أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسقيل قوجمان - ماذا وراء تعزيز اليونيفيل















المزيد.....



ماذا وراء تعزيز اليونيفيل


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في مقال سابق كتبت كما ان الحرب امتداد للسياسة فان السياسة هي الاخرى امتداد للحرب. واذا كان هذا القول صحيحا يترتب علينا ان ندرس مسار الحرب لكي نتوصل الى ادراك النتائج السياسية لهذه الحرب.
ماذا كانت اهداف هذه الحرب الاسرائيلية على لبنان التي دامت ثلاثة وثلاثين يوما؟ هل كان هدفها تحرير الجنديين الاسيرين او "المختطفين"؟ اثبتت وقائع الحرب واجمع كافة المعلقين عليها ان الهدف لم يكن تحرير الجنديين، بل اجمعت جميع الاراء على ان الحرب كانت مدروسة ومعدة قبل اسر الجنديين وبدء الحرب بمدة طويلة.
وهل كان هدف الحرب القضاء على حزب الله وعلى امينه العام حسن نصر الله؟ ان الحرب لم تحقق شيئا من هذا القبيل واثبتت وقائع الحرب ان الجيش الاسرائيلي لم يفلح في توجيه ضرباته الى حزب الله بل وجهها بالدرجة الرئيسية الى لبنان وبناها التحتية وقراها وجسورها ومصانعها وجوامعها وكنائسها ومساكنها وسكانها المدنيين من اطفال ونساء ومسنين.
اعتبر اغلب المعلقين على الحرب ومحلليها ان الحرب لم تكن حربا اسرائيلية على لبنان بل كانت حربا بالوكالة، حربا اميركية استخدم فيها الجيش الاسرائيلي كمرتزقة للولايات المتحدة واستهلكت فيها اقدم واحدث اسلحة الدمار الشامل الاميكية وخرها الاف القنابل العنقودية التي القيت في الساعات الاخيرة قبل وقف القتال. ومن هذا يمكن الاستنتاج بان هدف الحرب الحقيقي كان اخضاع لبنان للولايات المتحدة عسكريا وسياسيا واقتصاديا، اي ان الحرب على لبنان كانت جزءا لا يتجزأ من الحرب العالمية التي اعلنتها الولايات المتحدة منذ الحادي عشر من ايلول ٢٠٠١. ان الهدف الحقيقي من الحرب كان الاستيلاء على لبنان كما جرى الاستيلاء على افغانستان والعراق وفقا لخارطة طريق الولايات المتحدة للاستيلاء على العالم. ومع ذلك بقيت الحرب في ظاهرها حربا بين اسرائيل وبين المقاومة اللبنانية التي مارسها حزب الله والعديد من المنظمات المتحالفة معه. ويبدو ان التركيز على البنى التحتية وعلى الاهداف المدنية كان مقصودا لغرض تحريض الشعب اللبناني على المقاومة او تحريض السنة والمسيحيين على الشيعة باعتبار حزب الله شيعيا. وعليه علينا قبل كل شيء ان نستعرض ارباح وخسائر الجيش الاسرائيلي وارباح وخسائر حزب الله باعتبارهما القوتين الرئيسيتين في هذه الحرب.
شنت اسرائيل الحرب على لبنان وكأنها رد فعل لاسر الجنديين الاسرائيليين. ولم يفصح القادة الاسرائيليون ابدا عن هدفهم الحقيقي من الحرب، هدف تحقيق اخضاع لبنان للولايات المتحدة الاميركية. ولذلك تعددت اهداف السياسيين الاسرائيليين المعلنة المتوخاة من الحرب لخدع الجيش الاسرائيلي والشعب الاسرائيلي. فظهرت شعارات مثل نزع سلاح حزب الله والقضاء على حزب الله والقضاء على امين عام حزب الله حسن نصر الله والقضاء على البنى التحتية لحزب الله والقضاء على القدرة الصاروخية لحزب الله والاستيلاء على حزام امني يصل الى الليطاني وابعاد حزب الله عن الحدود الاسرائيلية الى شمال الليطاني الى اخر ذلك من الشعارات التي تغيرت بتغير مسار الحرب مع حزب الله.
