ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 7613 - 2023 / 5 / 16 - 12:21
المحور:
الادب والفن
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في تاريخ العراق المعاصر ، والممتد منذ ما يزيد عن (100) سنة ضحايا للفكر الحر وللحرية الفكرية نذروا انفسهم لأداء رسالة ، والرسالة بالطبع تنويرية كانت تهدف الى انتشال المجتمع العراقي من جهله وأُميته الفكرية وطغيان حكامه أيا كانوا ومهما اختلفت تصوراتهم . حرية الوطن وسيادته لاتأتي ابدا على طبق من ذهب بل تحتاج الى كفاح ، ومجاهدة ، وقول سديد ، وآراء صائبة . الزهاوي الشاعر الكبير هاجموه حتى في بيته وحاولوا الاعتداء على اهله . لكنه ظل الزهاوي المفكر المتنور ، والشاعر المتحرر ..الجواهري شاعر العرب الاكبر نال ما نال من نوري السعيد وعبد الكريم قاسم وما بعدهما لكن ظل هو الجواهري ، وظل هو الزهاوي ، ويظل هو عزيز السيد جاسم ايقونة الثقافة العراقية المعاصرة ، وصوت الفكر ، والتجديد صوت الفقير ، والمضطهد صوت العامل ، والفلاح العراقي صوتنا صوت المثقفين ،وسيظل الصوت هادرا .. سيرتفع تمثاله وسط بغداد ، وسيطلق اسمه على ارقى جامعة ، وستدرس كتبه ، ومقالاته ، هو كتب من اجلنا من اجل العراق لذلك لن ينال منه القيل والقال شيئا .من حق الجميع ان يكتبوا عنه وان يتحدثوا عن كتبه وما جرى لبعضها ؛ فهو ملكنا ملك العراقيين اتفقنا معه أم اختلفنا لاضير .. لكنه يظل عزيز السيد جاسم المناضل والكاتب والمفكر المتنور الى ابد الابدين ، وارجو ممن يحبه ويقرأ له ان يدرك انه ملك العراقيين ، وملك الوطن العربي ، وملك الانسانية .ليس ثمة حاجة للحزن بل ثمة حاجة للاستذكار ؛ فهو شهيد الفكر الحر هو حلاج العصر ، وهو جورنادو برونو العصر انه قدر من يقول الحقيقة ولابد ان يستشهد لكي ينير الطريق لاتبتأس يا حيدر ؛ فوالدك ملكنا جميعا ، ملك الاحرار ، والثوار ، والتاريخ لن يتجاوزه ابدا .نم عزيز السيد جاسم ، نم بطمأنينة ؛ فلقد زرعتَ وزرعُكَ يُحصد اليوم ويُحصد غدا ...........
الموصل 4-4-2021
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