أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - تركيا: سقوط الإسلام السياسي














المزيد.....

تركيا: سقوط الإسلام السياسي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7612 - 2023 / 5 / 15 - 19:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


(لو دامت لغيرك ما آلت إليك)
ثمة الكثير من القراءات والدروس والعبر والمعطيات التي تـُستشف من، والتي أفرزتها الانتخابات التركية التي جرت يوم 14 أيـّار/ مايو الحالي، والتي أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك، حالة استقطاب حادة يعيشها هذا البلد، الذي يشهد انقساماً شاقولياً، وصراعاً شرساً، ليس طبقياً ولا ذا صبغة طائفية أو حزبية أو دينية، إنما تكشف طبيعة الانقسام والصراع تجاذباً بينياً قوياً حول هوية ومصير ومستقبل تركيا بين مجتمع ودولة علمانية مثـّلها مرشح حزب الشعب الجمهوري "النصيري" (العلوي)، كمال كليتشدار أوغلو، ويقال أنه من أصول كردية إيرانية، وبين سلفية دينية إخوانية أممية رفع لواءها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، القومي الطوراني "العثماني" زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ حوالي العقدين من الزمن. ولعل أبرز المعطيات التي أفرزتها الانتخابات هي انتفاء النزعة الطائفية وغيابها عن الصراع والتي كانت، ويا للمفارقة، لصالح أردوغان، وخدمته وهو الذي حاول فرض قيم سلفية ما قبل علمانية سعى العدالة والتنمية الترويج لها والاتجار بها، وأن يظهر نفسه كـ"خليفة" وزعيم ديني و"أسداً للسنة"، (حسب أحد الألقاب المحببة لديه)، فقد نال أردوغان غالبية أصوات إقليم "هاتي" (لواء اسكندرون)، التي تقطنه أغلبية نصيرية حيدرية "علوية" من أصول سورية، فيما صوّت سكان سنة علمانيون ووطنيون قوميون أتراك للعلوي وربما "الكردي" كليتشدار أوغلو، ما ينفي أي بعد ونزعات طائفية ودينية وينزعها عن هذا السباق الرئاسي، وهذا يؤكد على وطنية الانقسام والخلاف فالاستقطاب القائم، كما تبين، هو حول مكانة ودور وهوية وسمعة تركيا كقطب إقليمي، بغض النظر عن السياسات الهوجاء الكارثية التي ارتكبها أردوغان والتي أبرزت هذه المعطيات ودفعتها للواجهة بقوة.
الأمر الآخر، وفي قراءة ما، وربما الأكثر أهمية، وبغض النظر عن مواقف كثيرين من أردوغان ومن الاحتلال والعدوان التركي والعثماني التاريخي (فتوحات قريش الاستعمارية الإجرامية) المرفوضة لسوريا سابقاً ولاحقاٍ وتحت أي شعار، ومبرر، وأيا كان المحتل، حتى لو كان مؤسس الإسلام نفسه فالعدوان والاحتلال واحد، ولا يفقد صفته العدوانية والإجرامية، ومع الوقوف على الحياد التام من جميع مرشحي الانتخابات التركية، أي عدم الاصطفاف مع أي مرشح رئاسي حالي، وحقيقة، وشخصياً، كنت أتمنى وجود مرشح مسيحي أو غير مسلم على الأقل (بوذي، هندوسي، سيخي، ملحد) لأقف معه وأؤيده، وفق معايير محددة طبعاً أخلاقية ووطنية وقانونية، فأي واحد من هؤلاء هو أفضل من أفضل أي مرشح مسلم، فلا يمكن، حقيقة، الائتمان لمسلم سياسي، أو الوقوف مع مرشح مسلم أو تابع لأي فصيل من فصائل وطوائف قريش المتكارهة والمتباغضة، والعنصرية، فكلهم سواء ويحمل وينهل من نفس ثقافة التكفير والإقصاء والاستبداد الصحراوية، ويؤمن بها بنسب متفاوتة، طالما لم يعلن رفضه لها وإلحاده، علناً، ومع ذلك كله، فإنه لا يمكن لي إلا ان أرفع القبعة لما شهدته الانتخابات من نزاهة وعدم قدرة أي من الفرقاء المتصارعين على المضمار الرئاسي، على تزويرها او حسمها وهذا