يبدو ان القادة الاسرائيليين، استنادا الى تجاربهم في الحروب السابقة، وعدوا الولايات المتحدة بحرب سهلة ينجزونها في ثلاثة ايام تكون نزهة ممتعة للجيش الاسرائيلي المعروف بتفوقه العسكري الذي لا مثيل له في الشرق الاوسط. ولكن الحرب بدأت منذ اللحظة الاولى حربا مدمرة للبنان ولبناه التحتية وجميع مؤسساته المدنية طبقا للخطة المناسبة لتحقيق الهدف الحقيقي غير المعلن لهذه الحرب. اما مسار الحرب فقد اثبت شيئا جديدا لم تألفه اسرائيل طوال تاريخها وفي جميع حروبها المتكررة مع الدول العربية. اثبت مسار الحرب ان هناك قوة اخرى تقاوم حربها وسلاحها. مقاومة غير منظورة، حرب عصابات لا يرى الجيش الاسرائيلي فيها عدوه لانه عدو اشباح لا يعلم الجيش الاسرائيلي من اين يظهر وكيف يضرب ضرباته وكيف يتحاشى ضربات الجيش الاسرائيلي المتفوق عليه بسلاحه وباعداده ومعداته. ومنذ الايام الاولى للحرب ظهر للقيادة الاسرائيلية واضحا انها لا تستطيع ان تقهر هذه المقاومة مهما تفوقت عليها بالسلاح والمعدات. ولولا الهدف الحقيقي الذي كان على الحرب ان تحققه لما واصلت اسرائيل الحرب طوال ثلاثة وثلاثين يوما. ولكن اصرار الولايات المتحدة على استمرار اسرائيل في الحرب هو الذي اطال امد الحرب وقد كان اليومان الاخيران من هذه الحرب اكبر برهان على ذلك. فرغم ان الجيش الاسرائيلي فشل في التوغل البري في الاراضي اللبنانية طيلة ايام الحرب، ورغم صدور قرار مجلس الامن ۱٧۰۱ قررت الحكومة الاسرائيلية، او بالاحرى الادارة الاميركية، توسيع الهجوم البري لغرض الوصول الى الليطاني وتحقيق الحزام الامني. لقد انذر حسن نصرالله الحكومة الاسرائيلية حول مغبة توسيع الهجوم حين قال لهم اهلا بكم في لبنان ولكننا سنجعل ارض لبنان مقبرة لكم. كان على الحكومة والجيش الاسرائيليين ان يصدقا حسن نصر الله لانه صدق في كل ما قاله اثناء الحرب ولكن الضغط الاميركي اعماهما عن ذلك فكان اليوم الذي جعل من ارض لبنان مقبرة الدبابات الاسرائيلية حين احرقت ۳٧ دبابة في يوم واحد. ولكن وقف الاعمال العدائية وقع فعلا حين كان الجيش الاسرائيلي يحتل بعض المواقع الحدودية التي اصبحت موضع نقاش بعد الحرب. هل ينسحب الجيش الاسرائيلي ومتى ينسحب وما هي شروطه للانسحاب. وهذا كان هدف الادارة الاميركية من الاصرار على توسيع الهجوم البري في اليومين الاخيرين.
توقفت الحرب بالموعد المقرر لها واخذ كل طرف في الحرب يحصي خسائره وارباحه. ويبدو ان وزير الدفاع الاسرائيلي ملاكم او من هواة الملاكمة اذ اعلن انه انتصر على حزب الله بالنقاط وانه في الجولة القادمة سيصرعه بالضربة القاضية. فهل فعلا انتصر بيريتس على حزب الله بالنقاط؟ ان الاجابة على هذا السؤال تختلف باختلاف طريقة احصاء النقاط. فاذا احصينا النقاط بعدد القتلى من المدنيين الاطفال والنساء والمسنين من اللبنانيين ومن الاسرائيلينن نجد ان بيريتس انتصر فعلا بالنقاط على حزب الله. لان عدد ضحايا الحرب الاسرائيلية من اللبنانيين لا يقاس بعدد الضحايا من الاسرائيليين. واذا احصينا النقاط بمقدار الدمار الذي اصاب لبنان عن طريق الهجوم الجوي والبري والبحري وعن طريق الصواريخ الذكية والحمقاء والقنابل العنقودية الاميركية بالمقارنة مع مقدار الدمار الذي اصاب اسرائيل من اطلاق صواريخ حزب الله فان بيريتس انتصر حقا بالنقاط على حزب الله.
