أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - حول بداية ونهاية الثورة البرجوازية















المزيد.....

حول بداية ونهاية الثورة البرجوازية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1699 - 2006 / 10 / 10 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول بداية ونهاية الثورة البرجوازية
قرأت في الحوار المتمدن مقالا بالعنوان التالي:
"مهمات واقعية من أجل البدء بانطلاقة هذا التحالف الماركسى الثورى!!!!!"
عن المنظمة الماوية الثورية العراقية موقعا باسم بهار فرايت ان ابدي الملاحظات التالية:
الاخت العزيزة بهار
قرأت مقالك واتفق معك في اغلب النقاط التي وردت فيه الا انني اخالفك في العبارة التالية المقتبسة من المقال:
"وان المرحلة التى يمر العراق هى مرحلة الثورة البرجوازية والتى بدات منذو ثورة 14 تموز فى عام 1958 والى هذا الحد نحن فى هذة المرحلة, اى على القوى الحركة الشيوعية الثورية العراقية العمل فى مواصلة النضال والكفاح بخطية الفكرى والمسلح لغرض قيام بالثورة الاشتراكية واستلام السلطة ومن ثم البداية ببناء المجتمع الاشتراكى العادل"
في الحقيقة هناك بعض الابهام في العبارة ذاتها ففي البداية تقولين ان المرحلة التي يمر بها العراق حاليا هي مرحلة الثورة البرجوازية التي بدأت في ۱٤ تموز وفي اخر العبارة تقولين الكفاح لغرض القيام بالثورة الاشتراكية.
ان مرحلة الثورة البرجوازية تبدأ في الواقع منذ نشوء البرجوازية داخل المجتمع الاقطاعي اذ ان البرجوازية منذ نشوئها تعاني من التضييقات التي يفرضها عليها النظام الاقطاعي ولذلك يصبح هدفها تحقيق الثورة البرجوازية اي التخلص من النظام الاقطاعي. ويبقى هذا النضال حتى تحقيق الثورة البرجوازية وتسلم البرجوازية السلطة في حالة قيام الثورة البرجوازية بقيادة البرجوازية وليس بقيادة الطبقة العاملة.
ان تحقيق الثورة البرجوازية هو نهاية مرحلة الثورة البرجوازية وليس بدايتها. فالهدف الاساسي من الثورة البرجوازية هو تحول السلطة الاقطاعية او شبه الاقطاعية كما كان الحال في العراق الى سلطة برجوازية وهذا ما تحقق يوم ۱٤ تموز. فبمجرد استلام البرجوازية للسلطة تنتهي ثورتها ويصبح المجال امامها مفتوحا لتطورها بدون الاعاقات التي كانت تفرضها عليها السلطة الاقطاعية.
ان البرجوازية لا تحتاج عند استلامها السلطة الى تغيير جهاز الدولة تغييرا كاملا. فهي تستطيع ان تستخدم نفس الجهاز بتغيير بعض الشخصيات فيه. فالجيش والشرطة والمحاكم والوزارات وغيرها هي نفسها التي تخدم البرجوازية كما خدمت الدولة الاقطاعية او شبه الاقطاعية من قبل. ولم يعد ثمة عائق امام البرجوازية في تحقيق مصالحها الاقتصادية من الثورة. ولكن وجود الطبقة العاملة ومصلحتها في قيام الثورة البرجوازية ادى الى وجود ظاهرة اخرى هي ان الطبقة العاملة هي الاخرى وجدت ان لها مصلحة في تحقيق الثورة البرجوازية وتحت قيادتها. فنشأ تنافس بين البرجوازية والطبقة العاملة على قيادة الثورة البرجوازية.
يختلف الامر اذا قامت الثورة البرجوازية بقيادة الطبقة العاملة. ففي هذه الحالة يجري تحقيق اهداف الثورة البرجوازية تحقيقا جذريا مما لا تستطيع البرجوازية تحقيقه خوفا من الطبقة العاملة. ففي هذه الحال تكون الحكومة الناشئة حكومة العمال والفلاحين الثورية وتجري تغييرات اساسية في جهاز الدولة مما يلائم هذه الحكومة. ان اروع مثال تاريخي للثورة البرجوازية التي تتحقق بقيادة الطبقة العاملة هي الثورة الصينية التي حققت الدولة الديمقراطية الشعبية. فبدلا من جيش الحكومة الصينية اصبح جيش الثورة هو الجيش الرسمي للحكومة الجديدة وكذلك تغيرت جميع الاجهزة الادارية للحكومة الجديدة لانها لا تستطيع الاعتماد على الاجهزة القديمة.
