أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - المخدرات في العراق. . المشكلة والحل














المزيد.....

المخدرات في العراق. . المشكلة والحل


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7614 - 2023 / 5 / 17 - 14:20
المحور: المجتمع المدني
    


المخدرات في العراق . . المشكلة والحل

لاتقتصر اضرار المخدرات على الشخص المتعاطي لها فقط ، بل انها تؤدي الى انهيار المجتمع من خلال جرائم العنف من اغتصاب وسرقة، وقتل ، اضافة الى التفكك الاسري وإشاعة الخوف والشعور بانعدام الأمن بين أفراده . وبالتالي انهيار المنظومة الاقتصادية والثقافية للمجتمع كله .

     وفي العراق وصل تعاطي المخدرات إلى مستويات قياسية ، وتحولت الى معضلة وصفها بعض الخبراء بأنها "أخطر من الارهاب"

    وتنتشر المخدرات في المدن والمناطق الفقيرة التي تعاني من البطالة فبلغت نسبة تعاطيها بين الشباب الى اكثر من 50% على حد قول الناطق بلسان وزارة الداخلية العراقية .
    وان عدد المدمنين في تزايد مستمر مما يعتبر من التهديدات الخطيرة التي تواجه المجتمع العراقي .
حيث يربط كثير من المراقبين والباحثين بين ارتفاع معدلات الجريمة والعنف  الأسري مع انتشار تعاطي المخدرات .

كما ان العدد المتزايد من حالات الانتحار في السنوات الأخيرة مرتبط أيضًا بتعاطي المخدرات .

بدأت مشكلة المخدرات في العراق  بعد الغزو الأمريكي عام 2003 ، حيث لم تشهد الأنظمة السابقة اي تعاطي للمخدرات ، وقد عمل المحتل على تسهيل ترويجها والاتجار بها كما هو ديدن كل محتل لإضعاف الشعوب ونهب مواردها .

   وتسبب ضعف الدولة وتهاونها إلى انتشارها بهذه الصورة المخيفة .

  وكانت ايران داعمة أساسية لهذه الآفة وتفاقمها ، لتسهيل السيطرة على مقدرات هذا البلد واستغلال ثرواته شأنها شأن كل محتل .
وقد فتحت حدودها مع العراق من دون رقيب ولاحسيب ، اضافة الى تسهيل الاتجار بالكبتاجون المصنع في سوريا من خلال الميليشيات التابعة لها في سوريا ولبنان والعراق .

وساعد الفساد المستشري في أجهزة الدولة على تمرير المخدرات والمؤثرات العقلية إلى معظم مدن العراق .

ومما يزيد الطين بلة انتشارها في اوساط المراهقين والطلبة في المدارس والمعاهد المختلفة . كما يتم ترويجها في المقاهي ومراكز التجميل والتدليك والأماكن المشبوهة .
ولا توجد إحصائيات رسمية منشورة للاعداد الفعلية لمتعاطي المخدرات في العراق .

وقد تسببت الميليشيات الحزبية المسيطرة على الحدود وخصوصا  الشرقية المفتوحة مع إيران والغربية مع سوريا ، في تحول العراق تدريجيا من مستهلك إلى منطقة عبور للمخدرات في المنطقة .

وفي الاونة الاخيرة قامت السلطات الامنية بعمليات مداهمة واعتقال تجار ومروجي المخدرات في مختلف محافظات البلاد وصادرت كميات كبيرة منها ، كما شهدت مدن عديدة عمليات اشتباك مسلح مع المتاجرين بالمخدرات، سقط على أثرها ضباط من قوات الأمن الوطني ، وبرغم ذلك تعذرت السيطرة على هذه الافة واحتواءها لتدخل مافيات متنفذة في حماية تجار المخدرات الكبار .

ان تعطيل العقول وتغييب الوعي باي طريقة كانت هو ديدن الاحزاب الحاكمة من اجل بقائها في السلطة وفسادها تساندها قوى دولية واقليمية لضمان مصالحها في العراق .

      ومن اسباب انتشار المخدرات وتفاقمها بهذا الشكل المخيف غياب الرغبة الجادة والحلول الناجعة لمحاربتها .
كما ان انتشار السلاح خارج سيطرة الدولة يعد من اكبر العقبات لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي اخلت بقيم المجتمع وعطلت قدرات الشباب .
    كل ذلك في ظل تزايد العوامل الاقتصادية والاجتماعية المشجعة لتعاطيها مع سهولة الوصول إلى المخدرات والمؤثرات العقلية عبر المدارس والمقاهي ووسائل  التواصل الاجتماعي المختلفة .

