|
اصرار : قصة قصيرة
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 7615 - 2023 / 5 / 18 - 09:20
المحور:
الادب والفن
إصرار
كلمات التحدي ما زالت تؤرقها ، لم تعتد على الفشل ، كانت تصر على النجاح والتفوق ،فتصل إليهما بعد جهد وتعب ، تدرك تماما انه لاشيء يسير بسهولة ، وان الحياة الجميلة يستحقها المكافحون ، الكتاب إمامها مفتوح وهي تقرأ فيه بنهم ، يعرفه جميع من يدرك ان الإصرار من عوامل النجاح.. وزعت الأستاذة أوراق امتحان مادة العلوم على الطالبات، وأثنت على صاحبات الأجوبة ، الكاملة ، ومدحت اجتهادهن ، وحين وصلت الى الطالبة نجوى ، ناولتها ورقتها ، وعدم الرضا يظهر بوضوح : -أنت تتأخرين دائما في مادة العلوم ، مما يعني انك لا مبالية بمستواك - لا ، أستاذتي ، انني اهتم بكل المواد. - يؤسفني كثيرا ان أجدك تقصرين في المادة ،التي أدرسكن إياها ،وتتفوقين في المواد الأخرى ، الأستاذات يمدحن اجتهادك ، وأنا أجدك خاملة في درسي ، يشرد ذهنك في متاهات بعيدة ،ولا يبدو عليك الانتباه
- سوف ابذل جهدي - سنرى يا ابنتي ، إنني أتحداك أمام الطالبات جميعهن ، ان تثبتي جدارتك بلقب الطالبة الأولى ، ولك إن اعترف بذكائك وقدرتك إن بينت لي أنني على خطأ ، فأنت الآن لا تستحقين أن تكوني الأولى.. ترسم نجوى ابتسامة باهتة على وجهها وتسائل نفسها - ما هي أسباب تفاعسي في مادة العلوم ، وأنا المجتهدة في المواد الأخرى ، هل ان الأستاذة تتوانى في شرح مادتها، وإفهامنا إياها كما تفعل كل الأستاذات ، وأنا أجد الطالبات الأخريات يتفوقن في هذه المادة وافشل بها أنا وحدي ؟ تواصل الأستاذة حديثها : - إما انك تشردين في درسي، ولا تبذلين جهدا للقيام بالتدريبات ،التي أعطيها لكن لترسيخ المعلومة في الأذهان ، او انك عاجزة عن فهم مادة العلوم لأن ذكاءك محدود، وليس كما يظن الكثيرون ، هل سيطر عليك الغرور وجعلك عاجزة عن الوصول الى التفوق ؟ - لكني انجح دائما في مادتك .. - نجاح دون المستوى ، هل يكفيك ان تكون درجتك في العلوم ستين بالمائة ودرجاتك في المواد الأخرى بين المائة والتسعين ؟ ما نوع الخلل الذي تعانين منه ، فانا اشرح بصورة ممتازة ،والدليل درجات الطالبات والتفوق الذي أناله في تقدير الوزارة لجهودي، نهاية كل عام حين تعلن نتائج الثانوية العامة.. يحزن نجوى رأي الأستاذة بها ، فهي قد اعتادت المديح ، كلمات الثناء تنهال عليها من كل جانب ، فلماذا تجد نفسها عاجزة عن الوصول الى التفوق في هذه المادة دون غيرها ، ما الذي ينقصها وقد وفرت لها أسرتها كل عوامل النجاح الكبير ، لماذا لا تقرر التفوق وتصر على إحرازه كما تفعل دائما ، زيادة في الوقت المخصص لقراءة هذه المادة ،والعمل على التدريب المكثف للوصول الى النتائج المرضية ، لم تعد تزاول رياضتها المحببة في السير لمسافات طويلة ، نصف ساعة تكفي كل أسبوع ولثلاث مرات ، وكتابين تطالعهما في الشهر للقراءة الخارجية بدلا من أربعة كتب ،ولماذا الحرص على عدد الكتب ؟ أليس الأجدر بها ان تكون حريصة على نوع القراءات أكثر من كميتها ؟ ما زالت كلمات الأستاذة اللائمة ترن في مسمع نجوى ، سوف تضع حدا لهذا التأخر ، تقرا الدرس كثيرا ، تكثر من حل التدريبات ،تراجع حلول الأستاذة وتقارن بينها وبين الأجوبة التي توصلت إليها ، هناك بعض الاختلاف ، مما يدل إنها لم تصل بعد الى المستوى المأمول ، تعيد حل التدريبات ، الأجوبة نفسها ،, تطمئن الى مستواها ، غدا الامتحان وهي واثقة جدا من النتيجة السارة قال لها أبوها: - الثقة بالنفس عنوان النجاح ومن أهم العوامل لتحقيق ما نطمح اليه في ساعة الامتحان لا تبالي بنظرات الزميلات المستفهمة ، تنكب على الورقة ، ما ان يعلن صوت الجرس انتهاء الحصة ،حتى تستلم الأستاذة ورقة نجوى ، تصححها قبل الأوراق الأخرى بعد الاستراحة ، تسمع الطالبات صوت الأستاذة مبشرا: - مبارك لك يا نجوى ، انتصرت اليوم، انك حقا الأولى
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اتهام: فصة قصيرة
-
حلم ينبثق : قصة قصيرة
-
افشوا السلام : قصة قصيرة
-
الاعمى : قصة قصيرة
-
السفر : قصة قصيرة
-
الرحيل : قصة قصيرة
-
هل الفقر قدر ؟
-
انفصام : قصة قصيرة
-
رواية تأشيرة السعادة : الجزء الثالث والاخير
-
رواية تأشيرة السعادة : الجزء الثاني
-
العزيمة : قصة قصيرة
-
مدارسنا بين الامس واليوم
-
المتسول : قصة قصيرة
-
الوظيفة : قصة قصيرة
-
المحفظة قصة قصيرة
-
تأشيرة السعادة : رواية : الجزء الاول
-
الواقع والاحلام لا يلتقيان
-
الدليل : قصة قصيرة
-
رواية راحلون رغما عن انوفهم - الجزاء الاول
-
البديل : قصة قصيرة
المزيد.....
-
اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة
...
-
المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت
...
-
-قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم
...
-
-فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ
...
-
والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه
...
-
النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024
...
-
عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع
...
-
مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد
...
-
صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
-
ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس
...
المزيد.....
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
المزيد.....
|