هناك فرق بين طبيعة الثورة البرجوازية بقيادة البرجوازية وبين طبيعة الثورة البرجوازية بقيادة الطبقة العاملة. فالبرجوازية في عصرنا تخاف من تسليح الجماهير للقيام بالثورة لذا فانها تحاول ايجاد طريقة لتحقيق الثورة وانتقال السلطة بدون ثورة مسلحة. وهذا ما رأيناه يجري في العديد من الدول كالعراق ومصر مثلا. ففي هذه البلدان حققت البرجوازية ثورتها عن طريق الانقلاب العسكري. اما الطبقة العاملة فيكون تسليح الجماهير الكادحة فيها اهم مظاهر الثورة. فليس من مصلحة الطبقة العاملة ان تكون الثورة عن طريق الانقلاب العسكري. فالانقلاب العسكري يفترض بقاء الجيش القائم كقوة اساسية في الدولة الجديدة بينما في الثورة البرجوازية التي تجري بقيادة الطبقة العاملة يصبح جيش الطبقة العاملة والكادحين، جيش الثورة، هو الجيش الذي يحافظ على الدولة الجديدة. ان الانقلابات العسكرية لا تصلح لتحقيق الثورة بقيادة الطبقة العاملة لا في الثورة البرجوازية ولا في الثورة الاشتراكية.
وفي كلا الحالتين، سواء اقامت الثورة بقيادة البرجوازية ام بقيادة الطبقة العاملة فان الثورة البرجوازية تنتهي يوم نجاح الثورة وتبدأ في نفس اليوم مرحلة الثورة الاشتراكية. ولكن هذه المرحلة قد تقصر او تطول وفقا لظروف الحركة الثورية. ففي الاتحاد السوفييتي لم تستغرق مرحلة الثورة الاشتراكية سوى من شباط الى اكتوبر من نفس السنة بينما ما زالت مرحلة الثورة الاشتراكية لم تنته حتى اليوم في فرنسا التي تحققت فيها الثورة البرجوازية كذلك في ۱٤ تموز يوم سقوط الباستيل.
عند نجاح الثورة الاشتراكية تنتهي مرحلة الثورة الاشتراكية وتبدا الثورة الاشتراكية ذاتها. ان الثورة الاشتراكية هي ثورة متواصلة مستمرة. فالثورة مستمرة لانها تحقق لدى انتصارها تغيير نظام الحكم من حكم برجوازي الى حكم اشتراكي ولكنها تستلم مجتمعا راسماليا بكل معنى الكلمة وعلى الثورة ان تحوله الى مجتمع اشتراكي. صحيح ان الثورة الاشتراكية تقوم منذ اول عهدها بالاستيلاء على المرافق الاقتصادية الاساسية كالمصانع والبنوك والسكك والتجارة الخارجية. الا انها لا تستطيع منذ اليوم الاول انهاء القضاء على الطبقات المدحورة وتحقيق المجتمع الاشتراكي الذي يتطلب تطورا اقتصاديا وثقافيا هائلا. وقد استغرق هذا النضال في الاتحاد السوفييتي حوالى عشرين عاما عند اعلان الدستور الاشتراكي سنة ۱٩۳٦. ولكن النضال ضد بقايا الطبقات المستغلة يبقى ما دامت هناك في المجتمع فئات اقتصادية مختلفة اي عناصر متوسطة بتي برجوازية يحلم بعضها في استعادة النظام الراسمالي. هذا النضال يستمر ما دام المجتمع مجتمعا اشتراكيا. ولا ينتهي هذا النضال الا بانتهاء المجتمع الاشتراكي ذاته وتحوله الى مجتمع شيوعي. وما حدث في الاتحاد السوفييتي حين استولت مثل هذه العناصر على قيادة الحزب والسلطة بعد وفاة ستالين اكبر برهان على ذلك.
اما في حالة قيام الثورة البرجوازية بقيادة الطبقة العاملة وتحقق الديمقراطية الشعبية فتبدأ مرحلة الثورة الاشتراكية هي الاخرى في يوم نجاح الثورة البرجوازية. ولكن طبيعة النضال من اجل تحقيق الثورة الاشتراكية تختلف اختلافا جوهريا. فعلى حكومة العمال والفلاحين الثورية او الديمقراطية الشعبية ان تناضل من اعلى، من السلطة، مساندة النضال الثوري من القاعدة على تحقيق الثورة الاشتراكية بدون الحاجة الى ثورة مسلحة والاطاحة بنظام الحكم القائم. فالتحول من الديمقراطية الشعبية الى الاشتراكية هو من مصلحة الطبقة العاملة الحاكمة في هذه الدولة ولذلك يتحقق التحول سلميا بان تقوم دولة الديمقراطية الشعبية بازاحة البرجوازية والقضاء عليها بصورة تدريجية.
والخطر في هذه الحال يكمن في التساهل مع البرجوازية التي تحتفظ ببعض مصالحها خلال فترة الديمقراكية الشعبية. وهذا ما حدث في الصين الشعبية. فان الدولة الصينية لم تعمل على ازالة الطبقات المستغلة بل شجعتها على النمو والتقدم مما ادى الى استيلاء البرجوازية على زمام السلطة من الطبقة العاملة. لذا لم تتحقق الاشتراكية في الصين بل تحولت من حكومة العمال والفلاحين الثورية الى حكومة برجوازية كما نراها اليوم. ان الدولة الوحيدة التي نجحت في تحقيق الثورة البرجوازية بقيادة الطبقة العاملة ثم نجحت في التحول الى الاشتراكية سلميا هي حكومة البانيا بقيادة انور خوجا.