يدلل على نزاهة حقيقية و ديمقراطية راسخة وقانونية وشرعية لا يمكن نكرانها لهذه الانتخابات وبالتالي لا يمكن التشكيك بنتائجها أو مصداقيتها ومهنيتها أبداً، وهي تعبر عن رسوخ العلمانية وتجذر الديمقراطية هناك وبغض النظرة مرة اخرى عمن سيكون الفائز فيها ولا يمكن إغفال التزام أردوغان بالقوانين التركية والدستور التركي وحفاظه على قانونية وحسن سير العملية الانتخابية وهو يعلم علم اليقين أن التشبث بالسلطة والاستكلاب والاستقتال على المنصب ومحاولة البقاء فيه أمر عبثي ولا طائل منه مهما طال الزمن، ومهما عظم وكبر شأن الرجال، واستبد الحكام، مسلـِّماً بقوانين اللعبة وشروط العملية الانتخابية، ومؤكداً، في الوقت نفسه، على على المقولة الخالدة المعروفة: " لو دامت لغيرك لما آلت إليك"، وحسبه هذا الوعي وهذا العرفان، فحتى لو خسر اردوغان، وخرج من المشهد كلياً، فهو فائز ومنتصر لأن الديمقراطية هي من أخرجته وبانتخابات حرة نزيهة ولم يزوّر الانتخابات ولم يتلاعب بها ولم يخرج بانقلاب عسكري أو بدبابة وهذا أمر جدير بالاحترام بغض النظر عن رأينا بالرجل وتاريخه فالقضاء المختص هو من يحاسبه.
يفقد الإسلام السياسي، بقناعه الإخواني، زخمه على نحو مضطرد، فهذه النسبة الانتخابية تشكل تراجعاً كبيراً للإخواني الأممي أردوغاني، وحقيقة هي هزيمة بكل ما للكلمة من معنى، وبذا يتوالى سقوط أنظمة الإسلام السياسي المتأخونة في المنطقة حيث لم تغب الشمس بعد عن السقوط المدوي والمذل لإخوان تونس "النهضة"، والقبض على زعيمه الإرهابي غنوشي، حتى استفاق "التنظيم" على كابوس وضربة قوية وشبه هزيمة جديدة للطيب أردوغان الذي كان يحلم ويأمل بنصر حاسم وسريع على زعيم الحزب الجمهوري...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة دولة الرسول
- استراتيجية تعويم الغباء
- تأسيس البعث: قبيلة قريش التي صارت دولة
- لماذا لا يُطلب الرؤساء الغربيون ل-لاهاي- مثل البشير وبوتين؟
- سوريا: هل كانت ثورة وطنية أم غزوة طائفية؟
- فلسفة ال-كارما- وزلازل تركيا
- سقوط دولة المخابرات
- لا لعالم متعدد الأقطاب؟
- خرافة وكذبة ثورة البعث
- من وصايا وتعليمات الإمبريالية والماسونية لقبيلة قر
- ماذا فعل المستعربون في -شامستان- عرين الاستعراب؟:
- مسلسل-سيّدهم-معاوية: استمرار صراع بني هاشم وبني أمية
- تقديس وتلميع الزعيم: أهم استراتيجيات النظام الفاشي
- حزورة فزورة بس إلك يا شطورة: (من يضحك على من)؟
- بشرى للمقاومين: متى ستنتصر قريش على قريظة؟
- هل تطمح بوظيفة عامة: إليك المرشد والدليل؟
- الإله البخيل الشرّير
- قريظة وهدف قاتل في مرمى قريش:
- كبيبات القداس
- عرب ومستعربون


المزيد.....




- رئيس مجلس النواب الأميركي يتحرك لدعوة نتانياهو لإلقاء كلمة ب ...
- العلماء الروس يبتكرون مسيرة جوية على هيئة طائر تنقل 100 كيلو ...
- بعد ضبطه وبحوزته 55 ألف دولار.. إخلاء سبيل مصمم أزياء مصري ش ...
- كيف يمكن تجنب تجاعيد النوم؟
- بلينكن: لست متأكدا من أن إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات مقابل ...
- أمل كلوني: أؤيد الخطوة التاريخية التي اتخذها المدعي العام لل ...
- بايدن يتهم ترامب باستخدام -لغة هتلر-
- المغرب.. السجن النافذ والغرامة لمستشار وزير العدل السابق في ...
- -رويترز-: إيرلندا ستعلن الأربعاء اعترافها بدولة فلسطين
- تشييع جثمان حسين أمير عبد اللهيان يوم الخميس


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - تركيا: سقوط الإسلام السياسي