ولكننا اذا احصينا الارباح والخسائر سياسيا واجتماعيا تتبدل الاية وتنقلب مقاييس الانتصار والانكسار. فالجيش الاسرائيلي لم يحقق خلال ثلاثة وثلاثين يوما ايا من اهدافه المعلنة وبهذا خسر نقاطا عديدة. والجيش الاسرائيلي تحول من جيش مقاتل قوي الى جيش قتلة اطفال ونساء ومدمر للمساكن على سكانها وبهذا خسر نقاطا عديدة. والحكومة الاسرائيلية اضطرت الى سلوك سياسة الكذب وسياسة التعميم على نتائج الحرب وبهذا خسرت نقاطا عديدة. والاهم من ذلك خسرت الحكومة ثقة الجيش الاسرائيلي. ان الجيش الاسرائيلي يختلف عن الكثير من جيوش العالم بانه جيش من المثقفين. فالشابة والشاب الاسرائيليان يلتحقان بالخدمة الالزامية بعد انهاء الدراسة الثانوية وقلما يوجد بين الشباب الاسرائيلي من لا يكمل الدراسة الثانوية. وتتاح للجندية او الجندي المكلف اثناء خدمته تعلم مهن ودخول دورات تعليمية مختلفة. واغلب الشباب يواصلون دراساتهم الجامعية بعد انهاء الخدمة الالزامية. فحين يدعى الاحتياط في الجيش الاسرائيلي يعني انه يدعو اشخاصا مثقفين ومنهم اساتذة جامعات وطلاب جامعيين وموظفين كبارا في الدولة وفي الشركات الكبرى واصحاب مشاريع تجارية وعلمية خاصة ومهندسين ومحامين واطباء واشخاصا متزوجين ولهم اطفالهم وعوائلهم. استطاعت الحكومات المتعاقبة ان تسيطر على مثل هذا الجيش المثقف بشطف الدماغ الذي مارسته والادعاء بان حروبها هي للدفاع عن اسرائيل وتحقيق الامن للسكان الاسرائيليين. ولكن الحرب المتواصلة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة منذ ۱٩٦٧ جعلت الشباب الاسرائيلي يقضي جل عمره حاملا للسلاح يحارب في ارض ليست ارضه وضد اطفال الحجارة الذين يقاومونه او ضد المدنيين النائمين في بيوتهم. فجاءت هذه الحرب على لبنان لتهدم ثقة الجيش المكلف والاحتياطي بالحكومة الاسرائيلية. وبهذا خسرت الحكومة الاسرائيلية نقاطا عديدة. لا اتناول هنا الخسائر المادية التي تكبدها الشعب الاسرائيلي من النفقات الاسطورية التي تطلبتها هذه الحرب التي لم يألف الجيش الاسرائيلي مثلها حيث خسر العديد من الياته الحربية البرية والبحرية وتكاليف الغزو الجوي والقنابل والصواريخ وغيرها من الاسلحة التي تكلف اموالا طائلة. ان الشعب الاسرائيلي في الجيل الحالي والاجيال القادمة هم الذين يدفعون هذه النفقات الاسطورية. بهذا المقياس خسرت الحكومة الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي الكثير من النقاط تجاه حزب الله اذا لم نقل انهما سقطا بالضربة القاضية. هذا هو المسار الذي سلكته الحكومة الاسرائيلية وسلكه الجيش الاسرائيلي وتحمله الشعب الاسرائيلي في مسار هذه الحرب.