ان المرحلة التي يمر بها العراق منذ ثورة تموز هي المرحلة الاشتراكية. ولكن الحزب الذي كان من المفروض ان يميز هذا التحول، الحزب الشيوعي العراقي الذي كان برنامجه الاول ينص على المرحلتين، لم يشعر بهذا التغير وبقي يجتر نفس الشعارات التي كان يرددها قبل تحقيق الثورة البرجوازية وما زال يجترها حتى اليوم على اساس تطوير الثورة الاشتراكية الى ثورة ديمقراطية او ما شابه من الشعارات لكي يتحول الى شعار الثورة الاشتراكية. وهذا لم يؤد الا الى تدهور الحركة الثورية وتراجع حركة الطبقة العاملة تراجعا مستمرا.
هناك من يعتقد اليوم ان الاحتلال الاميركي البريطاني ادى الى عودة العراق الى مرحلة الثورة الوطنية اي الثورة البرجوازية. هذا غير صحيح. ان التغير الذي حصل بعد تحقيق الثورة البرجوازية العراقية لا يمكن ان يعود الى المرحلة السابقة. فالاقتصاد العراقي اصبح اقتصادا برجوازيا مرتبطا كل الارتباط بالسوق العالمية. قد يزداد نفوذ العناصر الاقطاعية في هذه الفترة كما نراه في مؤتمرات العشائر العراقية التي يعقدها المالكي رئيس الوزراء الحالي. ولكن هذا النفوذ يبقى ثانويا امام النفوذ البرجوازي القائم في العراق تحت حماية جيوش الاحتلال. فالبرجوازية الحاكمة تقوم بحماية بقايا الاقطاع للاستفادة منها في القضاء على حركة الطبقة العاملة وعلى مقاومة الاحتلال ولكن السلطة الاساسية تبقى للطبقة البرجوازية. فالطبقة البرجوازية العراقية هي الطبقة الاساسية الموالية للاحتلال الاميركي والسائرة في تنفيذ المصالح الاميركية في العراق. وعليه فان الحرب التحررية من الاستعمار الاميركي هي حركة مرتبطة بالثورة الاشتراكية وليس بالثورة البرجوازية. وان تحقيق قيادة المقاومة السلمية والمسلحة ضد المحتلين بالنسبة للطبقة العاملة يرتبط ارتباطا وثيقا بالثورة الاشتراكية وليس بالثورة البرجوازية. ان هدف الطبقة العاملة في هذه المرحلة يجب ان يكون قيادة مقاومة الاحتلال وتنظيم وقيادة جميع العناصر الوطنية المناهضة للاحتلال وتحقيق التحرر من الاحتلال ومن اعوان الاحتلال الذين يشكلون الطبقة البرجوازية الحاكمة اليوم واقامة حكومة عمالية ثورية تحقق التطور نحو بناء مجتمع اشتراكي. ان التحرر من الاحتلال قد لا يؤدي الى تحرر المجتمع العراقي اذا لم تأخذ الطبقة العاملة زمام قيادة المقاومة وتركت قيادة المقاومة الى فئات اخرى غير الطبقة العاملة. فقوى المقاومة التي لا تقودها الطبقة العاملة تؤدي الى انظمة حكم قد تكون اشد وطأة على الشعب العراقي حتى من الاحتلال.
عاطر تحياتي



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الى موضوع كيف يصبح الانسان ماركسيا
- حول مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي للمؤتمر الثامن
- مشاركة في الحوار حول نداء الماركسيين والاحزاب الماركسية
- أتعزيز لليونيفيل ام مسمار جحا؟
- التمييز ضد الطائفة اليهودية في العراق
- الاخ العزيز ابو نبراس العراقي
- ماذا وراء تعزيز اليونيفيل
- مبروك اولمرت – نجحت بامتياز
- من تدمير اسرائيلي الى احتلال اميركي
- هل اسرائيل تحارب الفلسطينيين وتدمر لبنان ام الولايات المتحدة ...
- التعايش السلمي بين الشعوب
- مصالحة مع صيادي الخنازير البرية
- الدعوة لحكومة علمانية خدعة كبرى للطبقة العاملة والكادحين
- قوانين المجتمع الطبيعية وكيفية نشوئها
- الفرق بين الانتقاد والكتابة عن سير الحياة
- كلمة شكر للاخ الدكتور فالح الجبار
- الحركات العمالية والاشتراكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي
- حميد عثمان ودوره في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
- جواب على رسالة انتقادية
- التناقض والانسجام بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - حول بداية ونهاية الثورة البرجوازية