ولعل من اهم الوسائل الناجعة للحد من انتشار المخدرات ومكافحتها في العراق تكمن في :

1_ رسم استراتيجية وطنية لمكافحة المخدرات واقرار تشريعات عقابية رادعة ومحاكمات جادة للمتاجرين بها ومروجيها .

   2_ إنشاء مراكز لعلاج الأشخاص المدمنين ، وتنظيم برامج علاجية  سواء في المستشفيات أو في العيادات الخارجية وتقديم المشورة لهم ومساعدتهم للتغلب على آفة الإدمان .
3_ نشر الوعي وخصوصا  في اوساط الشباب في الجامعات والمدارس للتوعية بآثارها النفسية والجسدية المدمرة ، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والندوات ووسائل الاعلام المختلفة لشرح اضرارها .

4_ تنشيط القطاع الصناعي الخاص لتوفير فرص عمل للشباب وتحسين بيئة الاقتصاد للحد من الازمات والاسباب الدافعة لتعاطي المخدرات .

5_ ضبط الحدود لمنع تهريب المخدرات ، من خلال تطبيق التقنيات الحديثة من كاميرات ومعدات ليزرية وغيرها ، مع زيادة قوات حرس الحدود ودعمها بالأسلحة الحديثة وطائرات الدرون .

6_ حصر السلاح بيد الدولة ، والحد من عسكرة المجتمع ، وفوضى الشوارع من مسلحين يدعون انتماءهم لبعض الفصائل الحزبية، مع سيارات دون لوحات تسجيل . والتي اخلت بهيبة الدولة. وجعلت عصابات المخدرات والمهربين تصول وتجول دون خوف من رجال القانون .

7_ فرض رقابة مشددة على البنوك والتحويلات الخارجية للحد من غسيل اموال المخدرات والتعاون والتنسيق مع الجهات الدولية ذات العلاقة بتتبع الاموال .
واخيرا فان مكافحة آفة المخدرات المتعاظمة في العراق وفق اسلوب علمي مبرمج تحتاج الى ارادة حقيقية في فرض هيبة الدولة ، ووحدة اتخاذ القرار .

.



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق لعودة سوريا الى الجامعة العربية . هل هي سالكة
- العودة إلى صراع الجنرالات في السودان
- أهمية التدريب
- تهافت الاعجاز العلمي للقرآن
- اصلاح النظام المصرفي في العراق
- الانفراج السعودي الإيراني هل سينهي ازمات المنطقة؟
- في بلداننا أصبح نضال المراة اكثر تعقيدا
- مائة عام من النضال ومازال النفوذ الاجنبي مستمرا
- تحول العراق الى دولة ريعية
- المبالغة في الترويج للمثلية
- احتمالات المواجهة مع ايران
- تفشي ظاهرة العنف ضد الأطفال
- كأس الخليج . . هل سيعيد العراق الى محيطه العربي؟
- الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق
- التجارب المريرة للاخوان المسلمين
- عمليات التجميل . . تقليد اجتماعي ام هوس
- العدالة المفقودة والافلات من العقاب
- في العراق يحاولون اسكات الصوت الحر
- الديموقراطية في العراق.. لاتبادل سلمي للسلطة
- تأثير الاعلام الامريكي على صياغة الرأي العام


المزيد.....




- احتكار المساعدات وتجريف الزراعة وقتل الصيادين.. كيف صنعت إسر ...
- الأمم المتحدة: الجوع وسوء التغذية بلغا مستويات غير مسبوقة في ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية
- القيادي شديد: اعتقال السلطة لمقاومين بالضفة اصطفاف مع الاحتل ...
- عبر تذاكر مجانية.. مبادرة مصرية لإعادة اللاجئين السودانيين م ...
- أوكرانيا تتهم مسؤولا في مكافحة الفساد بالتجسس لصالح موسكو
- تزايد أعداد الوفيات وتحذيرات من اتساع نطاق المجاعة في غزة
- الأمم المتحدة: آخر شريان يُبقي الناس على قيد الحياة في غزة ي ...
- الأمم المتحدة للجزيرة: يمكننا إطعام الناس لكن إسرائيل لا تفي ...
- الجزائر معدن الخسائر


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - المخدرات في العراق. . المشكلة والحل