فكيف كان مسار الحرب بالنسبة للجانب الثاني المباشر من الحرب، حزب الله والمقاومة اللبنانية؟ ان حزب الله كبد اسرائيل خسائر في الارواح والعتاد وصمد امامها في اطول حرب خاضتها اسرائيل في تاريخها الحافل بالحروب. وخرج حزب الله كامل القوى لم تصدعه تلك الحرب الطويلة القاسية. وبهذا حصل حزب الله "في الملاكمة" على نقاط عديدة. استطاع حزب الله لاول مرة ادخال الحرب الى اعماق اسرائيل وكبدها خسائر مادية ومعنوية ومالية وسياحية كثيرة. واضطر مليون من الشعب الاسرائيلي الى العيش في الملاجئ طوال فترة الحرب وهاجر جمهور غفير اخر من شمال اسرائيل الى مواقع اكثر امنا وتوقفت الحياة الاقتصادية في اسرائيل على مدى الحرب. وبهذا حقق حزب الله نقاطا عديدة. كان من اهداف الهجوم الاسرائيلي على لبنان وتدميرها تحريض اللبنانيين على حزب الله فكانت نتيجة الحرب اتحاد الشعب اللبناني كله حول حزب الله فعزز من مكانة حزب الله والمقاومة اللبنانية لدى الشعب اللبناني. وبهذا حقق حزب الله نقاطا عديدة. ارادت الولايات المتحدة واسرائيل من ورائها تحريض الشعوب العربية والاسلامية وحتى الشعوب الاوروبية والشعب الاميركي ضد حزب الله باعتباره منظمة ارهابية فكانت النتيجة ان ارتفع اسم حزب الله عاليا في جميع البلدان العربية والاسلامية وفي جميع البلدان الاوروبية وحتى في الولايات المتحدة. حتى مراجع وعلماء السنة في جميع البلدان العربية والاسلامية ساندوا وايدوا حزب الله الشيعي. وبهذا حقق حزب الله نقاطا عديدة. ان الملاكم بيريتس في الواقع خسر جميع النقاط في ملاكمته مع حزب الله. هذا هو المسار الحربي من جانب حزب الله.
اضافة الى الطرفين المتحاربين الرئيسيين في هذه الحرب، الطرف الاسرائيلي وطرف حزب الله اشترك في الحرب اشتراكا غير مباشر طرفان اخران هما الولايات المتحدة الاميركية والحكومة اللبنانية.
كانت الولايات المتحدة منذ اليوم الاول من الحرب واثقة من الانتصار معتمدة على الترسانة الحربية الاسرائيلية التي اثبتت جدارتها في جميع الحروب السابقة. وقد ظهر ذلك واضحا في الايام الاولى من الحرب حين اعلنت كوندوليزا رايس ان هذه الحرب تتمخض عن نشوء شرق اوسط جديد. ولكن رايس اصيبت بالخيبة من مسار الحرب ومنحت المهلة بعد المهلة للحكومة الاسرائيلية لكي تحقق اهداف الحرب الاميركية الحقيقية غير المعلنة مستخدمة سلطاتها على المنظمة الدولية لمنع اتخاذ قرار في مجلس الامن لايقاف القتال. ولم توافق على اتخاذ القرار ۱٧۰۱ الا بعد ان عجز الجيش الاسرائيلي نهائيا عن تحقيق هدفها. خرجت الولايات المتحدة خاسرة من المسار الحربي لهذه الحرب.
والطرف الرابع في هذه الحرب هو الحكومة اللبنانية وجيشها. اثبتت الحرب ان هذه الحكومة وهذا الجيش لم يكن قادرا على التصدي او المقاومة ولو ساعة واحدة امام هذا الجيش الاسرائيلي الجبار. وفي الايام الاولى من الحرب اعلن بعض قادة الحكومة تنصلهم من هذه الحرب والقاء اللوم على حزب الله الذي كان السبب في اندلاع الحرب. وحين تطورت الامور وسارت الحرب لصالح حزب الله والمقاومة تحرك بعض القادة الوطنيين حقا لمساندة المقاومة وتمجيدها وبقي السادة المعارضون للمقاومة والمساندون للاهداف الاميركية ملازمين للصمت او فضلوا ترك لبنان والتجول في ارجاء العالم وحتى القيام بالمؤامرات لما بعد الحرب. ولم تظهر اصواتهم جلية واضحة الا بعد اتخاذ قرار مجلس الامن فعلت اصواتهم في الدعوة للدولة اللبنانية ولضرورة سيادة الدولة ومنع وجود دولة داخل دولة والى ضرورة نزع سلاح حزب الله وانتشار الجيش اللبناني على الحدود الاسرائيلية اللبنانية وغير ذلك من الاهداف التي لا تخدم سوى الاهداف الاميركية في لبنان.
هذا هو دور كل عنصر من العناصر الاربعة الرئيسية في هذه الحرب. ولا داعي في هذا المجال الى التطرق الى الادوار الثانوية التي ساهمت بطريقة او اخرى في مسار الحرب مثل مواقف الدول العربية ومواقف الشعوب العربية ودور الدول الاوروبية والدول الصناعية الكبرى الثمان والدول الاسلامية ودور شعوب العالم في مساندة لبنان والمطالبة بانهاء الحرب التي جرت في معظم بلدان العالم بما فيها البلدان الاوروبية وحتى في الولايات المتحدة.
