أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - الرسول














المزيد.....

الرسول


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7622 - 2023 / 5 / 25 - 16:21
المحور: الادب والفن
    


زائري هذا الصباح كان مختلفًا، غير متوقع، لم يطرق باب المنزل و لم يستخدم النوافذ مع أنها كانت مشرعة.
استقبلته بالرضا هذه المرة وابتسامة عريضة، حق الضيف علينا أن نفعل ذلك، أشرت إلى مكان الكرسي الهزاز وأخبرته بإمكانه الجلوس عليه.
جلس ضيفي بعباءتهِ السوداء. اعترف، لم يكن ودودًا، لم اهتم، فمهمة الرسول إيصال الرسائل فقط.
شعرت بالضيق منه، في نفسي أعرف أن التذمر سيصعب الأمر عليّ، يزيد شعور القلق الذي بدأ ينمو داخلي ويضخم من حجم خوفي، خوفي غير المبرر من كل شيء، حاولتُ الهرب ، تساءلتُ بعد هنيهة: متى كان الهرب حلا؟
شعرتُ بحكمة الرسول كأنني أقابله لأولِ مرة، لذلك لم أقاومه، لم أعترض ولن أختبئ مع أن شحنات من العواطف ذبذباتها قادمة من أزمان قديمة قد بدأت تجتاحني وتملأ وجهي بالعرق.
مرتْ دقائق خلتها زمن بأكمله، يا لهذا الزمن الذي يتخذ الوانًا مختلفة! .. فعند الخوف يصبح كلون الدخان وعند الفرح يتحول إلى ضوء!
نظرتُ ثانية إليهِ، هل أقتله كما أفعل في كل مرة يزورني بها ؟ أعرف أن هذا السؤال غبيًا، فكلما قتلته عاد أشد قوة وأكثر وحشية، بعد كل قتلة يعود شامخًا هازئًا مني.
سألته وأنا أحاول التحلي بالهدوء:
- ماذا تريد؟
- ثمة رسائل لكِ عندي.
- لا أريدها! قلت له وصوتي بدأ يرتجف.
- لا تكوني غبية كالمرات السابقة! سكت لحظة ثم استأنف بسرعة:
- اقرأيها، تمعني فيما ورد فيها.
سألته:
- من أرسلها؟
أجابني بينما جسدهُ يحرك بقوة الكرسي الهزاز ومعه الكون يتحرك.
- لا أعلم، أنا رسول فقط.
اقتربت منه ، أخذت الرسائل وفككت الشرائط السوداء التي تلفها، قرأت العناوين .. الأولى كانت من ذكريات الطفولة والثانية من الأسى وأخرى من أفكاري المجنونة ورابعة من أحكامي على الناس وخامسة من الأحزان التي نسجتها قميصًا ولبستها طوال عمري وسادسة من الحب الذي أبحث عنه.
عناوين كثيرة تربك الحياة التي أعيشها والغريب أن بعضها من الماضي و الآخر من المستقبل .. أما الأخيرة كانت من الآن .
قَبلتُ الرسائل وقبّلتها .. ضممتها إلى صدري، شعرت بوهج ينبعث من ذاتي، من إدراكي لوجودي وكأنني كنت مسافرة وقدمت للتو من حلم مظلم. أغمضت عينيّ وأخذت نفسًا عميقًا لألتحم مع جزء مني كان مفقودًا.

فتحت عيني والتفت إلى الرسول لأشكره .. كان الكرسي فارغًا لكنه ما يزال يهتز .



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غائم جزئي
- ما دمنا
- في الطريق
- أنا لست قصتي
- رذاذ زهرة الأوركيد
- أنا وفوز حمزة ورمضان
- المرأة التي لا تشبهني
- ملكة الجبال
- بنكهة الكاكاو
- هاتف نقال
- نجمة الحب
- مهمة في قطار
- حين يصمت المغيب
- حدث في البنك
- البوابة
- اعتراف
- لعبة في الوطن
- نوافذ الكلمات
- كان لدي صباح لأجلكِ
- حفلة شواء


المزيد.....




- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...
- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - الرسول