أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسقيل قوجمان - مبروك اولمرت – نجحت بامتياز















المزيد.....

مبروك اولمرت – نجحت بامتياز


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 11:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اخيرا اعلن صباح اليوم وقف العمليات الحربية بموجب قرار مجلس الامن رقم ۱٧۰۱. وبدأت الان سياسة ما بعد الحرب او سياسة ما بعد وقف العمليات الحربية. وهناك فرق شاسع بين ايقاف العمليات الحربية وبين وقف اطلاق النار اذ ان الاول يعني ايقاف العمليات مؤقتا الى حين حل مشاكل ما بعد ايقافها وهو حرب باساليب اخرى. ولنفترض جدلا ان وقف العمليات الحربية يعني نهاية الحرب التي دامت خمسة اسابيع وهي اطول حرب شنتها اسرائيل في تاريخها المليء بالحروب.
كما ان الحرب هي امتداد للسياسة فان السياسة هي الاخرى امتداد للحرب. ففي نهايات الحروب جميعا تجري سياسات تهدف الى تحقيق ما لم تحققه الحرب من اهدافها والى دراسة ما انجزته هذه الحرب من اهداف وما كانت تكاليف هذه الانجازات.
في جميع الحروب تكون للأطراف المتحاربة جميعا مكاسب وخسائر. ففي لبنان احرز حزب الله انتصارات على الجيش الاسرائيلي وقاوم الحرب خمسة اسابيع وكلف الجيش الاسرائيلي الكثير من الخسائر في الارواح والاموال والمكانة وغير ذلك ولكنه هو الاخر قدم الكثير من الخسائر في رجاله وامواله واسلحته وغير ذلك. واحرز لبنان بعض الانتصارات بفضل مقاومة القوات الاسرائيلية وبفضل ادخال الحرب الى داخل اسرائيل للمرة الاولى في تاريخها ولكن لبنان دمر تدميرا هائلا في بناه التحتية ومدنه وسكانه وارواح ابنائه وفي هجرة ما يقرب المليون من سكانه من الجنوب الى الشمال. ويبدأ الان حساب الارباح والخسائر وتقرير مصير حزب الله وما اذا كان بالامكان او من المفيد نزع سلاحه وكيفية نزع سلاحه ومن يقوم بنزع سلاحه هل الحكومة اللبنانية ام الجيوش المتعددة الجنسيات ام قوات الامم المتحدة. ومن سيتحمل نفقات اعمار لبنان وما جنسية الشركات التي ستنفذ الاعمار وما هو مصير المشردين من الجنوب وكيفية تعويضهم واعادتهم الى قراهم ومدنهم وبيوتهم بعد جعل جنوب لبنان منطقة عازلة بين اسرائيل ولبنان. وغير ذلك من المشاكل التي خلفتها الحرب.
واصيبت اسرائيل بالكثير من الخسائر في الارواح والاموال والسلاح واضطراب الحياة فيها وكانت مكاسبها الوحيدة الجزء الضئيل مما استطاعت احتلاله من جنوب لبنان في الايام الاخيرة. وحتى قبل انتهاء الحرب بدأت الحرب الداخلية بين الساسة فيما بينهم وبين قادة الجيش فيما بينهم وبين القيادات العسكرية والقيادات السياسية حول الحرب وضرورتها وكيفية قيادتها وفوائدها وكيفية توقفها. ثم تبدأ مشكلة تسديد نفقات الحرب وكيفية اجبار الشعب الاسرائيلي على تسديدها وكيفية تحويل ذلك الى ارباح للشركات الاسرائيلية والشركات الاميركية. الخ...
واصيبت الولايات المتحدة بخيبة امل في هذه الحرب اذ كانت تريد الاستيلاء على لبنان عن طريق اسرائيل لكي تحقق خطوة اخرى في طريق الشرق الاوسط الكبير او الشرق الاوسط الجديد. وستجري محاولات التحقيق عن طريق انهاء الحرب ما لم تحققه من الحرب بادخال القوات الجديدة الى لبنان وكيفية تحويل هذه القوات الى احتلال للبنان تطبيقا لخارطة طريق الولايات المتحدة في الاستيلاء على العالم.
كل ما جاء وغيره هو ما اسميه ان السياسة هي امتداد للحرب. لان كل ماجاء هو نتائج للحرب وكيفية حلها سياسيا وهذا امتداد لها. وليس بامكاني التنبؤ بما سيحصل في المستقبل نتيجة لكون السياسة امتدادا للحرب. ولست في صدد محاولة التنبؤ بذلك. ولكني اود ان اشير الى بعض خسائر ومكاسب اولمرت الذي قاد الحرب في مقتبل عمره السياسي.