بعد هذا العرض الموجز لمسار الحرب ودور كل مساهم فيها نستطيع الان ان نتتبع النتائج السياسية المتوخاة مما بعد الحرب. وهنا علينا ان نتتبع الاهداف السياسية لكل من هؤلاء المساهمين الاربعة في هذه الحرب. فكل طرف من هذه الاطراف يحاول الاستفادة من نتائجها من اجل تحقيق مصالحه.
فور ايقاف القتال اعلن كل القادة الاساسيين في اسرائيل عن نصرهم في الجولة الاولى وعن انتصارهم الاكبر في الجولة القادمة. فاعلن اولمرت عن مواصلة الحرب ضد حزب الله في كل زمان ومكان وبشر الجيش الاسرائيلي والشعب الاسرائيلي بالجولة القادمة واعلن شمعون بيرص ان قرار ۱٧۰۱ حقق مطالب اسرائيل واعلن وزير الدفاع بيريس عن الانتصار على حزب الله بالنقاط وعن انتصاره في الجولة القادمة بالضربة القاضية. واعلن اولمرت انه سيزيد ميزانية القوات المسلحة وكأن سبب الفشل كان الميزانية المخصصة لها. واخيرا اعلن اولمرت انه لم يكن في الحرب يقصد القضاء على حزب الله وانما كان يهدف الى نشر الجيش اللبناني على الحدود الاسرائيلية وقد تحققت اهدافه. لا استطيع الاجابة على كل ذلك باحسن مما اجاب عليها احد المتظاهرين من الجنود والضباط مطالبين باسقاط اولمرت ووزير دفاعه ورئيس الاركان حالوص حيث جاء باللغة العبرية "كفا كذبا".
ان الواقع الاسرائيلي الحقيقي هو ان الحكومة الحالية خسرت ثقة الجنود والضباط بسبب خداعها وسوء معاملتها وما مارسته من كذب وتعتيم على ما وقع لهم. الواقع الاسرائيلي هو ان حياة هؤلاء الساسة والقادة معرضة للخطر. ان همهم الاول والاساسي هو المحافظة على مستقبلهم السياسي والعسكري امام غضب وتمرد الجنود والضباط وغضب الشعب الاسرائيلي. همهم الاساسي الابقاء على حزب قديما من الانهيار (يسمونه كديما لان اليهود الاوروبيين غير كادرين على النطق بالقاف والصاد وغيرهما كما كان ينطق بها اليهود الساميون الاصيلون).
هل تستطيع اسرائيل شن الجولة الثانية التي يبشرون بها؟ لا شك ان اسرائيل بطبيعتها المألوفة ستعمل على اعداد نفسها لجولة جديدة تحاول ان تعيد بها الكيان الذي خسرته في هذه الحرب. ولكن ما يقف في وجهها حاليا هو ضرورة استعادة ثقة جيشها وضباطها وثقة الشعب الاسرائيلي عموما. وهذا يتطلب وقتا طويلا من شطف الدماغ يبدأ في شطف ادمغة الاطفال في المدارس الابتدائية. ولكن مهما استطاعت الحكومات الاسرائيلية القادمة ان تحقق ذلك فانها تحسب الف حساب لحرب قد يكون مثل حزب الله او ما يماثله في الحرب. ان الحديث عن الجولة القادمة حاليا هو للاستهلاك المحلي وهو اضغاث احلام.
ولكن كل هذا لا يعني ان اسرائيل لم تحقق شيئا في هذه الحرب. لقد حققت جزءا مما كانت الولايات المتحدة تريد منها تحقيقه في الحرب. فقد انتهت الحرب والجيش الاسرائيلي يرابط في بعض المواقع الحدودية واصبح بامكانهم التحدث عن سحب الجيش وشروط سحبه وموعد سحبه وكأن وجود هذا الجيش المنكسر له اهميته في ظروف ما بعد الحرب. وفجأة اظهرت اسرائيل حرصها على مصالح الدولة اللبنانية والجيش اللبناني واصبحت رائدة في تحقيق السيطرة الكاملة للدولة اللبنانية على لبنان وفي تحقيق سيادة الجيش اللبناني على جميع البلاد. وهذا هو اهم خطوة في اعداد الجولة القادمة لان الجيش اللبناني مهما تقدم ومهما استطاع ان يسلح نفسه باحدث الاسلحة لا يستطيع الصمود امام الجيش الاسرائيلي في حرب جبهوية. ان الوضع الاسرائيلي سيبقى محبطا لفترة طويلة ولو كانت اية حكومة اسرائيلية تريد الحياة الامنة فعلا فعليها ان تتمرد اولا على الولايات المتحدة واذذاك يمكنها ان تلبي المطالب العربية والفلسطينية وتضمن العيش بسلام. ولكن هذا بعيد الاحتمال حاليا خصوصا بعد الجرائم الحربية التي اقترفوها بأمر من الولايات المتحدة في لبنان وما زالوا يقترفونها في فلسطين.
