أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - لماذا كفرت بثورات الشوارع العربية!؟














المزيد.....

لماذا كفرت بثورات الشوارع العربية!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 7608 - 2023 / 5 / 11 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبّرت في مقالة سابقة عن ابتهاجي بعودة سوريا للصف العربي بالرغم من معارضة امريكا وقطر!، فقال لي قائل: (وماذا عن ثورات الربيع التي كنت ممن أيدوها حتى النخاع!؟ هل انقلبت عليها وكفرت بها؟؟)
وجوابي: إن ما جعلني أكفر بالجمهوريات العربية الفاشلة والفاسدة التي اطاح بها تسونامي الشوارع العربية، هو السبب ذاته الذي جعلني أكفر بما كان يعرف بالربيع العربي!!

إنه (الزيف) و(التزييف) و(الانانية) و(العطش للسلطة) و(غياب العقل والعدل والرشد السياسي) !! فكلاهما وجهان لشيء واحد!!، نفس الأمراض ونفس الاعراض!!، فالمعارضات العربية ورثت امراض الانظمة العربية الفاسدة والمستبدة والفاشلة!!

* * *
صحيح انني ممن أيد هذه الثورات حتى من قبل ولادتها، اي منذ ان كانت أجنة في بطون امهاتها ، وكنت في كل مقالاتي واشعاري ابشر بهذا المولود القادم!!.... لكني لم أؤيدها، حبًا في الثورات كثورات والسلام في حد ذاتها!!، بل أيدتها كمدخل لتحقيق (الحريات الديموقراطية الليبرالية) كأساس ومدخل للنهوض بمجتمعاتنا العربية التي عطلت نموها موجة الشمولية الديكتاتورية من جهة ، وموجة الأصولية الدينية من جهة اخرى!، اللتان كان لهما دور اساسي في اجهاض المرحلة الليبرالية الوليدة التي أعقبت عهد الاستقلال مما أدى الى تعطيل حركة النمو الطبيعي لمجتمعاتنا الى درجة الجمود ثم التعفن!!، تعفن القلوب وتعفن العقول!، وتعفن الدولة والمجتمع!، ولكن - بعد كل هذه التجربة الكبيرة والمريرة والخطيرة - اكتشفنا بالتجربة الحسية الملموسة ان معظم من شاركوا في هذه الثورات من العامة والخاصة، اي من عموم الشعب وخصوص النخب، ليس لديهم لا (ايمان حقيقي وعميق بالديموقراطية الليبرالية) ولا (تصور صحيح وفهم دقيق لهذه الديموقراطية!!)، ولا عندهم (تصور عقلاني رشيد للبديل عن الانظمة الفاشلة والفاسدة التي اطاح بها تسونامي ثورات الشوارع العربية)!!، فلا (الاسلاميون) الذين شاركوا بكل قوتهم في هذه الثورات يملكون هذا الإيمان وهذا (المشروع الرشيد البديل) ولا (النخب السياسية العلمانية او الوطنية او القومية) كذلك!!... ولهذا انتهت هذه الثورات الى طريق مسدود والى حال سقيم، وفشل عميم، والى فوضى عارمة مدمرة، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم!

إذن، والحال هذه، فهل من العقل والحكمة والرشد السياسي أن نستمر في التمسك بهذا الجسم الميت المتعفن الذي اسميناه (الربيع العربي)) الى الأبد ونظل نلهج بحمده ليل نهار كما لو انه (اله معبود) مجيد!!؟؟ هل هذا منطقي ومعقول!!؟؟ فحتى التحركات والثورات الشعبية التي تلت هذا الربيع المزعوم بعد عدة سنوات فيما يشبه الموجة الثانية لتسونامي ثورات الربيع العربي في الجزائر والسودان والتي نجحت في اسقاط (شخص الرئيس) فيهما لم تنجح في اقامة (البديل السياسي والحضاري الرشيد)، وبالتالي (عادت حليمة الى عادتها القديمة، العقيمة والذميمة)!!، بل حتى تونس التي كانت هي (أم تلك الثورات) والتي حسبنا انها هي النموذج الثقافي والحضاري الأمثل للتعايش العقلاني الرشيد بين الاسلاميين والعلمانيين انتهت الى صراع صبياني اناني جنوني سخيف انتهى الى انقلاب رئيس الجمهورية على البرلمان والقوى السياسية والعمل على توطيد ديكتاتورية شمولية جديدة كما تشاهدون!!، اذن، هل بعد كل هذه الحقائق المريرة وكل هذه النتائج الكبيرة على الارض نستمر في النفخ والصفير في أذن جسم هذه الثورة التي لفظت انفاسها الاخيرة على يد شركاء الثورة من الاسلاميين والعلمانيين والنخب السياسية الفاشلة والفاسدة!!؟ هذا غير معقول!!

الصحيح هو ان ان نبحث عن طريق آخر غير ثورات الشوارع الهوجاء والمدمرة، وغير مشروعات الاصولية الدينية والاصولية العلمانية (الطوباوية)... فما هو هذا الطريق !؟؟ .. الجواب: هو طريق الاصلاح الشامل ، الاصلاح الليبرالي العميق والمتدرج والسلمي والهادي، الاصلاح الفكري والثقافي والسياسي، الاصلاح الديني والاخلاقي، وكذلك البحث عن نظام الحكم والإدارة المناسب لكل بلد عربي والذي يناسب طبيعته الاجتماعية والثقافية وتركيبته السكانية والجغرافية بحيث تتحقق في ظله (الموازنة الذهبية الصعبة) بين المطالب الأساسية الثلاث؛
(١) مطلب الوحدة والاستقرار والازدهار الاقتصادي من جهة، (٢) ومطلب الديموقراطية الليبرالية من جهة اخرى، (٣) ومطلب المحافظة على الهوية الاسلامية والعربية لهذه الدول والاقطار من جهة ثالثة، وهذا هو الطريق!!



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بريطانيا دولة (علمانية) حقًا !!؟؟
- لو كنتَ..؟ (خاطرة شعرية/فيديو)
- الاسلام الليبرالي هو الحل لا الأصولية ولا العلمانية
- ما يجري في السودان واصابع نظريات المؤامرة!؟؟
- ما هو نظام الحكم المناسب للعرب خلال عمرهم السياسي والحضاري ا ...
- الرجل الذي حاول قتل ضميره !؟
- السعودية تعود لممارسة دورها العربي اللائق بحجمها كأهم دولة ع ...
- جيوش جمهورياتنا العربية حماة الوطن أم لصوص الوطن!؟
- الله ينصر دولة العدل ولو كانت كافرة !؟
- السياسي والغرام!؟
- وجهًا لوجه مع (الخنزير) لأول مرة في حياتي!؟
- السعودية تخفض انتاج نفطها رغم أنف أمريكا!؟
- الملاحقات القضائية، هل ستضر (ترامب) أم ستخدمه!؟
- هل اسرائيل دولة ديموقراطية!؟
- هل هناك شعور لدى العرب بأنهم أمة واحدة؟؟
- الثورة ظاهرة طبيعية لا علاقة لها بالمستوى الثقافي والحضاري ل ...
- ما الغرض من تبني حماس لهجوم (تل بيب) وما الجدوى!؟
- ما هي فرص العودة للملكية البرلمانية في ليبيا؟؟
- عندما ينقلب (المثقف) إلى (....) سياسي!!؟
- إنقاذ الاسلاميين في تونس يمر من ليبيا!؟


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - لماذا كفرت بثورات الشوارع العربية!؟