أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - الحروب العبثية في المنطقة














المزيد.....

الحروب العبثية في المنطقة


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 7610 - 2023 / 5 / 13 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الضربة الاستباقية في الحروب كما هو معروف تشل قدرات العدو قبل بدء المعركة وقد وصفها اغلب القادة العسكرين بانها تحقق نصف النصر لما لها من تأثير على قدرات العدو وخصوصاً حينما يحصل تدمير كبير لقوات الطرف المقابل، كما حصل في حرب 1967 حينما ضربت اسرائيل اغلب المطارات العسكرية المصرية وادت الى شل او تحييد الطيران المصري مما جعل القوات البرية بدون غطاء جوي ومعروف كيف ادى ذلك الى حسم المعركة لصالح الكيان الصهيوني .. بينما نحن اليوم نعيش نوعين من الحروب النوع الاول بين دول او بين طرفين احدهما معتدي ومحتل لاراضي الطرف الاخر كما هي الحروب بين العرب واسرائيل، والتي تحول مسارها الى حرب بين مصر إسرائيل، ومن ثم صراع فلسطيني إسرائيلي الى ان وصل الحال الى صراع بين حماس والجهاد الاسلامي من جهة واسرائيل من جهة اخرى .. هكذا تم تحجيم الصراع العربي الاسرائيلي الى ان احتوت ايران حماس والجهاد وحولت الصراع من معركة قومية الى معركة طائفية واثنية دينية أفقدت القضية الفلسطينية بعدها السياسي والتاريخي وأدخلت المنطقة في صراعات مذهبية ادت الى تجزئة المقاومة الفلسطينة الى فصائل عقائدية حتى بات البعض منها اكثر ولاء لايران من فلسطين .. وبذلك تفاوتت القوة بين العرب والاسرائيل وغابت كلمة الحرب واصبحت مناوشات لا تغني ولا تسمن جوع يدفع ثمنها المواطنيين الامنيين، مما يعني ان تلك المناوشات لم تحسم الحرب لصالح من يبدأ الحرب وفق نظرية الضربة الاستباقية نظراً لاختلاف موازين القوى، بل اصبح البادئ في الضربات هو الخاسر الاكبر لان الضحايا بالدرجة الاولى من المدنيين لهذا يمكن تسمية هكذا حروب بالحروب العبثية التي تحركها العواطف لما يصاحبها من مزايدات اعلامية على حساب الواقع وما ينتج عن هذا الواقع من خسائر غير متكافئة سواء بين المدنيين واغلبهم من الشيوخ والنساء والاطفال او في البنى التحتية والمنشات المدنية والمباني السكنية التي تتكبدها غزة كل مرة من جراء رد الفعل الوحشي الاسرائيلي، وهناك من يروج اعلامياً بانه كسب الحرب مجرد ان صواريخه دكت اراضي العدو، دون مبالات لما يحصل في الميدان من دمار، أكيد لا احد من ابناء غزة يريد هذا النصر على حساب دماء الناس الابرياء وقادة الخط الاول للمقاومة وعوائلهم وأبنائهم اما في قطر او في بقاع اخرى من العالم .. هذة الحقيقة التي تتعرض لها غزة الصابرة ولكن هذا لايعني بأنها دعوة لكسر المعنويات والتسليم للكيان الصهيوني لانه الاقوى لكونه ماسك الارض وبيده السلاح الفتاك وانما مستلزمات القوة لا تنبع من عنجهية كلامية ولا مهاترات اعلامية ولا مزايدات تجارية بل الاولى وحدة الصف الفلسطيني وتوحيد كلمة الفصائل الفلسطينية بعيداً عن الولاءات الاقليمية والمصالح الشخصية ليتسنى تحديد اساليب المواجهة وفق البعد القومي للصراع .. اما النوع الثاني من الحروب الذي يتمثل في حروب الاخوة الاعداء حيث كثر هذا النوع من الحروب في منطقتنا العربية كما هو الحال في سوريا ولبنان وليبيا واليمن وجميعها حروب ناتجة اما عن تحريض قوى اجنبية او مشاحنات طائفية او صراعات على السلطة كما يحصل اليوم في السودان، وبمثل هكذا صراعات تفتح الباب للتدخلات الاجنبية من خلال المبادرات الدولية والوساطات الاقليمية التي تنتهي اما بتقسيم الوطن او تفاهمات على تقاسم السلطة بين الاطراف المتنازعة التي سببت اضعاف الوطن وازهاق ارواح الالاف من الناس واهدار المليارات من الدولارات ودمار مدن وتشريد شعوب .. بمعنى مثل هكذا حروب لا تعدو سوى صراعات من قبل أناس ارتضت ضمائرهم ان يخربوا اوطانهم لمجرد ان بيدهم مكامن القوة والسلاح وشاء القدر ان يكونوا قادة عسكرين يتحكموا بقطاعات عسكرية يحركونها حسب اهوائهم بدعم من هذا الطرف او ذاك لان هذا النوع من المتصارعين لا يعدو سوى ثيران يراهن عليهم المقامرون ويمدونهم بالمال والسلاح ثم يطالبوهم في استراحة محارب بعقد هدنة او إرضائهم بتقاسم السلطة بعد رهن اوطانهم للاجندات الاجنبية .. وهنا لابد من التسائل الى متى يستمر هذا الحال لتكون الشعوب محرقة والاوطان ممزقة من اجل قادة جاء بهم القدر في غفلة من الزمن ليتحكموا بمصائر دولهم وشعوبهم في سبيل مصالحهم الشخصية ويشعلوا الصراعات للاستحواذ على السلطة والمال والنفوذ في حروب عبثية ليس من ورائها الا العار والدمار .