فما هو الوضع بالنسبة لحزب الله؟ لقد خرج حزب الله من الحرب منتصرا اعظم انتصار. فهدف حزب الله هو الدفاع عن لبنان وتحرير جميع الاراضي اللبنانية المحتلة وتحرير الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية. اي ان حزب الله لم يكن يهدف الى التغلب على اسرائيل بالضربة القاضية. ان حزب الله لم ينتصر لحيازته على الصواريخ التي استطاعت ان تقوض اوضاع اسرائيل في الداخل وتدمر دبابات اسرائيل في الاراضي اللبناية وحسب وانما انتصر لانه موجود في احضان الشعب اللبناني. كان من اهم الانتصارات التي حققها حزب الله في الحرب تحقيق وحدة الشعب اللبناني بكافة طوائفه وتأييده وتمجيده للمقاومة التي استطاعت لاول مرة صد اسرائيل والصمود في وجهها. لقد نال حزب الله حب وتقدير كافة الشعوب العربية والاسلامية وحتى شعوب الدول الامريالية ذاتها. لقد نجح حزب الله بايقاظ الشعوب العربية من سباتها. لقد نجح حزب الله في كشف وفضح الدول العربية المساندة لاسرائيل والمشجعة لها على الحرب ضد حزب الله. لقد حقق حزب الله انتصارا اسطوريا في تاريخ الشعوب العربية. وفور توقف القتال بادر حزب الله قبل تحرك الحكومة اللبنانية الى التبرع بما وعد الشعب اللبناني به من اعادة تعمير المساكن المدمرة وتعويض سكانها بمبالغ تكفل لهم العيش الكريم في فترة انتظار تحقيق ذلك.
ولكن حزب الله يجابه الان حربا غير مسلحة قد تكون افظع من الحرب المسلحة. فالولايات المتحدة لم تتخل عن اهدافها في السيطرة على لبنان عسكريا واقتصاديا وسياسيا ضمن مشروعها الشرق اوسطي الجديد. والولايات المتحدة تساندها جميع الدول الامبريالية وبعض الدول العربية تعمل على استغلال ايقاف القتال من اجل تحقيق اهدافها. والاخطر من كل ذلك هو ان حزب الله يجابه قوى سياسية محلية تتفق مضالحها ومصالح الامبريالية الاميركية والدولية. وقد رأينا ان اصوات مثل هؤلاء التي سكتت خلال الحرب لكي تطلق اصواتها فور اعلان وقف النار. وظهر شعار فرض السيادة الكاملة للدولة اللبنانية على جميع البلاد وشعار وجود كل السلاح لدى الدولة وتحقيق سيطرة الجيش اللبناني على لبنان. ان حزب الله يجابه معركة ضارية للصمود امام هذه الحملات الغادرة عليه.
وظهر حسن نصر الله ليعلن موقفه من هذه الحرب غير المسلحة. لقد اعلن ان الحكومة الحالية ليست الحكومة التي تستطيع ان تسيطر على لبنان لان الحرب اثبتت وحدة الشعب اللبناني وان الحكومة القادمة يجب ان تكون حكومة وحدة وطنية لا حكومة محاصصة كما هو الحال في الحكومة الحالية. اعلن ان مهمة حزب الله هي تحرير الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي ولذلك فحزب الله باق ما دام شبر من الاراضي اللبنانية محتلا من قبل اسرائيل. واعلن ان الجيش اللبناني لكي يستطيع القيام بمهمة الدفاع عن لبنان يجب ان يكون جيشا قويا والهدف الحالي هو تقوية الجيش اللبناني وتسليحه باحدث الاسلحة من اجل القيام بمهامه الوطنية. ولا يمكن الحديث عن نزع سلاح حزب الله قبل تحقيق هدف حكومة وحدة وطنية تستند الى وحدة الشعب اللبناني التي تحققت اثناء هذه الحرب وتحقيق تقوية الجيش اللبناني بحيث يستطيع انجاز مهمة الدفاع عن لبنان. نتمنى لحزب الله النصر في هذه الحرب غير المسلحة كما انتصر في الحرب المسلحة.
