريمهم والعناية بهم كاخوان لهم بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والطائفية.
اليست هذه كلها دروس يستطيع الماركسي الذي من المفروض انه سيقوم بقيادة الثورات القادمة ضد الامبريالية وخصوصا الامبريالية الاميركية من اجل القضاء على النظام الراسمالي وتحقيق النظام الاشتراكي؟ اعتقد ان على الماركسي ان يستفيد من هذه الانجازات العظيمة التي حققها حزب الله في هذه الحرب والا يتزمت بشجب حزب الله لمجرد انه حزب ديني.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الماركسي الحقيقي هو حزب الطبقة العاملة
- هل مهمة حزب العمال ان يدافع عن مصالح الطبقة العاملة؟
- التعددية ليست شعارا عماليا
- حول بداية ونهاية الثورة البرجوازية
- عودة الى موضوع كيف يصبح الانسان ماركسيا
- حول مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي للمؤتمر الثامن
- مشاركة في الحوار حول نداء الماركسيين والاحزاب الماركسية
- أتعزيز لليونيفيل ام مسمار جحا؟
- التمييز ضد الطائفة اليهودية في العراق
- الاخ العزيز ابو نبراس العراقي
- ماذا وراء تعزيز اليونيفيل
- مبروك اولمرت – نجحت بامتياز
- من تدمير اسرائيلي الى احتلال اميركي
- هل اسرائيل تحارب الفلسطينيين وتدمر لبنان ام الولايات المتحدة ...
- التعايش السلمي بين الشعوب
- مصالحة مع صيادي الخنازير البرية
- الدعوة لحكومة علمانية خدعة كبرى للطبقة العاملة والكادحين
- قوانين المجتمع الطبيعية وكيفية نشوئها
- الفرق بين الانتقاد والكتابة عن سير الحياة
- كلمة شكر للاخ الدكتور فالح الجبار


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - علاقة المقاومة اللبنانية بالماركسية