بدأت الحرب حين اسر حزب الله جنديين اسرائيليين واعلن انه لا يطلق سراحهما الا بالتفاوض على تبادلهما مع اسرى موجودين في السجون الاسرائيلية لمدد طويلة. ولكن يبدو ان كبرياء اولمرت لم تسمح له بالتفاوض على اطلاق سراح الاسيرين ولذلك قرر ان يحررهما بالقوة العسكرية مهما كانت التضحيات. فشن حربه على لبنان معلنا انه سيحرر السجينين بالقوة واستمرت الحرب خمسة اسابيع بكل فظائعها واعلن نصر الله بهدوئه العجيب انه لو جاء الكون كله لن يستطيع تحرير الاسيرين بغير المفاوضات. وتحقق ايقاف القتال حاليا بدون ان يحقق اولمرت هدفه في تحرير الاسيرين بقوة السلاح واعلنت وزيرته الخارجية ان اسرائيل مستعدة للتفاوض في سبيل تحرير الاسيرين. وهذا يعني ان الوضع عاد الى درجة الصفروان هذه الحرب كانت فشلا ذريعا لاولمرت بهذا الصدد.
والسؤال هو هل شن اولمرت الحرب فعلا في سبيل تحرير الاسيرين؟ منذ اليوم الاول تبين ان اهداف اولمرت هي ابعد من تحرير الاسيرين. وكل الدلائل تشير الى ان الحرب كانت مقررة سلفا وكان هدفها الظاهر نزع سلاح حزب الله. والدليل على ذلك ان السفير الاميركي منح حكومة سنيورة ستة اشهر لتحقيق نزع سلاح حزب الله والا فان اميركا ستقوم بالمهمة بنفسها. ويبدو ان الاشهر الستة كانت ستنتهي في ايلول ولكن اسر الجنديين منح اسرائيل الفرصة المناسبة لبدء الحرب. واعلن اولمرت متبجحا بانه سيقضي على حزب الله وعلى حسن نصر الله شخصيا. من هذا يتضح ان الحرب كانت، استنادا الى تهديد السفير الاميركي، حربا اميركية بحتة استخدمت فيها القوات الاسرائيلية اداة لها. ويبدو ان اولمرت وعد الولايات المتحدة، استنادا الى تجارب اسرائيل السابقة في حروبها مع الدول العربية، بانه سيحقق المهمة في يومين او ثلاثة ايام. فان اسرائيل انتصرت على الدول العربية مجتمعة في خمسة ايام فهل يتطلب القضاء على الف من اعضاء حزب الله اكثر من يومين او ثلاثة؟ ولكن حزب الله برهن على انه اقوى من تلك الدول العربية مجتمعة وانه استطاع ان يقاوم القوات العسكرية العظيمة خمسة اسابيع مكبدا اياها الكثير من الخسائر ومدخلا الحرب لاول مرة الى داخل اسرائيل مما قوض حياة الشعب الاسرائيلي لمدة خمسة اسابيع. ومنذ الاسبوع الاول اصبح واضحا ان الحرب لن تستطيع ان تحقق اهداف الولايات المتحدة مما اغضب رايس واخذت تمنح اسرائيل مهلة اسبوع ثم اسبوع ثم مدة غير محدودة من اجل تحقيق اهدافها. وامتنعت الولايات المتحدة عن ايقاف القتال رغم ان عجز اسرائيل كان واضحا وكان يهمها انهاء القتال باسرع ما يمكن. ان الهدف الاساسي للولايات المتحدة هو ما اعلنت عنه رايس في الايام الاولى من الحرب حين صرحت ان هذه الحرب ستتمخض عن شرق اوسط جديد. ولذلك برهنت هذه الحرب على فشل ذريع لاولمرت وللولايات المتحدة.