ان الخطر الاكبر الذي يهدد لبنان ودولتها وحكومتها وشعبها ومقاومتها هو خطر القوات المعززة لليونيفيل. صحيح ان الرفض اللبناني لمشروع القرار الفرنسي الاميركي الاول افلح في التخفيف من ظلم واجحاف القرار ۱٧۰۱ ولكن جميع المحللين للقرار بمن فيهم الحكومة اللبنانية يعترفون باجحاف القرار الحالي وبتحيزه للولايات المتحدة واسرائيل. ولكن من هي القوات التي ستعزز اليونيفيل وما هي صلاحياتها؟ ان القوات التي تعزز اليونيفيل هي نفس القوات التي كانت ستعززها لو اتخذ القرار الفرنسي الاميركي الاول. وفرنسا نفسها ستكون على الاقل حتى السنة القادمة قائدة هذه القوات وهي ستقودها بنفس العقلية الفرنسية الاميركية بصرف النظر عن محتوى القرار.
ما هو هدف قوات التعزيز حسبما جاء على لسان الحكومة الفرنسية؟ انه مساعدة الدولة اللبنانية على استعادة سلطتها. من الذي سلب الدولة اللبنانية سلطتها؟ واضح لدى كل انسان لا ينظر الى الامور نظرة امبريالية ان اسرائيل بحربها هي التي سلبت سلطة الدولة اللبنانية في حربها وما بعد الحرب الى يومنا هذا حيث ما زالت تحتل جزءا من الاراضي اللبنانية وما تزال تفرض حصارها العسكري والاقتصادي والسياسي على لبنان باسطولها البحري وهي التي تخترق الاجواء اللبنانية بطائراتها. فهل ستقوم القوات المعززة لليونيفيل باعادة السلطة المسلوبة الى الدولة اللبنانية؟ هذا لا يدخل في مهام قوات اليونيفيل الجديدة. وهل ستقوم هذه القوات بحماية لبنان من هجوم اسرائيلي في المستقبل؟ هذا ليس من مهمات قوات اليونيفيل الجديدة اذ اعلن ان هذه القوات تبقى على الحياد في حالة وقوع مثل هذا الهجوم.
فممن تستعيد هذه القوات سلطة الدولة اللبنانية؟ لا شك انها تعمل على استعادتها من المقاومة اللبنانية، من حزب الله. فهل حزب الله هو الذي استلب السلطة من الدولة اللبنانية؟ لا يستطيع ان يفكر بذلك الا من يفكر بعقلية امبريالية ومنهم الكثير حتى في داخل لبنان. ولكن الشعب اللبناني بجميع طوائفه ومذاهبه اجمع في هذه الحرب ان حزب الله والمقاومة هي التي اعادت للدولة اللبنانية سيادتها ولولا المقاومة لما استطاعت الدولة اللبنانية ان تقاوم الاحتلال الاميركي الاسرائيلي ساعة واحدة وليس ثلاثة وثلاثين يوما. ان حرص اسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي على سيادة الدولة اللبنانية هو حرصها على خلاصها من حزب الله والمقاومة اللبنانية مما يفسح لها المجال في تحقيق كامل اهدافها في لبنان.
ومن اهداف قوات اليونيفيل المعلنة مساعدة الجيش اللبناني على فرض سيطرته على كامل الاراضي اللبنانية فيما عدا الاراضي التي تحتلها اسرائيل طبعا. كيف تستطيع قوات اليونيفيل مساعدة الجيش اللبناني على فرض سيطرته على لبنان؟ هل ستقوم قوات اليونيفيل بتجهيز الجيش اللبناني باحدث الاسلحة المتطورة لتجعل بامكانه ان يدافع عن الاراضي اللبنانية تجاه اي عدوان في المستقبل؟ لا اعتقد ان هذه القوات تهدف الى اي شيء من هذا القبيل. ومهما استطاعت الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية ان تطور اسلحة الجيش اللبناني هل يستطيع الجيش اللبناني ان يصمد في حرب جبهوية امام الجيش الاسرائيلي او الجيش الاميركي؟ هنا ايضا لا يتضمن شعار اليونيفيل سوى القضاء على حزب الله والمقاومة اللبنانية.
