أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال نعيسة - لا لعالم متعدد الأقطاب؟














المزيد.....

لا لعالم متعدد الأقطاب؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7546 - 2023 / 3 / 10 - 18:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



في أعقاب كل حرب، ومع اندلاع كل صراع، ومع الهجوم والإغارة في أية غزوة، ينبري رهط من "المعلكين" الاستراط...يـــن، للترحيب بالعدوان والقتل والاحتلال وسفك الدماء تحت يافطة وتبرير و"أعلوكة" ضرورة سحب البساط من تحت العالم الغربي المنفرد بزعامة القطبية العالمية، والسعي لإيجاد وخلق عالم متعدد الأقطاب "قطبي" يساهم جنباً إلى جنب مع العالم الغربي أو ما يسمى بالاستراتيجيا بـ " Western Hemisphere" وهو طبعاً غير شركة حوالات الـ "Western Union" (ويسترن يونيون) التي رفعت الحظر عن منكوبي الزلزال الأخير وأعفتهم من رسوم التحويلات المالية لمناطق الكوارث، في بادرة إنسانية قل نظيرها من هؤلاء "الإمبرياليين"، و"الكفار"، والعياذ بالله، فيما فرض دعاة التعددية القطبية، والقضاء على الإمبريالية، أتاوات وخوات وضرائب باهظة على منكوبي الزلزال الذي كانوا بحاجة لإجراء دراسات هندسية وإنشائية لبيوتهم المتصدعة والآيلة لسقوط، فيما لا زال المواطن والعامل المسكين المهاجر بتعرض للابتزاز والسرقة على حدود دعاة التعددية القطبية ويرغم على دفع رسم باهظ لزيارة "ست الحبايب" في شيخوختها وإلقاء نظرة وداع أخيرة عليها، أو أن أحب زيارة قريته والتمتع برؤية مراتع الطفولة وذكريات الشباب قبل أن "يطفش" من دعاة العالم القطبي المتعدد. فهل تصدق أن هؤلاء يطالبون بإدارة العالم؟ يا ويلي على ذلك العالم عندها وماذا سيفعلون بالشعوب المرفهة والتي تنعم بالحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان؟
لا يمكن لمنصف، وبشكل عام ومن دون الدخول في تفاصيل وجزئيات، أن ينكر تفوق وتقدم الغرب الإمبريالي، ونجاح تجربته في إدارة تلك المجتمعات، وأنه أصبح قبلة ومحجة للأحرار وعشاق الحرية والعيش بكرامة واستقرار في ظل دول ومجتمعات يحكمها القانون والدستور، وفي المقابل فشل وسقوط وانهيار المنظومة الديكتاتورية العسكرية البوليسية الاستخباراتية العائلية الوراثية في إدارة مجتمعاتها بالحد الأدنى المقبول، وتحولها لمجرد زرائب وحظائر وإسطبلات وجحيم لكل من يعيش بها، وعدم قدرة دعاة القطبية على تحقيق أية قفزة نوعية وتقدم وإنجاز بأي مجال، لا بل لقد أنهوا وقضوا على ما كان من إنجازات.
ومن هنا تبدو الدعوة لعالم متعدد القطبية من قبل هؤلاء، وبعدما فاحت رائحة تجاوزهم للقانون الدولي وانتهاكهم لحقوق الإنسان وتمسكهم بالحكم المطلق ورفض الديمقراطية وتداول السلطات الآفاق، ابتزازاً للمجتمع الدولي للاعتراف بأنموذجهم وشرعنة كل ما يقومون به من تدمير وتخريب وإرهاب منظم وتهجير جماعي لشعوبهم واضطهادهم الممنهج لكل المكونات تحت شعارات طنانة رنانة وبراقة تمارس تحتها كل فنون التنكيل والظلم والقهر واستباحة الدولة ومؤسساتها والقضاء على أي شكل من أشكال النظم الحديثة والعدالة والمساواة وسيادة القانون ومحاربة لكل قيم العصر وتخوينها وتجريمها باعتبارها نزعات "ليبرالية" وإمبريالية خبيثة وشريرة.
فالنظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب الذي يبشر ويروج له مؤدلجون ومستعربون ومقاومون وعروبيون وإخوان وسلفيون ودوا. عش من أصحاب ورواد ودعاة المشروع الظلامي التوتاليتاري البدوي الصحراوي تحت زعامة وقيادة قياصرة الكريملين يعني، ببساطة، حصانة وتكريسا لنهج أنظمة الطغيان والديكتاتوريات العسكرية البوليسية العائلية الوراثية والاستبداد وعبادة الفرد والزعيم الإله وحكم العصابات والمافيات والحزب الواحد وانتهاك الحريات وحقوق الإنسان والاعتراف بالفاشيات الأوليغاركية القائمة كأمر قائم وإعطاءها الضمانات وشرعنة وجودها وبقائها ومنع تعرضها للمساءلة القانونية أو توجيه النقد لها او خضوعها للعقوبات الأممية كنتيجة لتجاوزها للقانون الدولي وممارسة الفظائع في بلدانها ضد شعوب عزلاء مغلوب على أمرها والتحكم بالقرارات الدولية وتعطيلها واللعب بها وتوظيفها خدمة للطغاة وانظمتهم الكرتونية...أي ببساطة كي تتعايش الديكتاتوريات جنباً إلى جنب مع الديمقراطيات.
عملياً، ومفهوم القطبية الجديد، وكما يبدة، هم يطالبون بحصة مضمونة من العالم، وتوسيع نطاق نفوذهم وعملياتهم، وإدارة العالم، بالتساوي، ومناصفة مع الغرب، وفرض سلطتهم وقوانينهم وإدارتهم الرثة الالية حتى على الشعوب الغربية فيما لو حاولت انتقادهم والاعتراض على سياساتهم وانتقادهم والتعرض لهم كما يفعلون ببلدانهم وشعوبهم واعتقال وتغييب النشطاء والأحرار وزجهم حتى الموت بالمعتقلات، هذا هو العالم القطبي المتخيل والمرجو. لكن، لا أعتقد، وبالمطلق، أنه سيكون، لا اليوم، ولا مستقبلاً، أي مكان لدعاة القطبية الجدد هؤلاء، بنسختهم وأنموذجهم الرث المبتذل الاستبدادي البوليسي المافيوزي المخابراتي الفاشي الفردي المطلق، ولن يكتب أي نجاح لمحاولة طرق أبوب الدول العظمى واحتلال أي مكانة فيها ولم يفلح هؤلاء في إدارة مجتمعاتهم ورقيها وتقدمها والحفاظ عليها، فما بالك بقيادة ورعاية وإدارة عالم كامل؟ والسؤال الأهم هل هؤلاء مؤتمنون على، ومؤهلون لإدارة مجرد عش عصافير؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة وكذبة ثورة البعث
- من وصايا وتعليمات الإمبريالية والماسونية لقبيلة قر
- ماذا فعل المستعربون في -شامستان- عرين الاستعراب؟:
- مسلسل-سيّدهم-معاوية: استمرار صراع بني هاشم وبني أمية
- تقديس وتلميع الزعيم: أهم استراتيجيات النظام الفاشي
- حزورة فزورة بس إلك يا شطورة: (من يضحك على من)؟
- بشرى للمقاومين: متى ستنتصر قريش على قريظة؟
- هل تطمح بوظيفة عامة: إليك المرشد والدليل؟
- الإله البخيل الشرّير
- قريظة وهدف قاتل في مرمى قريش:
- كبيبات القداس
- عرب ومستعربون
- خرافة الخلق وكذبة آدم وحواء
- غزوة المونديال
- نكبة عمر أبو ريشة: لا مكان لأمته بين الأمم المحترمة
- لماذا كل ملائكة الله عبرانيون وإسرائيليون؟
- بوتين: أي نظام عالمي؟
- خرافة الشعب السوري الواحد
- مفهوم المواطنة واللا مواطنة عند بدو قريش
- أمة عربية واحدة: ذات رسالة خالدة


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال نعيسة - لا لعالم متعدد الأقطاب؟