في جميع الحروب الاسرائيلية السابقة كانت اسرائيل تعلن عن انتصاراتها وعن خسائرها بكل صراحة وصدق، بينما كانت الدول العربية تعلن عن انتصارات وهمية كاذبة. ولكن الاية انقلبت في هذه الحرب. فان اسرائيل هي التي اخذت تعلن عن انتصارات كاذبة وكان حسن نصر الله هو الذي يعلن عن الانتصارات والخسارئر بصراحة وصدق. وبينما سمح لوسائل الاعلام بتصوير واذاعة الاحداث على حقيقتها في لبنان فرضت اسرائيل تعتيما شديدا على وسائل الاعلام. اورد مثلا على ذلك. حين اعلنت اسرائيل ايقاف هجوماتها الجوية على البنى التحتية اللبنانية لمدة ٤٨ ساعة اوقف حزب الله ارسال الصواريخ الى اسرائيل لنفس المدة بدون ان يعلن عن ذلك. فتبجح اولمرت بانه قضى على ثلثي القوة الصاروخية البعيدة المدى لحزب الله وتبجح نائبه شمعون بيرص بان اسرائيل قضت على البنية التحتية لحزب الله قضاء تاما. وحين انتهت هذه المدة وواصلت اسرائيل غاراتها على لبنان ضاعف حزب الله عدد الصواريخ المطلقة على اسرائيل ووسع نطاق اطلاقها. وفي حديثه بعد ذلك سخر من ادعاءات اولمرت وبيرص وبين ان هجمات حزب الله هي رد فعل وانه قرر منح اسرائيل فرصة ٤٨ ساعة في نفس التوقيت وانه سيوقف اطلاق الصواريخ اذا توقفت اسرائيل عن غاراتها الجوية على لبنان. ولكن بتوش اولمرت لم يشاءا استغلال هذه الفرصة بايقاف اطلاق الصواريخ على اسرائيل بل واصلا الغارات الجوية على لبنان. واعلن حالوص متبجحا انه يفكر في ضرب بيروت العاصمة فاجابه نصر الله بهدوئه العجيب انه اذا ضرب العاصمة بيروت فان المقاومة ستضرب تل ابيب وهي قادرة على ذلك. ان اسرائيل تحولت لاول مرة من الصراحة الاعلامية الى تعتيم الاخبار وهذا فشل اخر لاولمرت.
ولكن هل كانت الحرب كلها فشل لاولمرت؟ اعتقد ان اولمرت احرز عددا من الانتصارات الباهرة في هذه الحرب.
لا يخفى على احد ان الجيش الاسرائيلي قوة عظمى هائلة بحيث انه يعتبر من اقوى الجيوش في العالم. وقد برهنت اسرائيل على ذلك في خمس حروبها السابقة مع الدول العربية. في تلك الحروب حارب الجيش الاسرائيلي حرب مواجهة جيش مع جيش بجدارة. ولكن اسرائيل في هذه الحرب حاربت اشباحا. فان حزب الله ليس له جيش منظم يقف وجها لوجه امام القوات العسكرية الاسرائيلية وانما يحارب حرب انصار. ولكن الجيش الاسرائيلي مدرب على حرب جبهوية له فيها تفوق واضح. ولكن عجز اسرائيل عن محاربة حزب الله بحرب جبهوية غير من طبيعة الجيش الاسرائيلي. فقد حول اولمرت الجيش الاسرائيلي من قوة عسكرية هائلة الى قتلة اطفال ونساء والى هدامي البيوت على سكانها المدنيين. واعتقد ان اولمرت نجح في ذلك نجاحا باهرا.
واعتقد ان اولمرت درس الهولوكوست دراسة معمقة فاراد ان يمتحن نفسه في اتقان الهولوكوست فجربه على لبنان بافظع اشكاله واثبت انه تفوق على استاذه في هذا المضمار. واعتقد ان اولمر نجح في ذلك نجاحا باهرا.
الا ان النجاح الاكبر الذي حققه اولمرت في اول تجربة في حياته السياسية كان نجاحا اخر. فقد اثبت اولمرت انه ارتفع بمدة قصيرة من عمره السياسي الى مصاف اكبر مجرمي الحرب في القرن الحادي والعشرين بوش وبلير. وهذا نجاح قد يحسده عليه كبار مجرمي الحرب الاخرين في اسرائيل وفي الولايات المتحدة وفي اوروبا. فاولمرت اليوم كسيديه بوش وبلير في عداد اكبر مجرمي الحرب في هذا القرن.
فهنيئا لك اولمرت على النجاحات التي احرزتها.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تدمير اسرائيلي الى احتلال اميركي
- هل اسرائيل تحارب الفلسطينيين وتدمر لبنان ام الولايات المتحدة ...
- التعايش السلمي بين الشعوب
- مصالحة مع صيادي الخنازير البرية
- الدعوة لحكومة علمانية خدعة كبرى للطبقة العاملة والكادحين
- قوانين المجتمع الطبيعية وكيفية نشوئها
- الفرق بين الانتقاد والكتابة عن سير الحياة
- كلمة شكر للاخ الدكتور فالح الجبار
- الحركات العمالية والاشتراكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي
- حميد عثمان ودوره في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
- جواب على رسالة انتقادية
- التناقض والانسجام بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج
- الشعار الاستراتيجي للمرحلة ومقاومة الاحتلال
- رسالة ثانية الى الاخ احمد الناصري
- التغيرات التي طرأت على الطبقة العاملة وتأثيرها السياسي
- رسالة الى الاخ احمد الناصري
- اليسار العالمي واليسار العراقي - النكسة
- اليسار العالمي واليسار العراقي
- عبادة الحزب
- التطور التكنولوجي وارباح الراسمالية


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسقيل قوجمان - مبروك اولمرت – نجحت بامتياز