اشار كوفي عنان ان ليس من مهام اليونيفيل نزع سلاح حزب الله ولكنه في الوقت ذاته تحدث عن منطقة جنوبية منزوعة السلاح في لبنان. واعلن ان على حزب الله ان يسلم الاسيرين الاسرائيليين بدون شروط بالضبط كما هو مطلب اولمرت الذي اعلن امس مع كوفي عنان عن حبه للحكومة اللبنانية ورغبته في التفاوض المباشر معها. وطلب كوفي عنان من اولمرت انهاء الحصار على لبنان الذي اعتبره اهانة للبنان ولكن اولمرت لم يعره اذنا صاغية واصر على ابقاء الحصار. فهل لكوفي عنان قدرة على تحدي الولايات المتحدة او اسرائيل بصفته الامين العام لاكبر هيئة دولية في التاريخ؟ لا اعتقد ذلك اذ ليس كوفي عنان سوى موظف في الادارة الاميركية. فلو كان بامكانه ان يتحدى الولايات المتحدة لافلح في ادانة اسرائيل عن قتل موظفيه في اليونيفيل.
ان الخطر الاساسي الكامن في قوات تعزيز اليونيفيل هو العمل على تحقيق الهدف الاساسي من الحرب على لبنان، هدف السيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية على لبنان وفقا لخارطة الطريق الاميركية في الاستيلاء على العالم. خطر تحقيق الاهداف الاميركية في تحقيق الشرق الاوسط الجديد "سلميا" بعد ان فشلت في تحقيقه حربيا.
كما ان حزب الله والمقاومة اللبنانية اثبتت انها القوة الوحيدة القادرة على الصمود في وجه العدوان والانتصار عليه، كذلك تشكل المقاومة اللبنانية وحزب الله القوة الاساسية في المحافظة على الانتصار ومنع تحول قوات اليونيفيل الى قوات استعمارية اميركية في لبنان. وان قوات اليونيفيل تحسب الف حساب للتصادم مع حزب الله استنادا الى الهزيمة التي ال اليها الهجوم الاسرائيلي على لبنان. ان المقاومة هي السند الرئيسي للجيش اللبناني وهي السند الرئيسي لسيادة الدولة اللبنانية والسند الرئيسي لعدم تحول الحكومة اللبنانية الى حكومة موالية للامبريالية الاميركية ولعدم تحول لبنان العربي الى لبنان اميركي او لبنان اسرائيلي. وقد ظهر من كلمات حسن نصر الله في مقابلته الاخيرة ان المقاومة واعية جدا لهذا الخطر ومستعدة كل الاستعداد لمقاومة اي سياسة ترمي الى تحول لبنان الى لبنان اميركي او لبنان اسرائيلي. اتمنى لحزب الله الانتصار في هذه المعركة السياسية غير المسلحة كما انتصر في المعركة القتالية المسلحة.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك اولمرت – نجحت بامتياز
- من تدمير اسرائيلي الى احتلال اميركي
- هل اسرائيل تحارب الفلسطينيين وتدمر لبنان ام الولايات المتحدة ...
- التعايش السلمي بين الشعوب
- مصالحة مع صيادي الخنازير البرية
- الدعوة لحكومة علمانية خدعة كبرى للطبقة العاملة والكادحين
- قوانين المجتمع الطبيعية وكيفية نشوئها
- الفرق بين الانتقاد والكتابة عن سير الحياة
- كلمة شكر للاخ الدكتور فالح الجبار
- الحركات العمالية والاشتراكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي
- حميد عثمان ودوره في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
- جواب على رسالة انتقادية
- التناقض والانسجام بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج
- الشعار الاستراتيجي للمرحلة ومقاومة الاحتلال
- رسالة ثانية الى الاخ احمد الناصري
- التغيرات التي طرأت على الطبقة العاملة وتأثيرها السياسي
- رسالة الى الاخ احمد الناصري
- اليسار العالمي واليسار العراقي - النكسة
- اليسار العالمي واليسار العراقي
- عبادة الحزب


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسقيل قوجمان - ماذا وراء تعزيز اليونيفيل