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العربية تكافئ قاتل الشعب السوري
- مشكلة اليمن أهم المخاطر التي تهدد الاتفاق الايراني السعودي
- من المستهدف في النزاع العسكري الحاصل في السودان
- المؤشرات الموضوعية لتقييم الاتفاق السعودي الايراني
- معايير الربح والخسارة لكل من السعودية وايران جراء الاتفاق ال ...
- الاتفاق السعودي الايراني جعل قنبلة ايران النووية في الملعب ا ...
- ما حقيقة تقاطر الوفود البرلمانية الى سوريا
- ماذا تعني زيارة الرئيس بايدن الى كييف
- الاسراء والمعراج في دائرة العلم
- الضربات على ايران .. هل هي استراتيجية ردع أم رسالة تحذير
- انتهت الفرحة وعدنا الى المعانات
- سيرة المرحوم الدكتور رياض القيسي السياسية والقانونية
- عرس خليجي عربي في البصرة اثار حفيضة الفرس
- هل اقتراب العرب من الصين يعني الابتعاد عن امريكا
- مباحثات الاتفاق النووي وفق مستجدات الانتفاضة في ايران
- مخرجات الانتفاضة في ايران والنفاق الدولي
- لقد بدأت مرحلة الاستعمار الايراني المباشر
- أميتو الباطل بالسكوت عنه
- ما يجري في العراق توظيف العقائد الدينية في صراع النفوذ
- هل مداهمة منتجع ترامب ضمان لعدم خروج امريكا من الاتفاق النوو ...


المزيد.....




- بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة ...
- تركي يطعن شرطيًا إسرائيليًا في البلدة القديمة بالقدس.. وتركي ...
- مراسلتنا في لبنان: قتلى وجرحى جراء انفجار في مطعم بالعاصمة ب ...
- -فتح- و-حماس- تصدران بيانا مشتركا
- ترامب: إذا عدت إلى البيت الأبيض فسوف أحاول مساعدة أوكرانيا و ...
- بوغدانوف يؤكد على ضرورة حل الأزمة السودانية داخليا دون تدخل ...
- تحقيق بي بي سي: وثيقة سرية تقول إن قوات الأمن الإيرانية تحرش ...
- العدل الدولية ترفض اتخاذ إجراءات عاجلة في دعوى نيكاراغوا ضد ...
- بالفيديو.. مهرجان البالونات الطائرة في بيرسلافل-زالسكي الرو ...
- العدل الدولية ترفض اتخاذ إجراءات عاجلة ضد ألمانيا في دعوى رف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - الحروب العبثية في المنطقة